أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوعلام عصامي - الحفرة وما يصنعون..














المزيد.....

الحفرة وما يصنعون..


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 03:35
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا الراوي الذي يسير بين الحقول يتجاوز الحفر وألغام الحقود...
______________________________________________________

ذهبت البارحة إلى ضيعة عائلية، أمشي على جانب الحقول حيث الخضرة تعمّ المكان في فصل الربيع، وجدت أحدهم حفر خفية حفرة وسط الحقل، حفرة عميقة تزيد عن متر ونصف، سألت ماهذا العُجاب وسط الحقل؟ والكلّ لم يدر ما هذا العجاب..!!
تركتهم وعدت للحفرة العميقة وأخرجت قضيبي وتبوّلت فيها، وكأني أتبول على الساقطين وكل الأشرار والفاشلين الذين ليس لهم صنيع إلاّ أن يحفروا الحفر وفخاخ الحقد والضغينة والألغام ضد الآخرين..
تبوّلت وأنا أنتشي كما كنت أفعل أيّام الطفولة، وأنا أرفع الشعار عاليا حتى ارتوى خيالي وارتوت الحفرة.. وانتشيت كثيرا، وأنا أقول في نفسي تبّا للأشرار وكلّ من يحفر الحفر في صناعة الحقد في عقليات الثعابين والأشرار..
أسدلت ستار المسرحية، ومشيت على جانب الحقل أغني أنشودة الحرية بين البلابل والطيور، وسافرت بذاكرتي إلى الماضي إلى طفولتي الجميلة، حيث ذكريات السّنافر بين شرشبيل الشرير وإرادة الحياة، في إنهاء عنف وحقد الأشرار، ونشر محبة الخير والصّفاء.. وأنا أتذكر قولة الجدّات العتيدة من أيام الصّبا والصّفا: منْ حفرَ حُفرةً لأخيه يسقط فيها..
هكذا أيضا حدّثتني همسات الرّاكيا ونسيمُ الربيع... قبل أن أسدُل السّتار على رواية "الحفرة والبلبل السعيد" في مُقلة الشقيّ العتيد من ابتسامات الطفولة وأيام العيد..

فليحفروا وليحفروا سنطمر كلّ الحفر.. وإن شئنا زدنا وتبولنا على شرورها منتشين.. لأن الأغبياء لا تنتج غير الهمجية، والهمجية أحقر ما في الوجود، بالعقل بالقلب بالمحبة بالإرادة بالإصرار تطمر كل الحفر والفخاخ وما تتأبطه ألغامها من شرور، لأن الشرور حالة مرضية، لا مستقبل بعيد لها عبر الزمن اللامتناهي، الذي لن يصح في مكينته التجريبية إلا الصحيح ولن يبقى في قوانينه غير الصفاء، كذلك هي الحكاية في قرية السنافر، أما شرشبيل ومن معه في صناعة القيود والسّلب والاستلاب وما يحيكون إنما هو صيد في المياه العكرة.. ولكنهم لا يتعلمون!

هكذا أيضا حدّثتني همسات الرّاكيا ونسيمُ الربيع وعطر النعناع على حافة الوادي، ينسدل إلى الروح كعطر الكولونيا في شهر أبريل، حيث أزهرت كل الورود زاهية بألوانها المخملية والفاقعة تسر الناظرين وتتسرب كالياه العذبة إلى روحك كلها بهجة وسرور...
وأنتم يا معشر الهمج، لاتصنعون إلا الضجيج، ابقوا في صنيع الحفر وحُفركم، فقد تجاوزكم الزمن وقطار العصور، ابقو في عقلياتكم ساقطين، واحفروا يا أولاد القحبة ما تشاؤون من الحفر مثنى وعُشر... فلن تجدوا غير قضبيَ هذا ينتشي تبوّلا على رؤوسكم الشرشبيلية الحمقاء.. رؤوسُ النّهب والهمَج والعُنف والكراهية والحَسد، مليئة بالبغضاء هي قلوبكم، والسرقة والاحتيال والكذب والزور والإرهاب منوالكم.. رؤوس صناعة ثقافة السلاسل والكراهية والإحباط في ثقافة العبيد والاستعباد..
سأعيش محلقا كالصقر فوق القمة الشماء، فتبّـــا للأعداء وتبّا للأشرار وتبّا لكلّ الهمج..

المدون: محمد بوعلام عصامي
______________________________
محاور رئيسية:
#حفر الأشرار
#شرشبيل
#الحرية
#I m_an_agnostic #I m_a_humanist #I m_free
#نعم_إنها_الحقيقة_مون_كماراد
______________________________
تدوينة:
الشاي والكونياك وتأملات على مداد السطور في مكافحة بني همجون
http://md-boualam-issamy.blogspot.com/2018/03/blog-post.html



#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على تغريدةٍ بُلبلية.. بعنوان البلبل الحزين
- مقالة جورج أورويل وأغنية حمادة بن عمر (الجنرال).. من خلفيتين ...
- مغاربة العالم المعاصر بين القرن 20 والقرن 21 بين الأمس واليو ...
- الشاي العتيق والكونياك وعطر الكولونيا وتأملات إنسان على مداد ...
- تعديل في نثرية نزار قباني: الحرية بين الأمس واليوم في مقياس ...
- حنين من الماضي: تلكمُ الأعيادث كلّها ما نرجو منها إلا أن تخل ...
- ارقصي غجرية على أوتار قيثارة كلاسكية ترن بألحان الخريف
- ما يجمعني مع هذا التراب بين ديكتاتورية وظلم الهمج البشري وذل ...
- عن الحجاب: لا للعنف وإجبار المرأة والتدخل في اختياراتها الشخ ...
- نقد عقل الحكم العربي بانعدام الحكامة أمام انكسار القيم المدن ...
- بُنيتي
- وأنت تكافح من أجل حريتك لا تنسى أن تحيا بتلك المعاني التي به ...
- وأنت تكافح من أجل حريتك لا تنسى أن تحيا بتلك المعاني التي به ...
- على أنغام القصيدة
- في أوطان الهمج
- دعني أغرد
- الحقيقة والتضامن مع أفارقة جنوب الصحراء في أحداث الدار البيض ...
- بمناسبة الذكرى المائوية للثورة الروسية: إلى أرواح شهداء الإن ...
- الدولة المدنية وإشكالية تحرر الديمقراطية من المنظومة الديكتا ...
- عن إشكالية التحرر والديمقراطية في الدول المغاربية، ببساطة وت ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوعلام عصامي - الحفرة وما يصنعون..