أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هيام محمود - Yours .. 2 ..














المزيد.....

Yours .. 2 ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 02:53
المحور: سيرة ذاتية
    


أُحِبّهُ لأنّهُ لَمْ يَقُلْ لِي يَوْمًا أَنَّهُ يُحِبُّنِي
ولا أظنّه يومًا سيقول
هو لا يُهدي الورود
هو لا يُطلِقُ العُهود
لا يَحتفلُ بالأعياد
لا يَطلبُ الأمجاد
يفعلُ ولا يقول
وأبدًا لا يخشى المجهول


أحبّها لأنها نُسخةٌ منهُ
تَختلِفُ عنه .. تقريبا .. في شيئين : جسدُهَا جسدُ اِمرأة وتقول لي أنها تُحبُّني ..


أُحبّهُ لأنّهُ كل لحظة يتحدّاني وينتصر
وبالرغم من ذلك
لا أتّعِظ
ولا أَعْتَبِر


أحبّها لأنها حليفته في كل شيء
دومًا تَنتصِر
وبانتصارِها في كلّ مجلسٍ تَفْتَخِر


قال : أَفْني كلّ حياةٍ على الأرض واِختاري شخصًا وحيدًا يعيش
قلتُ : لا أستطيع ! أريدُ إثنَيْن !
قال : بل إنسانٌ فقط يعيش وعليكِ أنْ تَختاري دونَ تفكير
قلتُ : لا أستطيعُ ! أذهبُ أنا لا شكَّ في ذلك , لكن أنتَ وهيَ لا !
قالتْ : غبيّة .
قلتُ : الحبّ غباء .
قالتْ : أنتِ ..
قلتُ : أنا ماذا ؟
قال : أنتِ ..
قلتُ : أنا ماذا ؟

بعد أن فهمتُ ..

قلتُ : كاذِبة !
قالتْ : وهُوَ ؟
قلتُ : صادِقٌ
قالتْ , لي : جَرِّبِيني
قال , لي : ستخسرين


قلتُ : نَمُوتُ
قالتْ : نحن أولا ثم بنا تلحقين
قلتُ : لا أستطيع .. بل معًا ! سمٌّ أو قطار ؟
قال : البحر
قالتْ : البحر


في الطريق إلى البحر , جلستُ في المقعد الخلفي .. كنتُ خائفةً , كانا يتكلّمان ويضحكان وكأنّنا في الطريق لمشاهدة فيلم أو للعشاء .. بَكيتُ وحَاولتُ اِخفاءَ دموعي فلم أَستطِعْ .. ضَحكَتْ وقَالتْ : جبانة .. فَــ .. سَكتُّ ولم أُجِبْ .

كانتْ ليلةً باردةً , كان البحر هائجًا غاضبًا .. عادة كان يَسُرُّني هيجانه كلما أَتيناهُ , كنتُ أُسَرُّ أكثر عند نزول المطر لأنّ البحرَ وقتها يكون ملكي وحدي .. ملكنا .. فلا أحد يأتيه وقتها . تلك الليلة , لم يكن مع البحر أحد ولم يكن البحر ملكي ..

دَخَلَا الماء فتَبعْتُهما , كنا نَمشي حتى هَمَّا بالسباحة .. كنتُ وراءهما مباشرة , رأيتُ البحر وحشًا فاتحًا فمه ليبتلعهما .. صرختُ : لا !! .. لم يَأْبَها لصراخي وبدآ يسبحان ويسبحان .. اِبْتَعَدَا عنِّي أمتارًا رأيتُهَا أميالا .. خفتُ , بَكيتُ , صَرختُ : عُودَا !!

لم يستجيبا وواصلا .. الابتعادَ عنّي ! .. الظلام منعني من رؤيتهما , البرد وصوتُ الأمواج الغاضِبة مَنَعَانِي من سماعهما .. لم أستطعْ فِعْلَ أيِّ شيءٍ غير البكاء والصراخ : عودا !! لا تتركاني !! .. لم أستطعْ التقدمَ خطوةً من مكاني , لمْ أَستطعْ السباحةَ واللحاقَ بهما .. كنتُ أراهما يموتان أمامي ولا قدرة لي على مَنْعِ ذلك .. أنا جبانة لا أَعرفُ شيئا غير الكلام أمّا الفِعْل فَـ .... لا !

كانتْ دقائق مرَّتْ وكأنها سنوات , خَتَمْتُهَا بالعودة إلى الشاطئ ! .. لا أعلم كيفَ فَعَلْتُ ذلك لكنّي عُدْتُ وتركتُهُمَا .. تركتُهُمَا ليموتَا دوني أنا التي كنتُ أزعمُ أني ودون أيِّ شكٍّ أو تفكيرٍ أستطيعُ الموتَ من أجلهما .. أذكرُ أني كنتُ أبكي وأنظر إلى البحر , أروحُ وأجيءُ على الشاطئ دون اِستطاعة العودة إلى الماء .. كان حالي وكأني أرى حيوانًا يفترسهما أمامي في قفصٍ وأنا أنظرُ دون المقدرة على فِعْلِ أيّ شيء .. غير المشاهدة والبكاء .

مع البرد , لم أَقدِرْ على المشي .. على الوقوف , شَلَّ حركتي فأَقْعَدَني .. جَلسْتُ , أَرقبُ البحرَ الذي لم أَرَ منه غير صوته الذي وَعَيْتُ حقيقته البشعة ليلتها .. أستطيعُ الجَزْمَ أنّي في تلك اللحظات كنتُ متأكِّدة مِنْ عدم عودتهما وأنّ كلّ شيءٍ قد اِنتهى .... لا أستطيع تذكّر الكثير عن اللحظات التي تَلَتْ جلوسي , اليقين الوحيد الذي عندي أنّي لمْ أستطعْ مواصلةَ الجلوس فاستلقيتُ على ظهري , كنتُ أبكي وفي ظلمة السماء التي أمام عينيّ كنتُ أرَاهما .. يَبْتَسِمَان .... ثمّ أَغمضتُ عينيَّ ولا أعلم حقيقةً هل نِمْتُ أم لا وكَمْ من الوقتِ بَقيتُ حتّى .... جَلَسَا بجانبي هُوَ عن يساري وهِيَ عن يميني .

لحظات قليلة عاد ليَ فيها رشدي دون قِواي , تَأكدتُ من عودتهما لكني لم أستطعْ التحرّكَ من مكاني , حاولتُ فلم أستطعْ غير تحريك يديّ .. لم يتكلّما , لم يقولا شيئا .. وأنا أيضا لم أستطعْ الكلام , لكني اِستطعتُ البكاءَ واِستطعتُ .... ضربهما بيديَّ ؛ هِيَ بيدي اليُمنى وهُوَ بيدي اليُسرى .. ظَننتُ ليلتها أنّي قَتلتُهما فاكتشفتُ أنّ الحقيقةَ أنَّهُمَا أَجْهَزَا عَلَيَّ نهائيًّا و .. قَتَلَانِي .



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الأيديولوجيا العبرية والمُرْتَزِقِين منها : عن أيِّ ( إلح ...
- شكر ( واجب ) لهيأة الحوار .
- Yours ..
- أنا , هما والإسلام , هما والحبّ و .. الغباء !
- ويلك يا عراق من ملايين ( الماركسيين ) و ( الشيوعيين ) ..
- Loca por ti ..
- هدية إلى النساء + الملحدين القوميين ..
- عروبة , يهودية , مسيحية و .. إسلام ..
- تأملات سريعة قد تفيد في القطع مع الأيديولوجيا العبرية .. ذلك ...
- Mi corazón y mi hígado ..
- Dios, me gustaría presentarte .. Tamara !
- إلى الملحدين القوميين : رسالة قصيرة .. إلى حين ..
- تأملات سريعة في ترهات لا تستحق حتى مجرد الإلتفات ..
- عن أصحاب الفضل و ( الفكر ! ) ..
- مع الأستاذ صلاح الدين محسن : الهدف واحد .. لكن المنهج مختلف ...
- من وحي خرافة ( عروبتنا ) المزعومة .. 1 ..
- كلمة سريعة عن مقال السيد عقراوي (( عفرين! .... الدولة القومي ...
- حبيبتي البدوية ..
- إلى ..
- إلى هيأة الحوار , إلى الملحدين , إلى اللادينيين وإلى العلمان ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هيام محمود - Yours .. 2 ..