أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شمخي جبر - الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني















المزيد.....



الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:22
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


المدرسة والتربية

المدرسة مؤسسة اجتماعية بل هي أهم مؤسسات تربية الطفل بعد الاسرة وتلعب دوراًكبيراً في التنشئة الاجتماعية للطفل وتوجية سلوكه فيقع على عاتقها بناء مستقبل المجتمع لان بناء المستقبل يبدأ من المدرسة، لان مخرجات المدرسة باتجاه المجتمع، تساهم وبشكل فاعل في عمليات البناء والتغير الاجتماعي، والمدرسة مؤسسة اجتماعية (آنشأها المجتمع لتقابل حاجة من حاجاته الاساسية وهي تطبيع افراده تطبيعاً اجتماعياً يجعل منهم اعضاء صالحين في المجتمع)(59).

وتلعب المدرسة دوراً مهما في تنشئة الطفل وتربيته اذ انها تكمل دور الاسرة في تعليم الاطفال قيم ومبادئ واهداف وعادات مجتمعهم محولة اياهم الى كائنات اجتماعية قادرين على التفاعل والعيش مع ابناء مجتمعهم مما يجعل منهم حلقة وصل بين المدرسة والمجتمع ويوكل المجتمع الى المدرسة بوصفها احد وكالات التطبيع الاجتماعي (الاسهام في مهمة تحقيق التطبيع الاجتماعي بوصفها منظمة ذات اهداف ومناهج ونظم تعمل من خلالها على ديمومة ثقافة المجتمع وتنميتها وتوفير البيئة الملائمة للحفاظ على قيم المجتمع واتجاهاته ومعايير السلوك فيه من قبل الناشئين وتكيفهم لانماط السلوك التي يرتضيها المجتمع في المواقف والمناسبات الاجتماعية المختلفة مما يؤدي الى حصول التطبيع الاجتماعي)(60).

وتقوم المدرسة بهذا الدور من خلال المناهج الدراسية ومن خلال عملية التدريب على النظام، وتهذيب سلوك الاطفال، وتعليمهم النظام واحترامه، واهمية الزمن في حياتهم، وتعتبر المدرسة وسيلة من وسائل الصعود في السلم الاجتماعي (الحراك الاجتماعي) إذ تعمل على ازالة الفوراق بين الطبقات وتداخلها واندماجها من خلال تكافئ الفرص التعليمية ، باعتبار التعليم حق من حقوق المواطن بغض النظر عن الجنس والدين والقومية.

ان انتقال الطفل من الاسرة الى المدرسة يعني انتقاله من مجتمع صغير بسيط محدود الى مجتمع أوسع و أكثر أتصالاً بالحياة، يقوم على نظام وقوانين جديدة وينطوي على تكاليف وواجبات لم يألفها الطفل من قبل، فيها اخذ وعطاء وصلات من نوع جديد ومنافسات جديدة، وفيها لابد للطفل من التضحية بالكثير من الميزات التي كان ينعم بها داخل الاسرة، إذ كان مركز الاهتمام، فاصبح داخل المدرسة بين عدد كبير من الاطفال يعاملون على حد سواء، والمدرسة بالنسبة الى الطفل معناها الانفصال عن الوالدين، خاصة الام. هذه البيئة الجديدة لها اثر كبير على الطفل في سلوكه وشخصيته . فسلوكه الذي كان داخل الاسرة لم يعد مقبولاً في المدرسة، ونفرض على الطفل سلطة جديدة غير تلك التي الفها في الاسرة، وفي المدرسة (يتعين عليه ان يراعي النظام وأن يلزم التأدب، وأن، لايهزأ من اخطاء غيره، وان يلتفت الى من يحدثه، وآلا يقاطع غيره اثناء عمله او لعبه، وأن يلتزم الصمت في اوقات معينة، وآلآ يغضب ان اقتضت مصلحة الجماعة، والا يأخذ اكثر من نصيبه والتعاون في المدرسة يعني احترام قوانينها والاشتراك في الاشغال وألالعاب)(61). ان الطفل الذي كان يلقي عناية مبالغ فيها (المدلل) او الطفل (الدكتاتوري)يفيد كثيراًمن البيئة الجديدة في المدرسة،على الرغم من انهم سيعانون كثيراًلان انتزاع الطفل من مركزية الذات egocentrism التي تسيطر على تفكيره ولغته وسلوكه الاجتماعي وخلقه حتى السابعة من عمره فيما يراه (بياجيهpiaget( فالطفل حتى هذه السن يكون شديد الخضوع لدوافعه وحاجاته، مستغرقا في اهتماماته و اموره الخاصة، مما يجعله عاجزا عن العناية بمشاعر الغير وشؤونهم والتعاون معهم، عاجزا عن تقدير الامور والحكم على الناس والاشياء من وجهة نظر الغير، بل من وجهة نظره وحده وتنشأ هذه الظاهرة من اعتقاده انه مركز الكون والعالم الخارجي باسره)(62).

وتلعب المدرسة دوراً كبيرفي تهذيب نفس الطفل وسلوكه،ففي المدرسة يصيح الطفل كغيره من التلاميذ لا يختلف عنهم بشيء، بل هو مساوِ لهم في الحقوق والواجبات ولا يعود الطفل هنا مركز الكون كما كان يخيل له، وهو في احضان اسرته (وفي احيان كثيرة تقف المدرسة عند حد معين تراوح فيه لاتغادره، فتتجاوز ها حركة المجتمع من حولها، لتغدو جزيرة منعزلة وسط محيط هادر، فبقيت غير قادرة على تمثيل معطيات العلم الحديث او مواكبه التفجر المعرفي ،فبقيت بعيدة عن حركة التقدم المتسارعة في كل مجالات (الحياة ولم تستطيع استيعاب سوئ جزء منه خلا برامجها ومناهجها)(63) وفي ظل التطور التكنولوجي وخصوصاً في مجال الاتصالات والمعلومات واتاحة مصادر المعلومات للناس ومن قنوات متعددة، إذ لم تعد المدرسة هي المصدر الوحيد للمعلومات وان المعلم ليس هو الموزع الوحيد للمعرفة. وان معارف الطفل لم تعد مقتصرة على المعلومات التي يستقيها من المعلم ومن الكتاب المدرسي فقط، بل ان الطفل يحضر الصف (مزود بخبرات ومعارف قد تتكامل في بعض الاحيان مع ما يتم تدريسه داخل المدرسة) وقد يتعارض احياناً مع تلك الاتجاهات والمعارف والخبرات التي تتضمنها المناهج والكتب المدرسية ويقوم المعلم بنقلها وتلقينها بل هو حلقة في سلسلة من عمليات التعلم التي تشارك في تنفيذها مؤسسات ومصادر يضمها الاطار العام للمجتمع)(64).

إذ ينقل المعلم خبرته بطريق مباشر الى التلاميذ الذين يكتفون بترديد او محاكاة وتقليد ما يتلقونه من معلمهم دون ان يكون لهم فرصة للتفكير الابداعي الفردي المستقل،او فحص ومناقشة ما يلقي عليهم من معلومات وتعليمات فالصلة بين المعلم والتلميذ في كلتا الحالتين ليست علاقة بالمعنى الدقيق للكلمةإذ (يتحول الاطفال الى اوعية فارغة يتشكل محتواها على نحو قسري وفقاً للوائح والانظمة القائمة).

فالعلاقة هنا ينقصها التفاعل بين الطرفين بالرغم من وجود هما في مكان واحد، لانه لم يكن هنالك طرفان بل طرف واحد هو المرسل اما المتلقي فانه ملغي ليس لديه راجع الرسالة feed back فعليه ان يصغي فقط، لايحق له الا الاستسلام ،فيفقد فاعليته كطرف في العلاقة (غير انه غير معترف بوجوده لان العلاقة هنا عمودية من الاعلى الى الاسفل تصدر على شكل اوامر على الاسفل (الطرف الملغى) ان يتلقى ويطيع فقط، فتحولت (التجربة الاولى للصغار في المدرسة، يتعلمون اول دروس الرضوخ، فالوان المدرسة واحدة، كل الاطفال يكرهون طابور الصباح، كراساتهم لون واحد(65).

ان الوسائل التربوية تشبه كثيراً، وسائل غسل الدماغ، اي انها وسائل ترديدية تعتمد التلقين وتعمل على حشو الرؤوس بمادة كثيفة ثقيلة تزرع زرعاًفي مخزن الذاكرة عند التلاميذ، بدون ان يقبلها العقل الصغير بل يحفظها بشكل ببغاوي خوفاً من العقاب الذي تعتمدعليه المؤسسة التربوية كآلية فعالةمن آليات التسلط التربوي (ان التسلط التربوي يؤدي الى انتاج الشخصية السلبية التي تعتريها روح الهزيمة والضعف والقصور، فالنظم المدرسية العربية، تسعى الى الظبط الاجتماعي بدلاً من تكريس الحرية المترتبة على المعرفة، والى توليد المسايرة والانصياع لمعايير الجماعة للمحافظة على الوضع القائم بدلاً من زرع روح التمرد المبدع البناء)(66).

فتتحول المدرسة مصنع لتفريخ وانتاج وصناعة مواطنين يسهل قيادهم، ينصاعون بسهولة للنظم السياسية والاستبدادية، يعشقون السكون والثبات ويكرهون التغيير والتجديد والابداع. شعارهم (اكعد بالشمس لما يجيك الفي).



التربية وصراع الاجيال

لابد لنا ونحن نمارس عملية التربية ان نضع اما اعيننا بديهية يعرفها الجميع الاأن البعض يغض النظر عنها لانها قد لا تلائم تفكيره، وهي ان ما صلح به حال المجتمع في فترة زمنية ما لايعني انه صالح في كل زمان، لآن لكل زمان متطلباته ومن هنا علينا ان ناخذ بعين الاعتبار ضرورات المرحلة التي نعيشها وما يمكن ان نقوم به اتجاه افراد يختلفون كثيراًاو قليلا عن طريقة تفكيرنا، لان التربية ليست عملية صناعة للكائن البشري وا ن كل جيل ينظرالى الوجود نظرة خاصة به. وعموما فان الاجيال اللاحقة تشعر بالرغبة في توليد ذاتها واستقلالها الشخصي اتجاه الاجيال التي سبقتها التي تكبرها سناً(الابناء والاباء) للتخلص من وصايتهم لانها نزاعة بطبعها الى التجديد (يزداد عصيان الجيل اللاحق للجيل السابق ورفضه توجيهاته ،فكلما كان المجتمع اقل استقراراًوثباتاً، وكلما كان الاطمأنان للمستقبل مهددا اكثر، فالجيل الجديدينقم على الجيل الذي يكبره، انه نقل اليه شروط من الحياة لا يرتضيهاابداً ويدعي اذ ذاك منكراً جميع التقاليد انه لن يكل امره الا لنفسه ليحقق وجوده وسعادته)(67) التربية في مجتمعنا اصبحت عملية تدريب على ضروب الانقياد والخضوع والتبعية مما ادى الى الغاء وطمس الشعور بالفردية الشخصية طمساً كاملا (ان التربية الحقة هي تربية للحرية عن طريق الحرية ،انها تمكين الفرد ان يفهم ويريد ويشعر انه هو نفسه صانع مصيره، وهو لايستطيع الوصول الى هذا الامتلاك للذات الا عن طريق التعاون مع سائر الكائنات، فهذا التعاون حين يجعله على صلة مع جميع اشكال الوجود يؤكد استقلاله امام كل واحد منها)(68).

ولابد ان يتم تقديم المساعدة للطفل لتحقيق ذاتيته وشخصيته في اجواء صحية، وذلك بالتدريب الناجح والتربية الخالية من العقد التي من المؤكد ان مخرجاتها تكون فاعلة ومهمة تتحقق من خلالها وفي ظلها ذاتية الطفل حيث (ثبت تجريبياًان الطفل الذي يشجع على استعمال خياله بحرية وتطوير قدرته على التفكير المستقل سينقل هذه الخصائص الى اي عمل يقوم به)(69).

وبهذا تكون عملية التربية قد هيئت فرداًمبدعاًمنتجاًيستطيع مواجهة الواقع وحسب جان بياجيه فانهُ (عندما تكون علاقة الطفل بالراشدين من حوله علاقة هيمنة من هؤلاء الراشدين عليه فأنه ينشأ على اخلاقية الخضوع والانصياع لارادة اخرى خارجة عنه ما لم يدخل بمعونة والديه والكبار من حوله نفسية جديدة تنقله من مرحلة الخضوع والتبعية الى مرحلة الاستقلال الذاتي، ولا يحدث هذا الا عندما نستبدل علاقة الاحترام الوحيدة الجانب، بعلاقة الاحترام المتبادل فتنشأ في نفسه اخلاقية الحرية والمساواة والعدالة)(70). ان الانشداد الى السكونية وعدم مواكبة الواقع في الفكر والسلوك يجعل الاباء ينقلون ما يقعون تحت تأثيره من افكار الى ابناءهم مما يفضي الى ان تتحول التربية الى صناعة افراد فتصنع هذه التربية شخصية (تبرع في ازاحة المسؤولية حين يفضح عجزها وتقصيرها ،فالطالب لايلوم نفسه عندما يرسب في الامتحان بل يلوم الحظ والاستاذ والاسئلة الصعبة)(71).

وتتم العملية التربيوية من خلال عملية الغاء ذات الطفل لتتحول الى ذات مطلوبة اجتماعياًمما يجعل(الطفل لا يستمد قيمته من ذاته بل من مقدار النضج المادي او المعنوي الذي يحمله لاهله فهو يحقق آمال الاباء المحبطة وتنشئة الاطفال على صورتهم من إذ السلوك والمهنة ويستعمل الارهاب التربوي لاجبار هذه الكينونة البشرية على ان تتغلب بصورة مصطنعة غير سوية)(72).



التربية بين الاستبداد والقمع

ان الاستبداد والقهر الاجتماعي في الحياة العربية والقهر الاجتماعي الذي يتعرض له الفرد والمجتمع، يخرب فطرة الانسان الخيرة، فالانسان الذي في نشأته (كالغصن الرطيب فهو مستقيم لدن بطبيعته، ولكنها اهواء التربية تمل به الى يمين الخير او شمال الشر ،فاذا شب يبس وبقى على امياله ما دام حياً،والتربية ملكه تحصل بالتعليم والتمري نوالقدوة والاقتباس)(73).

وفي ظل تربية سلطوية تتميز بالقسر والاكراه والارهاب مما تجعل ممن تمارس ضده هذه الاساليب، يكف عن سلوكه الى الحد الاقصى لتجنب العقوبة فيكون ساكناً متردداًغير مبادر، في كل مرة يتلمس خديه، لانه حسب الدكتور على آسعد وطفة(ما زالت وجنات الاطفال نتوهج تحت تاثير الصفعات وايديهم ترتعش تحت وطأت العصي والمساطر وحملات التوبيخ والشتائم وابجديات القهر والتهديد في اطار المدرسة والمنزل بما من شأنه ان يحطم وجودهم الانسلني ويقوض كل المعاني الخلاقة للحياة ويخل بشروط وجودهم الانساني والمعرفي والاخلاقي)(74) بقدر ما يبدو لنا رأي الدكتور علي اسعد وطفة متشائماًومتطرفاً في حكمه على التربية العربية ،لكن هي صرخة صريحة على الطفولة التي تنتج لدينا افراد يتسمون بالخمول وانعدام الفاعلية يركن الى الكسل لان في السكينة والهدوء السلامة ،ولا يبدع الفرد في ظل هكذا تربية لانه يخاف الطرق الغير مطروقة او غير المألوفة والتي تفضي الى الابداع والتجديد، فتنتج الاسرة اجيال مستعدة للخضوع وتقبل ما يمارس ضدها من قمع واستبداد فتكون خانعة راضية لانها تربت على وفق ثقافة الخضوع وهنا نجد ان هناك هوة تفصلنا عن اطفالنا ولا احد يستطيع ان يردمها (على الرغم من ان القوي هو الذي يكسب المعركة عاة إذ يرغم الاباء أبناءهم على الطاعة متخذين لانفسهم صورة الكمال ،وبهذا الفوز يفرضون على اطفالهم الصمت ،ويفقد الاطفال في الوقت نفسه ايمانهم بوالديهم وتموت كل العفوية والثقة في علاقتهم)(75).

والمجتمع الذي يمارس سلطة عمودية من الاعلى الى الاسفل تفرض على الطفل تتخذ من التاثير والضغط واستعمال القوة منهجاً، يشعر في ظلها الطفل بأن حاجته مهددة وغير مقبولة وان كيانه مهدد على الدوام مما (يزيد من مشاعر الخوف والخجل عنده، تزيد من تردده ويقلل من ثقته بنفسه ومبادرته لانها تفتقد العفوية والتلقائية وتنشأ له مشكلات عصبية في الصغر من قبيل التبول اللاارادي وقضم الاظافر والبذاءة في الكلام والقسوة كما ينتشر سلوك التباهي واجتذاب الاخرين وانعدام الاستقرار)(76). ان ما يتعرض له الطفل من عقاب او تنكيل او اهانة يقلل ثقته بنفسه فيتصف بالسلبية والتردد والاعتماد على الغير في حل المشاكل العيانية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات مما له اثر ليس على الفرد بل على المجتمع،فهذا الشخص حين يصبح اباً ومسؤولاً في مؤسسة ما، يشكل مشكلة للمجتمع فتبرز مشاكل الاتكالية وانخفاض الطموح والابداع ،حتى التربوين المسلمين القدماء نهو عن استعمال اساليب التعنيف والتوبيخ ،لانهم يعتقدون ان(تكرار التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة وصرفته على معاودة ما كان استقبحه، وهان عليه سماع الملامة في ركوب قبائح اللذات التي تدعو اليها نفسه)(77). تبقى عمليه التربية في ظل هذه الظروف خالقة للشخصية وذلك عندما يكون الوالدان صارمان في تنفيذ او في ممارسة سلطتهما على الطفل امعاناًفي اجباره على الالتزام والطاعة والاذعان (وكثيراًما تستخدم القوة في الحصول على الاذعان وتاكيد سلطة الوالدين وكذلك ينمو مع الطفل شعور بالعداء للسلطة او حسب التسلط تشبهاًبوالديه وقد تصبح هي البداية في عملية التنشئة لتكوين ما يسمى بالشخصية التسلطية العدوانية اتجاه الاخرين)(78) تتمثل التربية دائما لدينا او تقترن بالعقاب حتى اصبح الناس يطلقون على الطفل كثير الحركة والنشاط ويتميز بالذكاء والفطنة ويزاحم الكبار في ابداء رأيه، او طفل ذو شخصية واضحة او يتمرد على الكبار واوامرهم بنه طفل (غير مربى) وحين يقولون هذا يقصدون انه لم يضرب بما فيه الكفاية، وهكذا يصبح (ضرب الاولاد طريقة مقبولة لضبط السلوك وهذا يتم باشكال مختلفة ولكن اكثرها شيوعاًهو الصفعة التي قد لاتكون مؤلمة بقدر ما هي وسيلة اذلال، وهذا ما يفسر فاعليتها، فالصفعة يمكن توجيهها بسرعة دون سابق انذار، والطفل المعتاد على هذا النوع من العقاب يرفع ذراعيه فوق وجهه بصورة الية عندما يتعرض لي تهديد، والصفعة وسيلة لتاكيد السلطة ،وفرض الخضوع الفوري والواقع ان الطاعة في العائلة العربية هي نتيجة الخوف اكثر مما هي نتيجة الحب والاحترام)(79). ولا يبقى امام الطفل الا البكاء والتوسل، والاسترسال فيهما ليحمي نفسه طالبا الرحمة والمغفرة، وهكذا فأن ممارسة العنف والارهاب ضد الاطفال ما يلبث ان يحوله الاطفال لانتاج الية جديدة للتعامل مع الاخرين ،وهنا اتذكر اجابة احد المختصين في التربية حين سأله احدهم عن اسباب ممارسة احد اطفاله العنف ضد اخوانه الصغار إذ اجابه المختص لابد ان هذا الطفل يتعرض للعنف من والدهُ او والدته إذ ان السلوك العدوني الذي يتبعه الاطفال الكبار اتجاه الصغار ليس مجرد استئساد عليهم بل هو محاكاة لسلوك الكبار ووسيلة للتفريج عما يعانونه من اذلال، وفيما بعد يصبح تحقير الاخرين طريقة عفوية في توكيد الذات بمعنى ان الفرد يشعر بالرفعة اذا حط من قدر الاخرين بأذلالهم او الاستهزاء بهم او التقليل من قيمتهم)(80) ان التربية التي تستخدم العقاب والعنف والاذلال هي ذاتها التي تستخدم التلقين والترديد والحفظ، بدون ان يعطي مجالا للمناقشة وابداء الرأي أو ابداء التساؤل، ويفضي التلقين الى الامتثال وبالتالي اضعاف اي نزعة ابداعية او تجديدية.وهنا فان الطفل لا يهتم بما يتعلمه وليس ضرورياًان يفهم الموضوع لان اهم شيء لديه هو ان يحفظ الموضوع، اي يستنسخه ويستظهره امام المعلم (على ظهر قلب) كما يقولون حيث يصبح من المهم للطفل أن ينقذ نفسه من العقاب. ان هنا لقاء واشتراك بين العقاب والتلقين (العنصر المشترك بين العقاب والتلقين فهو ان كلاًهما يشدد على السلطة ويستبعد الفهم والادراك اي ان كلاً منهما يدفع الى الاستسلام ويمنع حدوث التعبير، يتعلم الطفل أن يقبل دون اعتراض او تساؤل [....] دون ان يشعر بحاجة الى الحوار ان هذا الوجه من وجوه التعلم يعمل على تعزيز السلطة وتشجيع البصم واستبعاد التساؤل والبحث، كما يعمل على تعطيل طاقة الابداع وتكوين انماط جامدة من التعامل والحوار)(81).



النعجة دوّلي والتربية

ان التربية وكما يفهمها الكثير من التربويين او هكذا يعرفونها هي عملية تطبيع اجتماعي تحول الطفل من كائن بايولوجي الى كائن اجتماعي، تجعل منه التربية قادر على التوافق وبشكل كامل مع المجتمع فالاب حين يقوم بتنشئة طفله فأنه يتمنى ان يكون هذا الطفل او هكذا يعمل، ان يكون الطفل نسخة منه، وكذلك المجتمع يطالب بان يوجه الفرد بهذا الاتجاه حتى يستطيع التوافق، وتعمل المدرسة، ويعمل المعلم من خلال ممارسة الكثير من آليات القهر والقسر والاكراه من اجل انتاج افراد متشابهين في كل شيء، حتى ان الجميع يعتقدون ان على الاطفال ان يدخلوا هذه القوالب الجاهزة فتتم صناعتهم، فهي عملية استنساخ، وهكذا يفهمونها ففي مدارسنا يجبر الاطفال على ارتداء ملابس ذات لون واحد (زي موحد) وكل شيء واحد الالوان في المدرسة واحدة وطابور الخروج والدخول الى المدرسة واحد،والوان الدفاتر بلون واحد ،مما يجعل من هذه الواحدية والتوحيد الة قسر وضغط على شخصية الطفل وعدم اعطاء كينونته فسحة من الحرية تسبح فيها لتنمو بشكل طبيعي. فيما تقول ماري منتسوري (علينا ان نفهم كينونة الطفل وعندئذ يتضح مدى الحاجة الملحة الى تسهيل عملية ادخاله الى الحياة)(82).

فيما يعتقد البالغون ان في معاقبة الطفل اصلاح من شأنه وتهذيب اخلاقه مع انه لا فائدة مما يقومون به، لان الطفل سيتخلى عن جميع ما نراه سيء فيه مع تقدم العمر، في ما لو وفرنا له السبل الصحيحة والسليمة لنموه المادي والمعنوي. لان عملية تشكيل شخصية الطفل عملية نمو غامضة ،لانه يمكن لتأثير مدة الرضاعة مثلاًان تولد نتائج في حياة الطفل.

ومناخ الاستنساخ عبر التربية يفرض فيه الاباء على الابناء انماط سلوكهم وحركتهم وفاعليتهم ولا يسمح لهم بأبداء الرأي او الاعتراض ويؤكد الدكتور علي اسعد وطفة (ان شيوع انماط التربية المتسلطة المحافظة التي تسعى الى بناء شخصيات مطواعة تميل الى الاذعان والتبعية وتنتفي فيها امكانات النقد والحوار والمناقشة والابداع فالتسلط يؤدي الى حالة من ضعف الثقة بالنفس وفقدان القدرة على ممارسة الادوار الايجابية وميل كبير الى الخضوع والاستكانة لكل اشكال السلطة ومن ثم فقدان المبادرة الذاتية والعمل التلقائي)(83) ان خطل وخطر الاستنساخ من خلال التربية والتطبيع الاجتماعي كان قد نبه اليه المربون الاوائل، فنرى ان علي بن ابي طالب(ع) يقول: (لاتقسروا اولادكم على آدابكم فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(84) لكن رغم هذا مازلنا نفهم التربية على انها وسيلة من وسائل الهيمنة الاجتماعية مطبقين من هذا التعريف للتربية جانبه القمعي في كسر شوكة الفرد وترويضه وقتل فرديته وفرادته وقد قال (ص)(علموا ولا تعنفوا) وقال (علموا ويسروا ولاتقسروا) لكن سدنة التربية على طريقة (الاستنساخ) كثيراً ما يعتمدون في التربية طريقة انتاج (النعجة دولي) من خلال استعمال آلية التلقين التي كانت اهم اسباب تخلف التربية والتعليم لدينا. إذ يقول انور عبد الملك (رأي دانلوب مستشار التربية ايام اللورد كرومر، ان الضمان الوحيد لاستعباد مصر على مر الاجيال لا تكمن في الاحتلال العسكري والاستعمار الاقتصادي، بقدر ما تكمن في ضرب الفكر المصري الصميم إذ يصبح عاجزاً عن التطور والابداع والخلق، ويظل معتمداًعلى غيره ليتحرك ولكي يتحقق هذا الهدف لابد من ان تتجه سياسة التعليم كلها نحو الحفظ دون المناقشة والترتيل دون النقد ومحاكاة المراجع والاساتذة دون ترشيحها وتكوين رأي مستقل فيها واحترم الكلمة المكتوبة دون امتحانها والتصارع فكرياًمعها، ولعل احدى الاولويات التي يجري من خلالها تعطيل العقل تتمثل في تعطيل قدراته التحليلية والنقدية)(85) وهنا نرى ان التربية تتحول الى عملية استنساخ للافراد، يكون نتاجها افراد يظهرون (تكيفاً سريعاً لمختلف المواقف وادراك ما تتطلبه من استجابات مرغوبة والتصرف وفقاً لمقتضياتها الى الحد الذي يراه مناسباً،والمسايرة السطحية والمجاملة العابرة وتغطية المواقف وتورية المشاعر الخفية واخفاء العيوب والتستر على الحقيقة اذا كانت سيئة)(86). كيف لا يكون انتاج هذه التربية بهذا المستوى اذا كانت كل مؤسسات الطبيع الاجتماعي يتحول لديها القسر والاكراه والتلقين الى دليل عمل فيصبح الطفل في العائلة نسخة من البالغ (الذي يمتلكه وكانه قطعة من ممتلكاته ولم يكن اي عبد ملكاًلسيده كما الطفل ملكا لابويه، ولم يطلب من اي خادم الطاعة المطلوبة من الطفل)(87) وفي المدرسة لاتختلف نظرتها للطفل عن نظرة العائلة ،بل في كثير من الاحيان تكون مسؤليتها اشد ولان الطفل يشعر بانه غريب لم يالف عالمها وانظمتها حيث(يأخذ المعلم صورة الحاكم المطلق وهو اشبه بالامام يعلم ويلقن والتلاميذ قابليات سلبية مطبوعة تكرر نسخة المعلم الاصلية)(88) ومن هنا نقول لايمكن القول ان الطفل يكتسب نفس العادات مئه في المئه من حوله اي ان الفرد الواحد عندما يتطبع بطباع الجماعه التي حوله (لايكون نسخة طبق الاصل steriotip والا لاصبح الناس كالدمى والالات وهكذا امكن القول بان عملية التطبيع الاجتماعي عملية تربوية مكتسبة من الحياة المحيطة ،نعتمد على استعداد الفرد وقدراته وطبقته الاجتماعية ومستواه التعليمي)(89).



واقع التربية في العراق

لقد مرت الأسرة والمدرسة العراقيتين بعوامل كثيرة كانت ذات أثر كبير على فعّالياتها وتشكيل ثقافتها وبالتالي انعكاسها على تربية الطفل ، ومما عانته هو الاهمال والاوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت نتيجة للحروب المتتالية والتي إنعكست سلباً على واقع هاتين المؤسستين (الاسرة والمدرسة) وما ترتب على كل هذه الاوضاع من عسكرة المجتمع التي امتدت الى الأسرة والمدرسة، ففقدت في ظلها الأسرة معيلها، وفقدت المدرسة بعض معلميها الذين ذهبوا الى جبهات القتال أو عملت فيهم الظروف الأقتصادية عملها فأضعفت من دورهم وضعف هممهم، او حرمان الكثير ن افراد المجتمع من التعلم لأسباب كثيرة يقف في المقدمة منها عدم الوعي بأهمية التعليم أو عدم وجود مدارس كافية، أو لأسباب اقتصادية مما انتج داخل المجتمع ومن ثم الأسرة آباء وأمهات أميّين، وما لهذا من انعكاسات خطيرة على تربية الأطفال،وليست الأميّة الأبجدية فحسب بل الأميّة الثقافية التي كانت ولازالت تشكل عبئاً على الفردو المجتمع وعدم مواكبة المنجز الحضاري، مما جعل المجتمع يقع خارج الأطار الحضاري العالمي، وما عمليات التغيير والتحديث في المجتمع الاّ ذات أثر يكاد لايذكر لأنها كانت لاتمس الاّ السطح في المجتمع او القشرة الخارجية. ولم تستطع الغور في أعماق مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فلم تكن ذات تأثير فعّال في البيئة الثقافية للمجتمع. هذا اضافةً الى العُزلة التي عاشتها النُخب الثقافية والسياسية في المجتمع،وبالتالي إنعدام تأثيرها داخله نتيجةً لما مُورس ضدها من تهميش أولاً أو نتيجةً لموقف الريبة والشك التي كان يقفها من نخبهُ الثقافية والسياسية بأعتبارها تمثل توجهاً تغييرياً ثقافياً قد يستهدف قيمها ومعاييرها الاجتماعية التي تدافع عنها وتريد لها السكون والثبات اضافةً الى النخب الدينية التي ترفض التغييروتقف بالضد منهُ وخصوصاً التقليديين منهم الذين يعتبرون كل جديد وكل تطور موجه ضدهم ويستهدفهم وبالتالي يستهدف الشريعة ويخرج عنها.

ومع إنعدام وجود مجتمع مدني او انحسار دورهُ او تحالفه مع المجتمع السياسي (الدولة) الذي فرض على المجتمع تدخله في الأسرة والمدرسة وتوجيهها في التربية معتبراً ان التربية هي عملية تنشئة سياسية ليس الاّ. فأعتبرت الدولة ان التربية يجب ان تنتج افراد ينصاعون الى قيمها السياسية في القهر والإستبداد وعبادة الفرد، واستخدام كل هذه المفاهيم فيما سُمّي (بناء الأنسان). فأخذت التربية طابعاً أيدلوجياً وعسكرتارياً يُلبّي احتياجات الدولة وهي تواجه تحديات الداخل والخارج. ففي الداخل كانت الدولة تبني أجهزة قمعية لابد ان تجد لها افراد تربّوا على القمع ورفض الحوار والإقصاء للآخر المختلف. حتى يكونوا أدوات قمعية بيد الدولة إضافةً الى طموح الدولة في بناء جييش كبير وقوي، وحروب تحتاج الى الكثير من الوقود لابد ان يكون من النشئ الجديد الذي ربّتهُ تربية عسكرية منذ الطفولة فكانت آليات الدولة في هذا المجال قد اتخذت عدّت توجهات، كمنظمات الطلائع والفتوة ثم كتائب الشباب التي يتدرج فيها الأطفال منذ سن الأبتدائية، ثم تربية الأطفال تربية عسكرية وأيديولوجية، اضافةً الى معسكرات مايسمى في حينهِ (أشبال صدام) والذين كانوا يُربّون على قيم العنف والأرهاب والقتل، اول مايربون عليه قتل الحيوانات او أكلها وهي حية ليتدربوا فيما بعدعلى قتل الأنسان او ذبحه، اضافةً الى ما كان يمارس في المدارس من أساليب عسكرية، والتشجيع على أرتداء البزات العسكرية، والمشهد الأسبوعي (كل خميس) لايفارق مخيلة الأطفال إذ كانت تطلق الأطلاقات صباح كل يوم خميس فترتعد فرائص الأطفال، من اجل، زرع روح العنف في داخلهم وبالتالي تنفيذ توجيه الدولة في عسكرة المجتمع.

ان هذه الأساليب التي مُورست ضد الأطفال بشكل مباشر، رافقها اساليب اخرى ساهمت في زراعة قيم العنف والأرهاب في نفوسهم من خلال أناشيد الحرب المشبعة بروح القتل والدمار والبرامج العسكرية وخصوصاً برنامج (صور من المعركة) الذي كان يُبث يومياً من على شاشة التلفزيون مليئاً بمشاهد المعارك وآثارها ومخلفاتها وجثث قتلاها المتفحمة او صور الأسرى الذين يساقون أذلاّء ان كل هذا وغيره أنتج جيلاً مدمراً نفسياً معبئاً بأتجاه العنف .

شاهدنا قطاف وثمار هذه التربية في واقعنا من2003/4/9 حتى الآن وما رافقها من أعمال عنف .ان الطفل العراقي تعرض لظروف صعبة حتى انك لاتستطيع ان تجد طفلً يريد لعبة الاّ وكان اختياره يقع على بندقية او مسدس.. دمرت بنية العائلة وتشرد ابناءها في الطرقات فهناك متسولي الأشارات الضوئية، وهناك اطفال (السيكوتين) واطفال (الثنر).. واطفال(الكبسلة) وعمالة الطفال تعد الباب الاول للأنحراف، والتسرب من المدرسة،مشهد ضاج بالمآسي والنكبات.



الهوامش

1. الناصر، إبراهيم، علم الاجتماع التربوي، عمان، جمعية أعمال المطابع التعاونية، 1984، ص64.

2. محمد جواد رضا، العرب والتربية والحضارة، الاختيار الصعب، ط3، الكويت، ذات السلاسل، 87، ص320-336.

3. الديوه جي، سعيد، التربية والتعليم في الإسلام، بغداد، مكتبة التراث العربي، 1982، ص7-50.

4. الناصر إبراهيم، م، س، ص71.

5. النجيمي، محمد لبيب، الأسس الاجتماعية للتربية، ط4، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1971، ص159.

6. م، ن، ص152.

7. الحسن، إحسان محمد، موسوعة علم الاجتماع، ط1، بيروت، الدار العربية للموسوعات، 1999، ص235.

8. النجيمي، م، س، ص191.

9. فهمي، مصطفى، مجالات علم النفس، م ج1، القاهرة، مكتبة مصر، (د ن)، ص197.

10. النجيمي، م، س، ص197.

11. وطفة، علي أسعد، بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي في الوطن العربي، ط1، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1999، ص26.

12. م، ن، ص21.

13. سكنر، تكنلوجيا السلوك، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ص64.

14. وطفة، م، س، ص17.

15. حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، ط4، بيروت، معهد الإنماء العربي، 1986، ص173.

16. الحسن، م، س، ص24.

17. أبو الحب، ضياء الدين، الطفل هذا الكائن العجيب، بغداد، وزارة الثقافة والفنون، 1979، ص53.

18. منتسوري، ماري، الطفل في الأسرة، ترجمة أمل منصور، بغداد، دار ثقافة الأطفال، 1987، ص13.

19. عبد الرزاق، مدحت، سيكولوجية الطفل في مرحلة الروضة، بغداد، وزارة الثقافة والفنون، 1979، ص62.

20. م، ن، ص65.

21. م، ن، ص76.

22. منتسوري، م، س، ص، 10.

23. م، ن، ص11.

24. م، ن، ص12.

25. دكلة، محمد عبد الهادي (وآخرون) المجتمع الريفي، بغداد، جامعة بغداد، 1979، ص178.

26. الفوال، صلاح مصطفى، علم الاجتماع البدوي، ط1، القاهرة، دار النهضة العربية، 1974، ص183.

27. محمد مهدي محمود، مصطفى محمد عيسى، أساليب التنشئة الوالدية وعلاقتها بالثقة بالنفس، آداب المستنصرية، ع17، 1990، ص349.

28. دكلة، م، س، ص179.

29. م، ن، ص179.

30. الذهب، محمد عبد العزيز، التربية والمتغيرات الاجتماعية في الوطن العربي، ط1، بغداد، بيت الحكمة، 2002، ص167.

31. المستقبل العربي، ع308، 2004، ص105.

32. دكلة، م، س، ص180.

33. الذهب، م، س، ص172.

34. محمد مهدي محمود، م، س، ص350.

35. م، ن، ص350.

36. الأخرس، محمد صفوح، تركيب العائلة العربية ووظائفها، دراسة ميدانية لواقع العائلة في سوريا، دمشق، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، 1976، ص11.

37. م، ن، ص112.

38. م، ن، ص21.

39. المستقبل العربي، ع308، 2004، ص92.

40. الناصر، إبراهيم، م، س، ص35.

41. المستقبل العربي، م، ن، ص107.

42. م، ن، ص111.

43. محمد مهدي محمود، م، س، ص351.

44. م، ن، ص351.

45. م، ن، ص351.

46. م، ن، ص352.

47. م، ن، ص352.

48. فهمي، مصطفى، م، س، ص65.

49. النجيمي، م، ن، ص88.

50. أبو الحب، م، س، ص55.

51. أبو الحب، م، س، ص27.

52. محمد، عقيل نوري، قياس اتجاهات الشباب نحو المرأة، المستقبل العربي، ع300، شباط 2004، ص70.

53. م، ن، ص70.

54. حجازي، مصطفى، م، ن، ص173.

55. م، ن، ص173.

56. علي، سعيد اسماعيل، الفكر التربوي العربي الحديث، عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1987، ص211.

57. الذهب، م، س، ص178.

58. شرابي، هشام، مقدمات لدراسة المجتمع العربي، بيروت لبنان، الأهلية للنشر والتوزيع، 1977، ص90.

59. النجيمي، م، س، ص70.

60. الذهب، م، س، ص183.

61. راجح، أحمد عزت، أصول علم النفس، بغداد، مكتبة التحرير، [د، ت] ص522.

62. م، ن، ص523.

63. الذهب، م، س، ص183.

64. م، ن، ص184.

65. وطفة، م، س، ص38.

66. م، ن، ص38.

67. اوبير، رونيه، التربية العامة، ترجمة عبد عبد الدائم، ط4، بيروت، دار العلم للملايين، 1979، ص73.

68. م، ن، ص826.

69. رضا، محمد جواد، أزمة الحقيقة والحرية في التربية العربية المعاصرة، ط1، الكويت، ذات السلاسل، 1987، ص95.

70. م، ن، ص119.

71. يسين، السي، الشخصية العربية بين صورة الذات ومفهوم الآخر، ط3، بيروت، دار التنوير للطباعة والنشر، 1983، ص170.

72. وطفة، م، ن، ص31.

73. الكواكبي، عبد الرحمن، طبائع الاستبداد، بغداد، دار المدى، 2004، ص85.

74. وطفة، م، ن، ص34.

75. منتسوري، م، ن، ص71.

76. محمود، محمد مهدي، م، ن، ص352.

77. الديوه جي، م، ن، ص49.

78. أسعد، اسماعيل علي، المجتمع والسياسة، الأسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1983، ص319.

79. شرابي، م، ن، ص40.

80. م، ن، ص40.

81. م، ن، ص40.

82. منتسوري، م، س، ص15.

83. وطفة، م، س، ص3.

84. الديوه جي، م، س، ص20.

85. صيداوي، رفيق رضا، هل يمكن قيام نهضة عربية؟ مجلة العربي، ع549، 2004، ص25.

86. يسين، السيد، م، س، ص167.

87. منتسوري، م، س، ص10.

88. وطفة، م، س، ص36.

89. الناصر، إبراهيم، م، س، ص31.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
- الاكثر من نصف
- تأبين العمامة
- لعن الله من أيقظها، وماذا بعد ؟
- مكونات الأمة العراقية و إعادة إنتاج الهوية
- المثقف والسياسي من يقود من ؟
- جاسم الصغير ، وليد المسعودي .........سلاما ايها المبدعون
- الطرح الايديولوجي وحاجات الأمة العراقية
- المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وح ...
- الديمقراطية والهوية الوطنية للامة العراقية
- نجادي الذي داس على ذيل التنين
- فساد الحكم وآثاره الاجتماعية والاقتصادية
- المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق
- طوبى للعائدين الى ارض الوطن
- الشاعر الخباز الذي رتل
- مثقفو القبائل والطوائف ومسؤلية المثقف العراقي
- دولة القانون .............دولة المليشيات
- الجندر : علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟ ، وماذا يت ...
- المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي ؛ البحث عن حل
- التحديات أمام الهوية العراقية ؛تذويت ألهويات الفرعية


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شمخي جبر - الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني