أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!














المزيد.....

بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من نصف قرن من الحكم العسكري الصارم، رضخت الطغمة العسكرية التي كانت تحكم ميانمار (بورما سابقًا) للضغوط الدولية والإقليمية فأجرت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد منذ عام 1962، وهو العام المشؤوم الذي قاد فيه الجنرال الأحمق «ني وين» انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس المدني المنتخب «أنو»، أحد نجوم مؤتمر باندونغ وحركة عدم الانحياز.

مذاك عانت بورما وشعبها الأمرين.. نظام اشتراكي بائس، وعزلة دولية، وتخلف معيشي، وقبضة بوليسية على مختلف مناحي الحياة. وحدهم العسكر لم يعانوا، واستفادوا، وأثروا من وراء الصفقات الخفية والدعم الصيني الهائل.

تنفس البورميون الصعداء حينما قرر العسكر إجراء انتخابات ديمقراطية سنة 2015، لعلمهم أن نتائجها سوف تصب في صالحهم. وبالفعل أسفرت الانتخابات عن اكتساح «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» بقيادة السيدة «أونغ سان سو تشي» ابنة بطل الاستقلال الجنرال أونغ سان (اغتيل عام 1947) لمعظم مقاعد البرلمان، لكن العسكر حالوا دون تزعمها البلاد عبر نفوذهم المتجذر معطوفًا على استخدامهم لمادة دستورية لا تجيز لمن لها أبناء يحملون جنسيتين ــ مثل أبناء سو تشي الذين يحملون الجنسية البريطانية بحكم جنسية والدهم ــ أن تصبح زعيمة لوطنها.

وكان الحل الوحيد هو أن ترشح الرابطة الوطنية شخصًا بديلاً مقربًا منها لتولي منصب الرئاسة، فوقع اختيار «سو تشي» على السياسي والاقتصادي والكاتب «تين كياو» لأسباب كثيرة. فعدا عن كونه صاحب مؤهلات علمية ومتخرجًا من جامعة لندن، فإنه من أعضاء حزبها القدامى المخلصين ومن أصحاب النضال الوطني ضد العسكر، وممن دخلوا المعتقلات أكثر من مرة وعاشوا ردحًا من الزمن في المنافي، ناهيك عن أنه ابن شاعر بورما المعروف «مين تو وون».

مؤخرًا عاشت بورما فراغًا دستوريًا بعدما قرر الرئيس تين كياو (71 سنة) فجأة الاستقالة لأسباب قيلت إنها صحية ومتعلقة برغبته في الخلود إلى الراحة، خصوصًا وأنه خضع لعملية جراحية في وقت سابق.

وبالتزامن قدم رئيس مجلس النواب «يو وين مينت» (66 عامًا) استقالته أيضًا، فقام زملاؤه باختيار نائبه «يو تي خيون» كخليفة له في جلسة برلمانية عقدت في 22 مارس المنصرم.

ينص الدستور البورمي الحالي، الذي صاغه المجلس العسكري الحاكم سابقًا، على أنه في حالة فراغ منصب الرئاسة لأي سبب يتولى الأكبر سنًا بين نائبي الرئيس مسؤولياته مؤقتًا إلى حين انتخاب رئيس جديد للدولة خلال 7 أيام. وهكذا صار الرئيس المؤقت تلقائيًا هو «مينت سوي» الذي فرضه العسكر نائبًا للرئيس المستقيل في أعقاب إنتخابات 2015 عبر أستخدام نفوذهم البرلماني المتمثل في 25% من مقاعد البرلمان.

قالت المصادر المطلعة إن استقالة رئيس مجلس النواب مرتبطة باحتمال ترشيحه كرئيس للدولة من قبل الرابطة الوطنية، كونه عضوًا بارزًا فيها ومن الشخصيات المفضلة لدى زعيمتها. ومما قيل أيضًا أنه في حالة ترشيح «يو وين مينت» وفوزه بعدد كبير من الأصوات البرلمانية، تكون الرابطة قد نجحت في فرض قبضتها على البلاد أكثر من أي وقت مضى، على حساب نفوذ العسكر، خصوصًا وأن منصب رئاسة الدولة في بورما تشمل أيضًا رئاسة الحكومة ويتمتع شاغلها بصلاحيات واسعة.

وهذا ما حدث فعلاً. إذ رشحت الرابطة الوطنية «يو وين مينت»، لينافس المرشحين الآخرين وهما الرئيس المؤقت «مينت سوي» المؤيد من قبل الجيش، ونائبه «هنري فان ثيو». وفي جلسة الانتخاب التي جرت ــ طبقًا للدستورــ داخل البرلمان المكون من 664 عضوًا يمثلون مجلس الشيوخ المنتخب ومجلس النواب المنتخب والقوات المسلحة، أسفرت النتائج عن إنتخاب «يو وين مينت» رئيسًا جديدًا بواقع 403 أصوات، بينما نال مرشح العسكر 211 صوتًا، ونال «هنري فان ثيو» 18 صوتًا فقط

يأمل البورميون ــ ولاسيما أصحاب الأقليات الإثنية ــ أن تؤدي هذه النتيجة إلى أن يعمل الرئيس الجديد يدًا بيد وبزخم أقوى من ذي قبل مع «سو تشي» من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، والخروج من نفق الحروب الأهلية، وتحقيق السلام الدائم والشامل، وبالتالي الالتفات إلى قضايا التنمية والبناء التي حرمت منها هذه البلاد لعقود طويلة ــ باستثناء سنوات الاستقلال الأولى ــ حيث أن الشعب البورمي صاحب إرث حضاري وذوق رفيع وقدرة فائقة على العلم والعمل، ولا ينقصه شيء كي يحقق ما حققته شعوب أمم جنوب شرق آسيا المجاورة، سوى الأمن والسلام والاستقرار.

وفي هذا السياق، يعول المراقبون كثيرًا على فكرة أن الجيش البورمي قد فقد الكثير من سطوته الداخلية، وأن صورته في الخارج تزداد قبحًا. قد تكون الجزئية الأخيرة صحيحة أما الجزئية الأولى فلا يمكن الأخذ بها بالمطلق. وبعبارة أخرى فإن الجيش البورمي لا يزال، رغم كل التحولات، يلعب دورًا هامًا في بورما من خلف الستار. بل أن رئيس أركانه أعلن مؤخرًا أثناء الاحتفال بيوم القوات المسلحة «إن على الجيش أن يلعب دورًا رئيسيًا وفعالاً في حياة الأمة».

لكن من هو الرئيس الجديد «يو وين مينت»؟

ينحدر مينت من إثنية «بامار» التي ينتمي إليها نحو 68% من سكان البلاد، وهو أحد أفراد الحلقة الداخلية المحيطة بزعيمة البلاد الفعلية «سو تشي». تخرج من جامعة رانغون، متخصصًا في القانون، فمارسه كمحام في المحكمة العليا. بدأ مسيرته السياسية سنة 1988 عبر الانضمام لحركة المعارضة ضد الديكتاتور «ني وين»، ودفع الثمن بدخوله المعتقل. وحينما جرت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد ترشح وفاز عن دائرة «تارم وي» الصغيرة.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد
- آل مشاري.. من بطون القصيم إلى سواحل فارس
- المستقبل والذكاء الاصطناعي محورا القمة العالمية للحكومات
- البلادي.. قلعة الحجاز التاريخية التي تهاوت
- ساعة وخاتم يشعلان الساحة التايلاندية
- أمير البيان.. وشيخ شعراء عمان
- لا جديد في علاقات بكين طوكيو المستعصية
- الحجار.. أول طبيب سعودي من الحجاز
- لا جدوى من الفتوى لإيقاف مسلسل الدم!
- النوري.. عطاء متواصل للكويت عبر الأجيال
- أيقونة جدة الجريئة.. والله واحشني زمانك


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!