أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - الأثنين المرصود














المزيد.....

الأثنين المرصود


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:52
المحور: كتابات ساخرة
    


فى يوم الاثنين، تتوقف كثير من المصالح عن تقديم خدماتها لطالبى الخدمة، الحلاقون يغلقون دكاكينهم، بعض الجرائد وشركات الحراسة تقصف أقلام الكتاب وتطرد الموظفين، بعض أعضاء مجالس الكليات ومجالس الجامعات يهتمون بالتوقيع على أوراق يحصلون بسببها على بدلات حضور وسفر وانتقالات، بعض أعضاء مجلس الوزراء ينجح فى توضيب تصريحات إعلامية تهرب بهم من المسئولية، وأنا شخصيا أتجرع الفشل مرات كثيرة حين أحاول التخلص من أعباء يوم الخميس وجعل يوم الاثنين يوما مشهودا فى إصلاح ذات البين مع زوجتى، وتقسم زوجتى برأسى على إعداد طبيخها الماسخ فى كل يوم اثنين.
فى يوم اثنين مرصود، كانت الدلائل تشير إلى أننى مقبل على فرصة مناسبة للتخلص من عنت زوجتى ولبخها فى إعداد الطبيخ، ذلك بأن اجتماع مجلس كليتنا هو الاجتماع الأخير فى دورة ذلك العام الدراسى، ولا بد أن الكلية ستكرم أعضاء مجلسها على ما بذلوه من جهد فى التأييد والصمت والموافقة على قرارات عميد الكلية، وأن بعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية فازوا بجوائز أدبية ومادية على مستوى الجامعة، تمنحها الإدارة بغض النظر عن فحوى الأنشطة العلمية، فكثير من الجوائز يفوز بها بعضهم إعمالا لحسابات الميزانية والدعاية والتوازن بين كليات الجامعة، ولابد أن الكلية ستكرم فائزيها، وأن رئيس الجامعة ونوابه سيحضرون لافتتاح مشاريع حديثة بالكلية، ولابد أن الكلية ستكرم ضيوفها، كان الكرم فى نظرى منصبا على دعوتى لحفل غداء أحضره تحقيقا للتواصل مع قياداتى لزوم الترقيات فى عصر تعيينات أهل الثقة، وتواصل مع معدتى لزوم تناول طعام مجانى فى عصر الغلاء الرهيب، وتواصل مع زوجتى لزوم التخلص من عدسها وفومها المخلوط بالتسلّط، هكذا أصبحت جاهزا للتعامل مع وقائع ذلك الحفل الشهى الموعود، بغض النظر عن كونه مشوبا ببرودة العلاقات الوظيفية، ومطعّما بذلك القدر الكافى من النفاق وتسليك المصالح.
فى القاعة الفسيحة بالنادى الاجتماعى المرموق، أقمنا الاحتفال وتبارى الخطباء والعمال وموظفى التشهيلات فى تقديم أفضل ما عندهم، هذا يصف العميد بأنه العالم الفذ ورئيس العمل المتواضع، وذاك يصف رئيس الجامعة برسول العلم والقائد الحكيم، لم استمع كثيرا لما نثر فى القاعة من طنين وأحاديث، وظللت أتابع صور الدجاج المحمر واللحم المشوى والفواكه الغالية تعبر فى سماء تفكيرى طيفا ناعما يمس وجدانى بالرضى وانفى بالروائح الطيبة وتسحب أحلامى إلى قاعة الطعام القريبة.
حين انتهى حفل الكلام تحلق الناس جماعات تتضخم حول أهل الحظوة والقيادات الكبيرة، وقررت التحرك على هامش جماعة تضم العميد ورؤساؤه، بين هذه الجماعة لم أكترث بأن يصافحنى عميد الكلية بين جمع الموظفين، ولماذا اكترث بعد أن نجحت فى مصافحة رئيس ذلك العميد، وبقليل من الجهد صافحت أنا شخصيا نائب رئيس الجامعة، وابتسم لى رئيس العميد فزاد يقينى بدعوتى لحضور حفل الغداء، وحين دخل رئيس الجامعة، اندفعت بجسدى بين جموع المستقبلين تاركا العميد ونائب رئيس الجامعة واحتضنت رئيس الجامعة بود ظاهر، فداعبنى ذلك العظيم بود مسموع، عندها أيقنت أننى سأجلس شخصيا بجوار أكبر راس فى الجامعة وأتناول الغداء على مائدة طعام مخصوصة بالفخار والعظمة.
انتظم جمعنا، أساتذة وموظفين ورجال أمن وموظفات ومصورين، وسرنا خلف رئيس الجامعة والنواب والعمداء، وابتسمت لنا نباتات زينة اشترتها إدارة الكلية خصيصا لتلك المناسبة ونثرت أوعيتها حول السّجاد الأحمر لتحدد طريق مرور العظماء بين منشآت الكلية، وقام موظف مختص ونهر بعض العاملات، فأطلقن زغاريد مبحوحة، وتسرّب بعض الموظفين يحملون أوراقا، يسعون بها لدى رئيس الجامعة لتعيين أبنائهم، وفى نهاية الممر انحشرت عاملة بين زميلات لها، وأعلنت دون حياء، أن كل الناس طيبون، وأن كل الزيارات صالحة، وأنها على استعداد لتملأ الدنيا بهجة وزغاريد، مقابل أن يمنحها رئيس الجامعة مكافأة نصف شهر من راتبها، لكن واحدا من الموظفين لم يرض أن يشارك فى البهجة والزغاريد بأقل من مكافأة شهر كامل.
فى صالة النادى الكبير، احتل الكبار مقاعدهم على مائدة الطعام الكبيرة، وأرسل رئيس الجامعة ونوابه بنظراتهم نحوى، فانتشيت وقررت الجلوس بجوار رئيس الجامعة شخصيا، طامعا فى الطعام والتواصل والترقيات، وحين أكد لى صديق خبير بأننا احتفالنا يخوض بنا فى الأيام الأخيرة لفترة حكم رئيس الجامعة والتابعين، وجدتنى أعانى من انهيار طموحاتى فى التواصل والترقية وهاجمتنى آلام المعدة والضغط والتنفس، ورأيت علاجى لا يتم دون قائمة من الطعام لا يجيد إعدادها غير زوجتى الطيبة فى كل يوم اثنين.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً
- جمعية السد العالى
- !!.. إنى أنتظر الوزارة
- أطلس ذاكرتنا الشعبية
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - الأثنين المرصود