أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد فكاك - في الرد على مواقف أحزاب الكتلة الملكية الأكثرتعصبا للملك المفترس من الملك ذاته















المزيد.....



في الرد على مواقف أحزاب الكتلة الملكية الأكثرتعصبا للملك المفترس من الملك ذاته


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 14:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نص بيان الإجماع على الوحدة الوطنية من العيون
الإثنين 9 أبريل 2018 آخر تحديث : الإثنين 9 أبريل 2018 - 14:04 مساءً

شارك غردانشر
تجسيدا للإجماع الوطني الراسخ والدائم والمتجدد لكل فئات الشعب المغربي ومختلف الهيئات السياسية والمؤسسات التمثيلية والقوى الحية في المجتمع من أجل الدفاع عن وحدة وطننا ووحدة ترابه، والتصدي لكل المناورات التي تستهدف المس بسيادة بلادنا أيا كان شكلها ومصدرها على أي شبر من وطننا الموحد من طنجة إلى لكويرة؛
واعتبارا لما تعرفه الساحة الوطنية من انشغال سيادي وسياسي وشعبي كبير بتطورات ملف قضية الصحراء المغربية، وخاصة ما تقوم به جبهة الانفصاليين من تحركات، تتعين مواجهتها بالحزم والصرامة واليقظة اللازمة، على مستوى مناطق من أطراف بلادنا الواقعة شرق وجنوب الجدار الأمني فيما يسمى بـ”المناطق العازلة”، وهي التي وضعتها بلادنا إراديا بقرار سيادي تحت مراقبة المينورسو تلبية لرغبة المنتظم الدولي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، لتظل خالية لاجتناب الاحتكاك المباشر مع الجزائر؛
وانطلاقا من واجبنا الوطني في الذود عن الوحدة الوطنية والترابية كثابت راسخ ضمن الثوابت الجامعة للشعب المغربي، واستشعارا بمسؤوليتنا التاريخية والسياسية في هذا الظرف الدقيق الذي يستدعي تعاضد الجهود ووحدة الصف والالتفاف حول المصلحة العليا للوطن، يسعدنا نحن الأحزاب السياسية ببلادنا أن نجتمع هنا بمدينة العيون الصامدة والصاعدة في هذا اللقاء الوطني التعبوي الذي يضم العديد من قياداتنا وأطرنا ومنتخبينا بالبرلمان والجماعات الترابية وباقي الفعاليات التنظيمية ومناضلينا بالعديد من أقاليم وجهات المملكة وخاصة جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة وادي الذهب؛
وبالوعي والإصرار اللذين عبر عنهما قادة الأحزاب والبرلمانيون والمنتخبون والشيوخ والأعيان والعديد من الأطر الصحراوية المناضلة، المشاركون في هذا اللقاء، فإنهم يعلنون للرأي العام الوطني والإقليمي والقاري والدولي ما يلي:
“1”شجب ورفض ما يدبره ويقوم به خصوم وحدتنا الترابية على أي مستوى كان وخاصة ما أقدم عليه البوليساريو مؤخرا من أعمال عدائية بغية خلق واقع جديد وذلك بالشروع في محاولة نقل بعض عناصره المدنية والعسكرية من لحمادة بالجزائر، وبتشجيع من هذه الأخيرة، إلى المناطق العازلة الشيء الذي يشكل خرقا سافرا لاتفاق وقف إطلاق النار وتجاهلا لإرادة المنتظم الأممي وقرارات مجلس الأمن.
“2” الإشادة بالخطوات الرائدة والسياسات الحكيمة التي يقودها جلالة الملك نصره الله للدفاع عن حقوقنا الثابتة على مختلف الأصعدة كما تنوه بمضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالته للأمين العام للأمم المتحدة بشأن التطورات الأخيرة بالمنطقة، وتسجل بافتخار النجاحات التي حققها جلالة الملك على المستويين القاري والدولي بما يعزز مكانة بلادنا في المحافل الدولية ويقوي حضورها ويصون وحدتها الترابية.
“3” الإشادة بالإجماع الوطني في مواجهة تلك الاستفزازات، وهو الإجماع الذي يترجم وعي الشعب المغربي ويقظته في مواجهة مناورات الخصوم، والتأكيد على أننا جميعا موطدون العزم على التصدي لكل مناورة من شأنها تغيير الوضع الحالي والتاريخي لهذه المناطق.
“4”تنبيه الأمم المتحدة إلى ضرورة عدم التساهل مع هذه التصرفات الاستفزازية والتعامل معها بما تفرضه مسؤولية صيانة الأمن والاستقرار الذي نتقاسم معها الحرص على ضمانه بمنطقتنا، ودعوة المينورسو ومن خلالها المنتظم الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة والرادعة لإجبار البوليساريو على الانسحاب من هذه المناطق، وإزالة كل مظاهر محاولاته الهادفة إلى إحداث واقع جديد بالمنطقة.
“5” تجديد التأكيد على التشبث بالحل السلمي السياسي المستدام والمتوافق عليه تحت إشراف الأمم المتحدة باعتبارها الجهة الوحيدة ذات الصلاحية للبحث عن حل يضمن صيانة حقوق بلادنا ويصون السلم في منطقتنا.
“6” اعتبار أن الخيار الوحيد لإنهاء هذا الصراع المفتعل يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي اقترحه المغرب كإطار للتفاوض والذي وصفه المنتظم الدولي بأنه جدي وذو مصداقية وما فتئت تتسع دائرة الدول الداعمة له.
“7” مناشدة المنتظم الدولي بالعمل على جعل حد لمعاناة إخواننا المحتجزين بمخيمات لحمادة بعيدا عن أرضهم وأهلهم في ظروف مأساوية وحرمان تام من أبسط حقوق الإنسان، كما تدعوه ليضغط على الجزائر والبوليساريو من أجل تمكين منظمة غوث اللاجئين من إحصائهم وفق المعايير الدولية.
“8” التنويه بما أبان عنه سكان هذه الأقاليم وشيوخها وقبائلها من حب للوطن وإخلاص لأواصر البيعة للعرش العلوي المجيد ووفاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإسهام إيجابي وفاعل في المسار السياسي الديمقراطي والتنموي ببلادنا مما أصبحت معه هذه الأقاليم دعامة أساسية في بناء المغرب الجديد وخاصة بعطائهم في الجماعات الترابية أو البرلمان أو الغرف وهم الذين يشكلون، حسب إحصاء المينورسو، أغلبية سكان أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب والذين يعتبرون واقعيا الممثلين الحقيقيين لإرادة المواطنين بهذه الأقاليم الذين عبروا عنها في العديد من الاستحقاقات الانتخابية المشهود بنزاهتها وطنيا ودوليا، وكذلك الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجتمع المدني والحقوقي بهذه المناطق في التنمية الاجتماعية وفي الدفاع عن وحدتنا الترابية في الداخل والخارج.
“9”الاعتزاز بما تشهده هذه الأقاليم من نهضة تنموية متعددة الأبعاد والتي ستعرف تطورا أكبر بفضل النموذج التنموي الخاص بها الذي أطلقه جلالة الملك نصره الله، مما ستصبح معه هذه المناطق قطبا اقتصاديا يعول عليه في إحداث نقلة نوعية رائدة للتنمية المندمجة بهذا الجزء من وطننا ويمكن من التثمين الأمثل والمستدام لمواردها الطبيعية بما يضمن الرفع من مستوى استفادة الساكنة المحلية من ثمارها الشيء الذي يبعث على الثقة في المستقبل.
“10” التأكيد على ضرورة إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة والتسريع بذلك في أفق تحقيق الحكم الذاتي بهذه الأقاليم.
“11”التأكيد على ضرورة تظافر جهود الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية ممثلة بالأحزاب السياسية والبرلمان والنقابات وفعاليات المجتمع المدني ورجال الأعمال للرفع من وتيرة التنسيق وتنويع آليات التواصل مع المؤسسات المماثلة والجهات المؤثرة في اتخاذ القرار، لا سيما في أوربا والولايات المتحدة وآسيا وإفريقيا.
“12” تجديد العزم على استثمار علاقات أحزابنا بمختلف فعالياتها مع نظرائها في الدول الشقيقة والصديقة قصد السعي إلى إنشاء جماعات ضغط لتبني ودعم توجه بلادنا والتصدي للأطروحات المناوئة.
“13” تجديد استنكار تمادي النظام الجزائري في خلق وتعهد أسباب ومبررات استمرار هذا التوتر المفتعل، وتجنيد كل طاقاته لمعاكسة بلادنا إقليميا وقاريا ودوليا. وتتأسف على انعدام التعاطي الإيجابي للنظام الجزائري مع ما أعربت عنه بلادنا ملكا وأحزابا من أجل تنقية الأجواء بين بلدينا خدمة لمصالح شعبينا الشقيقين، ونجدد بهذه المناسبة دعوتنا للإخوة الجزائريين للتخلص من عوائق الأمس واستحضار المحطات المشرقة من كفاحنا المشترك بعيدا عن رواسب الحرب الباردة التي يشكل هذا التوتر المفتعل بمنطقتنا أحد تداعياتها المؤلمة التي تحول دون بناء الاتحاد المغاربي ويعطل مسار التنمية والتعاون بين بلدينا الشقيقين.
“14” الدعوة إلى مزيد من تقوية الجبهة الداخلية -ديمقراطيا وتنمويا واجتماعيا-وتكريس تظافر جهود كل فعاليات وشرائح مجتمعنا لمواصلة التعبئة واليقظة لإحباط كل أشكال المناورات الممنهجة والمتصاعدة التي يدبرها خصوم البلاد.
“15” الالتزام بتشكيل جبهة سياسية للدفاع عن وحدتنا الترابية التي كانت وستظل محط إجماع شعبي ومناط تعبئة شاملة، وفاء للتاريخ واحتراما لأرواح الشهداء والتزاما بنص وروح ومرامي قسم المسيرة الخالد، ولن تزيدها الأحداث وتحديات الخصوم والأعداء إلا تجددا ورسوخا.
مدينة العيون :
الإثنين 22 رجب 1439 هـ
موافق 09 أبريل 2018 مـ
طبعا إن هذه المواقف المتناقضة لهذه الكتلةالحزبية المبايعة الموالية التابعة تبعية بنيوية مطلقة للملكية النيوكولونيالية النيوكومبرادورية العنصرية النازية الفاشية اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، هي مواقف لا تعبرإلا عن أصحابها، وتتناقض بالمطلق مع طموحاتنا لبناء وبلورة حركات وطنية وأممية عالمية، من أجل مواطنية وطنية جديدة، ومغرب وطني جمهوري ديمقراطي شعبي تعددي ومتضامن بديل، لا يقبل أي تجزئة تعسفية للقضية الوطنية ، ولا يفصل أي ذرة من التراب المغربي عن زهنب المدائن : سبتةومليلية، ولا عن قضية دمقرطة المغرب واسترجاع حقوقه الوطنيةوالسياسيةوالاقتصاديةوالاجتماعيةوالثقافية، وعلى رأس هذه الحقوق: الحريات الديمقراطية و المسواة والكرامة الإنسانية والعدالةالاجتماعية والاستقلال الوطني السياسي الكامل، وغيرالمنقوص، والسيادة الشعبيةالشاملة، وحق الشعبالمقدس في حق تقرير مصيره ومستقبله، وحق جميع المواطنات والمواطنين في كل مدينة أو قرية أو شبر من التراب المغربي العزيز في إبداع بناء الملاحم الصناعية الثقيلة والتكنولوجيا الحديثة المتطورة، والإصلاح الزراعي الفلاحي والتعليمي الجامعي والسينمائي والمسرحي والموسيقي ، وحرية الصحافة والإعلام والنشر والثقافة والفلسفةوالعقيدة الدينية والتعبير والرأي والإضراب والاحتجاج والإدانة وحق الثورة وتغيير وإسقاط النظام الملكي الجلاوي الليوطي الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني، والتعبير عن الإرادة الشعبية المشتركة في بناء مواطنة وطنية أممية عالمية جديدة تتجاوب مع التحديات الكبرى الراهنة، وضرورة مواجهة الشعب المغربي للعولمة الاستغلالية الاحتكارية ودور الثقافةالوطنية في المقاومة.
لقد كان بودنا أن يتم خلال اجتماع هذه الكتلةالحزبية الملكية التركيز على أولويات تنشيط العمل السياسي من أجل بناء دولةديمقراطيةاشتراكيةمستقلة، دولة الحق والقانون والحرية والعدالة الاجتماعية، وفصل الدولة عن الدين، والتعامل مع قوى الإرهاب الديني الإخوانجي الاسلامنجي الظلامي الإظلامي بوصفها تشكل التهديد والخطر الحقيقي المحدق بالديمقراطية وبالقضيةالوطنية في شموليتها السياسيةوالاقتصاديةوالاجتماعيةوالثقافية والحضارية، وكما كان على هذه الكتلة الملكية التركيزعلى العلاقة بين الدولةوالمجتمع المدني و النظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للشعوب العربية والأفريقية والأسيوية والعالمية، ليس فقط لأنها رمز نضال هذه الشعوب من أجل التحرر والاستقلال وتقريرالمصير، وإنما لكونها مثلها مثل القضيةالوطنية ، تشكل قضية إنسانية وتعبر عنالنضال العالمي ضد قوى السيطرةوالهيمنة والاستعمار والعنصريةوالفاشيةوالنازيةالجديدة وانتهاك حقوق الإنسان .
ومن هنا، نتوجه إلى كل الحرائر والأحرار في المغرب و في الجزائر وإلىكل ثوار أفريقيا والوطن العربي كي يتصدوا إلى المؤامرات والتواطؤات والمخططات الجهنميةالرهيبة والمرامي الخبيثة كي يشقوا وحدة الصف والمصير و يعمقوا ويجذروا جميع أشكال الأحقاد و كل أنواع البغضاء والكراهية و العداءات السافرة بين الشعبين الشقيقين: المغربي والجزائري، للعمل على تعمفي الرد علىمواقف الكتلةالملكية يق الوعي بالمصير المشترك والتاريخ المشترك في إطار الإخاء العربي، والضمانة الحقيقية للسلام في مواجهة كل النزاعات مهما كان مصدرها وتوقيف هدر الطاقات والثروات والموارد في التسليح وتخريب وتطبيقا لقرارات الشرعيةالدولية.
لست أدرى كيف انصاع وانساق بعض الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية فوقعوا تحت لواء نحس الدين العثماني ، زعيم قوى " النذالة والسفالة الدعارة والعهارة الاسلامنجيةالاخوانجية الداعشية الإجراميةوالتعمية السوداوية الصماء البكماء، وكيف تناست هذه الأحزاب الديمقراطيةالاشتراكية أن الهدف الذي انطوت عليه المرامي والأهداف الخبيثة لهذا " الحزب" منذ تأسيسه من طرف الحسن السفاح وبدعم من الامبريالية والعدو الإسرائيلي الصهيوني الامبريالي الخليجي السعودي الأمريكي، تلك الأهداف التي من أولى أولوياتها هي أخونة المغرب وأسلمة المجتمع وتحويل الوطنين : الجزائري المغربي من ساحة بناء وديمقراطية وحب وتسامح وتضامن و
آمال نحو الآفاق البعيدة وتصنيع ومدارس وكليات وجامعات وثقافة وسلم وسلام وتضامن وتآخ والتزام الشرعية الديمقراطية الوطنية والأممية وتناسق وتجانس وحوار وتفاهم علىقاعدة الالحترام المتبادل بين الشعبين : الجزائري والمغربي واحترام كرامة الإنسان و السير بخطوات ثابتة نحوتنظيم عالم مغاربي أفضل و باتجاه الغد الباسم المشرق ، إلى ساحة شقاق وانشقاق وانفصال وشرخ وتخلف وأزمات متكررة وانعزاليةوكتائبية وحروب وتناحر وفوضى.
لست أدري كيف طاب لهذه الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية التنويه والبيعة للعرش الجلاوي الليوطي الدموي القائم على البربرية والهمجية والعنصريةوالفاشيستيةوالأوليغارشية والعبودية والاستبدادية والتفقير والتجهيل والقتل والتقتيل والاغتيالات والاختطافات والفقر والتخلف وللملك المفترس المختلس وللبرلمان المزيف المزور الشكلي اوللدستور الممنوح ، بعد أن كان طموح المغاربة كلهم وبكل ما قدموه من تضحيات واستشهادات ودماء لكي يصبح وطنناالمغرب وطنا لكل المعذبين في الأرض، لكل الشعوب المحرومة ، لكل الطبقات البروليتارية المستغلة، وطنا خاليا من الظلم والإذلال والانتقام والحقد والعنف والأسلحة الكيمياوية النووية والفقر والبؤس والهجمات الإرهابية التي تستهدف الإنسان والشعوب والدول باسم الإسلام .
المنتدى الرسمي للشاعر مصطفى شكري
• الرئيسية التسجيل دخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى





• منتديات ملك فوق عرش الشعر
• منتديات الأدبية
• منتدى ملوك الكلام
• محمود درويش
محمود درويش: مديح الظل العالي ـ كاملة
شاطرالمزيد!
الشاعر مصطفى شكري

الشاعر مصطفى شكري
ملك فوق عرش الشعر


عدد المساهمات : 72
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

• مساهمة رقم 1
محمود درويش: مديح الظل العالي ـ كاملة
من طرف الشاعر مصطفى شكري في الأربعاء 29 فبراير 2012, 11:01 am


مديح الظل العالي




بحرٌ لأيلولََ الجديدِ . خريفُنا يدنو من الأبوابِ …
بحرٌ للنشيدِ المرِّ.
هيَّأنا لبيروتَ القصيدة َ كُلَّها .
بحرٌ لمنتصفِ النهار ِ.
بحرٌ لراياتِ الحمام ِ , لظلِّنا , لسلاحنا الفرديِّ
بحرٌ , للزمان ِ المستعار ِ
ليديكَ , كمْ من موجةٍ سرقتْ يديكَ
من الإشارةِ وانتظاري
ضَعْ شكلنا للبحر ِ. ضَعْ كيسَ العواصفِ عند أول صخرةٍ
واحملْ فراغكَ .. وانكساري
.. واستطاعَ القلبُ أن يرمي لنافذةٍ تحيتهُ الأخيرة َ ,
واستطاع القلبُ أن يعوي , وأن يَعِدَ البراري
بالبكاء الحُرِّ..
بَحرٌ جاهزٌ من أجلنا
دَعْ جسمك الدامي يُصَفِّق للخريفِ المُرِّ أجراساً.
ستتَّسعُ الصحاري
عمَّا قليلٍ , حين ينقضُّ الفضاء على خطاكَ ,
فرغتُ من شَغَفي ومن لهفي على الأحياء. أفرغتُ انفجاري
من ضحاياك, استندتُ على جدارٍ ساقطٍ في شارعٍ الزلزالِ,
أجمعُ صورتي من أجل موتكَ ,
خُذْ بقاياكَ , اتخذني ساعداً في حضرة الأطلالِ . خُذْ قاموسَ
ناري
وانتصرْ
في وردةٍ تُرمى عليكَ من الدموع ِ
ومن رغيفٍ يابسٍ , حافٍ , وعارِ
وانتصرْ في آخر التاريخ ِ …
لا تاريخَ إلاّ ما يؤرِّخه رحيلُكَ في انهياري
قلنا لبيروت القصيدةَ كلها , قلنا لمنتصفِ النهارِ :
بيروت قلعتنا
بيروت دمعتنا
ومفتاحٌ لهذا البحر . كُنَّا نقطة التكوينِ ,
كنا وردةَ السور الطويل ِ وما تبقَّى من جدارِ
ماذا تبقَّى منكَ غيرُ قصيدةِ الروح ِ المحلِّق ِ في الدخان قيامةً
وقيامة ً بعد القيامةِ ؟ خُذْ نُثاري
وانتصرْ في ما يُمَزِّقُ قلبكَ العاري ,
ويجعلكَ انتشاراً للبذارِ
قوساً يَلُمُّ الأرضَ من أطرافها ..
جَرَساً لما ينساهُ سًكَّانُ القيامةِ من معانيكَ .
انتصرْ ,
إنَّ الصليب مجالُك الحيويُّ , مسراكَ الوحيدُ من الحصار إلى
الحصارِ .
بحرٌ لأيلولَ الجديدِ . وأنتَ إيقاعُ الحديدِ تَدُقُّني سُحُباً على الصحراء ِ,
فلتمطرْ
لأسحبَ هذهِ الأرضَ الصغيرة َ من إساري .
لا شيء يكسرنا ,
وتنكسر البلادُ على أصابعنا كفُخَّارٍ, وينكسرُ المسدَّسُ من
تلهُّفِكَ .
انتصرْ , هذا الصباحَ , ووحِّد الراياتِ والأممَ الحزينة َ والفصولَ
بكلِّ ما أُوتيتَ من شبق ِ الحياة ِ ,
بطلقةِ الطلقات ِ
باللاشيء
وحِّدنا بمعجزةٍ فلسطينيةٍ …
بيروت قصَّتنا
بيروت غصَّتنا
وبيروت اختبارُ الله ِ .
يا الله
جرَّبناكَ جرَّبناكَ .
من أعطاك هذا اللُّغز؟ من سَمَّاكَ ؟
من أعلاك فوق جراحنا ليراكَ ؟
فاظهرْ مثل عنقاء الرماد من الدمارِ !
**************
نَمْ يا حبيبي , ساعةً
لنمُرَّ من أحلامك الأولى إلى عطش البحار إلى البحارِ .
نَمْ ساعة ً , نَمْ يا حبيبي ساعة ً
حتى تتوب المجدليَّة ُ مرة ً أخرى , ويتَّضحَ انتحاري
نَمْ , يا حبيبي , ساعة ً
حتى يعود الرومُ , حتى نطردَ الحرَّسَ عن أَسوار قلعتنا ,
وتنكسرَ الصواري .
نَمْ ساعة ً . نَمْ يا حبيبي
كي نصفِّق لاغتصاب نسائنا في شارع الشَّرف التِّجاري
نَمْ يا حبيبي ساعة ً , حتى نموتْ
هيَ ساعة ٌ للانهيارِ ,
هيَ ساعة ٌ لوضوحنا
هيَ ساعة ٌ لغموض ِ ميلادِ النهارِ

***************
أتموتُ في بيروت –لا تُولِمْ لبيروتَ الرغيفَ , عليكَ أَن تجد
انتظاري
في أناشيدِ التلاميذِ الصغارِ وفي فراري
من حديقتنا الصغيرةِ في اتجاه البحرِ –
لا تُولِمْ لبيروتَ النبيذ َ –عليك أن ترمي غباري
عن جبينكَ . أن تُدثِّرني بما ألِفَتْ يداك من الحجارةِ,
أن تموت كما يموتونَ ,
وأن تنامَ إلى الأبدْ
وإلى الأبدْ …
لا شيء يطلع من مرايا البحر في هذا الحصار ,
عليك أن تجد الجسد في فكرة , وأن تجدَ البلد
في جثةٍ أخرى , وأن تجد انفجاري
في مكان الانفجار ….
أينما وَلَّيتَ وجهكَ ..
كل شيء قابل للانفجار .
************
الآن بحرْ ,
الآن بحرٌُ كله بحرٌ,
ومن لا برَّ لهْ
لا بحر لهْ
والبحرُ صورتُنا
فلا تذهبْ تماما
هي هجرة ٌ أخرى فلا تذهب تماما
في ما تفتَّحَ من ربيع الأرض, فيما فجَّرَ الطيرانُ فينا
من ينابيع ٍ. ولا تذهبْ تماما
في شظايانا لتبحث عن نبِّي فيكَ ناما
هي هجرة أخرى إلى ما لستُ أعرفُ …
ألفُ سهم ٍ شد خاصرتي ليدفعني أماما .
لا شيء يكسرنا
ومن أَدمى جبين الله , يا ابن الله , سمَّاهُ , وأنزلهُ كتاباً أو غماما
************
كمْ كنتَ وحدك , يا ابن أُمِّي ,
يا ابنَ أكثرَ من أبٍ ,
كم كنتَ وحدكْ
القمحُ مرٌ في حقول ِ الآخرينْ
والماءُ مالحْ
والغيم فولاذ ٌ. وهذا النجمُ جارحْ
وعليك أن تحيا وأن تحيا
وأن تعطي مقابلَ حبةِ الزيتون جِلدَكْ .
كم كنت وحدكْ .
************
لا شيء يكسرنا , فلا تغرقْ تماما
في ما تبقى من دم ٍ فينا ..
لنذهبْ داخلَ الروح ِ المحاصر ِ بالتشابهِ واليتامى
يا ابنَ الهواءِ الصلبْ , يا ابن اللفظةِ الأولى على الجزر ِ القديمةِ ,
يا ابنَ سيدةِ البحيرات البعيدة , يا ابن من يحمي القدامى
من خطيئتهم , ويطبع فوقَ وجه الصَّخر برقاً أو حماما.
لحمي على الحيطانِ لحمكَ يا ابن أمي
جسدٌ لأضرابِ الظلالْ
وعليكَ أن تمشي بلا طُرُق ٍ
وراءً, أو أماما ,أو جنوباً ,أو شمالْ
وتُحرِّكَ الخطواتِ بالميزان ِ
حينَ يشاءُ مَنْ وهبوك قيدَكْ
ليزيِّنوكَ ويأخذوكَ إلى المعارض ِ كي يرى الزوارُ مجدكْ
كم كنت وحدك!
*********************
هي هجرةٌ أخرى ….
فلا تكتب وصيتكَ الأخيرة َ والسلاما .
سَقط َ السقوط ُ وأنت تعلو
فكرةً
ويداً
و..شاما!
لا بَرَّ إلا ساعداكْ
لا بحرَ إلاَّ الغامضُ الكحليُّ فيكْ
فتقمَّصِ الأشياءَ كي تتقمَّصَ الأشياءُ خطوتكَ الحراما
واسحبْ ظلالكَ عن بلاطِ الحاكم ِ العربي حتى لا يُعَلِّقَها
وساما
واكسرْ ظلالك كُلَّها كيلا يمدُّوها بساطاً أو ظلاما
***********
كسروكَ , كم كسروكَ كي يقفوا على ساقيك عرشا
وتقاسموك وأنكروك وخبَّأوك وأنشأوا ليديكَ جيشا
حطوكَ في حجر ٍ … وقالوا: لا تُسَلِّم ْ
ورموك في بئر ٍ … وقالوا : لا تُسَلِّم ْ
وأطلْتَ حربَكَ , يا ابن أمِّي ,
ألفَ عام ٍ ألفَ عام ٍ ألفَ عام ٍ في النهار ِ.
فأنكروكَ لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرار .
هم يسرقون الآن جلدكْ
فاحذرْ ملامحهم …وغمدكْ
كم كنت وحدك , يا ابن أمِّي ,
يا ابن أكثر منْ أبٍ ,
كم كنت وحدكْ!…
************
والآن , والأشياء سَيِّدَة ُ , وهذا الصمتُ عال ٍ كالذبابه
هلْ ندركُ المجهول فينا ؟ هل نُغَنِّي مثلما كنا نُغَنِّي ؟
سقطتْ قلاعٌ قبلَ هذا اليوم ِ, لكن الهواء الآن حامضْ .
وحدي أدافعُ عن جدار ٍ ليس لي
وحدي أدافعُ عن هواء ٍ ليس لي
وحدي على سطح ِ المدينةِ واقف ٌ ….
أيُّوبُ ماتَ , وماتتِ العنقاءُ , وانصرفَ الصحابهْ
وحدي . أراود نفسيَ الثكلى فتأبى أن تساعدني على نفسي
ووحدي
كنتُ وحدي
عندما قاومت وحدي
وحدة َ الروح ِ الأخيرهْ …
***********
لا تَذكُر ِ الموتى , فقد ماتوا فُرادى أو ….عواصمْ
سأراك في قلبي غداً , سأراك في قلبي
وأجهشُ يا ابن أمي باللغهْ
لغة ٍ تُفَتِّشُ عن بنيها , عن أراضيها وراويها
تموت ككلِّ من فيها , وتُرمى في المعاجمْ
هي آخر النخلِ الهزيل ِوساعة ُ الصحراءِ ,
آخرُ ما يَدُلُّ على البقايا
كانوا , ولكن كنتَ وحدك
كم كنتَ وحدكَ تنتمي لقصيدتي , وتمدُّ زندكْ ,
كي تُحوِّلها سَلالِمَ , أو بلاداً , أو خواتمْ
كم كنتَ وحدكَ , يا ابن أمي ,
يا ابن أكثرَ من أبٍ ,
كم كنتَ وحدكْ!…
*************
والآن , والأشياء سَيِّدَة ٌ , وهذا الصمت يأتينا سهاما
هل ندركُ المجهولَ فينا . هل نغني مثلما كنا نغني ؟
آه يا دمنا الفضيحة , هل ستأتيهم غماما ,
هذه أمم تَمرُّ و تطبخ الأزهار في دمنا
وتزدادُ انقساما .
هذه أممٌ تفتشُ عن إجازتها من الجَمَل ِ المزخرفِ …..
هذه الصحراءُ تكبر حولنا
صحراءُ من كل الجهاتِ
صحراءُ تأتينا لتلتهم القصيدة َ والحساما
اللهُ أكبرْ
هذه آياتنا فاقرأْ:
باسم الفدائيِّ الذي خَلََقَا
من جزمةٍ أفقا
باسم الفدائيِّ الذي يرحلْ
من وقتِكم ….لندائِهِ الأولْ
الأول ِ الأولْ
سَنُدَّمِرُ الهيكلْ .
باسم الفدائي الذي يبدأْ
إقرأ
بيروتُ- صُورتُنا
بيروتُ – سورتُنا
***************
بيروت – لا
ظهري امام البحر ِ أسوارٌ و…لا
قد أخسرُ الدنيا .. نَعَمْ !
قد أخسرُ الكلمات ِ…
لكني أقول الآن : لا .
هي آخر الطلقاتِ –لا.
هي ما تبقَّى من هواء الأرض َ – لا.
هي ما تبقَّى من نشيج ِ الروح ِ-لا.
بيروتُ – لا
****************
نامي قليلاً , يا ابنتي , نامي قليلا
الطائراتُ تعضُّني .وتعضُّ ما في القلب من عَسَل ٍ
فنامي في طريق النحل , نامي
قبل أن أصحو قتيلاً .
الطائراتُ تطير من غُرَفٍ مجاورة ٍ إلى الحَمَّام ِ , فاضطجعي
على درجاتِ هذا السُّلّم الحجريِّ , وانتبهي إذا اقتربتْ
شظاياها كثيراً منكِ وارتجفي قليلاً .
نامي قليلاً.
كُنَّا نُحبُّك , يا ابنتي ,
كنا نَعُدُّ على أصابع كفَّك اليسرى مسيرتَنا
ونُنْقِصُها رحيلا .
نامي قليلا.
الطائراتُ تطيرُ , والأشجارُ تهوي ,
والمباني تخبز السُكَّانَ , فاختبئي بأغنيتي الأخيرةِ , أو بطلقتيّ
الأخيرةِ , يا ابنتي
وتوسّديني كنتُ فحماً أم نخيلا .
نامي قليلا.
وتَفَقَّدي أزهارَ جسمكِ ,
هل أصيبتْ ؟
واتركي كفِّي , وكأسَيْ شاينا , ودعي الغَسيلا .
نا مي قليلا.
لو أستطيع أعدتُ ترتيبَ الطبيعةِ :
ههنا صفصافة ٌ …وهناك قلبي
ههنا قمرُ الترددِ
ههنا عصفورةٌ للانتباه
هناكَ نافذة ٌُ تعلِّمكَ الهديلَ
وشارع ٌ يرجوكِ , أن تبقي قليلا
نامي قليلا.
كُنَّا نُحبكِ , يا ابنتي ,
والآن , نعبدُ صمتَك العالي
ونرفعهُ كنائس من بَتُولا .
هل كنتِ غاضبة ً علينا , دون أن ندري …وندري
آهِ مِنَّا ….آه ماذا لو خَمَشْنا صُرَّة َ الأفق ِ .
قد يَخْمِشُ الغرقى يداً تمتدُّ
كي تحمي من الغرق ِ .
**************
بيروت – لا
ظهري أمام البحر أسوار ٌ و….لا
قد أخسر الدنيا , نعمْ ,
قد أخسر الكلماتِ والذكرى
ولكني أقول الآن : لا .
هي آخر الطلقاتِ –لا .
هي ما تبقَّى من هواء الأرض –لا .
هي ما تبقَّى من حطام ِ الروح ِ – لا
بيروت – لا
*************
أشلاؤنا أسماؤنا . لا …لا مَفَرُّ .
سقط َ القناعُ عن القناع ِ عن القناع ِ ,
سقط َ القناعُ
لا إخوة ٌ لك يا أخي , لا أصدقاءُ
يا صديقي , لا قلاع ُ
لا الماءُ عندكَ , لا الدواءُ ولا السماءُ و لا الدماءُ ولا الشراع ُ
ولا الأمامُ ولا الوراءُ
حاصِرْ حصَارَكَ … لا مفرُّ
سقطتْ ذراعكَ فالتقطها
واضرب عَدُوَّكَ …لا مفرُّ .
وسقطتُ قربك , فا لتقطني
واضرب عدوكَ بي …فأنت الآنَ حُرٌّ
حُرٌ
وحُرُّ….
قتلاكَ ,أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ
فاضربْ بها إضرب عدوَّكَ….لا مَفَرُّ .
أشلاؤنا أسماؤنا
حاصرْ حصارَك بالجنون ِ
وبالجنون ِ
وبالجنون ْ
ذهبَ الذين تحبُّهم , ذهبوا
فإمًَّا أن تكونْ
أو لا تكونْ ,
سقط القناعُ عن القناع ِ عن القناع ِ ,
سقط َ القناع ُ
ولا أحدْ
إلاَّك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان ,
فاجعل كلَّ متراس ٍ بَلَدْ
لا…لاأحَدْ
سقط القناعُ
عَرَبٌ أطاعوا رُومَهم
عَرَبٌ وباعوا رُوْحَهُم
عَرَبٌ …وضاعوا
سقط َ القناعُ
واللهُ غَمَّسَ باسمك البحريِّ أسبوعَ الولادةِ واستراحَ إلى الأبَدْ
كُنْ أنتَ .كُنْ حتى تكونْ !
لا…لا أحَدْ
يا خالقي في هذه الساعاتِ من عَدَم ٍ تَجَلَّ !
لعلَّ لي حُلُماً لأعبدَهُ
لعلَّ !
علمتني الأسماءَ
لولا
هذه الدولُ اللقيطة ُ لم تكنْ بيروت رملا
بيروت – كلا
****************
بيروت – صورتُنا
بيروت- سورتُنا
فإمَّا أن نكونْ
أو لا تكونْ ……..
***************
أنا لا أحبُّكِ ,
كم أحبُّكِ !
غيمتان ِ أنا وأنتِ , وحارسان يُتَوِّجان الانتباهَ بصرخةٍ ,
ويُمَدِّدان الليلَ حتى آخر الليل ِ الأخير . أقول حين أقولُ
بيروتُ المدينة ُ ليست امرأتي
وبيروتُ المكانُ مُسدَّسي الباقي
وبيروتُ الزمانُ هُوِيَّة ُ((الآن ِ)) المضَّرج ِ بالدخان ِ.
أنا لا أحبكِ ,
كم أحبك ِ!
غمسي باسمي زهورَك وانثريها فوق من يمشي على جُثثي
ليتسع السَّرايْ
لا تسحبيني من بقاياكِ , اسحبيني من يديَّ ومن هوايْ
و لا تلوميني , ولومي منْ رآني سائرا كالعنكبوتِ على خطايْ
هل كانَ من حقِّي النزولُ من البنفسج ِ والتوهج ُ في دمايْ ؟
هل كان من حَقِّي عليكِ الموتُ فيكِ
لكي تصيري مريماً
وأصيرَ ناي ؟
هل كان من حَقِّي الدفاعُ عن الأغاني
وهي تلجأُ من زنازين الشعوب إلى خُطاي ؟
هل كان لي أن أطمئنّ إلى رؤاي؟
وأن أصدِّق أن لي قمراً تُكَوِّرُهُ يداي ؟
صَدَّقْتُ ما صَدَّقْتُ , لكني سأمشي في خُطاي.
أنا لا أحبِّكِ
كم أحبكِ, كم أحبكِ , كمْ سنهْ
أعطيتني وأخذتِ عمري . كم سنهْ
وأنا أسمِّيكِ الوداعَ , ولا أودعُ غيرَ نفسي . كم سنهْ
وَعَدُوكِ بالآتي وحين أتاكِ واتاكِ الحنينُ إلى السفينةِ . كم سنهْ
لم تذكري قرطاج َ؟
هل كنا هواءً مالحاً كي تفتحي رئتيكِ للماضي ,
وتبني هيكلَ القدس ِ القديمةِ . كم سنهْ
وَعَدُوكِ باللغةِ الجديدةِ واستعادوا الميتينَ مع الجريمة ِ.
هل أنا ألِفٌ, وباءٌ , للكتابةِ أمْ لتفجير الهياكل ِ ؟
كم سنهْ
كنا معاً طوقَ النجاةِ لقارَّةٍ محمولةٍ فوقَ السرابِ ,
ودفتر الإعراب ؟
كمْ عَرَبٌ أتَوْكِ ليصبحوا غَرْبا
وكمْ غَرْبٌ أتاكِ ليدخلَ الإسلامَ منْ بابِ الصلاةِ على النبي
وسُنَّةِ النفط ِ المُقَدَّس ِ ؟ كم سنهْ
وأنا أصدِّقُ أن لي أُمماً ستتبعني
وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس , كم سنهْ , !
بيروتُ – منتصف اللغهْ
بيروتُ –ومضة ُ شهوتينْ
بيروتُ –ما قالَ الفتى لفتاتِهِ
والبحرُ يسمعُ , أو يوزِّعُ صوتَهُ بينَ اليدينْ .
أنا لا أحبكِ
غمِّسي بدمي زهورَكِ وانثريها
حول طائرةٍ تطاردُ عاشقينْ
والبحرُ يسمعُ , أو يوزِّعُ صوتَهُ بين اليدينْ .
وأنا أحبكِ
غمِّسي بدمي زهورَكِ وانثريها
حول طائرةٍ تطاردني وتسمع ما يقول البحرُ لي
بيروت لا تعطي لتأخذ َ
أنتِ بيروتُ التي تعطي لتعطي ثم تسأم من ذراعيها ,
ومن شَبَق ِ المُحِبْ
فبأيِّ إمرأةٍ سأومنْ
وبأيِّ شُبَّاك سأومنْ
من تُزَوِّجني ضفائرَها لأشنق رغبتي
وأموت كالأمم القديمة . كم سنهْ
أغريتني بالمشي نحو بلاديَ الأولى
وبالطيران تحت سمائيَ الأولى
وباسمك كنتُ أرفعُ خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة
و الحضارة. كم سنهْ
كنا نَرُشُّ على ضحايانا كلام البرق ِ :
بعد هُنَيْهَةٍ سنكون ما كنا وما سنكونُ
إمَّا أن نكون نهارك العالي
وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة . كم سنهْ
لم تسمعني جَيِّداً . لم تردعيني جيداً . لم تحرميني من فواكهكِ
الجميلةِ . لم تقولي : حين يبتسم المخيَّمُ تعبس المدن الكبيرة.
كم سنهْ
قلنا معاً : أنا لا أشاءُ, ولا تشائين . اتفقنا .كُلُّنا في البحر
ماءٌ . كم سنهْ
كانت تُنَظِّمنا يَدُ الفوضى :
تعبنا من نظام ِ الغاز ِ,
من مطر ِ الأنابيبِ الرتيبِ ,
ومن صعود الكهرباءِ إلى الغُرَفْ …
حريتي فوضاي . إني أعترفْ
وسأعترفْ
بجميع أخطائي , وما اقترفَ الفؤادُ منَ الأماني
ليس من حَقِّ العصافير الغناءُ على سرير ِ النائمين ,
والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القويةِ :
من نظام الرقِّ في روما
إلى مَنْع ِ الكحول ِ وآفةِ الأحزاب في المُدُن ِ الحديثةِ .
كم سنهْ
نحن البداية ُ و البداية ُ و البداية ُ . كم سنهْ
وأنا التَوَازُنُ بين ما يجبُ ؟
كُنَّا هناكَ . ومن هنا ستهاجر العَرَبُ
لعقيدة ٍ أخرى .وتغتربُ
قصبٌ هياكلنا
وعروشنا قصبُ
في كُلِّ مئذنةٍ
حاو ٍ, ومغتصبُ
يدعو لأندلس ٍ
إنْ حُوصرتْ حَلَبُ .
وأنا التوازُنُ بينَ مَنْ جاءوا ومن ذهبوا
وأنا التوازُنُ بينَ مَنْ سَلَبُوا ومن سُلِبوا
وأنا التوازُنُ بينَ منْ صَمَدُوا وَمَنْ هربوا
وأنا التوازُنُ بين ما يَجِبُ :
يجبُ الذهابُ إلى اليسارْ
يجبُ التوغُّلُ في اليمينْ
يجبُ التمترسُ في الوسط ْ
يجبُ الدفاعُ عن الغلط ْ
يجبُ التشككُ بالمسارْ
يجبُ الخروجُ من اليقينْ
يجبُ الذي يجبُ
يجبُ انهيارُ الأنظمهْ
يجبُ انتظار المحكمهْ
….وأنا أحبكِ , سوفَ أحتاجُ الحقيقة َ عندما أحتاجُ تصليحَ
الخرائط ِ و الخطط ْ
أحتاجُ ما يجبُ
يجبُ الذي يجبُ
أدعوا لأندلس ٍ
إنْ حوصرتْ حلبُ .
. ************************
بيروت - فجراً :
يُطلقُ البحرُ الرصاصَ على النوافذ . يفتح العصفورُ أغنية ً
مبكرة ً . يُطيِّرُ جارَنا رفَّ الحمام إلى الدخان . يموتُ مَنْ لا
يستطيع الركض في الطرقات : قلبي قطعة من برتقال
يابس ٍ . أهدي إلى جاري الجريدة َ كي يفتِّّّشَ عن أقاربهِ .
أعزَّيه غداً . أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البنايةِ .
أشتهي جسدا ً يضيء البارَ والغاباتِ . يا ((جيم)) اقتليني
واقتليني واقتليني !
يدخلُ الطيرانُ أفكاري ويقصفها ….
فيقتلُ تسعَ عشرة َ طفلة ً .
يتوقف العصفور عن إنشاده …
عاديَّة ُ ساعاتنا – عاديَّة ,
لولا صهيلُ الجنس ِ في ساقيك يا ((جيم )) الجنونْ .
والموتُ يأتينا بكل سلاحه الجويِّ والبريِّ والبحريِّ .
ألفُ قذيفة ٍ أخرى ولا يتقدم الأعداء شبرا ً واحدا ً.
((جيم)) اجمعيني مرة ً ,
ما زلتُ حيا ً_ ألفُ شكر ٍ للمصادفةِ السعيدة .
يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتُفْرِجَ عنْ مياهِ الشربِ .
كيف سنغسل الموتى ؟
ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا
عن :
دولة ٍ …
أم خيمة ٍ ؟
قلتُ : انتظرْ ! لا فرقَ بينَ الرايتينْ
قلتُ : انتظرْ حتى تصب الطائراتُ جحيمها !
يا فجرَ بيروتَ الطويلا
عَجِّلْ قليلا
عَجِّلْ لأعرفَ جيِّدا ً :
إنْ كنتُ حيا ً أم قتيلا .
**************
بيروت - ظهراً :
يستمرُّ الفجرُ منذ الفجر ِ .
تنكسرُ السماءُ على رغيف الخبز ِ .
يَنكسرُ الهواءُ على رؤوس ِ الناس ِ منْ عبءِ الدخان ِ ولا جديدَ
لدى العروبةِ :
بعدَ شهر ٍ يلتقي كُلُّ الملوك ِ بكلِّ أنواع ِ الملوكِ , من العقيدِ
إلى العميد , ليبحثوا خطر اليهود على وجودِ الله . أمَّا
الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت . وإن الموتَ يأتينا بكل
سلاحه الجويِّ والبريِّ والبحريِّ .مليون انفجار في المدينة .
هيروشيما هيروشيما
وحدنا نُصغي إلى رعد الحجارة , هيروشيما
وحدنا نُصغي لما في الروح ِ من عبث ٍ ومن جدوى
وأمريكا على الأسوار ِ تهدي كل طفلٍ لعبة ً للموتِ عنقودية ً
يا هيروشيما العاشق ِ العربيِّ أمريكا هي الطاعون , والطاعونُ
أمريكا
نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوتُ أمريكا
وأمريكا لأمريكا
وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحشِ الجوِّ .
نفتحُ علبة َ السردين, تقصفها المدافعُ
نحتمي بستارةِ الشباك , تهتز البناية . تقفزُ الأبوابُ . أمريكا
وراء الباب أمريكا
ونمشي في الشوارع ِ باحثين عن السلامة ,
من سيدفننا إذا متنا ؟
عرايا نحن , لا أفق ٌ يغطينا ولا قبر ٌ يوارينا
ويا….يا يومَ بيروتَ المكسَّرَ في الظهيرهْ
عَجِّلْ قليلا
عَجِّلْ لنعرفَ أين صَرْخَتُنا الأخيره ْ.
**************
بيروت / عصرا ً :
تكثر الحشراتُ .
تزدادُ الرطوبة ُ .
ترتخي العضلاتُ
نشعر أن للأرض احتقانا ً في مفاصلنا ,
فنصرخ : أيها البطل انكسِرْ فينا !
**************
مساء/ فوق بيروت :
الرخامُ
ينزُّ دما ً, ويذبحني الحمامُ
إلى مَنْ أرفعُ الكلماتِ سقفا ً
وهذي الأرضُ يحملُها الغمامُ ؟
ويرحلُ , حين يرحلُ , نحو تيهي
أحدِّقُ في المسدَّس ِ, وهو ملقى ً
على طَرَفِ السرير, وأشتهيهِ
وينقذني , وينقذني الكلامُ .
ظلامٌ كُلُّ ما حولي … ظلام ُ.
****************
بيروت / ليلا :
لا ظلامَ أشدَّ من هذا الظلام ِ
يُضيئني قَتْلي .
أمنْ حََجَر ٍ يقُدُّون النعاسَ ؟
أمنْ مزامير ٍ يصكُّون السلاحَ ؟
ضحيَّة ٌ
قَتَلتْ
ضحيَّتها
وكانت لي هويَّتُها ,
أنادي أشعيا : أخرج من الكتب القديمة مثلما خرجوا , أزقَّةُ
أورشليم تُعَلِّقُ اللحمَ الفلسطينيَّ فوق مطالع العهد القديم ,
وتدَّعي أن الضحية َ لم تُغَيِّر جلدها .
يا أشعيا ..لا تَرِثْ
بل أهجُ المدينة َ كي أحبكَ مَرَّتين
وأعلنَ التقوى
وأغفر لليهوديِّ الصبيِّ بكاءه…
اختلطتْ شخوصُ المسرح الدمويّ :
لا قاض ٍ سوى القتلى
وكفُّ القاتل امتزجَتْ بأقوال الشهودِ ,
وأدخل القتلى إلى ملكوت قاتلهم
وتمَّتْ رشوة ُ القاضي فأعطى وجهه للقاتل الباكي على شيء
يُحَيِّرُنا …
سَرَقْتَ دموعنا يا ذئب
تقتلني وتدخل جُثَّتي وتبيعها !
أخرجْ قليلا ً من دمي حتى يراك الليلُ أكثَر حُلْكَة ً !
وأخرجْ لكي نمشي لمائدة التفاوض , واضحينْ ,
كما الحقيقةُ :
قاتلا ً يدلي بسكِّين ٍ .
وقتلى
يدلون بالأسماء :
صبرا ,
كفر قاسم ,
دير ياسين ,
شاتيلا!
***************
بيروت - ليلا :
لا تنامي كلَّ هذا الليل ِ
لا تتحدَّثي عما يدور وراء هذا البابِ
لا ترمي ثيابك
لا تُعَرِّيني تماما ً
لا تقولي الحبَّ
لا تعطي سوى فخذيكِ
لا تتأوهي فالحرب تسمع زهرة الجسديْن ِ .
أني أرتديك على الشظية قربَ باب البيت ,
نبقى واقفين ,وواقفين إلى النهايةِ .
واصلي سرقات هذا الشهْد ,
زُجِّيني بشهوتك السريعة قبلما يأتي إلينا موتُنا الخلفيُّ ,
أني أوثِرُ الموتَ الذي يأتي إلى كتفيَّ … نحلا !
**************
بيروت / ليلا :
مثل باذنجانةٍ …….
قمر ٌ غبي ٌ مَرَّ فوق الحرب ِ
لم يركبْ له الأطفالُ خيلا .
************
بيروت / ليلا :
أُمْسِك الآنَ الهواء الأسودَ الصخريَّ ,
أكسره بأسناني , أعضُ عليهِ . أدميهِ . وأركلُهُ
أكاد أُجَنُّ مما يجعلُ الساعات ……رملا .
************
بيروت / ليلا :
قالت امرأة ٌ لجنديٍّ قبيح ِ الوجهِ :
خذني للرُّكام ِ وفُضَّني
لأصيرَ …..أحلى .
***********
بيروت / ليلا :
لم أجد فيك الخليَّة َ والجزيرة َ.
أين ماتَ الشعر !
أين استسلمت للزوج ِ ليلى ؟
***********
بيروت / ليلا :
يقصفون مقابر الشهداء , يدثِّرون بالفولاذ ,يضطجعون معْ
فتياتهم , يتزوجون , يطلِّقون ,يسافرون , ويولدون,
ويعملون ويقطعون العمر في دبَّابة ٍ….
أهلا ً وسهلا !
***********
بيروت / ليلا :
يخرج الشهداء من أشجارهم , يتفقَّدون صغارهم , يتجولون
على السواحل ,
يرصدون الحلم والرؤيا ,يُغطُّون السماء بفائض الألوان ,
يفترشون موقعهم ,
يُسمُّون الجزيرة ,يغسلون الماء ,ثم يطرِّزون حصارنا
قططا ً……..ونخلا .
***********
بيروت / ليلا :
وحدنا ,واللهُ فينا وحدنا
الله فينا قد تجلَّى !
************
بيروت / ليلا :
يمدح الشعراء قَتْلي في مجالسهم ,
ويرتعدون مني حين أطلع بينهم صوتا ً وظِلا ّ .
***************
بيروت / ليلا :
آه , يا أفقا ً تبدَّى
من حذاء ِ مقاتل ٍ
لا تنغلقْ
لا تنغلقْ أبدا ً
لئلاّ …….
**************
بيروت / ظهرا ً :
اليوم يَنْشَقُّ الحصانْ .
اليوم ينشقُّ الحصانُ إلى نهارين ِ,
المدينة ُ و القصيدة ُ تخرجان
من خصر أجملنا , سميرْ درويش ْ,
ليحتفل المكانْ
بنا …وينسبنا إلى أحَد ٍ
ليعطي العائلهْ
شجرا ً وأسماء ً…….
أتعرفُ مَنْ أنا حتى تموت نيابة ً عنِّي ؟
ستمضي القافِلَهْ
جازاكَ ربُّكَ …سوف تمضي القافلهْ
لا , ليس شعرا ً أن ترى قمرا ً يُنَقِّط ُخارطه
لا ,ليس شعرا ً أن ترتِّب ذكرياتي الساقطَهْ
فانهض على فرسِ الدخانْ
وارحلْ معي , من أجل ِ أمِّكْ …
**************
بيروت / عصرا ً:
زمن ٌ مضى
لكنه لا ينتهي
***********
بيروت / فجرا ً:
الشاعرُ اُفتُضِحَتْ قصيدتُهُ تماما
وثلاثة ٌ خانوهُ :
تموز ٌ
وإمرأة ٌ
وإيقاع ٌ
فنامَا ….
لا يستطيع الصوتُ أن يعلو على الغارات في هذا المدى
لكنهُ يُصغي لموجتِهِ الخصوصيَّهْ :
موت ٌ وحريَّهْ
يصغي لموجتهِ ويفتحُ وقتهُ لجنونِهِ
من حقِّهِ أن يُجلس السأمَ الملازمَ فوق مائدة ٍ
ويشرب قهوة ً مَعَهُ
إذا ابتعد الندامى .
الشاعرُ افْتُضِحَتْ قصيدتُهُ تماما
بيروتُ تخرجُ من قصيدتِهِ
وتدخل خوذةَ المُحتلِّ ,
مَنْ يُعطيه دهشتَه
ومنْ يرمي على يَدِهِ
أرُزَّاًً أو ….سلاما .
الشاعرُ اْفتُضِحَتْ قصيدتُهُ تماما .
في بيته بارودة ٌ للصَّيْدِ,
في أضلاعه طير ٌ
وفي الأشجار ِ عُقم ٌ مالحٌ .
لم يشهدِ الفصلَ الأخيرَ منَ المدينةِ .
كُلُّ شيء واضح ٌ منذ البدايةِ ,
واضح ٌ
أو واضح ٌ
أو واضح ٌ
وخليلُ حاويْ لايريد الموتَ , رُغْمَا ً عنهُ
يُصغي لموجَتهِ الخصوصيَّهْ
موت ٌ وحريهْ
هو لايريد الموتَ رُغما ً عنهُ
فليفتحْ قصيدتَهُ
ويذهبْ …
قبل أن يُغريه تموز ٌ,وإمرأة ٌ,وإيقاع ٌ
….وناما
الشاعرُ افْتُضِحَتْ قصيدتُهُ تماما.
****************
بيروت / فجرا ً
بيروت /ظهرا ً
بيروت /ليلا ً :
يخرج الفاشيُّ من جسدِ الضحيَّهِ
يرتدي فصلا ً من البارود : أُقْتُلْ – كي تكون
عشرين قرنا ً كان ينتظرُ الجنونْ
عشرين قرنا ً كان سفّاحا ً مُعَمَّمْ
عشرين قرنا ً كان يبكي ….كان يبكي
كان يخفي سيفَهُ في دمعَتِهْ
أو كان يحشو بالدموع البندقيَّهْ
عشرين قرنا ًكان ينتظر الفلسطينيَّ في طرف المخيَّمْ
عشرين قرنا ً كان يعلَمْ
أن البكاءَ سلاحُهُ
****************
صبرا – فتاة ٌ نائمهْ
رحلَ الرجالُ إلى الرحيل ْ
والحرب نامت ليلتين صغيرتين ,
و قدَّمَتْ بيروتُ طاعتَها وصارتْ عاصمَهْ …….
ليل ٌ طويل ٌ
يرصدُ الأحلامَ في صبرا ,
وصبرا – نائمهْ.
صبرا – بقايا الكفِّ في جسد ٍ قتيل ٍ
ودَّعَتْ فرسانها و زمانها
واستسلمتْ للنوم ِ من تعب ٍ, ومن عرب ٍ رَمَوْها خلفهم .
صبرا – وما ينسى الجنودُ الراحلون من الجليل ِ
لا تشتري و تبيعُ إلاَّ صمتها
من أجل وردة ٍ للضَّفيرهْ
صبرا – تغني نصفَها المفقودَ بين البحر ِ والحرب ِ الأخيرهْ :
لمَ ترحلونْ
وتتركون نساءَكم في بطن ِ ليل ٍ من حديدِ ؟
لمَ ترحلونْ
و تعلَّقون مَسَاءَكُمْ
فوق المخيَّم والنشيدِ ؟
صبرا – تُغَطِّي صدرها العاري بأغنية الوداعْ
وتَعُدُّ كفَّيها و تخطيءُ
حين لا تجد الذراعْ :
كم مرة ً ستُسافرونْ
و إلى متى ستُسافرونْ
ولأي حُلم ْ ؟
وإذا رجعتم ذات يومْ
فلأي منفى ترجعونَ ,
لأي منفى ترجعونْ ؟
صبرا – تُمَزِّق صدرها المكشوفَ :
كم مَرَّهْ
تتفتَّحُ الزهرهْ
كم مَرَّة ً
ستُسافر الثورهْ ؟
صبرا – تخافُ الليل . تسندهُ لرُكْبتها
تغطيهِ بكحل ِ عيونها . تبكي لتُلْهيهِ :
رحلوا وما قالوا
شيئأ عن العودهْ
ذبلوا وما مالوا
عن جمرة الوردهْ !
عادوا وما عادوا
لبداية الرحلهْ
والعمرُ أولادُ
هربوا من القُبْلَهْ.
لا, ليس لي منفى
لأقول : لي وطنُ
الله , يا زمنُ …؟
صبرا – تنامُ . وخنجرُ الفاشيِّ يصحو
صبرا تنادي …مَنْ تنادي
كُلُّ هذا الليل ِ لي , والليلُ ملحُ
يقطع الفاشيُّ ثدييها – يقلُّ الليلُ –
يرقص حول خنجرهِ ويلْعَقُهُ . يغني لانتصار الأرْز ِ موالا ً,
ويمحو
في هدوء ٍ ….في هدوء ٍ لحمَها عن عَظْمِها
ويمدِّدُ الأعضاءَ فوق الطاولَهْ
ويواصل الفاشيُّ رقصَتَهُ ويضحك للعيون المائلهْ
ويُجَنُّ من فرح ٍ وصبرا لم تعد جسدا ً :
يُرَكِّبها كما شاءتْ غرائزهُ , وتصنعها مشيئتهُ .
ويسرق خاتما ً من لحمها , ويعودُ من دمها إلى مرآتِهِ
ويكون – بحرُ
ويكون – بر ُّ
ويكون – غيم ُ
ويكون – دَمْ
ويكون – ليلُ
ويكون – قتلُ
ويكون – سبتُ
وتكون – صبرا .
صبرا – تقاطُعُ شارعين ِ على جَسَدْ
صبرا – نزولُ الروح ِ في حَجَر ٍ
وصبرا – لاأحدْ
صبرا – هوية عصرنا حتى الأبدْ …
*************
بيروت/ أمس / الآن / بعد غد ٍ :
نشيد ٌ للخريفِ
صَُوَرٌ لما بعد النهارْ
وظلال إمرأة ٍ غريبهْ .
وطني حقيبهْ
وحقيبتي وطني
ولكن ………..لا رصيفَ ,
ولا جدارْ .
لا أرضَ تحتي كي أموتَ كما أشاءُ ,
ولا سماءْ
حولي
لأثقبَها وأدخلَ في خيام الأنبياءْ .
ظهري إلى الحائطْ
الحائط ِ/ الساقطْ !
وطني حقيبه ْ
وحقيبتي وطنُ الغَجَرْ
شعب ٌ يُخَيِّمُ في الأغاني والدخانْ
شعبٌ يفتِّشُ عن مكانْ
بين الشظايا و المطرْ .
وجهي على الزهرهْ
الزهرة / الجمرهْ
وطني حقيبهْ
في الليل أفرشها سريرا
وأنامُ فيها ,
أخدعُ الفتياتِ فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا
وأموتُ فيها .
كَفِّي على النجمهْ
النجمة / الخيمهْ
وطني حقيبهْ
من جلدِ أحبابي
و أندلسَ القريبهْ
وطني على كتفي
بقايا الأرض ِ في جسدِ العروبَهْ .
قلبي على الصخره ْ
الصخرةِ / الحرهْ
****************
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا
شكرا ً لكُلِّ شجيرة ٍ حملت دمي
لتضيءَ للفقراءِ عيدَ الخبز ِ ,
أو لتضيءَ للمحتلِّ وجهي كي يرى وجهي
و يرتديَ الخداعا .
شكرا ً لكلِّ سحابة ٍ غَطَّتْ يديَّ
وَبَلَّلَتْ شفتيَّ
حتى أعطت الأعداء بابا ً …أو قناعا .
شكرا ً لكلِّ مسدَّس ٍ غطَّى رحيلي
بالأرُزِّ وبالزهور ,
وكان يبكي أو يزغرد ما استطاعا .
يا دمعة ً هي ما تبقّى من بلاد ٍ
أسندُ الذكرى عليها …….والشُّعاعا .
يا أهلَ لبنانَ الوداعا !
اليوم أكملتُ الرسالةَ فانشروني , إن أردتم , في القبائل ِ توبة ً
أو ذكرياتٍ
أو شراعا .
اليوم أكملتُ الرسالة َ فيكُمُ
فلتطفئوا لهبي ,إذا شئتم , عن الدنيا ,
وإنْ شئتمْ فزيدوهُ اندلاعا
أنا لي , كما شاءتْ خطاي
حملتُ روحي فوق أيديكم فراشات ٍ ,
وجسمي نرجسا ً فيكمْ ,
وموتايَ اندفاعا
يا أهلَ لبنانَ …الوداعا .
هذا دمي , يا أهل لبنان ,ارسموهْ
قمرا ً على ليل ِ العربْ .
هذا دمي – دمُكم خذوه ووزّعوهْ
شجرا ً على رمل العربْ .
هذا رحيلي عن نوافذكم وعن قلبي انحتوهْ
حجرا ً على قبر ِ العربْ
هذا بكاء رصاصنا , هذا يتيم زواجنا , فلترفعوهْ
سهرا ً على عُرس العربْ .
هذا نشيجي . مزقوه وبعثروه
مطرا ً على أرض العرب .
هذا خروج أصابعي من كفِّكمْ
هذا فطام قصيدتي , فلتكتبوه ْ
وترا ً على طربِ العربْ .
هذا غبار طريقنا , فلترفعوهْ
لهمو حصونا ً , أو قلاعاً
يا أهلَ لبنانَ الوداعا
سيجيئكم مَطَر ٌ
ويغسلُ ماتركتُ على شوارعكم من الكلماتِ ,
يطردُ ما تركتُ على نوافذكم من الشهواتِ .
يمحو ما لمستُ من الصَّنوبر ِ في جبالِكُمُ
وينسيكمْ فتى ً كسرَ الهواءَ على موائدكم قليلا .
وأضاع يديهِ في أيديكمُ سنة ً , وضاعا .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا .
حدَّقتُ في كَفِّي
لأبصرَ ما وراء البحر ِ –
تلكَ وسيلتي لتَبَصُّر الأشياءِ –
بحر ٌ, ثم بحر ٌ ,ثم بحر ٌ
منْ رآني
عَدَّ أكفاني
وغطى جرحكم كي يشتري جبلا ً
ويبتاعَ الصراعا .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا .
لا جوعَ في روحي , .
أكلتُ من الرغيف الفذ ِّ ما يكفي المسير َ إلى نهايات الجهات .
عشاؤكم ليس الأخير َ
وليس فينا من تراجَعَ , أو تداعى .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا .
جَسَدان ِ في تابوتِ هذا الشرق نحنُ
يزوِّدان المزوَدَ المنسيَّ بالصرخاتِ ,
نحن بشارة الميلادِ نحنُ
وصورتان ِ لخطوةٍ
ٍ قد حاولت
ٍ قد حاولت
أن تهديَ الشرقَ المَشَاعا .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا .
إسمان للتوحيد نحنُ :
على مشيئتنا أردنا أن نكونَ
ولا يكونَ الناسُ في الدنيا متاعا .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا
والآن , أكملنا رسالتنا
إذ اتَّحدَ الشقيقُ مع العدوِّ
ولم نجد أرضا ً نُصَوِّب فوقها
دَمَنا
ونرفعه قلاعا .
يا أهلَ لبنانَ ….الوداعا .
اليوم إنجيلُ السوادْ ,
اليوم تابتْ مريم ٌ عن توبةِ التوباتِ وارتفع الحدادْ
إلى جبين الله
واختفتِ الملائكة ُ الصغيرة ُ
في أكاليل ِ الرمادْ …
*************
والبحرُ أبيضُ
هذا سُفني الأخيرهْ
ترسو على دمع المدينة , وهي ترفع رايتي ,
لا راية ٌ بيضاء في بيروت
شكرا ً للذي يحمي المدينة من رحيلي
للَّتي مدت ضفيرتها لتحملني إلى سفني الأخيرهْ
- أين تذهبُ ؟
ليس لي بابٌ لأفتحَهُ لفارسيَ الأخيرْ
- والسبتُ أسودُ ,
ليس لي قلب ٌ لأخلعَهُ على قدميكَ يا ولدي الصغيرْ
أنا لا أودِّع , بل أوزِّع هذه الدنيا
على الزَّبد الأخيرْ
- وأين تذهبُ ؟
أينما حَطَّتْ طيورُ البحر ِ في البحر ِ الكبير ِ .
البحرُ دهشتنا ,هشاشتُنا
وغربتُنا ولعبتُنا
والبحرُ أرضُ ندائنا المستأصلَهْ
والبحرُ صُورَتُنَا
ومَنْ لا بَرَّ لَهْ
لا بَحْرَ لَهْ …
……..بحر ٌ أمامكَ ,فيكَ ,بحر ٌمن ورائكَ .
فوق هذا البحر بحرٌ , تحتهُ بحرٌ
وأنت نشيدُ هذا البحر ِ ….
كمْ كنا نحبُ الأزرقَ الكحليَّ لولا ظلنا المكسور فوق البحر ِ ,
كمْ كنا نُعِدُّ لشهر ِ أيلولَ الولائمَ .
- عَمَّ تبحث يا فتىً في زورق ِ الأوديسةِ المكسور ِ ؟
- عن جيش ٍ يحاربني و يهزمني فانطق بالحقيقة ثم أسأل :هل
أكونُ مدينة َ الشعراءِ يوما ً؟
- عَمَّ تبحث يا فتىً في زورق الأوديسةِ المكسور ِ ؟
- عن جيش أحاربهُ واهزمهُ ,
وعن جُزر ٍ تُسميها فتوحاتي , وأسال :هل تكون مدينة ُ الشعراءِ
وَهْمَا ؟
عَمَّ تبحث يا فتىً في زورق الأوديسةِ المكسور ِ ,عَمَّ ؟
- عن موجة ٍ ضيعتها في البحر ِ
عن خاتَمْ
لأسيِّجَ العالمْ
بحدود أغنيتي
- وهل يجدُ المهاجر موجة ً ؟
- يجد المهاجر موجة ً غرقتْ ويُرجعها مَعَهْ
بحر لتسكن ,أم تضيعْ
بحر لأيلولَ الجديدِ أم الرجوع إلى الفصول الأربعهْ
بحر أمامك ,فيك ,بحرٌ من ورائكَ .
تفتح الموجَ القديمَ :وُلدتُ قرب البحر من أمٍّ فلسطينية ٍ
وأبٍ آراميٍّ . ومن أمٍّ فلسطينية ٍوأبٍ مؤآبيٍّ . ومن أمٍّ فلسطينية ٍ
وأب ٍأشوريٍّ .ومنْ أمٍّ فلسطينيةٍ وأبٍ عروبيٍّ .ومن أمٍّ ,
ومن أمٍّ ….على حجر يُقَيِّدُ فوقه الرومانُ أسرى حربهم
ويُحررون جمالهم مني …
أنا الحجر الذي شدَّ البحار إلى قُرون اليابسهْ
وأنا نبيُّ الأنبياءِ
وشِاعرُ الشعراءِ
منذ رسائل المصريِّ في الوادي إلى أشلاء طفل في شاتيلا .
أنا أوَّلُ القتلى وآخر مَنْ يموتْ .
إنجيلُ أعدائي وتوراةُ الوصايا اليائسهْ
كُتِبَتْ على جسدي
أنا ألف ٌ ,و باء ٌ في كتاب الرسم ,
يشبهني ويقتلني سوايْ
كلُّ الشعوب تعوَّدَتْ أن تدفن الموتى بأضلاعي
وتبني معبدا ً فيها
وترحلُ عن ثرايْ
و أنا أضيقُ أمام مملكتي
وَتَتَّسِعُ الممالك فيَّ ,
يسكنني ويقتلني سوايْ .
كل الشعوب تزوَّجت أمي ,
و أمي لم تكن إلاَّ لأمي
خصرها بحرٌ . ذراعاها سحابٌ يابسٌ
ونُعاسُها مطرٌ ونايْ .
وأنا أفيض أمام أغنيتي
وتحبسني خناجرها
يؤاخيني ويقتلني سوايْ.
….وأنا نشيدُ البحر ِ.
لا أرضى بما يرضي دَمَ الإغريقِ من ريح ٍ تهبُّ لتنتهي المأساةُ
وبالمأساة .قد ذبحوك كي يجدوك كرسيَّا ً فلا تجلسْ
لأن جميع آلهتي كلابُ البحر ِ
فاحذرها ولا تذهب إلى القربان ِ …
إن الريح واقفةكخازوق ٌ
فلا تلمسْ يدَ القرصان ِ ,
لا تصعد إلى تلك المعابدِ
لا تصدِّقْ
لا تصدِّقْ
فهي مذبحة ٌ
ولا تخمد هجيرك عندما يتقمَّص السجَّانُ شكل الكاهن ِ
الرسمي ِّ ,
إنَّ جميع آلهتي كلابُ البحر ِ
فاحذرْها .
ودَعْ …دَعْ كلَّ شيء واقفا ً
دَعْ كُل ما ينهارُ منهاراً ,
ولا تقرأ عليهم أيَّ شيءٍ من كتابك ْ ! ..
والبحرُ أبيضُ
والسماء ُ
قصيدتي بيضاءُ
والتمساحُ أبيضُ
والهواء ُ
وفكرتي بيضاء ُ
كلبُ البحر أبيض ُ
كل شيء أبيضٌ :
بيضاءُ دهشتُنا
بيضاءُ ليلتُنا
وخطوتنا
وهذا الكونُ أبيضُ
أصدقائي
والملائكة ُ الصغار ُ
وصورة الأعداءِ
أبيضُ , كل شيء صورة ُ بيضاءُ . هذا البحرُ , ملء البحر ِ ,
أبيضُ …
***********************
لستَ آدمَ كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً أمام الله .
أنت المسألهْ
الأرضُ إعلانٌ على جدران هذا الكون
حَبَّةُ سُمْسُم ٍ , قتلاكَ
والباقي سدى
فاعط ِ المدى
إسم العيون ِ المهملَهْ
لك أن تكون – ولا تكونْ
لك أن تُكَوِّنْ
أو لا تُكَوِّنْ ..
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلَّكَ مهزلهْ .
والكونُ دفترك الصغيرُ ,
وأنت خالقُهُ ,
فدوِّنْ فيه فردوس البداية , يا أبي ..
أو لا تُدَوِّنْ
أنت ..أنت َ المسأله ْ.
ماذا تريدُ ؟
وأنت من أُسطورة ٍ تمشي إلى أُسطورة ٍ
عَلماً ؟
وماذا تنفع الأعلام ..
هل حَمَتِ المدينَة َ من شظايا قنبُلَهْ ؟ .
ماذا تريدُ ؟
جريدةً ؟
أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً
وتغزل سنبُله ؟
ماذا تريدُ ؟
أَشُرطَةً ؟
هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرة ُ بالرياح
المُقْبلَهْ ؟
ماذا تريدُ ؟
سيادة ً فوق الرمادِ ؟
وأنت سَيِّدُ رُوحِنَا يا سَيِّد الكينونَةِ المتحوِّلَهْ .
فاذهب ..
فليسَ لك المكانُ و لا العروش / المزبلهْ .
حُرّيَّة ُ التكوين أنتَ
وخالقُ الطرقاتِ أنتَ
وأنت عكسُ المرحلهْ .
واذهب فقيرا كالصلاةِ
وحافيا كالنهر في درب الحصى
ومُؤَجَّلاً كقرنفله ْ.
لا , لست آدم كي أقول خرجتَ من بيروت أو عَمَّانَ أو
يافا , وأنت المسألهْ .
فأذهب إليكَ , فأنتَ أوسعُ من بلاد الناس ِ , أوسعُ من فضاء
المقصله
مستسلما لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ الكبيرة َ والسماءَ المسدلَهْ
وتمدُّ أرضاً تحت راحتك الصغيرة ,
خيمة ً
أو فكرة ً
أو سنبلهْ .
كمْ من نبي ٍّ فيك جَرَّبَ
كم تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكلهْ .
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَة ً
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصعدْ معي
لنعيدَ للروح المشرَّد أوَّلَهْ
ماذا تريد , وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشعلهْ
ما أوسع الثورهْ
ما أضيقَ الرحلهْ
ما أكبرَ الفكرهْ
ما أصغرَ الدولهْ !….
محمد محمد فكاك,



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنات لعينة في هيكل جهنميات وجحائم الملك المفترس المختلس الب ...
- أسقوا عصابات النظام الجلاوي الليوطي حليف الاستعمار والإسرائي ...
- يا ليل الشعب متى ثورته ومتى غده ومتى نهضته.؟
- في الذكرى الثالثة والخمسين لاندلاع ثورة 23 مارس بالدار البيض ...
- لماذا يا شعبنا لاتستجيبون للصوت المغربي الذي ضاع طويلا في مس ...
- تحيةلأطفالالحجارةفي جرادةوفي الحسيمة والخزي والعار والمذلةلك ...
- الاحتفال بحقوق المرأة في عيدها الأممي
- الشعب يريد إطلاق المعتقلين السياسيين وعودة المبعدين والأسرى ...
- النظام الجلاوي الليوطي أداة رئيسية للتغلغل الصهيوني في المغر ...
- يا عمال ويافلاح طالبوا بالسراح لرفاق الكفاح معتقلين ومنفيين ...
- وستبقى ثورة 20 فبراير الشعبيةالوطنية الديمقراطية الربيعيةالع ...
- يا عامل يا فلاح طالبوا بالسراح لرفاق الكفاح معتقلين ومنفيين
- لا تصالح ملكا استعماريا اسرائيليا صهيونيا مفروضا على المغرب
- عامل الملك وباشا خريبكة يرتكبان فضيحة فاحشة ويبيعون فضاء إعد ...
- في الذكرى الثانيةوالأربعين من استشهاد الراحل الأسمر العظيم ع ...
- إدانة لكل اتجاهات التفريط والخيانة للقضيةالفلسطينيةالعربية
- ماذا يعني مشاركة عملاء صهاينة في مسيرةالرباط باسم الملك الجل ...
- ماحصل في مصر إنما هوامتداد لتصاعد واستمرا العدوان الثلاثي عل ...
- تقتل يا محمد السادس نساءنا وأطفالنا ثم تدخل جثثهم وتبيعها، ا ...
- من قتل 16عشرا مواطنة ومواطنا


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد فكاك - في الرد على مواقف أحزاب الكتلة الملكية الأكثرتعصبا للملك المفترس من الملك ذاته