أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.














المزيد.....

نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 17:22
المحور: المجتمع المدني
    


نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.
د. محمد أبو النواعير*
يقول عالم الاجتماع السياسي الراحل الدكتور صادق الأسود : إن الواقعة الإجتماعية لا تنشأ عن علاقة الإنسان بالطبيعة, وإنما عن عمل الناس فيما بينهم!
تعتبر الانتخابات- كممارسة سياسية- من أهم الوقائع التي تتميز بها المجتمعات الحاضرة, حيث يكون دور المواطنين في رسم سياسات بلدهم, من أهم مقومات بناء تلك الدولة وديمومتها, وغالبا ما تكون هذه العملية بكل تفصيلاتها وتفرعاتها, عبارة عن ساحة تنافس مفتوحة بين المتنافسين (المتخاصمين), تنسحب تداعياتها عادة إلى الجمهور الناخب.
في العراق, وبعد أن تنفس العراقيين هواء الحرية السياسية, بات للمواطن حق في أن ينتخب من يمثله ويحكمه, مصحوبا بحقه في محاسبته وخلعه, بل والثورة عليه والقيام بوجهه والاعتراض على سلوكياته؛ فنرى مواقع التواصل الاجتماعي, والجلسات العامة, أمواج عاتية من أحاديث السياسة التي كانت في زمن الطاغية تعتبر من أكبر الجرائم كفرا, وأعظمها فسوقا, وكان يكفي في ذلك الزمن التحدث بجملة سياسية واحدة أمام قلة قليلة, يكون جزائها السحل لك ولعائلتك والإعدام أو السجن في قعر المطامير, ومصادرة الأموال, والتسفير أو التهجير!
الإستغلال السيء لهذه الحرية السياسية قادت لنتائج عكسية, فقد قادت إلى خلاف تضمن بعدا سلبيا غالبا ما كان يمثل سببا مباشرا في إلحاق الضرر بالعلاقات الاجتماعية, سواء أكانت في حالة من التوافق السياسي أم في حالة من التضامن الاجتماعي؛ كل ذلك كان سببه تنوع وتعدد الاستخدامات السلبية لهذه الحرية, والتي قادت في النتيجة لأن يقع المواطن تحت طائلة التضليل السياسي والإعلامي المقصود والممنهج المحترف.
لا يمكننا إلقاء كل اللوم على طرق الاحتيال التي يمارسها أغلب السياسيين من أجل استحصال الأصوات الانتخابية, وإن كانت تمثل الجزء الأعظم, والنصيب الأكبر, في خراب بنية الوعي الجمعي السياسي في المجتمع, ولكن هناك طرفا مهما جدا في المعادلة, تسبب بخراب البلد, ألا وهو أنماط التفكير المجتمعي العراقي, والتي ترى من المرشح السياسي غنيمة وفرصة يجب توظيفها لتحقيق المصالح الخاصة, دون النظر للصالح العام!
إنّ الضعف في مفاهيم وأسس المواطنة,تمثل سببا مباشرا لهذه السلبية, حيث أن هناك علاقة ترابطية منطقية وثيقة بين روح المواطنة, وبين ممارسة الفاعل السياسي (المواطن) لحقوقه السياسية, لو أردنا الإنصاف في الكلام, لوجدنا أن أغلب التقييمات التي يقوم بها جمهور الناخبين لأي سياسي أو لأي عضو مجلس نواب, أو لأي مرشح سابق, إنما تكون بمقدار ما يتمكن من تقديمه هذا السياسي من مصالح شخصية للمواطن : تعيينات, مردودات مادية, تمشية معاملات شخصية .. الخ . وهنا الطامة الكبرى.
أي سياسي أو مرشح لا يستطيع أن يحقق لعدد من ناخبيه قضاياهم ومصالحهم الخاصة, سيكون نموذجا سيئا في نظرهم يجب تسقيطه وضربه وتفسيقه وتشويه سيرته, أي أن مقدار وطنية السياسي ليست بمقدار ما يحققه من مشاريع عامة في بناء الدولة, يمكن تلمس فائدتها على صعيد الصالح العام, بل السياسي الناجح هو الذي يتمكن دوما من التواصل مع فئات مجتمعية معينة, ويعين أبنائهم, ويقضي حوائجهم, ويخالف القانون من أجل تمشية أمورهم! لذا في الغالب نجد أن السياسي أو المرشح الناجح في الاحتيال على الناخبين وإقناعهم بوعوده الوردية الزائفة, هو الذي يتمكن من الفوز في الانتخابات والصعود بأصوات أولئك البسطاء
العملية تبدأ من المواطن بوعيه معرفته لماهية المواصفات التخصصية والأكاديمية والعملية والأخلاقية والأسرية, للمرشح أو السياسي الذي يجب انتخابه, ومعرفة ماهية الواجبات التي يجب عليه أن يقوم بها بعد انتخابه, لتجري محاسبته وتقييمه بموجبها؛ إذا تحقق هذا الوعي, ستنهار إمبراطوريات التسقيط السياسي, وستُغلق دكاكين الإعلام التضليلي الممول.
*دكتوراه في النظرية السياسية- المدرسة السلوكية الأمريكية المعاصرة في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة, لعبة من صنع المواطن
- تيار الحكمة وميزان المواطنة الصحيحة
- تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المن ...
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - نقطة راس سطر. مواطن غير واعي = سياسي فاسد.