أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الهامي سلامه - ظاهرة الكارثة















المزيد.....


ظاهرة الكارثة


الهامي سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن الموضوع الذي اردت كتابته عندما سمعت عن حادثه العباره كما انتهيت كما سيري القارئ وبرغم أن موقفي مثل الملايين من المصريين الذين تابعوا كاْس أفريقيا حيث لا يمثل غرق العبارة أكثر من الفُرجه علي حادث مروري عادي في أحد الشوارع ثم يمضي كلٌ منّا إلى سبيله ولايبقى باكيا أو لاطما إلاّ أهل الميت ولا يعني هذا التقليل من هول الحدث أو تقليلا من المشاعر الإنسانية لمتابعي الحدث ولكن عندما تكون حياتك وسط الموت فإنّ الاعتياد يفقد الكوارث مأساويتها.
ولكن الذي استفزني للكتابة أولا هو التصريحات التي أخذت تهال علينا من قِبل المسؤولين والتي وإن كان بعضها متكرراً كالتحقيق والمعاقبة فإن البعض الآخر يصل إلى حد عدم المسؤولية والفجر مثل أنّ الغرقى ليسوا حُجاجاً ولا افهم لماذا هذا التصريح ولمن موجه وهل دم المواطن القادم من عمله اقل من دم الحاج, ثم دخل رئيس الجمهورية ليدلي بدلوه علي لسان سليمان عواد، المتحدث باسم الرئاسة المصرية " أن هناك مشكلة" في إجراءات السلامة أما الكارثة ألتصريحيه فكانت علي لسان وزير النقل المصري وقال "عندما شاهد الصور علي الفضائيات انه من الواضح انه أضيف عدة طوابق علي الباخرة" وهذا التصريح يلخص ما يجري في بر مصر فالهيئة المنوط بها المراقبة نائمة في العسل بالرغم انك لا تستطيع أن تغير أي شي في سيارتك حتى اللون دون موافقة المرور ولكن واضح أن الطائرات والبواخر تحكمها رؤية مختلفة.
وعندما استطردت في الأفكار واتجهت للكتابة في اتجاه رأس الأسباب الذي يذكره الجميع وهو الفساد( برغم أن هذه الحقبة تتميز بأسلمة كل دوائر ألدوله سواء من حيث ديانة الموظفين أو من حيث الممارسات فجميع السيدات محجبات و الرجال تعلو جباهم زبيبة و تعطل المصالح الحكومية لأداء الصلاة من قِبل كل الموظفين في الطرقات وقد يسبق التعطيل قبل الصلاة بنصف ساعة للوضوء فإذا انقضت الصلاة فإن للأدعية أيضا نصيبها من الوقت وويل للمواطن الذي يتذمر من طول انتظار الموظفين وفي بعض الأحيان لا تنتهي الصلاة والأدعية إلا قبيل انتهاء مواعيد العمل بدقائق معدودة ) و يطرح بشكل سياسي من قبل الأحزاب المعارضة للدلالة عل فشل الحكومة ولكنه يعطي مبرراً للحكومة بإخلاء مسؤوليتها وتحويل الموضوع إلي مسؤولية الأفراد وليس من المستغرب انه مع كل كارثة تسرع الحكومة و تقدم كبش فداء ثم يعود مسلسل الكوارث ويعود ليقدم كبشاً كضحية جديدة والكوارث لا تنتهي والأضاحي دائما من الصغار أو الفقراء أو من الذين لا حول لهم ولا قوة ودائما هناك ضحية وهناك تساؤل هل الفاسد أو المفسد بضم الميم وكسر السين يوافق علي عمل وهو مدرك انه سيؤدي للموت إلا إذا كان داخله ميول للقتل وهذا نادر الوجود أي يمكن القول انه توجد عناصر أخري إلي جانب الفساد.
عندما استرجعت الحوادث المختلفة كان لكل حادثه مبررها الظاهري المعلن وقد لا يكون الفساد هو العنصر المسبب الواضح وبالطبع فإن التعامل مع تفسير أسباب حدوث الكوارث كوحدات منفصلة لا يعطي تفسيراً حقيقياً لتكرار حدوث الكوارث ولن يساعد علي مواجهة الكارثة كظاهرة مصريه ويجعل الرؤية السياسية (التبريرية أو الاتهامية) تغلب أكثر من التعامل مع الموضوع كظاهرة معقدة لاستكشاف العناصر الأخرى المختبئة وهذا لا ينفي البعد السياسي ولكن يجعل الرؤية السياسية أكثر عمقا من مجرد اتهام للحكومة من قِبل المعارضة أو اتهام الآخر من قبل الحكومة وتساءلت هل يمكن أن يكون الفساد بالصورة التي يعرفها العامة وهي المقابل المادي لتسهيل أمور مخالفه أم أن دائرة المخالفة أوسع لتشمل حتى المحاباة في التعيين بغض النظر عن الكفاءة.
وعند استعراض أسباب بعض الحوادث مثل حادث قطار الصعيد القي رئيس الوزراء السابق المسؤولية علي"وابور" الجاز وبالتالي علي المواطنين وتغاضى عن مسؤولية الهيئة عن تطبيق قواعد الأمان والسلامة داخل المواصلات التابعة لها.

أما في حادث العَبارة فان رئيس الجمهورية ووزيرا لنقل بغرض أن يبعدا المسؤولية عن النظام الذي يمثلانه فإنهما قد ألقيا بالمسؤولية على أفراد محملين إياهم المسؤولية في شراء باخرة غير صالحة أو بإضافة ادواراً جديدة والتنديد بنقص أدوات الإنقاذ كأنما هذه العَبارة التي تقف في ميناء سفاجا وكما يقال علي عينك يا تاجر هي مركب صغير يقف علي شاطئ ترعه الزمر في أرياف مصر ليعبر به الناس بين ضفتيها!!!!!!!!!!.

وفي حادثه احتراق مسرح بني سويف ومقتل عدد كبير من مخرجي وكتاب ونقاد المسرح بالإضافة للجمهور وكان المتهم من قبل المسئولين شمعة ومن قبل المثقفين كان هناك خلاف علي المتسبب فنصف المثقفين اتهم الوزير والنصف الآخر أيد الوزير.

ولا يمكن نسيان حادث سقوط الطائرة المصرية في البحر الأحمر القادمة من شرم الشيخ واذكر أن مما قيل أن طائرات تلك الشركة كانت ممنوعة من التحليق في أوربا برغم أن الصحفي الذي يلبس عباءة القوميين خرج علينا في ذلك الحين بنظريه المؤامرة وأن إسرائيل شوشت عليها.

عموما وأياً كانت نوعيه الحوادث التي تحدث سواء السابق ذكرها كعينات أو لم تذكر فإنني اطرح تساؤلا هل يمكن أن يكون هناك مسببٌ واحدٌ لهذه الحوادث منفصلٌ عن غيره من المسببات أم أنها مشكله معقده التركيب تتداخل فيها عده عوامل بحيث لا يمكن التقليل من تأثير عامل علي حساب عامل آخر.
وإذا حاولنا أن نطبق مفهوم ليس بالفساد وحده تحدث الكوارث علي حالة العَبارة , فحسب السيناريو الذي طُرح, أن النار اشتعلت في الباخرة وهي علي مقربة من الشواطئ السعودية واستمر القبطان في السير ورفض أن يستعمل الركاب احزمه النجاة من منطق أن الأمور تحت السيطرة وعندما تفكر في هذا المسلك للقبطان ستحاول أن تبحث عن الدوافع التي حكمت طريقته في حل المشكلة ستجد نفسك أمام أمرين كلاهما مر الأول انه أساء تقدير حجم المشكلة وذلك يشير لعدم الكفاءة وأيضا لعدم استحقاقه أن يؤتمن على أرواح الناس في عرض البحر والثاني هو إرجاع هذه الطريقة في حل المشكلة إلى القدرية السلوكية والفكرية والتي فحواها إن ربنا "حايستر" حتى وان لم يعمل بالأسباب لذلك سمح لنفسه أن يسير بالباخرة كل هذه المسافة وكأنه لم يأبه للنيران المشتعلة هل لأنه يعرف انه قادر على الهروب والنجاة بنفسه وطاقمه ربما !!!!!!!!!! كما انه رفض العودة للموانئ السعودية التي كان قريبا منها حين اشتعال النيران و لم يسمح بالاستعداد لاستخدام أطواق النجاة وأيضا لا يمكن فصل عدم المقدرة علي السيطرة علي النيران عن نقص معايير ألسلامه الصناعية وبالتالي فاْن تبرير وزير النقل أن العَبارة قد أضيف عليها عدة طوابق لم يكن السبب المباشر للغرق علما أن الباخرة كانت تسير منذ فتره بنفس المخالفات و المواصفات المتحفظ عليها ومن يدري ربما خرجوا علينا بعد فترة بأسباب غير هذه وتلك ذلك لأن حكماءهم أشاروا عليهم بأن تعطى الحقائق لهذا الشعب بالقطارة ترفقا به !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .

وننتقل إلي حادث المسرح فقد يكون هناك فساد أدي إلى عدم تطبيق المعايير القياسية في الأدوات والأسلاك الكهربائية أو عدم استخدام مواد البناء المناسبة ولكن لم تكن تلك هي المسببة للكارثة ولكن السبب المباشر في اعتقادنا هو عدم تطبيق معايير الأمان التي نصت علي عدم إغلاق أبواب الحريق التي قد لا تكون موجودة في التصميم الأصلي نتيجة لعدم التركيز علي تلك الأمور في الدراسة الجامعية أو المكتب الاستشاري (الذي وضع تصميم تلك المباني بهذه المخالفات)وهذا ليس إلا احد إبداعات الرؤية القدرية والتي تري أن القدر لا يمكن رده أو أن ذلك كان نتيجة لجهل علمي , وقد تكون المشكلة في العاملين بالمكان إذا ما افترضنا أن أبواب الحرائق موجودة وقد أغلقت بسبب عدم المعرفة بمقاييس الأمن الصناعي حيث أن المعرفة بمقاييس الأمن ضرورة لابد أن يتمرس فيها ويتدرب عليها جميع العاملين في المكان بتلك المهنة وإذا افترضنا أننا مخطئون في تصوراتنا وان كل شيء قد تم على أحسن المواصفات فلا يبقى أمامنا إن كنا نؤمن بـأن لكل شيء سببا إلاّ أن نشير بأصبع الاتهام لتلك المواهب التي أورثتنا إياها ثقافات القهر فخلقت ما يسمى بالاعتراض السلبي على كل ما هو سائد وأكدت عدم الانتماء إلى أي شيء ونستثني من ذلك انتماء جماهيرنا الواعية ! كلها للفريق القومي لكرة القدم وتتبدى هذه المحصلة في سمة اتسم بها الكثيرون وهي الاستهتار وهو المتهم الأخير الذي نشير بأصبع الاتهام عليه لأنه القادر على إلغاء أي إجراءات احترازية في المسرح وفي الباخرة وفي الطائرة فهو أي الفساد يهيم تخريبا وقتلاً في الأرض وفي البحر وفي الجو وكان بودي أن ارسم ألف علامة للتعجب ولكن تكفيني واحدة !

وازعم أن أكثر الحالات إخلالا بقواعد الأمن الصناعي التي تحكم المؤسسات ألقائمه علي تنظيم المدن و مؤسسات الدفاع المدني في مصر والتي تمثل العقلية اللاعلمية والقدرية أو الفساد الذي سمح بتعيين ذوي الكفاءات الأقل, أو التعليم الذي لم يعطي الأمن الصناعي حقه من الدراسة وهي التعديلات التي تم عملها في شوارع وسط القاهرة حيث تم إغلاق تلك الشوارع بزراعتها بالأشجار في الوسط ووضعت الموانع لمنع مرور السيارات مما يؤدي لصعوبة وصول أي عربه إطفاء أو إسعاف. وعندما ترون ذلك كونوا قدريين وقولوا معي ربنا يستر وهذه تكفي !!


وقد تكون القدرية كطريقة تعوق التفكير السليم هي المسبب الأساسي لحدوث الكارثة بالرغم من الغياب الظاهري للعناصر الأخرى وعلي ذلك بماذا تفسر انه في كثير من الأحياء الشعبية في القاهرة يحوّل احد المواطنين جزءاً من شقته لتخزين أنابيب البوتاجاز للبيع بسعر مرتفع أو لإعادة التعبئة في عبوات أصغر دون أن يكون في اعتباره أو اعتبار الجيران الذين يتعاملون معه بالشراء إمكانية حدوث حريق قد يحرق منطقة سكنية بكاملها .

وأتذكر انه أمام جامعه القاهرة كانت توجد بيوت قديمة تسندها عروق خشبية وكتب عليها آيلة للسقوط ومع ذلك يتعامل الجميع مع هذا التحذير كأنه لا يوجد ويمارسون أنشطتهم علي الرصيف المجاور من بيع وشراء كاْن شيئا لن يحدث, ولا يتوقف هذا علي أحياء الفقراء الذين قد يفسر سلوكهم بتفسيرات أخري ولكن ما تفسير سلوك سكان عمارة مكونة من عدد كبير من الطوابق في ميدان الدقي حدث لها عقب احد الزلازل ميل واضح جدا عن المبني الذي يجاورها ,لأنه من الواضح أنها مبنية علي نوعين من التربة والغريب أن السكان احتكموا لحلٍ ساذج لا ينصح به إلا مستشار معماري أرياف ويتمثل الحل في الاختبار العبقري ألا و هو تثبيت منديل مابين العمارتين فكلما حدث شد على المنديل كان ذلك معناه أن الميل يزداد ولا زال المنديل موجوداً ولم يتخيل أحد أن السقوط قد يكون أسرع من تمزق هذا الاختبار العبقري العالي الحساسية ولم يخطر ببال احدهم أن الجامعات المصرية التي خرّجت لنا عباقرة علي شاكلة الأستاذ الدكتور زغلول النجار الأستاذ بجامعه القاهرة الذي يمتدح بول البعير كعلاج, فالجامعة التي هي خارج تصنيف أفضل 500خمسمئة جامعه علي مستوي العالم وخارج تصنيف أفضل جامعات أفريقيا, هل من الممكن أن يوثق في تقييمات المتخرجين منها وكذلك الكثيرين من أساتذتها؟!!!!!!!!!!!!.
.وكذلك أنا لا ازعم أنني خارج القدرية وإن كنت قد انتبهت إلى ذلك فبسبب أنني عايشت أناسا آخرين ليسوا تابعين لثقافتنا التي تمجد الاتكال- ولا نعِقل- والقدرية عندهم إما أنها غير موجودة بالمرة أو أنها موضوعة في مكانها الصحيح ففي زمن ما كنت اعمل في مدينة بني سويف و كنت استقل سيارات الأجرة (الييجو) وكانت هذه النوعية من السيارات تسير بسرعة تفوق 100 كيلومتر في طريق مشترك بين الذاهب والقادم وليس لنا من إجراءات ألسلامه إلا قراءه الفاتحة حسب أوامر السائق أو رجاء من احد الركاب مع شريط كاسيت يقرأ القرآن لمده نصف ساعة ومصحف موضوع في السيارة وكنا لا نتعظ من بشاعة الحوادث التي كنا نراها على الطريق ولكن فلسفتنا كانت ربنا يستر ثم عندما نصل نقول الحمد لله وكان الجزء الثاني من رحلتي هو العبور لشرق النيل وذلك بالحشر مع عشرات آخرين في مركب شراعي لا يختلف علي لوح من الخشب القديم في شيء إلا انه مقعر ولا يوجد إي من وسائل الأمان إلا الستر من قبل ربنا والذين يسافرون علي تاكسيات الأرياف يعرفون أن عليهم أن يحشروا أكثر من 20 نفر داخلها غير الذين يعتلون السطح والجوانب من الخارج وهؤلاء الأكثر أمانا لأنهم الأسرع في الوثوب عند حدوث حادث.


وإذا كان القانون هو الأداة التي تحافظ علي تناسق حركه منظومة المجتمع وسلامته وجعله يسير متآزرا ومتناغما في تناسق فأْن مخالفته وعدم احترام اللوائح المنظمة للمجتمع سيصبح عاملاً مهماً في شيوع ظاهره الكارثة لأنه سيهمش أي معايير للوقاية من إمكانية حدوث كارثة بل ويجعلها كأنها لم تصدر وقد يكون هذا بسبب تأصل منطق الفهلوة ورفض القبول بأن يصبح الفرد جزءاً من منظومة المجتمع وقد يكون مرجعه منطق سياسي خاص عند الفرد حيث تشكل اعتراضه في رفض الشكل المؤسسي الذي يشرع له.

وازعم أن الحكومة في السبعينيات أول من شرعت منطق الفهلوة في التعامل مع القانون فالحكومة هي أول من ابتدعت المصالحة ما بين المخالف للقانون والحكومة في مسألة التعديات بالبناء علي الأراضي الزراعية بديلا عن الإزالة وهذا القانون مستمد من الدية القبلية حيث كان المخالف يقوم بعمل المخالفة وهو مدرك أن نتيجة مخالفته ليس تنفيذ القانون بالحبس والإزالة للعقار ولكن المصالحة مع .......... والحكومة أول من صرحت لعربات النقل بان تنقل الركاب وكانت في السابق مخالفه وأول من تغاضي عن مخالفه تاكسيات القاهرة لكي تصبح عربه بالنفر وليست مواصلة لفرد واحد وهذه لم يصدر بها قانون وإنما كان يحاسب عليها من قِبل الضرائب علي أساس عدد كراسي التاكسي وليس علي أساس السيارة كوحدة نقل.وازعم أن شوارع القاهرة سواء كنت سائقاً أو ماشياً فانك أمام مدرسة ضخمه لتعليم مهارات مخالفه القانون و مهارات الفهلوة ولتطمئن أيها المواطن العزيز وهنيئا لك بالقانون السائد الآن " اللى تعرف ديته اقتله" وأصرح ليس من موقع المسؤولية الحكومية ولكن من موقع المهموم بأهله وشعبه أن غالبية هذا الشعب مقتول لأن الكثيرين يعرفون ديته ولا تنزعج فََدِيّته رخيصة جدا.

أما إذا انتقلنا إلي جانب أخر وهو مخالفة القانون بشكل سياسي وأزعم أن هذا هو الأهم لأنه يدل علي إرهاصات انهيار مؤسسة ألدوله وإحلالها بمؤسسة أخرى وهنا لا بد من الرجوع إلي أمثلة بعيدة عن موضوع الكارثة لأنها الأكثر وضوحا ولكنها توضح ألطريقه التي يصاغ بها المجتمع تحت رؤية التطبيق لعرف جديد بعيدا عن قانون مكتوب ويتم هذا من مؤسسات ألدوله مثلا , فبماذا نفسر أن توافق الحكومة ( في حالات القتل مثلا) أن ترتضي تطبيق نظام الدية ورفض حقها في القصاص لمقتل احد أفراد المجتمع وبماذا تسمي تخلي الأمن عن دوره في منع ظاهره خطف البنات المسيحيات ولا شك أن حالتي الطفلتين اللتين تدخل فيهما رئيس الجمهورية فيعودان بعد عده ساعات من تدخله بالرغم من انكار الأمن معرفه مكانهما لأكثر من سنتين ثم نكتشف أن إشهار الإسلام والزواج والخلف تم دون أي أوراق رسميه ولكن بشكل عرفي وينشر الموضوع في الصحف, ولا تتحرك ألدولة لإبطال تلك الممارسات التي يتبرأ منها المجتمع المدني , وتعود بالمجتمع لما قبل التنظيم الفرنسي للدواوين المصرية , وبماذا تفسر حكم القاضي بعدم الاحتياج لإثبات إشهار الإسلام في مؤسسات ألدوله وأنه يكفي شهادة اثنين من الشهود ودون أن تتحرك الحكومة لإيقاف القاضي - الذي أصدر هذا الحكم- عن العمل أو بماذا تفسر عدم مقدره الأجهزة الأمنية علي تنفيذ قانون صادر عن رئيس الجمهورية لإنشاء احدى الكنائس بحجه أن الظروف الأمنية لا تسمح لأن عمدة أو أحد المشايخ قد رفض تطبيق القانون وبماذا تفسر انه لا يصدر أي حكم بإعدام من قتل مسيحيا إلا إذا كان القاتل مسيحيا.
واذكر في هذا السياق ان اصدقاء لي كان يجلسون علي كافيتريا مرخص لها تقديم المشروبات ومن بينها البيره في مدينه الاقصر واقتحم البوليس المكان والقي القبض علي الرواد الذين يشربون البيره وتم اخذهم للمستشفي حيث تم عمل لهم اختبار الكحول ثم تم احالتهم للنيابه وذكر لي الاصدقاء ان وكيل النيابه لم يلتفت الي مخالفه ضابط البوليس للقانون باقتحامه مكان مرخص وانما كان تركيزه علي مخالفتهم للشرع.

عموما يمكن القول أن تعبير الكارثة لا يمكن أن يعود لمسبب واحد وهو الفساد ولكنه محصلة لعوامل متعددة وبالتالي فإن مواجهته واعني مواجهة الكوارث المتلاحقة من خلال مواجهة عامل الفساد فقط لا يختلف عن المواجهة الأمنية لملف سياسي أما العناصر الأخرى فهي لا تقل خطورة عن الفساد وقد تكون أكثر خطورة وتأثيرا في حدوث الكارثة وذلك كونها أكثر انتشارا وتجزرا في المجتمع حتى بين هؤلاء الذين يدينون الفساد وينوحون مع كل كارثة ويرفعون أصبع الاتهام سواء في أحاديثهم أو في مقالاتهم واعني بتلك العوامل غياب الرؤية العلمية المتعلقة بالأمن الصناعي والقدرية التي رسختها الرؤية الدينية والتعليم الذي لا يستهدف التنمية الحضارية بل انه الأداة التي تحافظ على ثقافة وتقاليد ترسخ وبقوة هذه السمات العقلية القديمة والمعادية للنهوض الحضاري الحقيقي, وهناك عنصر مهم يبدو كما الحاضر الغائب ولم نشر عليه الا انه عنصر محتمل حضوره بشدة في شيوع الكارثة وهو عدم استعداد المواطن للالتزام بأية تشريعات لأسباب منها موقف فهلوي أو أنه تعبير عن فقد المواطن ثقته في الحكومة كمشرع من خلال رفضه للنظام القائم , من منطق سياسي, وبالتالي يمكن القول أن ظاهرة الكوارث التي أصابت المجتمع المصري هي تعبير عن خلل أساسي يشمل مؤسسات ألدوله والأفراد وستستمر الظاهرة إلى أن يقوم النظام بإعادة صياغة مؤسسات المجتمع سواء مؤسسات ألرقابة أو المؤسسات التعليمية لإعداد مواطن أكثر علميه بعيد عن القدرية وأيضا التركيز علي أهميه التوعية بالسلامة المهنية وإعادة ألدولة الاعتبار للقانون الذي فقد احترامه سواء من مؤسسات ألدوله أو من الإفراد.
الهامي سلامه



#الهامي_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الهامي سلامه - ظاهرة الكارثة