أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - تقطيع العالم














المزيد.....

تقطيع العالم


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 14:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تقطيع العالم
ينتقل الانسان بالتدريج من عصر التناظريات او بالاحرى من عصر السيلان المستمر analogue الى عصر الرقميات الرمزي لعصر مرور و قطع التيار الكهربائي عند ترجمة المعلومات الى لغة يفهمها الكومبيوتر ليستطيع معالجتها و خزنها - عصرالدرجات digital التي هي كدقات الساعات القديمة تصعد من سلم الى سلم منذ اكتشاف الارقام و الاعداد والحساب ليتحول اليوم الى ساعات و دقائق و ثوان و الاسبوع الى سبعة ايام و هكذا بالنسبة للاشهر و السنين ليتحول المكان و الزمان الى درجات رقمية تنفصل عن بعضها البعض بحدود مصطنعة فهناك اعياد و مناسبات و بيوت و شوارع و قرى و مدن و دول و قارات و هناك اعمار مختلفة للانسان و الحيوان و النبات و مدة الصلاحية الخ - القائمة طويلة حقا.

هذا و منذ توفر وسائل النقل كالسيارات و تحويل مساحات كبيرة الى شوارع و ساحات ترى مساحات واسعة متقطعة ايضا - الى قطع كثيرة لا تعد و لا تحصى لدرجة تعزل النباتات عن بعضها و لا تلتقي الحيوانات فمثلا كنا ننتقل سابقا من مدينة الى مدينة اخرى و نحن نمر لساعات دون ان نرى بيت او بناية او انسان و لم تعرف النبات و الحيوانات كالطيور الحدود لتتنوع. فمستقبل الارض و الحياة اليوم هو قطعها اربا اربا – لا تنسى ان في كل قطع هناك تقييم لانجازات الانسان نفسه في المدارس و الدوائر و درجات امتحانية للتمييز بين الناجح و الراسب و ضياع و هدر لجزء من المعلومات و الطاقات و المواد والانواع اضافة الى مخاطر اخرى.

حول الانسان ايضا لغته الى اصوات و حروف محدودة لا يتعدى عددها في كثير من اللغات الـ 30 حرف في الابجدية رغم ان الانسان يستطيع اصدار اصوات كثيرة يمكن مقارنتها باطياف الالوان الهائلة و لكنه يستطيع ان يميز بطبيعته بين الباء و التاء و الخاء الخ رغم ان متكلمي اللغة العربية على سبيل المثال لا يميزون بين الضاد و الظاء و رغم ان اصوات اللغة لا تتوقف عن السيلان لان الاصوات ليست الا هواء يمر في ممرات حنجرة و فم الانسان اي يقوم برسم الحدود لكل شيء ليحول الارض و ما عليها الى اجزاء متقطعة و الى درجات منفصلة discreet لدرجة لا اجد مكان او زمان هادئ تسيل فيه الحياة كالماء و الهواء و لان تلوث البيئة لا تعرف الحدود و اجد احيانا السلوى في المناطق البعيدة او خط اليد.

هذا و منذ توفر وسائل النقل كالسيارات و تحويل مساحات كبيرة الى شوارع و ساحات ترى الارض متقطعة الى اجزاء - تقطيعات هائلة و لو القيت نظرة على الارض من الطائرة فانك تراها مجروحة استقطعت منها اعضاء او اجزاء كقطع اعضاء جسم البشر او كاستقطاعات راتب الموظف الشهري.

و لكن هذا لا يعني شيطنة الرقميات لفائدتها الهائلة في التطور و التنظيم و الترتيب و الاختراعات و امكانية خزن المعلومات و سرعة نشرها و تصريفها و معالجتها بعد تحويلها الى ارقام لكي تستطيع البشرية التحدث و البحث و المشاركة من اية بقعة كانت على الارض رغم ما تسببها من المشاكل الاجتماعية لتقضي على عوائق الزمان و المكان و تزيد من السرعة الخ.

و لكنى كلما نظرت الى الماء اراه يسيل دون درجات حسابية منفصلة و ارى كيف يهب الهواء دون الحاجة الى سلم و درجات و تشرق الشمس دون انقطاع لولا دوران الارض و الارض هي قطعة واحدة او على الاقل لا اكثر من خمس صفحات تطفو على سيلان المادة و النار تحت السطح. هكذا كانت العلاقات البشرية ايضا و كلما زادت نفوس البشر زاد احتياجاته زاد التقطيع. ستحول شوارع و طرق المستقبل كرتنا الارضية الى الف قطعة و قطعة.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين و الظلام
- لكل ذوق رب
- خلايا الدماغ و التقاليد الدينية / الدنيوية
- رفع الغموض عن المسلم
- فلسفة اللحية
- باطنية المسيحية و ظاهرية الاسلام
- جدارة القيادة الكوردية
- مسرح الالعاب السياسية
- العودة الى يوم الحشر
- من اين اتت فصاحة العرب؟
- القاسم المشترك بين الشيوعية و الاسلام
- يتزوج بسرعة - يطلق بسرعة
- للنقود اسماء رهيبة
- عقلية مقارنة النفس بالاخر
- الخنزير - السلاح الجديد
- قتل المسلمين بالخنازير
- كيف تدمر السياحة كوردستان الجنوبية
- القضية الكوردية - القضية الصعبة
- لا مستقبل الا في الانتهازية
- زوجة بشرط السكين


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - تقطيع العالم