أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - (( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))














المزيد.....

(( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


(( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))

وانت هنا وهناك
تسطر اوراقي
فلا انعم بالنسيان
ولست احيا في
نعيم ذكراك

يقال ( من فم الشاعر تولد اللغة ومن اللغة تولد كل الأشياء ) حيث لااصل للغة الا ما اختلج في الصدور وباحت به الالسن على اختلاف لغاتها ولهجاتها مكونة هذه ( الالوان الحرفية ) لنرسم بها لوحات التعبير عن مكنونات الروح الذاتية ، اللغة كائن حي قابل للنمو تماما كما هو قابل للموت ولايُحيي اللغة الا من ملكوا موهبة التجديد والتحديث والقدرة على تطويع الحروف بمفردات جديدة .
ولا اشك ان الشاعر هو الاقدر من بين كل البشر في قدرته على الابداع في هذا المجال فهو صاحب الحرف الحي الذي يحلق في سماء من المخيلة حيث لاافق لها ولا نهاية ، عالم سرمدي مركزه الروح ومداه حيث لامدى .
الشاعر هو " الخالق " الفعلي للجمال بما وهبه الخالق من ميزات تفرد بها على من سواه ولايكاد يثبت هذه الحقيقة غير ماورثناه من شعر تعاقب الينا عبر مئات من السنين اَطّره الشعراء بجميل مخيلتهم وانيق حروفهم باختلاف مناهجم ورؤاهم حتى انك لتخال الحروف ترتسم امامك لوحة بشفيف الالوان وازهاها ..
من بين الجميل الكثير الذي قراته للشاعرة ( شمس احمد ) مقطوعة لفتت انتباهي وجعلتني اقف كثيرا متاملا جمال الصورة وغريب الدهشة التي القت بها الى مخيلتي وانا استجمع خيوط المعنى مما حاكته انامل ومخيلة شاعرتنا الانيقة وهي ترسم لوحة من تضاد المفردات بنسيج شعري يفصح عن مقدرتها الجميلة في صياغة المفردة وتطويعها بيسر دون تكلف يُنشّز من الصورة .
( هنا وهناك ) ، ( نسيان وذكرى ) تضاد جميل بصورة مكثفة تترك في المخيلة رنينا يوقظها من سبات الكثير مما يُكتب فلا تستشعر لونه ولاطعمه ، فقد استدرجتنا الشاعرة ب ( هنا وهناك ) الى صورتين يجمع مابينهما انهما ( انت ) فحين تكون ( انت ) كل الامكنة هي دلالة على عمق الاندماج مابين الشخص المعني ومابين الكون كله ، فالكون هو ( انت ) حيث لامسافات ولازمن ، مختزل في ( انت ) كل شيء .
وفق المنطق البشري فان النسيان والذكرى لايجتمعان في فكر واحد او مخيلة واحدة لانهما متضادان كتضاد الليل والنهار ، لكن شاعرتنا الجميلة ( شمس احمد ) وفقت الى حد كبير في صياغة هاتين المفردتين بما جعلنا نراهما صنوين مترادفين ومتسقين كاتساق الجمال الذي يعبّ في روح شاعرتنا شمس حين وصفت النسيان والذكرى ب ( النعيم ) فهما نعيم بمدلولتيهما واثرهما في روح شاعرتنا ، فالنسيان نعمة حين يفرض علينا الواقع اثره المرّ بغياب او قطيعة وهجر وحيث لاسبيل للوصل ابدا ، حينها يكون لااجمل من نعمة النسيان ..
اما الذكرى هي حياة لمن يعتاش الامل في داخله يُزهر وينمو مع الايام بانتظار ان تستفيق الروح على لقاء مرتقب ، لكن عند شاعرتنا فلاهي تنعم بالنسيان ولاتنعم بالذكرى لتحيلك الى صورة تحتاج الى الكثير لتقصي دلالتها وتاويلات تتناسب والروح التي رسمت هذه اللوحة ، وتبقى ارواح الشعراء عصية عن الادراك مهما حاولت الكلمات افشاء اسرارها ..
اسعدني كثيرا ان اقف امام هذه اللوحة لاستنطقها بحروف الهمتها لي ... شكرا لشاعرتنا الرائعة التي اجزم ان كتاباتها تستحق الكثير من المتابعة .



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالة القمر في قصيدة ( ياقمري ) للشاعرة المغربية ( سعاد الزا ...
- الناقدة خلود البدري وقراءة في فلسفة الطين للشاعر عقيل فاخر ا ...
- حينما يحزن الياسمين
- انطلوجيا الحلم وموت الزمن في .. ( الوقت لا يكفي لبناء حلم اخ ...
- نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة
- محطات سناريا الابداعية
- وطن يخذلني كل مافيه
- صرخة مهاجر
- رابطة الشعر العربي في ذي قار من 1995 - 2001
- وصاية الصحراء / قصة قصيرة
- التلويح لن يعيد السفن المغادرة
- مأدبة أبليس
- شرايين ( حامد المسفر ) الرمادية
- سنوات بلون اللُهاث / قصة قصيرة
- الذي لم يصل ........ قصة قصيرة
- وجهها آخر المارين / قصة قصيرة
- قراءة في ( فلسفة الطين ) للناقد وجدان عبدالعزيز
- قصة قصيرة / لحظةُ لقاءِ السكّين
- الصفعة / قصة قصيرة
- عربة الليل


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - (( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))