أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - بين بؤس الواقع وانتظار البديل














المزيد.....

بين بؤس الواقع وانتظار البديل


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحالات التي تصبح فيها الأنتكاسة والهزيمة ( الكارثة الأجتماعية ) واقعاً اصيلاً وقدراً يتحكم ويعبث بما تبقى لدى الناس من امل وثقة بالذات وتبلغ حالة الأحباط ذروتها وتتراجع الجماهير الى مربع الأستسلام والأنتظار السلبي ’انذاك تتوسد احلامها الشهيدة وتبتكر مخيلتها المأزومة بديلاً اوزعيماً منقذاً او شخصية اسطورية بيدها سحر ( كون فيكون ) ’كذلك تتجنب مواجهة الواقع وتهرب الى مؤخرة الأحداث وفعل الحياة ’ لأنها لا تصدق ان هناك على الأرض ثمة من يستطيع الأقتراب من جحيم قدرها ولهيب واقعها ’ وقد تستسلم نهائياً او هكذا تبدوا تماماً مثلما حصل لها في السنوات العجاف لسلطة حزب البعث الدموية’ لكنها ( الجماهير ) وفي جميع الحالات تبقى حريصة مصرة رغم استسلامها للحفاظ على بذور رفضها وشتلات البدائل والتغيير في اعماقها وهذا ما شاهدناه بعد التغيير الطاريء في 09/نيسان /2003 .
العودة الى مربع الأنتكاسة والأحباط وحالة اليأس والأستسلام يجب ان تمر دائماً عبر عملية ارهاب ودموية غير مسبوقة ’ وموجة من الجرائم والمجازر الرعناء تجتاح الوطن بكامله وتدخل بيوت الناس ’ قوة غاشمة تمتلك رجالاً قساة بقلوب ميتة وعواطف معطوبة تحت تصرفها الثروات والأعلام والدعم اللأمحدود الى الحد الذي تستطيع فيه تنفيذ مجازر جماعية وحشية مثل حلبجة والأنفال والدجيل والكرد الفيلية وعرب الأهوار والتصفيات داخل الأجهزة القمعية المعقدة حتى تحقق في كل مدينة وقرية واسرة مجزرة وحالة استسلام .
التغيير الذي حدث في 09/نيسان / 2003 كان محاولة للتأكد من ان العراقيين قد وصلوا فعلاً نهايتهم على يد النظام البعثي السابق’ وان حالة الأستسلام والخنوع وتقبل المقسوم قد اصبح واقعاً راسخاً في ذاتهم وسيستمر عقوداً على الأقل’ يتم خلالها ترتيب وتثبيت ما ينسجم ويخدم المشاريع والأطماع الخارجية حتى تكتمل الصورة المآساوية لمستقبل العراق وطناً وشعباً .
الأمور والوقائع سارت على غير ما تشتهي النوايا والمشاريع والمخططات الخارجية والأقليمية والمحلية ’ فالعراقيين فسروا الأمر بطريقة مغايرة واعطوا الحالة الجديدة ابعاداً وطنية وانسانية وجعلوا التغييرات البدائية عملية سياسية ومنحوها هوية للتحرر والديموقراطية ’ فانجزوا عمليتين انتخابيتين رائدتين واستفتاء شجاع على الدستور الدائم ’ واصدروا العديد من الصحف الناجحة المستقلة وازدهرت منظمات المجتمع المدني وتفجرت طاقات خلاقة لكتاب واعلاميين وشعراء وفنانين واداريين ومبدعين في مجالات الفكر والمعرفة .
كانت المفاجئة غير متوقعة بالنسبة لمؤسسات الأحتلال الخارجية والمحلية ’ وقبل ان يفلت العراق من قبضة المخطط المرسوم وتصبح الحريات الديموقراطية والتطورات الأجتماعية السليمة واقعاً حياً وتترسخ مباديء الأخاء والتعيش الأجتماعي ويكتمل ريش البدائل الوطنية ويصبح الوطن لأهلة والبعث لمزبلة التاريخ ’ بادر الآخرون بتشكيل حلفهم المشبوه وفجروا معركتهم الشرسة ضد العراق وابناءه .
بالتحديد وتحت خيمة الأحتلال اكتمل الحلف الأجرامي بين البعثيين والتكفيريين وصليبيي دول الجوار ومراكز مخابراتية واعلامية خطيرة يضاف الى ذلك ادوار سماسرة الطبقة السياسية المحلية التي اشرفت على تشكيلها وتأهيلها قوى الأحتلال المباشر’ وخلف شعارات ومبادرات ولافتات ومبتكرات الأرهاب والطائفية والعنصرية استباحوا مدن العراق وسفكوا دماء اهلها ودمروا اولويات امنهم واستقرارهم ومرتكزات حاضرهم ودعائم مستقبلهم ’ وزرعوا الخوف والرعب في نفوس الناس ’ كل هذا يجري من اجل ايصال العراق مرة آخرى الى حالة من الأحباط واليأس والأستسلام وتصفية املهم وحلمهم وحالات الرفض عندهم حتى تصبح فرص فرض شروط المشروع ناجزة لا تصطدم اطلاقاً بردود افعال شعبية ’ وفعلاً استطاع الأحتلال ومؤسساته البعثية والتكفيرية والطائفية والمخابراتية ان تلحق دماراً هائلاً في حياة الناس ومعنوياتهم وارادتهم وقناعاتهم وطموحاتهم وثقتهم بنخبهم ونوايا الأحتلال وغموض العملية السياسية .
يقول المثل : " من بين الأوحال قد تتفتح شتلات في غاية الروعة " وفعلاً ابتداءت شتلات البدائل الوطنية تتضح وتنضج فكراً ومواقفاً ومعتقدات والتزامات ورفضاً مبدئياً وترفع عن صدرها ركام مزابل العملية السياسية وعوائق سماسرتها .
هناك استقطاباً حاداً آخذ يتجذر ويزداد وضوحاً بين الجماهير العراقية بكل اطيافها ومكوناتها وبدائلها وبين طلائع المشروع الأحتلالي ببعثية وتكفيريه وسلفييه وارهابييه وملثميه مدعوماً بضخ الأموال والأعلام وزمر التفخيخ والتفجير والبهائم الأنتحارية .
الطبقة السياسية الراهنة لم تمتلك الآن ما يستر عورة فسادها وانحطاطها وتبعيتها و ورطتها’ وقد اغتسل العراق من اي امل فيها .
الأنسان العراقي ’ مستقبله ومستقبل الوطن ’ تتلفت .. ثمة صوتاً للبديل ’ يبدو بعيداً لكنه قادم’ ينتزع خطواته من بين ثقل اوحال العملية السياسية وبهلوانياتها’ الشارع العراقي مخذولاً بعد ان هجرته فصائل اليساريين والوطنيين الديموقراطيين تاركة اسمال شعاراتها ولافتاتها وبرامجها وغسيل عقائدها وايديولوجيتها في متحف المفردلت المعطوبة ’ واصبح موحشاً مزدحماً بطناطل الملثمين والمفخخين ومصائد التكفيريين والمفجريين واشباح الأنتحاريين .
ثمة شمعة هنا وآخرى هناك ’ صرخة ارادة وكلمة متحدية هنا ومثلها هناك .. اصوات متعقلة متبصرة وافكار ووجهات نظر متنورة تعيد للوحدة الوطنية لحمتها .. وعياً جمعياً يرفع عالياً الهوية الوطنية المشتركة ... انه البديل على جميع الأصعدة وبكل التجليات ’ فهل تستطيع الأنتكاسة الراهنة اجهاضة في ايامه الأولى كما حدث مراراً ’ ام ان المرحلة تختلف اصلاً وهذا ما نعتقده ونؤمن به ’ وسيولد صحيحاً سليماً يطالب الجميع تغذيته بكل الطاقات حتى تكتمل عافيته’ انه الأمل والأفق الذي لا بديل له .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
- من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال
- الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية
- مرام : قطارٌ للكذب والرصاص


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - بين بؤس الواقع وانتظار البديل