عروبة , يهودية , مسيحية و .. إسلام ..

هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 03:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1 - عروبة :

أتخيّلُ وجودَ "شعب" مُكوَّنٍ من مليون أو مليوني فرد , تجاوزوا الأيديولوجيا العبرية برُمَّتها .. سأقول أنّ العالمَ أجمع بكلّ ملياراته وبكل أيديولوجياته لن يقدر عليهم : أفرادُ هذا الشعب لن ينظر منهم أحد لصحراء البدو ولن يقول أحد منهم أولئك "أجدادي" , أكيد سيعلمون عِلمَ اليقين أنّ عَدُوَّ وُجودهم ( الأول ) سيكون أولئك البدو .. سؤال أتركه لكلّ مُنصِفٍ وبما أني "أَتخيّل" , أدعو هذا "المنصِف" إلى أن يَتخيّل أنه وبِـ "قدرةِ قادرٍ" اِستطعنا محو كل تاريخ بلداننا منذ أن قدم "السادة" البدو : ماذا سَنَخْسَرُ ؟

2 - يهودية :

من الأقوال "اللطيفة" التي يُروِّجها الجهلة والانتهازيون على حد السواء للقضاء على ما تَبَقَّى مِنْ وَعْيٍ عند شعوبنا , القول بالفرق بين اليهودية والصهيونية , والعجب العجاب عندما يأتي ذلك من ماركسي "ملحد" و "محارِب للرأسمالية" .. يقولون "اليهودية دين سماوي يدعو إلى الأخلاق والقيم و .. و .." أما "الصهيونية فهي حركة عنصرية اِستعمارية" : ملحدة تُخاطِب هؤلاء ومن الآخر : مَتَى ستستحون ؟!!

3 - مسيحية :

العروبيون وأخصّ بالذكر منهم الملحدين , يقولون أن البروتستانتية الغربية "صهيونية" ويُضيفون أنّ الأرثودكسية "وطنية" عكس البروتستانتية .. كلامهم "لطيف" فالوطنية عندهم هي "العروبة" / "الوطن العربي" / "فلسطين العربية" وبالطبع إسرائيل "عدو" وكل من يُطبِّع معها سيكون "خائنًا" لِـ "الوطن العربي" وفلسطين جزء لا يتجزّأ من هذا "الوطن" المزعوم وعاصمتها "القدس" بالطبع .. وبما أن كلامي يخصّ الملحدين أسأل : هل فاتك أن اليهودية والمسيحية والإسلام والعروبة هم أول الصّهاينة ؟ تقول أن العروبة "وطنك" أي وطنك = صهيونية , تتحالفُ مع الإسلام الصهيوني , تُطبِّل للمسيحية الصهيونية ولليهودية الصهيونية وتَدَّعي أنك ستُحرِّر فلسطين .. الصهيونية ؟! .. فلسطين أيضا جَعَلْتَها صهيونية بما أنك تنسبها للعروبة وللإسلام وللمسيحية بل ولليهودية "الغير صهيونية" كما تَدَّعي .. السؤال : إلى متى ستُواصِلُ هذا العبث ؟

أضيف شيئا "لطيفا" آخر : طبعا العروبيون والإسلاميون "يكرهون" أمريكا وهدفهم القضاء عليها , الإسلاميون يقولون : الإسلام يُوَحِّدُنا وبه نقضي على أمريكا , العروبيون يقولون : نُوَحِّدُ "أُمَّتنا" "العربية" فنقضي على أمريكا ونُوقِف كل هذا الذل .. الإسلاميّون يَسُبُّون الإخوان عملاء أمريكا والعروبيون يَسُبُّون الحكام "العرب" عملاء أمريكا : الإخوان لا يُمَثِّلونَ الإسلام والحكام لا يُمَثِّلُونَ العروبة ! وبما أني أُخاطِب ملحدين : أنا وأنتم نعرف أنّ الإخوان يُمَثِّلونَ الإسلام , أنا أعرف أنّ الحكام يُمَثِّلُونَ العروبة كأمير آل سعود الذي لم يذكر كلمة عن فلسطين في أمريكا بل لن يهمّه الشعب الذي يستعبده ويحكمه فما بالكم بالفلسطينيين أو بغيرهم والشاغل الوحيد الذي عنده هو سلطته "هو" وإن باع كل شعبه ؛ ما الفرق بينه وبين كل الحكام الذين حكموا بلداننا منذُ أن أصبحتْ شعوبنا "عربية" ؟ لماذا تسخرون من المسلمين عندما يُنَزِّهون الإسلام ولا ترون أنفسكم عندما تُنَزِّهُون العروبة ؟ وهل يَصعبُ فَهْم أنّه وكما لا يُمكن اِصلاح الإسلام ولا أمل فيه كذلك العروبة ؟! .. محمد بن سلمان = العروبة تماما كما محمد "صلعم" = الإسلام , أم أنكم ستكونون كالقرآنيين الذي يقولون أنّ محمد لا يُمَثِّلُ الإسلام ؟!

4 - إسلام :

( حِملٌ ثقيلٌ أنتَ
دجلٌ وتضليلْ
اِسْتَبَحْتَ العقولَ
أيَّ اِسْتِبَاحَهْ !

ليلٌ طويلٌ أنتَ
مِنَ الأوهامِ والأباطيلْ
ليتني أَحْيَا صَبَاحَهْ !

وهَاهُمْ فِرِّيسُوكْ
عِوَضَ أنْ يَرْمُوكْ
ويَدُوسُوكْ
ومَنْ حَمَلُوكْ
كما داسوا قلبي في اليرموكْ !

يزعمون أنكَ الإمامُ الذي
أتى لوطني القَفْرْ
يُريدُ صلاحَهْ !

والحَمْلَ الوديعَ الذي
لمْ تَعْرِفِ الأرضُ والأزمانُ
سَمَاحَهْ !

لم تقتلْ ....
لم تنهبْ ....
لم تسلبْ ....
ولم تكن لكَ كلّ الحرمات مُبَاحَهْ !

لم تصلبْ ....
لم تَقْطَعِ الرؤوسَ ....
ولم تَسْقِ كأسك سُمَّه وقراحَهْ !

لم تُيتِّمْ ....
لم تُثْكِلْ ....
جِئتَ بالورود
بريءٌ أنتَ من أيِّ مناحَهْ !

وزاد دجّالوكْ
ومُنافِقوكْ
حَقْنَ شعبيَ المملوكْ
وعقلَه المنهوكْ
وعِرضَه المهتوكْ

بأنّكَ المظلومُ الذي لمْ يُفْهَمْ
والشريفُ الذي لم يُكْرَمْ
وبأنّ كل العلوم في كتابكَ مُتاحَهْ !

وبأنّك الشرفُ والأخلاقْ
وسبيلُ الخلاصِ والانعتاقْ
ولا خلاص لشعبي إلا
بأن تكون وِشَاحَهْ !

وزادوني أنَّ صحراءكَ نَهْرِي
وأنّك الوحيدُ بَحْرِي
الذي يجبُ عليَّ فيه السِّباحَهْ !

أنتَ المفخرة
بين الشعوب والأُمَمْ
ولئيمٌ وعاقٌّ وزنديقٌ
مَنْ لم يقلْ نَعَمْ
وفي بحارنا وسماواتنا
أنتَ الملاّحُ والمِلاحَهْ !


إسلام !!

"لله" دَرّكَ ....
غدا تُشْرِقُ شمسُ ربيعٍ جديدْ !
وتُكْسَرُ الأغلالْ
وتُطْلَقُ الألحانُ والزغاريدْ !

فلا دَامَ ظُلْمُ حِمْلٍ
إلا وُجِدَ لهُ مَنْ ألقاهُ وَأَزَاحَهْ !! )

#هيام_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات