أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - مقطع من قصة ( ن ) / قصة طويلة














المزيد.....

مقطع من قصة ( ن ) / قصة طويلة


حيدر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


.... كانت الحياة ذاتها ترتسم أمام – ن - كفقاعة ملتاثة مرة ، و صافية مرة أخرى ، لكنها في الحالتين تنفجر دائماً ، و كل يوم ، المهم إنها تنفجر بصمت ، تموت بدون أثر ، و إن كانت تنوي ذلك فلتفعل و لكن بمشهد يعلق فوق عينيه لبضع لحيظات ، الأهم من كل شيء أن لايسمع الا صوت أمه ، و لطالما أنه في مملكته ذات الجدران الصامتة فما يُهمه من كون الحياة شيطانية أم ملائكية ، ليس يضيرهُ السؤال طالما انه لا يسمعُ الناس ، و لايزورونه ، و لا يصادقونه ، لا يحبونه و لا يكرهونه ، لقد إصطفاه الله ، خلقه من طينٍ ناعم ، هش ، لا يحتمل البشر الفولاذيين . كانت الخطوط التي يرسمها تخلع من أمه كل ما حفظته ذاكرتها من صور للأشياء ، ومسحت العديد منها تماماً . إنغرزت نظرة من – ن – في السقف ، كان يطالع القمر الذي حدثته عنه ، القمر الذي يكمن خلف هذا السقف ذو الطبقات ؛ يضيء العالم ، - هل هو موجود الان ؟ أم ان الوقت لم يحن لطلوعه ؟ ما لونه ؟ هل يتكلم ؟ - لم يجرؤ على سؤالها عن إمكانية أن يكون القمر متكلماً ، كل سؤال عن الاصوات هو الموت ، راح يتقشر في مشهدٍ مختلق ، قشّر نفسه مثل كل يوم ، إعتاد على إخافة نفسه ، و تخيل الاشياء التي لاتحصل و التوجع منها ، لم يبقَ شيء حدثته أمه عنه الا وتخيله ذو صوت يقشره ، لم ينجو من هذه الحالة التي لا يستطيع شكوها اليها ، أي كلماتٍ ستشرحها ؟ كانت الاصوات التي داهمته في طفولته تعود كأشباح من الاصداء الثقيلة لتربض فوق ذاكرته ، الاشباح تطارده ، الاصداء تلك الاصوات التي تقاوم الزمن ، يطالع الضوء الذي بللته الانظار بعفونة يشمها لوحده ، كان – ن – إنساناً من لجين صافٍ ، و كل هذا العالم المزيف أصغر من خطوة بيضاء ، خطوة لا ينخرها درنُ القذارة . الاصداء تنتف سكونه ، قطعت موجة الذاكرة حركة مريبة خلفه ، كانت أمه مرمية على الارض ، تهاوت الى الارض بسرعة خاطفة ، وقد ارتطم رأسها بقوة فوق الارضية ، أخذت بحيرة وليدة تتسع بإستمرار حول راسها الذي أخذ شكل كرة مطعونة بسكين ، لم يعرف مالذي يفعله ، إجتاحته نوبة سكون ، تجمد داخل ذهوله المتنامي ، أين سيذهب الان ؟ مالذي يفعله ؟ صرخ بها ، سالت دموعه أو كلمات سائلة ترتجيها أن تقف و تعاود الانخراط في مهمتها ، لماذا هذه الإستقالة ؟ انه السكري ، كان لابد من فتكه في يوم و لكن لم يفكر بما سيفعله ، الى أي إتجاه الآن ؟ العالم مسدود ، لا يمكن أن يجد مكانا بعد موت أُمه ، و لكن هل تموت ؟ أهكذا ينتهي الأمر بسهولة ؟ رطمة على الارض تشج اليافوخ و ينتهي العالم ؟ نهض اليها مسرعا ، ناجاها بلوعة متحشرجة ، تأملها طويلا ، جاب في نظراتها التي علقت فوق باب الغرفة ، مالذي تقوله هذه النظرة للباب ؟ - هل يتكلمون مع الابواب ؟ مالذي أوصته ؟ - ، ماذا الان ؟ اين سيمضي بكل هذه الاسئلة ، صرخ بكل طاقته ، كرر صراخه ، سالت صرخته فوق صدره كورقة أذبلتها الخيبة ، أيقن أنها ماتت ، ماتت الأم ، و ما من جهة يقصدها ، لقد ماتت الأمكنة . غرق في نوبة بكاء طويلة ، و رغم طولها لكنها لاحت له قصيرة ، بعد انتهاء عويله المحموم صار الوقت ثقيلا ، يمر ليتسلل في عظامه ، و يمكث فيها دون إنقضاء ، بحلق في السقف ، - هل سيكون القمر مضيئا اذا ماتت ؟ - ، لن يتوقف شيء ، سيدوم جريان نهر الحياة المليء بالجثث ، أيكون كل هذا الكون ميتا ؟ ، - الكون مقبرة متحركة يا أمي - ، .........



#حيدر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسير مريدي - قصة قصيرة
- حسناء مريدي - قصى قصيرة
- حسناء مريدي - قصة قصيرة
- الثياب الرثة تقلقكم
- المتفوقون بالعمل !
- طالبُ المُستنصرية الأخير - نص
- حنا مينه قاصاً
- سكّان الأزقة الكافكوية ، سعدي عباس العبد أنموذجا
- إبتسامة هاربة - قصة قصيرة
- العنف اللغوي في الاغنية العراقية
- برستيج العامل الجديد
- عن سوق مريدي (3 ) / مروءة أهل العراق البلاستيكية
- الأخطل الصغير و دماء الورد !
- الابنودي أصابع الطين - مقال
- باليه فوق الجثث - قصة قصيرة
- كافكا و جليل القيسي
- مهرجان الغايات و الوسائل
- عن جدي و الشهد و الدموع
- عجين مريدي - قصة قصيرة
- عن سوق مريدي - مقال


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - مقطع من قصة ( ن ) / قصة طويلة