أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - لماذا تركت الحصان وحيداً ؟














المزيد.....

لماذا تركت الحصان وحيداً ؟


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضية للمناقشة: لماذا تركت الحصان وحيداً ؟


استدعيت عنوان هذا الديوان للشاعر الفلسطيني الراحل « محمود درويش» حين وجدتني أدخل فى حزن عميق كاد يشل قدرتي على التفكير الهادئ بعد سقوط سبعة عشر شهيدا فلسطينيا برصاص إسرائيل وهم يسيرون فى مظاهرة سلمية فى غزة فى ذكرى يوم الأرض.
وقلت لنفسي لعلنا اعتدنا على السقوط اليومي للشهداء فى المواجهة الباسلة الجارية فى سيناء بين أبطال الجيش والشرطة من جهة وقوى الإرهاب من جهة أخرى، وهي القوى التي جندتها ودربتها ومولتها أجهزة مخابرات الدول الكبرى وأطلقتها علينا بهدف تعطيل تطورنا مع الابقاء على المنطقة العربية فى موقع التبعية والإذعان أو الانتقام من الشعب المصري الذي أسقط حكم الإخوان فى يونيو 2013.
وتذكرت أيضا أننا فى الصباح الباكر من يوم 20 مارس سنة 2003 تدفقنا إلى الشوارع احتجاجا على الغزو الأمريكي للعراق، وأخذت أقارن بين الاستجابة لنداء الاحتجاج ضد هذا الغزو، وما يمكن أن أسميه باللامبالاة إزاء آلام الشعب الفلسطيني، مع مراعاة اختلاف الظروف والملابسات، والتي أعطت مفاتيح المنطقة إلى واشنطن.
ورغم كل فروض الولاء التي يقدمها غالبية القادة العرب للولايات المتحدة مصحوبة بتريليونات الدولارات، فقد اتخذت إدارة « ترمب» مواقف عدائية صريحة ضد ما سماه العرب فى زمن مضى قضيتهم المركزية وهي قضية فلسطين، بدأت هذه المواقف العدائية بقرار نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من « تل أبيب» إلى « القدس» متحدية مايشابه الاجماع الدولي على أن « القدس « الشرقية هي أرض محتلة، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة، ومروراً بوقف حصة الولايات المتحدة فى تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين « الأونروا» إلى أن وقفت أمريكا ضد إصدار قرار من مجلس الأمن يدين المجزرة الإسرائيلية الأخيرة فى غزة، وقد إعتدنا نحن العرب على أن أمريكا هي حامي حمى « إسرائيل « بالفيتو فى مجلس الأمن، وبالتصدي لأي محاولة لإدانتها فى أي محفل دولي.
وبعد أن كانت الإدارات الأمريكية السابقة تعتبر الاستيطان الإسرائيلي فى الأراضي المحتلة إجراء غير شرعي أصبح « ترامب» يباركه واقعيا، بينما يمنحه بعض العرب أموالا بلا حصر، ولا يخطر ببالهم أن يستخدموا هذه الأموال كعنصر ضغط لصالح قضايانا العادلة.
وتمثل مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة الجانب المظلم والعنصري العميق فى الثقافة الأمريكية، هذه الثقافة التي تتطابق فى أحد أسسها الغائرة فى الضمير الجمعي مع الثقافة العنصرية الصهيونية التي تنهض على التفوق العرقي، وتستبطن أسطورة « مدينة على جبل» رمزا للتعالي والسمو على كل الآخرين الذين يحل للشعب المختار قتلهم وتشريدهم بما أنهم جنس أدنى.
وهكذا ارتكبت أمريكا المذابح ضد السكان الأصليين ودمرت حضارتهم وثقافتهم، وتاجرت فى السود الإفريقيين بعد أن خطفتهم من بلادهم واستعبدتهم، وارتكبت مجازر بشعة ضد الشعب الفيتنامي، وضد العراقيين وليس هذا إلا غيضاً من فيض كما يقال.
وتقف المصالح الأمريكية فى منطقتنا خلف هذا الستار المعتم من ثقافة القوة العنصرية، وهو المنوال الذي سارت عليه بحذافيره الدولة العنصرية الصهيونية التي اغتصبت أرض فلسطين بمعاونة ودعم من كل القوى الإمبريالية التي مولتها وسلحتها وأسبغت عليها الحماية.
وأقدم مثلاً واحداً على التوحش الإسرائيلي يضاف إلى السجل الأسود الذي نعرفه جميعا، فمنذ شهر سبتمبر عام 2000، وحتى نهاية عام 2017 قتل فى المواجهات المتفرقة 132 طفلا إسرائيليا و2035 طفلاً فلسطينيا طبقا لجماعة تذكروا هؤلاء الأطفال الغربية.
لم يتوقف الشعب الفلسطيني أبداً عن الدفاع عن أرضه، وعن حقه فى الحياة، وكما يقول « محمود درويش» نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.
ويشكل هذا النهوض الفلسطيني الجديد فى ظل انشغال العرب عنهم، يشكل المضمون الحقيقي للهوية الوطنية والإنسانية ذات الطابع العالمي للشعب الباسل، ويلتف الكثير من الشرفاء والمنصفين فى هذا العالم حول الشعب الفلسطيني سواء فى عدد منهم من الجامعات الأمريكية، أو فى المحافل التقدمية فى العالم كله، أو فى بعض أوساط الشعوب العربية التي يحاصرها الاستبداد والاستغلال وهو ما أهدر طاقاتها، ورمى بها فى براثن التخلف والفقر والتهميش، وأبعدها عن المساندة الجدية للشعب الفلسطيني، إذ أنها هي نفسها مهمشة ومستبعدة.
وقبل قرن ومايزيد على نصف القرن صرخ « عبد الله النديم « أحد قادة الثورة العرابية متحدثا عن الغربيين الذي انخرط فى محاربة نفوذهم وإعلاء شأن بلاده وشعبه :
ـ لماذا يتقدمون ونحن نتأخر، ولماذا هم أقوياء ونحن ضعفاء ؟
ولايزال سؤال « عبد الله النديم « راهنا.
يدفع الشعب الفلسطيني إذن ثمن انهيار حركة التحرر الوطني وتراجع القومية العربية مفهوماً وممارسة، بينما تسعى إسرائيل لترسيخ قواعدها كقومية بديلة، ودولة « يهودية نقية « تهيمن على المنطقة بثرواتها وموقعها الاستراتيجي، بعد أن ينجح المشروع الجاري تنفيذه فى تقسيم بلداننا العربية على أسس طائفية ودينية وعرقية، ولكنه لن ينجح.
وكما قال « إنجلز « قبل أكثر من قرن من الزمان إن اليهود لا يشكلون أمة، ولايمكن للصهيونية أن تكون حركة تحرر قومي أصيلة، ويضيف، إن مصير اليهود مرتبط بمصير الثورة فى البلدان التي يعيشون فيها.
وإن كان هذا القول صحيحا على الصعيد التاريخي فإن تطور الوضع العالمي الآن يزكي نموذج « شيلوك « الذي هو التعبير الواقعي عن توحش الصهيونية، بينما تحفر الهوية الإنسانية حاملة القيم العليا التي يمثلها الكفاح الفلسطيني تحفر لنفسها مجرى فى التاريخ سوف يتسع ويكبر كل يوم لتنهزم المشاريع المعادية للإنسانية.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والسلفيون
- بعض ملامح تطوير الفكر الاشتراكي منذ ماركس ولينين وحتى الآن
- مخاطر الدولة الأمنية
- الليبرالية تخون نفسها
- عيد الثورة الاشتراكية
- سوف نبتكر الأمل
- إنصاف النساء
- دكاكين الفتوى .. المسخرة !
- فلسفة التحالفات
- هزيمة الهزيمة
- الفاشية الجديدة
- المسيحيون مجددًا
- الهوية بديلا للتحرر
- «العظم» وذهنية التحريم
- «كاسترو».. القامة والمعنى
- قضية للمناقشة: قوة الضعفاء
- الدين لله
- لا.. لفلسفة السمع والطاعة
- فلسفة التوافقات
- بحثا عن مشتركات


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - لماذا تركت الحصان وحيداً ؟