أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟














المزيد.....

هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إيه أرض السواد: أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟

إن المؤامرة الطائفية في العراق تدور عجلتها نحو الهدف الذي رسمه الاحتلال الأمريكي، والواقع المر في الوطن يعلن عن تباشير حرب أهلية تلوح في الأفق بين طائفتين من الإخوة المسلمين، هما السنة والشيعة، وقد ساهم في تنفيذ هذا المخطط الطائفي الخطير، بقصد أو بدون قصد قادة الأحزاب الإسلامية وبعض الشخصيات السياسية من الطرفين، ومن يتأمل أسماء وعناوين القوائم العراقية المتنافسة على السلطة وعلى رأسها قائمتي الائتلاف الوطني وجبهة التوافق العراقية اللتين تضم كل منهما أحزابا وجماعات متعددة، يعتقد بأن العراق يخطو باتجاه طريق الخير والنماء والسعادة، طريق الحرية والديمقراطية والاستقرار، بفضل أحزابه الحريصة على وحدة العراق وسلامة أبنائه، إلا أن الرياح كانت وما تزال تجري بما لا تشتهي سفينة الشعب العراقي، فأصحاب تلك القوائم أوهموا العراقيين بعناوين فضفاضة كالائتلاف الوطني والتوافق العراقي بدون أن يكون لها برنامج وطني مبني على أساس استراتيجي تنموي يهدف إلى معالجة أخطاء الماضي وبناء الحاضر ويخطط لإنشاء مستقبل أفضل، علما بأن بعض الأحزاب ولدت من رحم اللحظات الراهنة بعد السقوط، وأسست لنفسها على عجالة برنامجا صوريا ووضعت اسما ء مستعارة ليتسنى لها الإنضمام إلى القوائم الكبيرة، فما أجملها من أسماء وعبارات مشرقة وما أحلاها من كلمات مضيئة نستبشر بها خيرا ونعلق عليها آمالا كبيرة، لكنها أصبحت على يد معظم قادتها من المتطرفين والمتعصبين، كلمات جوفاء، خرقاء ومزيفة، بعيدة عن جوهرها ولا تمت لمعانيها بصلة و لا ترقى إلى مستوى أهدافها. فأي معنى" للتوافق العراقي" للاخوة العرب السنة من غير العرب الشيعة؟ وأي معنى" للائتلاف الوطني" للاخوة العرب الشيعة من غير العرب السنة وجميعهم من المسلمين؟ والمأساة القائمة الآن هي وجود أزمة ثقة بين قادة الطائفتين زرعتها وهيأت لها قوات الاحتلال من جهة والتصريحات المسمومة المتتالية لصناع القرار في الولايات المتحدة من جهة أخرى، وأخيرها وليس أخرها تصريح رامسفيلد الذي أعلن عن وجود حرس إيراني يعمل في العراق الشيء الذي قد يثير حفيظة الأخوة العرب السنة، والغريب أن تنطلي مثل تلك التصريحات وغيرها على الساسة العراقيين شيعة وسنة وهم يعون كل الوعي بأن أساليب الاحتلال لا تخرج عن إطارها المشبوه المتمثل في سياسة فرق تسد. ومن إحدى مآسينا المتعددة أيضا أن نجد مثقفينا وأدبائنا وشعرائنا من الشيعة والسنة، منشغلين لصالح هذه الطائفة أو تلك على حساب الأخرى، أكثر مما يشغلهم هم الاحتلال، وكأن العراق قد انتهى به الأمر إلى ما يعرف ببلد الطوائف، علما بأن الوعي الجمعي لدى الجماهير لا يتحرك، سلبا أو إيجابا، إلا بتوجيه من القادة السياسيين والمثقفين ورجال الدين، فعليهم تقع جميع المسؤوليات الجسام في تصحيح مسار ما آل إليه وضعنا العراقي المتردي
إن الوطن يمر بمحنة كبيرة، في ظل ظروف استثنائية صعبة، لا ينجو منها سوى بصيغة استثنائية تجتمع فيها القائمتين المتصارعتين على عهد تنبذ فيه خلافاتهما وتنسيان تماما انتمائهما الطائفي لصالح الانتماء للوطن وتتفقان على مشروع اتحادي مع بقية القوائم الأخرى ما ينتج عنها جبهة توافق وائتلاف عراقية قوية، شريطة توفر حسن النوايا والعمل الجاد من أجل مصلحة العراق وأبنائه أولا وأخيرا، وإلا فان الشعب العراقي سوف يكتشف آجلا أم عاجلا حقيقة نوايا كما الطائفية البغيضة، وأهدافكما البعيدة عن طموحاته والغريبة عن متمنياته وآماله والغائبة عن تحقيق رغباته في الاستقرار والأمن، يا من ساهمتما – قادة وأحزابا - باختلافكما وخلافاتكما في دعم الإرهاب وشجعتماه على التمادي في قتل الآلاف من خيرة الأبناء من جهة، وفي بقاء قوات الاحتلال فترة أطول من جهة ثانية، وبعبارة أخرى أكثر وضوحا ومكاشفة، فإن بعضكما استقبل جنود الاحتلال الإنكلو- أمريكي ليطعن بكرامة الأمة ويدنس أرض الوطن، وبعضكما الآخر احتضن هؤلاء القتلة القادمين من وراء الحدود فآواهم وأطعمهم ليفتكوا بأبناء جلدتكم يا من تدعون بأنكم عراقيون وتنتمون إلى هذا الوطن، فهل حكم على العراق بأن يعيش مع الطغاة قصة لا تنتهي فيودع طاغية ليستقبل مجموعة من الطغاة ؟ . آه لغضب الشعب إذا تبين له بأنكما تعملان من أجل مصالحكما الشخصية وصولا إلى السلطة ! وإيه يا أرض السواد، أرض التاريخ والعروبة والأديان والحضارات، أرض الأساطير والحدائق المعلقة والبساتين، أرض بابل وأشور وسومر والعصور الذهبية وبغداد الرشيد، أ سواد الخير هذا الذي يحتويك أم سواد الحزن؟ فقد اجتمع في أحضانك الخير والشر، الفرح والحزن، وامتزجت الدماء بالدموع، والتقى القتل والقهر والحصار والجوع على امتداد الوطن وفي كل شبر من مساحته الجغرافية، ولم يلتق أبناؤك على كلمة حب واحدة تفتح لهم آفاق مستقبل يمطرهم بالسعادة والخير الحقيقي والاستقرار.
أتساءل:
ماذا حل بنا ولماذا الحب يجافينا؟
وكأن الدهر يدق بنا
في كل زمان
إسفينا
نار ودمار وحصار تمعن
فتكا بأهالينا
ووجدنا أنفسنا شيعا
متفرقة مختلفينا
نتآكل جوعا في وطن
ينعم خيرا
وبساتينا
وكرامة أمتنا انتهكت
من قبل الأعداء سنينا
فعدو يحتل ربانا
وعدو منا يضنينا
يا سادة قومي هل أمست
أنفاس الذل رياحينا؟
قوموا وتواصوا بالحب صونوا
أوطانا وبنينا
لا نسلم من ذل حتى
نغدو قوما
مؤتلفينا




#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب
- الشمس والغربال / رأي في الأغنية العربية
- رنين العود أنين العراق
- بغداد الحرية في ظل الاحتلال
- الإبداع والمدينة
- محنة العراق بين الإرهاب والاحتلال
- حدود اللون وآفاق الكلمة
- فضيحة أبي غريب أهون من فضيحة اختلاف الأطياف العراقية
- ليت شعري هذا العراق لمن؟
- هموم التشكيل وأوهام الحداثة
- جاهلية المسلمين في زمن الانفتاح والعولمة
- العراق تحت رحمة الحرية والحوار والديمقراطية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟