أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - مع هزيمة الداعشية اميركا تلعب كل اوراقها ضد روسيا















المزيد.....

مع هزيمة الداعشية اميركا تلعب كل اوراقها ضد روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 15:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*

بعد ان فشلت ورفضت جميع عروض "المصالحة" في اطار"مخطط خفض التوتر" مع التكفيريين في غوطة دمشق واستمروا اسابيع طويلة يقصفون دمشق بشكل شبه يومي بالهواوين والصواريخ (بايعاز من اسيادهم الاميركيين والسعوديين)، قررت السلطة الشرعية السورية بالاتفاق مع روسيا والحلفاء الآخرين حسم الموقف عسكريا، مع ابقاء هامش للتكفيريين للانسحاب مع عائلاتهم الى منطقة ادلب او جرابلس، التي سيأتي دورهها بعد وقت ليس بطويل. ولهذا تقوم الهليكوبترات الاميركية الان بسحب التكفيريين وخاصة الاجانب (غير السوريين) من ادلب الى افغانستان او ليبيا او سيناء او السعودية، لاعادة استخدامهم في اماكن اخرى ومخططات اخرى.
ومع ذلك يمكن القول انه بهزيمة التكفيريين في غوطة دمشق يمكن الاعتبار ان مشروع الداعشية (الذي اشتغلت اميركا على تحضيره طوال ربع قرن) يلفظ الان انفاسه الاخيرة ولم يبق سوى الاعلان عن موعد دفنه في مزبلة التاريخ. وستمر سنوات قبل ان تستطيع الادارة الاميركية ومخابراتها وحلفائها التخطيط لمشروع عدواني جديد هذا اذا استطاعت.
وبعد ان كان الرئيس اردوغان، حتى عشية واثناء معركة عفرين، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير يستبعدون اي اتصال مع السلطة الشرعية السورية، ويؤكدون انه لا حلا بوجود الاسد، اطل على وسائل الاعلام العالمية الامير محمد بن سلمان، ربيب دونالد ترامب، للاعتراف بالهزيمة والقول بأن الاسد باق. وكان هذا طبعا صوت سيده الاميركي.
وتسعى اميركا الان لمد الجسور مع نظام الاسد ومحاولة التفريق بينه وبين حلفائه: روسيا وايران وحزب الله.
ولكن هزيمة المشروع الداعشي الاميركي لا تعني الهزيمة الكاملة للسياسة الدولية لاميركا.
وتحمّل اميركا مسؤولية هذا الفشل، على المستوى الدولي، لروسيا بالدرجة الاولى. ولهذا تركز اميركا كل جهودها الان لعزل روسيا دوليا ومحاولة خنقها دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، تمهيدا للتحضير لـ"ثورة ملونة" داخل روسيا ذاتها. والان تحاول اميركا بشكل محموم ان تلقي كل اوراقها دفعة واحدة ضد روسيا، ولو اقتضى الامر وضع العالم كله على شفير حروب اقليمية جديدة وحتى حرب عالمية ثالثة، نووية. ونشير هنا الى الوقائع التالية:
ـ1ـ الحملة الدبلوماسية المفتعلة التي تشنها بريطانيا ضد روسيا بحجة تسميم العميل البريطاني سيرغيي سكريبال وابنته. وتشير كل الدلائل ان هذه الحملة ليست سوى سيناريو اعدته الاجهزة الاميركية ونفذته بريطانيا برئاسة تيريزا ماي. وكانت بريطانيا كما هو معروف قد اجرت استفتاء للخروج من الاتحاد الاوروبي. ولكنها في هذه القضية توجهت نحو الاتحاد الاوروبي للدعوة الى طرد الدبلوماسيين الروس خلافا للشرعية االدولية وضد المصالح القومية لتلك الدول. وقد تم فعلا طرد اكثر من 100 دبلوماسي روسي من العديد من البلدان تحت ضغط اميركا. وبعض الدول مثل ايطاليا، هولندا والبانيا اكتفت بطرد دبلوماسيين اثنين، فيما طردت كل من استونيا، فنلندا، روماتيا، السويد وكرواتيا دبلوماسيا واحدا، ارضاء لاميركا. فيما طردت اميركا 60 دبلوماسيا، منهم 12 دبلوماسيا في البعثة الروسية في الامم المتحدة التي يقع مقرها في نيويورك، واغلقت القنصلية الروسية في مدينة سياتل. ولكن عشرات الدول التابعة او غير التابعة للاتحاد الاوروبي وحلف الناتو امتنعت عن طرد اي دبلوماسي روسي، ولو كانت ايدت بريطانيا اعلاميا. وهذا يدل على بداية التمرد على الزعامة الاميركية وبداية تفكك الاتحاد الاوروبي والناتو.
ـ2ـ استدعى دونالد ترامب الامير محمد بن سلمان في زيارة طويلة الى اميركا لوضع خطة اميركية ـ اسرائيلية ـ سعودية طوبلة الامد تقوم اسسها على ما يلي:
أ ـ الاستحلاب الاميركي التام لاموال السعودية ومنعها من الانفاق على اي طرف واي مشروع الا بالاتفاق مع اميركا.
ب ـ الاتفاق على تصفية القضية الفلسطينية ولا سيما قضية عودة اللاجئين الفلسطينين، وتهويد كل فلسطين التاريخية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية والعربية لاسرائيل (ولا سيما حزب الله اللبناني).
ج ـ تشديد الحرب الاجرامية ضد الشعب اليمني المظلوم، ولو ادى ذلك الى ابادة ملايين المدنيين، والسعي لفرض حكم دكتاتوري يمني عميل للسعودية واميركا من اجل السيطرة التامة على ممر باب المندب والوقوف ضد القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي.
د ـ خنق مصر اقتصاديا وتطويعها سياسيا وعسكريا واقامة علاقات وثيقة بينها وبين اسرائيل.
هـ ـ ايجاد شكل جديد لـ"الجيش التكفيري العالمي" ، وتوجيهه بالاخص ضد ايران ومحاولة اشعال "حرب شعبية ـ تكفيرية" ضد ايران، على الخلفية المذهبية السنية ـ الشيعية.
ـ3ـ عادت اميركا لتحريك المسألة الاوكرانية عبر تسليح الجيش الاوكراني بأسلحة جديدة متطورة، وتكثيف العلاقات مع العصابات الفاشستية القديمة والكشف بأن رؤوس مؤسسي هذه العصابات (ستيبان بانديرا وغيره) الذين حاربوا الى جانب النازيين الالمان كانوا على صلة بالمخابرات الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية وانهم بعد الحرب استمروا في القتال ضد الجيش السوفياتي حتى سنة 1951 بالتعاون مع المخابرات الاميركية. وتحاول اميركا اليوم اشعال حرب روسية ـ اوكرانية مباشرة.
ـ4ـ معلوم ان اميركا تنشر في جميع قواعد الناتو في اوروبا الطائرة الاميركية المتطورة F-16 القادرة على حمل قنابل نووية تاكتيكية. وبعد اسقاط احدى هذه الطائرات التابعة لاسرائيل في المعركة السورية، تقوم اميركا الان بشكل محموم باستبدال هذه الطائرات بطائرات F-35A Lightning II من الجيل الاخير الاكثر تطورا من F-16.
ـ5ـ تعمل اميركا على تجديد كل ترسانتها النووية في بلدان الناتو الاوروبية، واستبدالها بانماط من القنبلة النووية التااكتيكية الجديدة B61-12 التي جربت مؤخرا في صحراء نيفادا. وذلك خلافا لاتفاقيات خفض السلاح النووي بين اميركا والاتحاد السوفياتي السابق وروسيا.
ـ6ـ تقوم اميركا بنشر "ام القنابل" في القواعد الناتوية في اوروبا. وهي القنبلة الهائلة غير النووية التي سبق ان استخدمتها اميركا ضد الكهوف التي كان يستخدمها عناصر "القاعدة" في جبال طورا بورا في افغانستان.
ـ7ـ تواصل اميركا اجراء المناورات العسكرية واسعة النطاق مع كوريا الجنوبية، بحجة مواجهة كوريا الشمالية، والمقصود الاساسي هو التهويل ضد الصين,
ـ8ـ قامت اميركا بفرض ضرائب جمركية جديدة على السلع الصينية بقيمة 60 مليار دولار. ودعت الصين لاجراء محادثات اقتصادية سرية، بحجة العمل لخفض العجز التجاري بين البلدين بقيمة 100 مليار دولار سنويا لصالح الصين. والهدف الاساسي من هذه المباحثات محاولة اضعاف العلاقات الروسية ـ الصينية والضغط على الصين لشراء الغاز الصخري الاميركي واغراؤها بتوظيف الرساميل الصينية في اميركا.
الرد الروسي
ـ دبلوماسيا: ردت روسيا على الكتلة الغربية بالمثل واكثر. واغلقت القنصلية الاميركية في مدينة بتروغراد التي هي اهم مدينة روسية بعد موسكو.
ـ عسكريا: طورت روسيا عدة انواع من الصواريخ المجنحة فائقة السرعة وعالية الدقة، ومتعددة المهمات، التي تحمل انماطا من القنابل النووية التاكتيكية لمختلف الاهداف البرية والبحرية والجوية. واوروبا كلها الان هي تحت رحمة لوحة ازرار خاصة بها.
كما وضعت روسيا قيد الانتاج التسلسلي قنبلة حرارية غير نووية، لقبت باسم "بابا القنابل" تزيد قوتها عشرين مرة عن قوة "ام القنابل" الاميركية، وحيثما تسقط تفتح بابا الى الجحيم وتنتج زلزالا حقيقيا في دائرة هائلة.
ـ والرد الصيني: وبمناسبة انعقاد مؤتمر الامن الدولي السابع الذي انعقد مؤخرا في موسكو، ذهب وزير الدفاع الصيني شخصيا واجتمع مع وزير الدفاع الروسي، واعلن الوزيران ان ما بين روسيا والصين هو اكثر من تعاون، وهو حلف ستراتيجي بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية، والدولتان العظميين تمثلان محورا لمجابهة اميركا والناتو وكل الكتلة الغربية المعادية، جنبا الى جنب جميع الدول والشعوب الحرة في العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريح اولي للتحول المافياوي لتركيبة الامبريالية الاميركية ال ...
- سقوط -الداعشية- سيغيّر الجيوستراتيجية الدولية برمتها
- محمد بن سلمان في احضان العم سام
- بريطانيا دمية لاميركا
- المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا
- الاسلحة المتطورة الروسية تحدد المسار الاساسي للسياسة الدولية
- العلاقات الاميركية الروسية من سيئ الى أسوأ
- خطر عدوان اميركي اسرائيلي جديد ضد محور المقاومة
- الصين في باب المندب
- الاقتصاد الاميركي والاوروبي على عتبة ازمة مالية اقتصادية جد ...
- هل تحرك الكتلة الغربية ازمة مولدافيا؟
- اميركا تقع في فخ كوريا الشمالية
- المنافسة الوجودية بين الاوراسية الروسية والاتحاد الاوروبي ا ...
- الجذور التاريخية للجيوستراتيجيا الاوراسية لروسيا
- الشعب الكوري البطل كسر التفوق النووي لاميركا
- تصعيد العدوانية الامبريالية في الميزانية الاميركية الجديدة
- اميركا المهزومة في سوريا تصعّد الحرب الباردة ضد روسيا
- سياسة الصواريخ المضادة في تركيا والسعودية
- الفساد والنزاعات الداخلية سيقضيان على اوكرانيا كدولة
- سياسة العداء والعقوبات ضد روسيا تنقلب على اصحابها


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - مع هزيمة الداعشية اميركا تلعب كل اوراقها ضد روسيا