أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - السليقة الثورية للشعب العراقي وتجاربه التاريخية تحطم كل اسلحة اعداء البشرية وادواتهم لتركيعه















المزيد.....

السليقة الثورية للشعب العراقي وتجاربه التاريخية تحطم كل اسلحة اعداء البشرية وادواتهم لتركيعه


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حطم الشعب العراقي كل اسلحة الامبريالية العالمية وادواتها لتركيعه بفضل سليقته الثورية وتجاربه التاريخية رغم استسلام جميع القيادات السياسية السابقة . فقد نهضت قيادات فتية من قواعد تلك القيادات السياسية رغم قلة تجربتها واستطاعت ان تعزز ثقة الشعب بنفسه وتطلق اصالته الانسانية واحياء علاقاته الحميمية ، التي عمل النظام الدكتاتوري على سحقها واثارة ابشع الغرائز الوحشية بين افراد المجتمع بل والعائلة. الامر الذي قدر اكثر المتفائلين قدرة الشعب العراقي على استعادة سليقته الثورية وعلاقاته الحميمية عشرات السنين.
كنت على البعد ابرهن على استحالة قتل ثورية شعبنا واصالته الحميمية ، بناء على معايشتي لشعبنا قبل ثورة 14/تموز/1958 وانا امضي عشر سنوات من الحكم المؤبد في السجن . فرغم سيادة الامية والجهل والفقر والمرض نتيجة هيمنة الامبريالية البريطانية ورغم تقارير منظمات الامم المتحدة عن اغنى بلدان العالم وافقرها ورغم كل وسائل ارهابها.. انطلق بعد ثورة 14/تموز وحقق انجازات جبارة في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وسار في طليعة شعوب المنطقة وقدم آيات من التضامن مع الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والجزائري. واذ حرمت من امكانية العودة الدائمة الى الوطن بعد سقوط النظام الدكتاتوري، دون تقديم اية تنازلات لادوات قوات الاحتلال، فقد تمكنت من خلال تنظيم حياتي من توفير تكاليف اربع زيارات الى بغداد مقر وجودي ومنبع حياتي وفي كل مرة تزداد ثقتي بقدرة شعبنا على تحطيم كل ادوات قوات الاحتلال لتركيع شعبنا بل وان يقدم لشعوب العالم المثل بامكانية الشعوب على مقاومة اعتى اعداء البشرية: الامبريالية الامريكية .
لقد تلمست اصالة شعبنا الثورية منذ اليوم الاول للاحتلال بمقاومة الجيش العراقي في ام قصر التي دامت عشرين يوما في مواجهة قوات الامبريالية الامريكية المدججة باحدث الاسلحة وافتكها بما تناقلته وسائل الاعلام الدولية. وفي استبسال الجماهير في حماية الاثار والمكتبات والمعاهد من السراق الذين اطلقتهم قوات الاحتلال. وفي زيارتي الاولى تلمست اندفاع القواعد الحزبية لتنظيم مختلف اشكال المقاومة السلمية رغم مواقف القيادات الانهزامية واساليبهم لتثبيط همم الجماهير واساليبهم في تضليلها. ولمستها في طموح الشبيبة واندفاعهم نحو مقاهي الانترنيت لامتلاك تقنية العصر واستخدامها لتجاوز التخلف الذي فرضته الدكتاتورية لعشرات السنين. ولمسته لدى سواق التاكسيات في النقاشات التي كانت تدوم لساعات في قطع طريق يمكن اجتيازه في ظروف طبيعية بربع ساعة بسبب لجوء قوات الاحتلال الى اغلاق الطرق بشكل مفتعل كأحد الاساليب السايكولوجية لتركيع الشعوب وادامة حالات التوتر العصبي وخلق الصدامات بين افرادها فضلا عما يثيره مرور رتل من الدبابات الامريكية من رعب يدفع السائقين الى الاحتماء ببعضهم حتى وان ادى الى تصادمهم، خوفا من سحق سياراتهم بمن فيها تحت عجلات الدبابات الامريكية التي لم تتورع عن فعل ذلك. بالاضافة الى مئات المشاكل المعاشية من بطالة والوقوف ساعات بانتظار الحصول على البانزين او النفط او الغاز ورفع اسعارها بقفزات تنعكس على ارتفاع اسعار جميع المواد الغذائية، الى تقنين التمتع بالكهرباء بساعة كل اربع ساعات واضطرار العوائل الى الاستعانة بالمولدات التي تزيد تلوث البيئة بالاشعاعات النووية التي تركتها اسلحة اليورانيوم المنضب التي امطرت قوات الاحتلال بها العراق وعوادم السيارات بالتلوث الصوتي الذي يرهق الاعصاب واصوات الهليكوبترات التي تخترق الاجواء بارتفاعات منخفضة على مدى ساعات الليل والنهار.
اما في زيارتي الرابعة فقد لمست تطورا نوعيا في تطور اساليب ووسائل مقاومة شعبنا للاحتلال وجميع ادواته . فبعد ان فشلت قوات الاحتلال في تركيع شعبنا عبر كل تلك الوسائل بالاضافة الى اطلاق مختلف اشكال الارهاب التي سهر على تنظيمها سفيرها نغروبونتي الخبير في تنظيم عصابات الموت في امريكا اللاتينية خلال ستة اشهر من اقامته في العراق ، عمدت الى اثارة الحرب الاهلية . مطورة اساليبها التي بدأت بها منذ اليوم الاول للاحتلال باثارة الطائفية وبناء اجهزة الدولة على اساس المحاصصة بدءا من تشكيل المجلس الوطني وتنظيم الاعمال الارهابية تارة ضد المراكز الدينية السنية واخرى الشيعية او المسيحية وطورتها الى اساليب القتل على الهوية للسنة والشيعة حتى بلغت ذروتها في تفجير ضريحي على الهادي والعسكري في سامراء وتوقيتها مع هجمات مسلحة وقصف لمائة واربعة وثلاثين مسجدا سنيا وفقا لمخطط مرسوم باحكام لاثارة حرب طائفية شعواء فورا لما لهذه المراقد من اهمية دينية وتاريخية وحضارية. فقد ضاقت قوات الاحتلال ذرعا بنسيان قادة الكتل السياسية والدينية لتوقيعها على صكوك الطاعة لقوات الاحتلال في مؤتمر لندن وما قبله وبعده وتصور كل منهم بانه حصل على ما حصل عليه من اصوات الشعب بفضل مواقفه وتاريخه وانها تؤهله لتجاهل مطالب قوات الاحتلال في تعيينها لاكثر السياسيين طاعة واستعدادا لضمان هيمنتها الدائمة على شعبنا وثرواته، من خلال تصريحات المندوب السامي الامريكي خليل زادة والتوقيع على جميع الاتفاقيات المعدة للحكومة الدائمة المقبلة . كما ان الضغوط العالمية والداخلية على الادارة الامريكية لسحب قواتها من العراق دفعتها لاقتراف هذه الجريمة لاثبات ضرورة استمرار احتلال العراق بحجة حمايته من الحرب الاهلية. ولكن الشعب العراقي خيب امالها فقد تصدى لهذه الجريمة النكراء حتى رجال الدين من كل الطوائف والاديان. ووجهت اصابع الاتهام مباشرة وغير مباشرة لقوات الاحتلال في حين راحت بعض القيادات السياسية المنضوية في العملية السياسية لقوات الاحتلال، مع استنكارها للجريمة والمطالبة بوحدة الشعب لافشال المؤامرة ، توجه الاتهام الى الطائفية والمنظمات الدينية المتعصبة باعتبارها العدو الرئيس بعد ان كانت تعتبر العدو الرئيس الارهاب، مسدلة الستار في كل فترة عن العدو الرئيس: قوات الاحتلال وتوجيه حقد الشعب ومقاومته الى ادواته فقط التي لاتعدم قوات الاحتلال من وسائل حمايتها وتطويرها وخلق انواع جديدة منها.
وحينها كنت اسكن احد اخطر مناطق بغداد التي لايمر يوما فيها دون انفجارات ومختلف اشكال القصف والاغتيالات الى جانب الهجمات على قوات الاحتلال. واذا بصباح اليوم التالي للتفجير وجدت الشارع الطويل المؤدي الى بيتي مليء بالمتاريس المقامة من جذوع النخيل على جميع الفروع وبشبيبة الشارع يحرسون المداخل طوال الليل دون ان يسألوا عن هوية سكنة الشارع ودون التعرض لاي منهم رغم انني كنت القادم الجديد والسافرة الوحيدة في الشارع. وبدأت اقيم علاقات معهم رغم تمنع بعضهم وتثير بعض تعليقاتي حول اهمية التفاعل بين المقاومة والجماهير والربط بين النضال السلمي والمسلح ودور المقاومة في تصعيد التضامن العالمي مع شعبنا والمطالبة بانسحاب الجيش الامريكي من العراق اهتمامهم. كم كنت اتمنى ان تطول اقامتي في بغداد ولكن اضطررت للعودة بعد اربعة اسابيع لاسباب عدة اهمها عوائق العمر. ولذلك ادعو شبيبة الخارج ان لا تحرم نفسها من اهم متع الحياة وهي المساهمة الميدانية باي شكل كان في النضال من اجل تحرير شعبنا من الاحتلال التي اضحت في عصرنا مساهمة فعالة في تحرير البشرية.
سعاد خيري في 12/3/2006



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنفار بوش ادواته ووسائله لتصريف ازماته الداخلية والدولية ا ...
- رسالة اخطأت العنوان وجماهير العالم تستعد لدعم نضال الشعب الع ...
- التنظيم والنضال الجماهيري الواعي السبيل الوحيد لتحقيق اهداف ...
- اكثر مراحل الرأسمالية تعفنا هي العولمة الرأسمالية ممثلة بقطب ...
- الاهمية الوطنية والعالمية لقضية الاكاديمي كمال السيد قادر
- سيبقى الشعب العراقي في طليعة النضال من اجل التحرر وطنيا وعال ...
- هل ستسمح البشرية للادارة الامريكية الايغال في قتل شبيبة واطف ...
- احدث سوق للمزاد العلني في اربيل
- هدايا الادارة الامريكية وادواتها للشعب العراقي
- تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية
- الحوار المتمدن والحتمية التاريخية
- مسرحية محاكمة احد اعتى مجرمي العصر
- هل توقف نزف دماء الشيوعيين في ظل الاحتلال
- التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية
- تحية لمؤتمر الحركة النقابية الديموقراطية العراقية
- مجلس الامن يقرطلب الجعفري اضافة سنة اخرى من الفوضى الخلاقة و ...
- نعم الانتخابات القادمة تنجز مرحلة تأسيس هامة وربما الاهم في ...
- ستبقى ثورة اكتوبر تسجل فجرعصرنا عصرتحرر البشرية من جميع اشكا ...
- الاسباب الرئيسية لاخفاق الاحزاب الديموقراطية واليسارية في ال ...
- الشعب العراقي بحاجة الى نضالات جماهيرية لانقاذه من الكوارث ا ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - السليقة الثورية للشعب العراقي وتجاربه التاريخية تحطم كل اسلحة اعداء البشرية وادواتهم لتركيعه