أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - كيف تصنع شعبا من المجرمين؟














المزيد.....

كيف تصنع شعبا من المجرمين؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 14:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل يمكن بالفعل تحويل شعب بالكامل الى عصابة من المجرمين الذين لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم والموبقات في سبيل البقاء؟
اعتقد ان هذا بات ممكنا جدا وان كان يحتاج الى صبر طويل وافساد منظم ومستمر وعمل على مدار الساعة لتضييق سبل العيش الحلال وحتى يصبح في النهاية السبيل الوحيد للحياة هو التغاضي عن مدى شرعية العمل الذي تقوم به والبحث عما يمكنه أن يدر لك المال ويكفل لك سبل العيش ان لم يعود عليك بالثروة والجاه.
وفيما يلي يمكننا ان نضع بعض الخطوط الارشادية التي يمكن عبرها صناعة شعب من المجرمين:
اعتمد الواسطة سبيلا وحيدا للتعيين والترقي
منذ ان خرجت الى سوق العمل بعد تخرجي من الجامعة وأنا أحاول أن استوعب مسألة انتشار الواسطة وتغلب المحسوبية على أي شيء اخر من اقدمية وكفاءة وتفوق ولكن عقلي وضميري الشخصي لا يمكنه استيعاب الأمر، وعلى الرغم من أن الأمر اصبح رسميا في الوقت الحالي حيث ان التعيينات في كل الوظائف تعتمد الواسطة والكل يتقبل ذلك من اصغر مواطن الى اكبر مواطن دون ان يحاول الاعتراض او يبدي بادرة رفض، الا أنني مازلت اراها من المحرمات التي تنتهك الحقوق وتضيع مؤسسات الدولة.
واكثر ما اعجب له هؤلاء الذين يرتدون رداء الدين ويطلقون اللحى ويقيمون الصلاة فور الانتهاء من الأذان ثم لا يجدون غضاضة في سرقة الفرص ونيل وظائف وترقيات ومكافئات كان غيرهم اولى بها منهم!!
عطل القانون واجعل من المؤسسات الرقابية كيانات بلا جدوى
لقد كنت اسمع منذ وعيت على الدنيا شكاوى الناس من بطء اجراءات التقاضي أما اليوم فطريق القضاء طريق بلا نهاية سيستهلك عمرك ومالك دون ان يرجع اليك حقك وحتى اذا حالفك الحظ بنيل حكم قضائي في امر ما لصالحك سيأتي دور تنفيذ القانون، ولكن جهات انفاذ القانون لديها اعمال اخرى تقوم بها كحماية الكراسي ومكافحة المعارضين والأعمال التجارية، اذا ليس لك الا أن تعتمد قانون الغاب في استرجاع حقك او تموت كمدا وهما.
وكذلك اصبحت الان المؤسسات الرقابة مجرد كيانات تقوم بتعبئة الأوراق دون ان تتخذ اي اجراء رسمي ضد الفاسدين في اي مجال والوحيد الذي نطق وتحدث عن حجم الفساد في الجهاز الاداري للدولة من منطلق منصبه تم التنكيل به واخرسه الى الأبد.
ضيق على الناس سبل العيش الحلال
وهو ايضا امر يحتاج لسنوات من العمل ولصبر طويل حتى تتمكن من بيع شركات ومؤسسات ومصانع الدولة بعد ان اثقلتها بالموظفين الغير اكفاء من اهل الواسطة ما تسبب في تداعيها وفشلها ثم تسريح الموظفين ووقف الانتاج، فيجد هؤلاء انفسهم في الشارع بلا وظيفة يبحثون عن اي مصدر للدخل أيا كان.
ثم افرض ضرائب غير منطقية على اي نشاط تجاري ولو كان بائع فول متجول، فما الذي يمكنه ان يفعله مثل هذا الشخص الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل السماح له بالوقوف في الشارع وبيع ما لديه من بضاعة وهو الذي يهرب من الشرطة ومن الصحة وعليه ايضا ان يدفع فوق ذلك الاف الجنيهات لمصلحة الجباية.
كافئ الفاشل وارفع اجور من لا عمل له
كلنا شاهدنا التسجيلات المصورة للارهابي الذي اطلق النار على احد الكنائس المحمية بقوات الشرطة في وضح النهار ولم يوقفه الا رجل عادي كان يسير في الشارع، فلم يكن من وزير الداخلية الا ان اعطى مكافئات للادارة الأمنية وقسم الشرطة التابعة له الكنيسة على هذا الانجاز العظيم!
ولا يختلف الحال كثيرا عما حدث مؤخرا من رفع مرتبات الوزراء مع اعتراف الجميع بأنها أفشل وزارة مرت على مصر في تاريخها، ورفع مرتبات العاملين في السلك الدبلوماسي والذين يعلم كل من سافر الى الخارج ان دورهم الوحيد هو تحصيل الرسوم وختم الأوراق وسيختفوا كحبة ملح في كوب ماء عند الحاجة اليهم!
لا تطارد المجرمين
وايضا هذا العمل احتاج لعقود وعقود ليصل به الحال الى ما هو عليه، فلسنوات وسنوات تعرف الحكومة مواقع تجار المخدرات ولكنها تتركهم يعملون في أمان تام، كما تعرف البلطجية ويمكنه أن تستخدمهم عند اللزوم في بعض الأعمال.
أما اذا تعرضت سيارتك للسرقة على سبيل المثال فلن يساعدك احد على استردادها على الرغم من ان السارق لديه هاتف محمول يمكن تتبعه لو ارادت الأجهزة ألأمنية ولكنهم على العكس سيطلبون منك الاتفاق معه واعطاءه ما يشبه الفدية للافراج عن السيارة!
دمر التعليم
إن عدم قدرة التعليم على مجاراة العصر وعدم اعتراف الكثير من الدول بما تمنحه الدولة من شهادات يجعل من العسير على الناس ان تأخذ خيار السفر الى الخارج للعمل أو يضطرون تحت وطأة الحاجة لتقبل العمل في اي مهنة وتحت اي ظروف من اجل توفير لقمة العيش.
بالاضافة الى ان انتشار الجهل والفقر يجعل الانسان لا يميز بين ما هو صحيح ما هو خاطيء وما هو اجرامي وما هو انساني وبهذا فأنت ايضا تصنع جيشا من المغيبين فاقدي البوصلة يمكن لأي كان توجيههم والاستعانة بهم في الاعمال الغير مشروعة.
افسد الذوق العام وقدم التافهين والسفهاء والجهلاء كنموذج
املأ القنوات التلفزيونية والسينما والاذاعة بكل ما هو غث وتافه، ولا تجعل الناس تسمع الا كل ما هو رديء، واجعل البطل الشعبي الذي يرونه على شاشات السينما هو البلطجي الذي يتناول المخدرات ويرتكب الموبقات ويوما بعد يوم سيجد هؤلاء أن هذا النموذج مقبولا بل ومطلوبا.
اخيرا اصبح لديك شعب جاهل فاسد الذوق والمباديء لا يفرق بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع وما هو صحيح وما هو خاطئ.
يمكنك الان ان تفعل به وببلاده ما شاء لك فقد صنعت شعبا على شاكلتك وكيف له ان يحاسبك على جرائمك او يدرك من الاصل ان ما تقوم به تجاهه وتجاه ارضه وثرواته ومقدساته هو جرائم لا يمحوها الزمن؟



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يعرف أكثر
- صفقة القرن ويوم الأرض
- الارهابي والمجنون والجريمة الكاملة
- نجاحات النظام
- مذبحة الصحافة
- أحمد خالد توفيق
- الحق المهدور في مصر
- جبلاية القرود
- القبلة المباحة
- الهدف
- ضرب الكفيل زي أكل الزبيب
- الجيفة الطافية على السطح
- قل مصالح دول ولا تقل مؤامرة
- العقل في أرض الجنون
- أكاذيب النظام
- العدالة المستلقية
- بيبي رئيسا
- السيكوباتيون يحكمون
- السجن للشرفاء
- للمثابرين على أرض البحرين في يوم ثورتهم


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - كيف تصنع شعبا من المجرمين؟