أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي أحماد - جرادة....أنشودة الرغيف الأسود














المزيد.....

جرادة....أنشودة الرغيف الأسود


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 23:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


آه جرادة .. أرض الفحم من حجر أسود ، لقمة تسد الرمق رزقا من عمق الآبار ( الساندريات ) غير مستجداة أو ممنوحة صدقة تضامن ...مكان يسوده السخم في رحلة بين الحياة والموت لتستحق منذ الأمد البعيد إسم " مدينة الأيتام " الذين أريد لهم - مع سبق الإصرار- أن يظلوا في مأذبة اللئام . تتدلى الرقاب ، تنحني الهامات حفرا في غياهب الجب قد تصعد الروح في لحظات اختناق أو تصدع الشقوق الى الرب وقد تسعفها الأنفاس لتشرئب الأعناق الى الأفق وثبا وهروبا من ضيق الثقب وتعب جرعات من هواء / أكسجين ، لو استطاع سماسرة الوطن لمنعوه عنا وعلبوه بيعا لا عطاء . لنختنق كأسماك علقت في الشباك وبعد أن تنفق ينتظرها مجمر الشواء في حفلة العربدة المنذورة للعهر...لن يهنأ لكم بال ، فأينما وليتم وجوهكم نحو السهل ..الجبل .. الصحراء . .في الحضر أو الريف ثمة من ينتفض وينشد العدالة الإجتماعية . فجرادة ولادة أشاوس يأبون الذل والهوان ، فالبلدة عنوان كرامة أهلها لا يرهبهم تهديد الجلاد، فالتاريخ علمهم كم إنتصرت الضحية على الجلاد! المجد لأهلك الأفداد الذين هبوا زرافات وفرادى لصد القمع / الاستبداد وقطع الأرزاق . التاريخ شاهد على حراك الشرق بعد حراك الريف.. وعود الدولة خطابات تذروها الرياح ، رماد يذر على العيون . فهل تمتد يد البطش لتنال من شبابك ( إناثا وذكورا ) لإسكات صرخات تدوي محتجة مطالبة بالحق في العيش بكرامة أو الموت بشرف وكبرياء .
فنحن ندري أن المخزن إذا يئس من رد الأمور إلى نصابها علق فشله على المشجاب ( تدخل جهات معادية أو تنظيمات تخدم أجندة أجنبية تروم زعزعة الإستقرار الذي ينعم به الوطن الأمين..! ) . ولكن الحقيقة الساطعة أن أبناء هذا الوطن أكثر وطنية من الجلاد ، فلهم ( الأغنياء ) الوطن ولنا ( الفقراء ) المواطنة ...لا ننشد غير كريم العيش وجودة التعليم وتعميم خدمات الصحة ، ضمانا لحقوق دستورية وكونية . لقد ولى زمن العبيد وباد عهد الأسياد والإستبداد ، فلا استعباد وقد ولد ابن آدم حرا منذ الأبد . فالبتر ليد معاند لإمتداد الحراك الشعبي لشرفاء هذا البلد . فلغتكم تمتح من قاموس القهر القرسطوي ، فمنها السحق والشنق والحرق والإختناق تدافعا من أجل كيس دقيق .
تكشفت للعالمين عوراتكم ،فأين توارون سوء أعمالكم وهشاشة نظامكم ؟ وكيف تبررون لناظركم عنفكم ؟ وإلى متى تصمون آذانكم عن صرخات شعب مقهور ؟ وهل رفعتم اليد عن الفساد ونهب ثروات البلد في قعر البحر وعمق الأرض ؟
أفيقوا فقد ملأ الجور البلاد ، وفاض الكيل بالعباد في كل ناد ! فهل بحق السماء تنال الهبَّات من هيبة الدولة أم تراها تهدد كراسي الحظوة والإمتياز ؟ أم أن الحكومات بمختلف أطيافها السياسية والإيديولوجية تعلق عليها فشلها في تدبير الملفات الإجتماعية لأن الحركات الإحتجاجية تربك حساباتها ومخططاتها من أجل إمتصاص ما تبقى من دم هذا الشعب المقهور وإقباره حيا ويتفرق دم الأعزل المناضل بين القبائل السياسية والنظام ودواليب الحكم .
نحن حكومة تتغنى ب (الديمقراطية) و( الإنتقال الديمقراطي) و( العدالة الإجتماعية ) و ( حقوق الإنسان ) وتسوقها في الغرب ، ولكننا العرب لا نستوعب من الغرب العبر ، ففي بلد " الكفار " يستقيل الوزير ويترك المنصب وقد ينتحر كالساموراي تكفيرا عن الذنب.....أما سادتنا الوزراء والحكام فتنتفخ منه الأوداج بعد سقم ويستقيم منهم القد بعد إعوجاج ، همهم إقتناء السيارات الفارهة وخطبة النساء ( إغواء زوجات الغير ) الجميلات وبناء الفيلات الفخمة وتدريس الأبناء في أرقى جامعات أمريكا..
فهل لنا من معاول لنهدم هذا ال"وتن" الذي إغتنى من ورائه أسلاف أبي جهل وأبي الحكم ومن أجله أوزعت هند لوحشي بقتل حمزة لتأكل منه الكبد ، فكم يكفي هذا الوطن من قرابين آدمية من لحم ودم تقدم فداء للشعب ضد الفساد الذي استشرى في الأرض لعل البعض الباقي يحيون ( عيشة راضية لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) ومن يظنون أنهم ( من الحزب الحاكم ) يحاربون الفساد فهم كالدونكيشوت يحارب طواحين الهواء وحجة عجزهم العفاريت والتماسيح أعداء الإصلاح ..
فلنجعل من هذا الوطن خيمة / ملاذا للجميع من لسع القر وهجير الحر ومن أنواء الشتاء ولهيب الرمضاء حتى لا يتسابق الكل إلى أرض المهجر / أرض الأحلام في بلاد العم سام !
نشد على أيادي الأهل بجرادة الذين ورثوا من الأجداد حب البلاد وقد رضعوه من أثداء الأمهات رغم قساوة المشاهد وسادية المخزن . وطن لا يحنو على أبنائه فهم إما طريد وإما شهيد...أو نزيل زنزانة أو مصحة أمراض نفسية ، فكل الأدواء لصيقة بالفقراء فمنهم الأجرب والأحدب والأعرج والأعوج والمهبول والمخبول والعاطل يلتمسون دواؤهم عند الفقهاء لا الأطباء..لافرق بين العربي والأمازيغي!
عندما يضيق الأفق وتنعدم فرص الرزق تجد المخزن وحشا مكشر الأنياب يبطش بكل جاهر بالحق مطالبا بالعدل قبل طهور المهدي المنتظر والمسيح الدجال ..يجهضون حلمك واملك في الإنعتاق من رسن الرق الذي يطوق الأعناق..
لكن الأمل معقود ومنشود مهما بلغت المحن وحبكت المكائد ونصبت المصائد ، فإذا الشعب أراد الحياة لابد أن تنكسر الأصفاد والقيود..
لابد من يوم يتحول "السواد " في جرادة الى فجر أبيض...






#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل
- التزيين في قضية تعنيف الأساتذة المتدربين
- وشاية كاذبة تستنفر الإذاعة و نيابة التعليم بميدلت .
- مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع
- كلمة في حق صديق
- يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن
- لحظة عشق
- الأستاذة وحجرة الدرس
- صلاة فوق أريكة خشبية على الرصيف
- من مذكرات معلم بالجنوب المغربي تازناخت 1987/ معلم يستحم وسط ...
- طفل خارق للعادة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي أحماد - جرادة....أنشودة الرغيف الأسود