أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الزاوي - الدولة العلمانية بالمغرب: أي أفق ؟














المزيد.....

الدولة العلمانية بالمغرب: أي أفق ؟


سعيد الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدولة العلمانية بالمغرب: أي أفق ؟
"ضرورة إقامة الدولة العلمانية لمصلحة الدين و الدولة معا, بل لمصلحة الانسلن التي هي اسمي مصلحة." – بوعلي ياسين-

الدولة العلمانية دولة محايدة و غير منحازة دينيا، لا تتبنى أي دين رسمي لها، ولا تعتبر اعتناق ديانة معينة أساسا للمواطنة، وبهذا فهي تحتضن جميع مواطنيها باختلاف أديانهم و مذاهبهم و أفكارهم.
و الدولة العلمانية لا تروج لأي دين معين، كما أنها لا تحارب التدين، وتضمن لمواطنيها حرية اعتناق أي مذهب أو معتقد، و حق ممارسة طقوسهم و شعائرهم الدينية، كما أنها لا تتدخل في الحياة الدينية لمواطنيها، باعتبارها جزءا من الحياة الخاصة لكل فرد.
و القوانين التي تنظم العلاقات داخل الدولة العلمانية لا يجب أن تكون ذات مشروعية و مرجعية دينية، فهي قوانين بشرية وضعية من طرف ممثلي شعبها داخل هيأتها التشريعية.
و الدولة العلمانية –في نظري - تستوجب ما يلي:
- إقرار مبدأ علمانية الدولة داخل الدستور، و إلغاء جميع فصوله التي تشير إلى تبنيها لدين معين.
- إلغاء البرامج الدينية داخل وسائل الإعلام العمومية التابعة للدولة، مع ضمان حق الطوائف الدينية في إنشاء قنوات دينية خاصة.
- إزالة مواد التربية الدينية من المدرسة العمومية، مع ضمان حق الجماعات الدينية في تأسيس مدارس دينية.
- عدم الترخيص للأحزاب و إلهيات ذات المرجعية الدينية بالعمل السياسي، على اعتبار باب الانخراط فيها مفتوحا أمام جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية و العرقية، تحريرا للصراع من سطوة المقدس.
لكن هل يقبل واقعنا الحالي بدولة علمانية مغربية ؟
من خلال قراءة سريعة لأدبيات و مواقف التنظيمات المغربية، يتضح أن المجتمع المغربي تخترقه وجهتا نظر متباينتين:
1- جبهة علمانية تنادي بدولة مدنية، وتتشكل أساسا من:
- الحركة الامازيغية.: كانت السباقة إلى طرح موضوع العلمانية للنقاش العلني، وشكل مطلب علمنة الدولة احد مطالبها الأساسية، بحكم اعتمادها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان كمرجعية مؤطرة لنضالاتها، بالإضافة إلى الأعراف الامازيغية الايجابية، التي كانت تميز بين مجال دنيوي خاص ب " لجماعت " و " أمغار "، ومجال ديني يشرف عليه الفقيه.
- اليسار الحكومي: تزايدت مطالبة تنظيماته ( خصوصا الاتحاد الاشتراكي ) بعلمنة الحياة العامة، خاصة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي عرفت اكتساحا لحزب العدالة و التنمية الإسلامي، مما جعل هدا اليسار يستثمر لحظة 16 ماي 2003 للمطالبة بحل هدا الحزب.مما يؤكد أن رغبتها في تحصين مواقعها و الحفاظ على حقائبها وراء مطالبتها بعلمنة الدولة ، خاصة و أنها ما زالت ترى بان الدين و الدولة يجتمعان في شخص الملك فقط.
- اليسار الجديد و الجمعيات الحقوقية: تعتبر حركة النهج الديمقراطي و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أهم هده الحركات المطالبة صراحة بفصل الدين عن الدولة.
2- حركة إسلامية تنادي بدولة دينية، ترى بان العلمانية مرادفة للكفر، وأنها بضاعة مستوردة لا تصلح لتربة مغربية مسلمة، كما أنها مؤامرة خارجية موجهة بالأساس ضد الإسلام، و تطالب بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع.
نظام سياسي مبني على مشروعية دينية ( إمارة المؤمنين )، و حركات إسلامية ذات امتداد جماهيري واسع، إضافة إلى إطارات علمانية هشة تنظيميا بشعارات نخبوية، واقع مغربي يرجح كفة الدولة الدينية، ويجعل من الدولة العلمانية حلما صعب المنال و التحقق.
لهدا، فالجبهة العلمانية ملزمة بتقوية ذاتها، و توحيد صفوفها و عملها، و تجاوز خلافاتها، و بد ء حوار وطني حول مستقبل العلمانية بالمغرب مع كل التيارات السياسية والمدنية المغربية، بما فيها الحركات الإسلامية، خاصة المعتدلة منها.
حوار يضع نصب عينيه مغربا علمانيا متميزا يستفيد من التجربة الديمقراطية للمجتمع الامازيغي ( مجتمع ازرف و اينفلاس...)، و ينفتح على النماذج العلمانية الديمقراطية العالمية؛ مغربا علمانيا يستوعب كل مواطنيه، ينبذ الإقصاء و العنف، و يعترف بالاخرو يحترمه؛ مغرب المواطنين بدل مغرب الرعايا.

سعيد الزاوي.
عضو اللجنة الوطنية للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة.
[email protected]



#سعيد_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الزاوي - الدولة العلمانية بالمغرب: أي أفق ؟