أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - مدينة الله .. رواية لحسن حميد














المزيد.....

مدينة الله .. رواية لحسن حميد


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 14:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مدينة الله .. رواية لحسن حميد
هل سمعت عن بستان لا حراس له. قلت: سمعت عن بساتين لا شوك فيها. قالت: حتى الحواكير الصغيرة بحاجة الى فزاعات. قلت: ما أصعب أن يكون الانسان رقيبا على الانسان كي لا يمارس إنسانيته!
من الحوارات المبتدعة في النص الروائي بين السائح الروسي الارثذوكسي في مقهى قلنديا وضابطة المخابرات الاسرئيلية الشقراء.

رواية جميلة تأخذنا في عوالم المكان الخاص بالمدينة المقدسة وأحيائها الارمني والمغربي وحارة ابو السعود، ومعالم القدس الدينية الاسلامية والمسيحية وأوقافها وقبابها ومأذنها واجراس كنائسها وتاريخها وقدسيتها، كل ذلك وأكثر بل إنها تسير بك عبر درب الالام وعلى خطى المسيح الى كنيسة القيامة وتسبر القصص والحكايا التي تؤكد على هوية المكان وفلسطينيته، عبر منظومة متكاملة من الارث الوطني والتاريخي، وعبر محاججة تأخذ أسلوب الحوار بين السائح الروسي وبين شخصيات الرواية، والتي وظفت حسب الحاجة المسبقة من الاضافة المرجوة في الحوار والغاية منه.

ولتكتمل الحالة السريالية والقدسية للنص، تمر الرواية عبر بيت لحم وقدسيتها وكنائسها وتاريخها، ثم تكمل الرواية مشوارها الى الخليل لتتشكل الاضافة الفنية والوطنية والتاريخية لمعالم فلسطين وقدسيتها..

ثم تعود الرواية من خلال دليل السائح للحديث عن القدس مرة ثانية بحيث تثير الشغف والشوق لرؤيتها، وتبدأ السردية من سبب تسمية القدس (ايلياء)؟ نسبة الى ايلياء بن ارم بن سام بن نوح، ومساحتها واسمائها عبر التاريخ، وموقعها وتاريخها والامم والحضارات التي تعاقبت عليها، واسماء جبالها وارتفاعها وقراها ومخيماتها وحجارتها ومساطبها واسواقها وحوانيتها وحتى منابرها ومقابرها، ومقارنة حالة الزيارة والحزن والحكايا في مقابر الفلسطينيين وتميزها عن المقابر اليهودية..

ثم يستطرد الحوار عبر ثنايا الرواية ليسجل مقولة جميلة جدا ابدعها الكاتب لاضافة الغنى الى النص.."ولكن تذوق الجمال يحتاج الى دليل"واحسن الكاتب هذه الاضافة لان ما تختزله الاسطر المسطحة من المعرفة لا يمكن ان تفي القدس وقدسيتها حقها في التاريخ والجغرافيا وعلاقتها بالانسان وسمو صفاتها..

ورغم ان النسيان خاصية الانسان فإن كل ذلك محال على شعب مرت عليه صنوف والوان واشكال من الامم ...فزالت دولهم وبقي الانسان الفلسطيني على أرضه يبدع ويزرع وينتج ويسهم في الارث الانساني بلا كلل او ملل؛ كل ذلك ولا شك لأنه صاحب الارث التاريخي والحضاري وصاحب الوطن منذ الأزل...

في النهاية يركز الكاتب على المخيم والمفتاح وارتباطهما معا والخوف من لحظة العودة وان كانت فردية، واصرار الختيار السبعيني على رؤية منزله في اواخر عمره..ومقارنة ذلك بخرافات اليهود وامنياتهم التي يضعونها في الشقوق عند حائط البراق إعتقادا منهم ان هذه الشقوق هي أصابع أيدي الالهة تستفيق ليلا لتأخذها للرب...لكننا نحن الفلسطينيون نرى ما لا يراه غيرنا، نرى عمال التنظيفات يأتون في آخر الليل ويجمعون الاوراق في كيس من الزبالة ويحرقونها..

ويعرج الكاتب على أن اسرائيل دولة امنية ينخرها الخوف ويشيكها ويبقى حارسا عليها ..وهذه من سمات اللص..
في الوقت الذي تتدعي انها محمية من الله وانها شعب الله المختار..

في النهاية تبقى الرواية مفتوحة على تسائلين: اولهما : السجن في اسرائيل لبطل الرواية، وثانيهما التحقيق لمعرفة ارتباط الراوي بزوجته رشيدة الفلسطينية ...

"قبل ما أعرف رشيدة يا ابو العبد لم أكن أعرف فلسطين ان كانت بلدا او امرأة او تاريخا او بحيرة، معرفتي برشيدة هي التي عرفتني بفلسطين...

رواية تستحق ان تقرأ مرة ومرتين، وتستحق ان تقتنى وتهدى، وتستحق ان تكون مدار البحث والحديث، وتستحق ان تزيّن رفوف مكتبتنا، بل أكثر من ذلك هي من صنف الروايات التي ترفع لها القبعات.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يعود الشهداء!!
- المَثل الشعبي الفلسطيني
- إقرأ
- آذار
- لماذا نحب الجزائر أكثر؟!
- الهوسة
- بغداد
- العمل الجماهيري والحفاظ على الذات
- جرح صويحب
- الكم والكيف في التنظيم الثوري
- الاخلاق في اللغة والاسلام والفلسفة والشعر
- مصر المحروسة، أم الدنيا
- الهشير
- شقائق النعمان
- ما هي الثورة؟
- أُغنية على ضفاف النهر
- الأم
- الهزيمة والنصر
- درب الآلام؛ حكاية الألفي عام
- الذاكرة الفلسطينية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - مدينة الله .. رواية لحسن حميد