أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - -إيران فوق صفيح ساخن- .. (خواطر صباحيّة)















المزيد.....

-إيران فوق صفيح ساخن- .. (خواطر صباحيّة)


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إيران فوق صفيح ساخن" .. (خواطر صباحيّة)


1 ..

عندما أرسلت وكالة الأنباء, عفوا, الفضاء, الأمريكية, لأول مرة, "قردا" الى الفضاء.. كان أجرهُ: تُفّاحة و نصف بُرتقالة .. كان من افريقيا الكاميرون بالضبط (مرجع : ويكيبّيديا)

تذكرتُ هذا, و أنا أشاهد وثائقيّا معروفا, و غريبا, من انتاج "نات جيو", يتحدث عن بلدة صغيرة, تهتم كثيرا بالقرود .., كما يهتمّ الهنود بالأبقار تقريبا.. لدرجة أنها تعبث في كل شيء, دون حسيب أو رقيب ..

تعمّد المُخرج انهاء البرنامج, أو أحد أجزائه, بمشهد "قرد" عجوز هرم, "بااابون" ربّما .. ينظر بحسرة الى صغار القردة المُشاغبين .. يُكابر, لإخفاء علامات الوهن و الخرف, و يتحدّى الجلد الطافيَ فوق حاجبيه, ليُعطيهم شحنااات من الأمل .. و في نفس الوقت, ليُناجي أنثى, لم تعد تستجيب له كثيرا .. قصد تفريخ مزيد من القرود .. و تعويض "النقص" .. الذي يُحدثه عمّال "البلدية" بجولاتهم الروتينية ..

كان, حسب أحد عمالِ البلدية الذين حاورهم الوثائقيّ , من اكثر قرود البلدة اثارة للشغب.. حيث لم يسلم مُستودع طعام أو حديقة "خضااار" أو حتى ثلاجة منزلية.. من شغبه ..

مما علق في ذهني, أيضا, مشهد النهاية الحزين جدّا, ..
و كأن "جينيريك النهاية", الذي يُظهره جاثما على بدنه المُترهّل, بفرو غزير تعبث به رياح الخريف ذات اليمين و ذات الشّمال.. , يُريد أن يقولَ : بأنّه يستهجن, لماذا لم يعُد عمال البلدية, يكترثون له.. بل يُلقون عليه تحية تتخللها ابتسامة خبيثة ماكرة, شأنهم في ذلك شأن اناث "العشيرة", القرديّة .. و كلّ قرد بلغ سنّ "الحلم" ..
لكنه رغم ذلك, مصر على تماسك "الجماعة", و أشياء أخرى .. و يَحرص دائما على "تأويلات" شبابيّة مُنفتحة, لإرهاصات " سنّ اليأس", و البوار البيولوجيّ .. ك : الكاريزما المُلتزمة.. و الانتماء "العُضوي" للعشيرة .. و الحضور الوازن .. و إن بالإيماء .. (الاشارة)

و كأنّه بتمسّكه بالوزن, يريد الغاء "الكتلة".. التي تُمثّل, في العلوم الفيزيائية : "الخاصيّة الأساسية للمادة", بينما يُمثّل" الوزن, قوّة السحب التي تمارسها الجاذبية على "المادة", أو الحالة الايديولوجية للمادّة .. أو المادة المؤدلجة .. أو علاقة المادة بالأرض ..

و كأنّه .., يُريد "استرجاع" .. شيء من العُنفوان و الشجاعة, و صلفِ القرود اليافعة, لكي "يشحذ" كرسيا و حبلا .. و قنينة نبيذ .., و ضجيجا افتراضيّا ..
قبل أن يكنسه في سكون, بالصدفة أو الخطأ, عاملُ نظافة..

انّه حدس القرود ..

(11/02/2018)


2 ..

عاهرة قديمة.. تتغنى بتشرين و تمّوز .. و ثانية, تنأى عن تفاهة-استلاب الأولى, بحشرجات محلية الصنع ..

منظر استراتيجي عميق, أراد تغيير العالم بعزيمته و اصراره, كان ونيسا داخل الكنيس, فوجد نفسه, يغيّر فوط الحمّام, الأميريّ .. في دوخة العرب .. (خ=ح)

حداثيّ يقضم الموز .. و يسخر من الجميع .. نفسِه

ناقد .. أدبيّ, يتململ بصعوبة, لخرق شرنقة "الحريري" ..فيجد نفسه, ماثلا, أمام "كفّ عفريت" .. ينتظر مطرا لن يأتي .. و شمسا لا تخفت دائما, كما تشتهي السّحب, و أهواء الدّواوين و الكُتب ..

شخص خفيف الظل, يُعايد الجميع, يقبّل رؤوسهم بضحكة خجولة لكنها خبيثة, و يهمس في آذانهم : و ما الربيع إلا تغيّر في أحوال الطقس, و مصروفُ جيبِِ أتاك ضاحكا,.. من الحُسْنِ, حتّى تبسّم قائلا : انتهى الارسال..

قردة لم تستسغ, أن لم تعُد الشجرة, مُطاوعة لأطرافها اللزجة .. تبحث عن أغصان أخرى, في مكان مّا ..

تقول مأثورة "رجعيّة", بأن المرأة مثل القرد, لا تُفلت غُصنا, إلا بعد الإطباق على غصن آخر أقوى, أو أكثر .. انها غريزة البقاء, أو ربّما نزعة "التعلّق" ..الماديّة ..

الشجرة, ليست بالضرورة واقفة, و إن كانت كذلك, يجب تحديد "المعلم" المُعتمد عليه في تشخيص, الصورة - الظاهرة .. فالوقوف مُرتبط بسطح الأرض, و ليس بما لا يُرى, أو ما لا يُدرك بالعين - الملاحِظة, المجرّدة ..

الشجرة نصفها فوق الأرض = المَعْلَم, و نصفها أسفله .. تماما كالجبال, السّفن .. و الأرض اليابسة أيضا ..

في الغابات الاستوائية, دائما ما تتشابك أغصان الأشجار, تماما كما يحدث في الشرق الأوسط, حيث المناخ, المابعد استوائيّ..

"ايران", ترقص آخر رقصاتها بمؤخّرة مكشوفة, تظهر تجاعيدها للعيان.. فالغصن البديل, ربّما, ليس من نفس الشجرة, و إن كان, يستنشق, نفس الهواء.. المُمَانِع

(18/02/2018)


3 ..

لا وجود لمُحدّدات دقيقة, للمُكوّن الثقافي.. فبين ثقافة الفرد, و ثقافة المُجتمع, علاقة مُركّبة.., و لا يُمكن تناول الواحدة, بمعزل عن الأخرى ..
يقول "تايلور", في نظريّته حول الثقافة البدائيّة, أن الثقافة, هي كلّ ما يظهرُ في حياة شعب مُعيّن, داخل بيئة مُعيّنة.. و بذلك, فهي غير واضحة الحدود.., و تتميّز, بماهيتها الهلامية, الصّعبة الجرد و التحديد.. هي, في ذلك, بِشِبْهِ التطابُقِ, كما يُحدِّدُ, مُناخُُ مُعيّنُُ, طبيعةَ غطاءِِ نباتيِِّ مُعيّنِِ, يُحدِّدُ بدورهِ, المظهرَ العامَّ لبيئةِِ مُعيّنةِِ, و أنماطَ "الحياةِ" و "الإِحْيَاءِ" داخلها, و سلاسلَ التوالدِ و التكاثُرِ و حتّى الأفولَ و التطوّر..

بالعودة لنموذج "العشيرة القرديّة", نلاحظ فور تغيّر معالم "الطبيعة" بشكل فُجائيّ, لسبب مّا.., كيف يشرعُ صغارُ العشيرةِ في التساقط كأوراق الخريف.., حيث تختفي, بسرعة, ملامح الشغب المحفورة في وجوههم, و تذوب حركاتهم المشاغبة الطائشة, في بوثقة البقاء, أو تخطّي الأزمة الرّاهنة ..
و حتّى الأنثى, لا تستطيع, في هكذا مواقف, أن تحضُن أبنائها, حيث أن بإمكانها, إيجادَ عشيرة أُخرى, و الشروع في التناسل من جديد.. عكس الصغار, الذين, و إن بنجاتهم, لن يُعمّروا طويلا..
أمّا "البابون العجوز", كبير العشيرة, و رغم تثاقل قُدراته الادراكيّة, فيفهم بسُرعة, أكثر من الجميع ربّما, أن عليه أن يبقى في مكانه, و لا يُحرّك ساكنا.. صحيح أن لديه قُدرات عجيبة على تخطّي المصاعب .., بل تحوّلت, الى ما يُشبه "أسرارا مُقدّسة", عند باقي أفراد العشيرة .. لكنّه في قرارة نفسه, يعلم أنّ ما يُبقيه, على أعلى جذع, في أعلى شجرة, هو نظراتُه, التي مازالت تُخيف السّواد الأعظم من أفراد العشيرة, و حتى بعض المُتطفّلين عليها.. لكن, في هذه الحالة, لا أحد يملك وقتا لفحص نظراته, أو مُعاينة مزاجهِ.. فذلك يتطلّب أولا, شرط المكان الهادئ, و ثانيا, أفرادا "منوّمين", بأوهام الاستمرارية و التوسّع..

أخيرا, فتدجين القرود, أو تربيتها, ليس بالمسألة الهيّنة.. فنحن بصدد جهاز "حسّي-ادراكيّ", قريب جدّا, من الذي يتوفّر عليه "الرّاعي", و ربّما قد يتفوّق عليه, في بعض التفاصيل الصّغيرة, بفضل جوعه الاستيعابيّ, و التنامي السريع لنُزوعه, نحو كسر عُقد "التخلّف", أو اختصار الفارق "الحضاري".. هُنا, قد يتوهّم القرد مثلا, أنه يصنع, أو يخترع شيئا, بينما لم يقم إلاّ ب"تركيب" ما وُجد أمامه, تحت تأثير, مُتلازمة العصا و الجزرة...
لكن في النهاية, لا أحد معصوم من "لازمة" الانزلاق و السقوط, و الأطراف المُرتعشة, فحتّى من يقومون بتربية أو رعاية القرود, يتعرّضون من حين لآخر لمواقف طريفة, كالسقوط من أعلى "الدّرج", أو فُقدان التوازن, حتى لو كان ذلك, فوق أرضية مُريحة و مُنبسطة..
و كما يقول المصريّون .. طبّاخ السّم, لازم يذوقووو..

(18/03/2018)


4 ..

دائما ما نجد في قصص التراجيديا الاغريقيّة, مُعادلها الكاريكاتوريّ.. أي المُحاكاة السّاخرة, لمضمون أو أحداث تلك القصّة.. و بطبيعة الحال, فتلك المُحاكاة تخضع لشرطيّ الذات و الموضوع.., هذا إن لم نقُل أنّها تُمثّل, طريقة أخرى لتذوّق و هضم القصّة, بمنطق و أدوات و ضرورات العصر الرّاهن.. لكن, بعيدا عن "المُحاكاة" السّاخرة, نجد أن كثيرا من شخصيّات الرّوايات و القصص المتواترة, تُنتج مُعادِلها الكاريكاتوريّ بنفسها.. سواء عن وعي أو عن غير وعي..
في هذا السّياق, يُمكن ذكر, كيف أن بعض من كانوا يُسمّون أنفسهم بالأولياء, أو أصحاب الكرامات و الآيات و الخوارق.. لعبوا لُعبة الخداع, أو الاستسلامِ لهُ.., لكي ينالوا أو يُعرفوا بذلك, أو يُعترفَ لهم بذلك بتعبير أدقّ..
التاريخ الانسانيّ حافل بأصحاب هذه الحيل, أو الألعاب.. لكن, في الجهة المُقابلة, ل "المُحتالين", نجد فئة "المُحتال عليهم".. أو المُستفيدين من الاحتيال عليهم, بمنطق.. كلّنا مُستفيد.. نسوق هُنا مثلا.. قصّة قارئ جيّد للقرآن, من القرن الخامس الهجريّ, عُرف بورعِه و زُهده .. حتّى ظهرت عظام وجهه.. فما كان من أهل الحلّ و العقد إلا أن أشفقوا على حالهِ, بعد الإنبهار بصوتهِ و حِباله.. فأمروا أحد "الغلمان" بوضع أجود الطعام في خزانته بشكل يوميّ.. حتّى شرعت أوداجهُ في الانتفاخ, و ظهرت مُقدّمة بطنه, و بطنُ مؤخّرته..
كان القارئ يُهمهمُ في نفسه, كلّما وجد رزقا داخل خزانته, أنّه جزاء من اللاّه و رزق غير ممنون.. و تحت تأثير كيمياء الطّعام, بدأت تُراودهُ مكبوتات الصّبى .. فعمد أهل الحلّ و العقد مُجدّدا, خوفا عليه لا غير, عمدوا الى مُصارحته بمصدر الطعام.. و الغاية النّبيلة من ذلك.. فدخل في حالة من الكآبة .. لا مخرج منها ..

هذا المثال, و إن دلّ على الجانب السّاذج و الانتهازيّ, في شخصيّة "رجل الدّين", أو الرّجل الصالح, ذي الكرامات و المُعجزات بتعبير أدقّ .. فهُو يَكشفُ عن أشياء أخرى, بمُقارنته مع نوازل أُخرى, قريبة و بعيدة .. حيث نجد من هؤلاء "الدجالين".. من يعتبر "وضع" الطّعام, أو شيء آخر, في خزانته, أيضا, تدبيرا إلاهيّا .. أو سُخرة واعية, و لاواعية في نفس الوقت, يقوم بها طرف لا "تهمّ" ماهيّتهُ في شيء, بقدر ما يهُمّ, تسخيرُ طرفٍ آخرَ لهُ.. دون علمه هو هذه المرّة, أو بعلمهِ لكن ... دون ادراكه لما وراء .. ذلك .. (أمور غيبيّة) .. و في ذلك يسقُط حتّى شُعراء تمّوز .. و المطر.. و إن تأبّطوا منجل الشيوعيّة و مطرقة الماديّة.. فكما يقول الفيلم المصريّ.. "النّوم في العسل" .. كلّه إلاّ.. العجز .. و الوهن .. و هذه المرّة.. فالوطن من وراء القصد ..
لا شكّ أن آية الارشاد النائمة في طهران, لا تشُذّ عن أحد هذه النّماذج الكاريكاتوريّة.. هي دونكيخوطيّة.. لكنّها, كاريكاتوريّة بشكل أكثر وضوحا.. ربّما, من شيوعيّة الصّين, أو جبروت روسيا .., أو اشتراكيّة عبد الناصر..
فإيران, الكيان, تُقدّم نفسها للعالم, على شكل : ذلك "القارئ" الذي يُخفي سرّا مّا.. و بالمُقابل, أيضا, ذلك الكائن النّبيه, الفَطِن, المُتجاوب و المُنسجم مع روح العصر.. العارف بقوانين اللّعبة و القابل للارتقاء, و تسلّق سلالم العلوم و التكنولوجيا, و الصّناعات الثّقيلة, و المابعد ثقيلة.. و هي في ذلك فقطّ, تُدغدغ مشاعر الوسطاء و سماسرة الحرب, و الاتفاقات "النوويّة" ..

لا غرابة أنّ من أبرم اتّفاقا مع ايران, كان أول رئيس أمريكيّ من نوعِه, و لهذا ربّما, فضّلت دولة "اليابان" استقبالهُ في المطار, بأوّل انسان آليّ " من نوعِه" (روبوت) .. و شتّان بين "النّوعين..

هذا الاتفاق, شأنُه في ذلك, شأن اتّفاقات و توافُقات أُخرى, مُعلنة و غير مُعلنة, يُمكن اسقاطُه على قصّة القارئ, الّذي بدأ يتخيّل نفسهُ, صاحب كرامات و مُعجزات.. يأتيه طعام الصباح في المساء و طعام المساء في الصّباح.. الى أن صُدم بالحقيقة المُزلزلةِ..
القارئ, حسب الرّواية, لزم الصّمت الى الأبد.. لكن طهران ربّما, لا تُفكّر في ذلك, و تستمرّ في شطحات القرود .. بتشجيع آكلي الفُتات.. بنكهة الموز في غزّة .., أو مُتلقّي الرّواتب, و هدايا مكتب الارشاد .. في ضواحي لُبنان و قلب بيروت أيضا .


فهل أتاهُم حديث "التّي 4" ؟ و تعليق "الرّوس" .. الشّبيه بذلك العِتاب الخجول الذي يسوقُه الرجل البدويّ, المُكبّل بالأعراف و التقاليد.. لزوج ابنته.. بعد أن تأتيه هذه الأخيرة مُعنّفة للمرّة الأولى بعد العشرين ..
في غالب الأحيان, لا يعلم البدويّ, مرتبة ابنته, بين زوجات ذلك الشخص.. قد تكون الثالثة, الرابعة .., أو حتّى الخامسة .. أو التسعين زوجة.. أو حتّى نعجة..

(11/04/2018)



5 ..


لحظة اقدام صدّام على اجتياح الكويت, فهم كثير من المُلاحظين, أنّه وقّع بسذاجة "المَهِيب", على قرار اعدامٍ بئيس, و ربّما, اختار أيضا, ما سيسمعهُ قبل صدمة إطباق الحبل على رقبته.
بعد ذلك التاريخ بأربع سنوات (1994), سُئل الشاعر العراقيّ الكبير, محمد مهدي الجواهري, عن مصير, أو مُستقبل العراق, فأجاب, بثقة تطغى على تقدّمه في السنّ : لا مُستقبل للعراق.., حتّى مُحاورُه "الخليجيّ" اندهش.., كيف لا مُستقبل للعراق ؟ الجواب : لا مُستقبل للعراق ..
البعض يتناول المسألة الإيرانيّة, من خلال نقاشات زائفة, تتمخّض عن أسئلة زائفة, يُزجُّ فيها بالمسألة العرقيّة, و شوائب تاريخ لا يُعيد نفسهُ.. إلاّ لكي يسخر ممّن يُصرّون على الانتساب إليه, أو ممّن لم يتعلّموا دروسهُ..

إيران.., و إرهاصات صَدّاميّة..
هُناك من المُراقبين من ذهب بعيدا, و استشرف مصير صدّام, فقط, من خلال تصريح مخمور, قال فيه بأنّهُ, نبوخذ نصر الجديد... في هذا الباب, إيران, أو حُكّام إيران, يعلمون جيّدا ما ينتظر مشروعهم, أو المشروع الموكل إليهم..بعد استنفاذه لجميع مهامّه, أو أدواره, سواء إقليميّا أو دوليّا. و على هذا الأساس, يُمكن فهمُ السّياسات الايرانيّة الجديدة -من حيث المضمون بطبيعة الحال-, و ليس من حيث الشكل الذي لم يتغيّر كثيرا.
غالبا ما يكون تدخّل الدول الكُبرى في شؤون دول أخرى, بدافع مصلحة مُعيّنة, تَؤُول, بطريقة أو بأخرى, الى الجانب الاقتصاديّ..لكن ليس دائما. فعربدات إيران في الشرق الأوسط, تُكلّفُها الكثير.. بل تُكلّفُها كلّ شيء تقريبا, بحُكم أن لتلك التدخُّلات نصيبا مُهمّا من الشعارات الاحتجاجيّة التي تقُضّ مضجع الدّولة الآن.., و قبل ذلك, فهي سبب مُباشر, لتأزيم الوضع الاقتصادي الداخليّ, و تدهور المُستوى المعيشي, المُتدنّي أصلا.
يُمكننا القول, و بكلّ بساطة, أن نظام الملالي, انتقل من تصدير الثورة, الى تصدير السّقوط.. حيث يعرف حكّام إيران جيّدا, منطق اللّعبة, و يُحاولون إطالة أمدها, أو فرض واقع آخر.. خصوصا بعد زوال أثر "التخدير" الذي حقنته إدارة الديمقراطيين, في أوردة آية اللاّه, و انكشاف عورة ورقتها الرابحة في لبنان.. التي انتقلت بشكل دراماتيكي, و بالتزامُن مع تطوّرات الوضع الإقليمي.., انتقلت أو تدحرجت, من اغراق اسرائيل ب"الصواويخ", الى اغراقها بمليار كوب ماء (خطاب من سنة 2012أو 2013).. و أخيرا, "التويتايات"... و قلّة من ربطت, هذا التراجع - الخطابيّ- لا غير- , بأزمة المنظومة "الايرانية" الشاملة في المنطقة. و لاشكّ أن حادث "الدرون" الايراني, الأخير, فوق سماء اسرائيل, هو بداية الخيط الناظم, لاستشراء هذه الأزمة, تماما, كصواريخ صدّام ..
لاشكّ أن ايران, تستعدّ لتأدية ضريبة "الرّقص مع الشيطان".. هي و رفاقُها في درب التصعلُكِ البدويّ.. لقد كان البدو قديما, يصنعون أصناما من تمر, و يُصلّون لها كي تُمطر.. فإذا أمطرت, شكروا و استبشروا, و إذا لم تُمطر شرعوا في أكل تلك الأصنام, بعد لعنها.. هذا سُلوك راسخ, في "الذهنية البدويّة", .. و هو حاضر بقوّة, في منطق التعامل مع الإدارات الأمريكيّة المُتواترة, و الغربيّة, و العالم عموما.
و كما يعرف الجميع, فالحرب خُدعة, و كما لا يعرف الجميع, فالسّلم خُدعتان, تماما كما أنّ أمريكا, وجهان.. لكن, البابون العجوز, مازال قابضا على آخر غُصن في شجرة التعلُّق الاضطراريّ.. إنّه يُمسك غُصن روسيا, بأطراف سوريا الدّامية..
من يتفضّل, و يهمسُ في أذنه, بأن السّلمَ.. يُمكن أن يكون .. أيضا .. ثلاثَ خُدع ؟


أخيرا ..
على هامش اللقاء القطريّ الأمريكيّ الأخير..

مشهدُُ يَعرفُهُ الجميع .. من منّا لا يتذكّر فصل الدراسة الأوّليّ.. و تلك الفترةَ حيثُ ينصرفُ المدرّس, تاركا أحد "التلاميذ" في مكانِه.. يحدُث أن يقوم البعض بأعمال شغب داخل القسم, و يحدُث أيضا, أن يُشارك ذلك التلميذ, بأعمال الشغب تلك.. غالبا ما يكون ذلك التلميذ, هو المولع بمسح السبّورة, و تلميع طاولة المُدرّس, و حذائه أحيانا.. و يقوم أيضا, بنقل رسائل أو قصائد, رديئة.., لتلك المُدرّسة المُطلّقة, في الطّابق العُلويّ..
دائما ما تكون ابتساماتُهُ, و سلوكاتُه, موغلة في الكلبونيّة.
مع عودة المدرّس, يشرع الجميع في النظر الى الجميع, لإبعاد شُبُهات اثارة الفوضى داخل الفصل عنهُم.. و أكثرهُم فطنة, ينظُر الى وجه المُدرّس, بكلّ بثقة و برائة.., بينما يكتفي, الأولّ, رغم وضعه الاعتباريّ داخل الفصل و علاقته الجيّدة مع الإدارة .. يكتفي بالنظر الى المُدرّس, في حدود حزام البنطلون.

(12/04/2018)



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر صباحيّة -9- .. إيران فوق صفيح ساخن -4-
- خواطر صباحيّة -8- .. إيران فوق صفيح ساخن -3-
- خواطر صباحيّة.. -7-
- خواطر -صباحيّة- .. -6-
- الشرق الأوسط, بين ظُفر القمر, و قرن الشّمس .. -خواطر صباحيّة ...
- - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-
- خواطر -صباحية- .. 5
- خواطر -صباحية- .. 4
- خواطر -صباحية- .. 3
- خواطر -صباحيّة- .. 2
- خواطر -صباحيّة- ..
- تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - اله ...
- سفر بطعم الغرابة..
- هنا و هناك ..
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - -إيران فوق صفيح ساخن- .. (خواطر صباحيّة)