أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد الناصري - .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت














المزيد.....

.منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رغم توقفي المؤقت عن الكتابة لأسباب قاهرة ، ورغم الحزن الجارف الذي يشل كياني من المأساة الدموية المفتوحة التي يمر بها شعبنا ، فأنني أجد من واجبي أن أتذكر الشهيد الغالي منتصر ، شهيد الصراع الفكري الداخلي ، وأكتب عنه لكي لاننسى ، ولكي لايفرح القتلة ويطمأنوا الى مصيرهم بعد إن نجحوا في فرض الصمت !! قررت أن أتذكر منتصر وأن أقف دقيقة صمت ، وأن أذرف دموعي في ذكراه الخالدة ، حتى لو بقيت آخر من يتذكر منتصر وبقية الشهداء الأبطال !!
حيث تمر هذه الأيام وفي شهر آذار من كل عام ذكرى خاصة وأليمة ، ذكرى قتل وإستشهاد منتصر ( طالب مشتاق عبدالله ) في شهر آذار من عام 1984 في منطقة بارزان بأيدي عناصر تابعة للقيادة اليمينية المتخلفة للحزب الشيوعي العراقي ، بعد إعتقال تعسفي جائر بدء يوم31- 1- 1984 وإستمر حتى حزيران من نفس العام ، مارست فيه هذه العناصر الإنتهازية الفاشلة والمعزولة كل أساليب التعذيب والتحقيق القذرة والإنتقامية ضد مجموعة من الرفاق ، على خلفية آراء وخلافات وصراعات فكرية وتنظيمية وسياسية داخلية ، والتي إنتهت بقتل الشهيد منتصر ، ونحن لم نزل في زنازين العزل والتعذيب والتهديد .
لاأعرف في أي يوم من أيام شهر آذار الحزين تمت جريمة تصفية منتصر، ولم يجر كشف وتحديد العناصر التي نفذت الجريمة ولا الأساليب التي أستخدمت ضد منتصر وأدت الى إستشهاده ، لأن قيادة الحزب الشيوعي لم تكشف عن التفاصيل السرية وتكتمت على الموضوع الى الآن ، رغم مرور أكثر من عشرين عام ورغم تبدل الأحوال !! لكننا نعرف العناصر التي كانت تقود التحقيق والتعذيب المتمثلة باللجنة التحقيقية وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الجريمة الى جانب العناصر القيادية التي كانت تشرف على التحقيق مباشرة وفي مقدمتهم عزيز محمد وبعض عناصر المكتب السياسي واللجنة المركزية .
أخصص هذه الكلمات الى رفاق وأصدقاء منتصر وأتعجب من صمتهم المريب !! لم أزل أتساءل لماذا هذا الصمت ؟؟ ولماذا لم يكتب أحد منهم عن ذكرياته مع منتصر مثلاً ؟؟ أو أن يطالب ولو بمطالبة ( حزبية ) داخلية أصولية خجولة كي تكشف القيادة عن تفاصيل الجريمة وظروفها ، ومن ثم الكشف عن القبر ( الحفرة ) الذي أخفوا فية جثة منتصر الطاهرة ؟؟ ولماذا لم يسلم جثمانه الى إهله حتى الآن ؟؟ لاأجد تفسيراً منطقياً واحداً لهذا الصمت الذليل أمام هذا الحدث الرهيب ، أو أحداث رهيبة أخرى ؟؟ طبعاً أعرف إن هناك تبريرات كثيرة و( الإنسان ) يستطيع أن يكون كائن تبريري بإمتياز إذا ما أراد ذلك ، كما يمكن له أن يتخلى عن إرادته وذاكرته وأحلامه وكرامته طوعياً ، أو تحت ظروف قسرية قاهرة ، كما حصل في كل تاريخ البشرية منذ الأنسنة ، أوفي تجربتنا العراقية مع الفاشية وتلويناتها . وربما يعتقد البعض من إن الوقت لم يزل غير مناسب ، وإن الظروف ( الموضوعية وغير الموضوعية ) ليست جاهزة أو ملائمة ؟؟ ولاأدري متى سيكون الوقت مناسباً وطبيعياً جداً لفتح ركام الملفات العالقة ؟؟ وهل حصل إن توفر وقت مناسب في قضية أو مناسبة سابقة واحدة على الأقل ؟؟ أم أن القضايا الجديدة والمتلاحقة تطرد القضايا القديمة مهما كانت أهميتها ، وأن هذه هي الطريقة والوصفة الجاهزة والمجربة في ( اللفلفة ) والتسويف ومخادعة الذاكرة واللعب على الموقف حتى الفشل المريع الراهن ؟؟
لا أدري لمصلحة من يصمت بعض قادة وكادر الحزب الشيوعي عن هذه الجريمة ، وخاصة من كان منهم في كردستان أبان الحادث الأليم ؟؟ أين الموقف الشخصي والإجتماعي والإنساني والأدبي والأخلاقي من تغييب إنسان ورفيق وصديق بطريقة ظالمة وتعسفية ؟؟ ولماذا لم يكتبوا ولو سطراً واحداً عن الجريمة المروعة والسابقة الخطيرة في حياة الحزب الداخلية ؟؟ أم أن دم منتصرضاع هدراً بسبب إنتهازية مقيمة ، أو بسبب تسويات خاصة إعتاد عليها البعض ؟؟
أتذكر اليوم منتصر ذلك الفتى الحالم ، الفتى الشامخ والجميل والمتواضع .. أتذكر منتصر المقاتل الجسور والمحاور الرائع .. أتذكر منتصر المبادر، ومنتصر المقتول في الغفلة .. وأعرف وجه القاتل العلني والقاتل المتواري .. أني أبصق في وجة القاتل ، أني أبصق في وجوه القتلة في كل زمان ومكان .. ستبقى صورة منتصر تطاردكم ، ولن تحميكم التقلبات و( الترديات ) والمنظمات الوهمية والشهادات الملفقة مهما طالت أو طال الزمن .. سيبقى صوت منتصر يصرخ في وجوه القتلة المسوخ ، ويعلن أسماءهم ويشير الى سحناتهم وأيديهم وتاريخ الجريمة .. لن تحميكم الفوضى الشاملة مهما طالت .. لن يحميكم طوفان الدم المسفوح على تراب بلادي ، لن تنقذكم بلدان اللجوء البعيدة ، ولن تختلط الأوراق ، ولن تهتز الرؤيا ، فسيظل القاتل مجرم ملعون ومطارد ، الى أن يقوم دم الشهيد وردةً عاطرةً ، وينتصر حقه المطلق في البقاء والحضور والخلود ، ويدان القاتل باللعنة الأبدية والخروج من التاريخ الإنساني ، ولا حل آخر أو تسوية أخرى . هكذا قالت الحياة ، وقالت الأرض ، وقال الإنسان ، فدم منتصر لا يسترجع ولا يسترد بالصفقات أو بالقرارات الحزبية البائرة !!
البطاقة الشخصية
مشتاق جابر عبد الله ( منتصر ) .
من عائلة شيوعية كادحة ، فوالدة شهيد شيوعي من تنظيم ( القيادة المركزية ) .
ولد في بغداد ( مدينة الثورة ) عام 1958 .
خريج الدراسة الإعدادية
أستشهد في آذار 1984 في منطقة بارزان .
منتصر لن تموت ... منتصر بيننا أبداً .

أحمد الناصري
آذار 2006



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
- رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد الناصري - .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت