أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - سقوط -الداعشية- سيغيّر الجيوستراتيجية الدولية برمتها















المزيد.....

سقوط -الداعشية- سيغيّر الجيوستراتيجية الدولية برمتها


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 15:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*

بالرغم من كل بهلوانيات الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب، من المؤكد ان الستراتيجية الاميركية، بكل جوانبها الاعلامية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، انما ترسمها المؤسات الثابتة لـ"الحكومة العميقة" في اميركا التي تتمثل في الكارتيلات والدوائر الكبرى، الاقتصادية والمالية والاعلامية والعسكرية والمخابراتية، والتي يقودها بشكل خاص اليهود واذنابهم الماسونيون والمسيحيون المتصهينون.
ومع الاعلان عن اكتشاف النفط والغاز في شرقي المتوسط، على خلفية قرب نضوب النفط في منطقة الخليج، كان من الواضح للـ"الحكومة العميقة" الاميركية ان العالم قادم على انقلاب جذري في الجيوستراتيجيا الدولية، من خلال الانقلاب الجذري في اوضاع قطاع الطاقة العالمي، حيث ان استخراج وتسويق النفط والغاز سيتركز في الستقبل القريب في منطقتين:
الاولى ـ هي "شبه القارة الروسية" التي لم تستنفد بعد مكامنها الهائلة من النفط والغاز.
والثانية ـ هي منطقة شرقي المتوسط التي لم تبدأ بعد استثمار مخزوناتها التي لا يعرف احد بعد احجامها.
وكل الاحداث التي جرت في الشرق الاوسط وحول روسيا منذ مطلع القرن الواحد والعشرين انما ترتبط بموضوعة عزل وحصار روسيا والتفرد بالسيطرة على الطاقة التي لم يبدأ استخراجها بعد في شرقي المتوسط.
وحينما طرح الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن شعار "بناء الشرق الاوسط الكبير"، ثم طرحت وزيرة خارجية الرئيس السابق اوباما، غونداليزا رايس، شعار "الفوضى البناءة"، الى جانب "الدمقراطية" و"الثورة الملونة"، لم تكن هذه شعارات بروباغندا سياسية فقط، تتناقلها كالنار في الهشيم وسائل التواصل الاجتماعي الموجهة، بل كانت غطاء سياسيا لمخطط جهنمي يضع العالم كله على شفير حرب عالمية ثالثة، نووية طبعا، قد تقضي على الحياة تماما في الكرة الارضية.
وكان هذا المخطط يتركب من مرحلتين:
المرحلة الاولى ـ اجراء "تعديل جذري" على اتفاقية سايكس ـ بيكو وكسر الحدود بين دولها الهشة وتحطيم الانظمة القائمة فيها، واستبدالها بـ"دولة اسلاموية كبرى" (داعشية ـ جنكيزخانية ـ تتارية ـ عثمانية جديدة) تقضي على عشرات الملايين من سكان المنطقة، وتحرّم ـ تحت طائلة الموت ـ كل حياة سياسية ودينية وثقافية وتعليمية واجتماعية، غير ما يدين به "امراء" تلك الدولة، وتحويل البقية الباقية من السكان الى قطيع من البقر والثيران الوحشية، يتجند بشكل اعمى خلف أولئك "الامراء". وتتولى تلك الدولة استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط، تحت السيطرة الاميركية واليهودية.
ولأجل تنفيذ هذه المرحلة عملت المخابرات الاميركية على اطلاق موجة ما سمي "الربيع العربي"، كعملية كاموفلاج سياسي واسعة النطاق. وفي الوقت ذاته جندت اميركا كل امكانياتها، وامكانيات عملائها و"اصدقائها" و"حلفائها"، في الناتو والاتحاد الاوروبي واسرائيل وتركيا ودول الخليج وعلى رأسها السعودية وزعانفها "اللبنانية!!!" وحتى دموع السنيورة، وعلب "حليب الاطفال" التي حملها عقاب صقر لتوزيعها في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، ـ تجندت كل تلك الامكانيات من اجل تشكيل "الجيش "الاسلاموي" ـ التكفيري العالمي". وتقاطر مئات الالاف من التكفيريين من مختلف البلدان العربية والاسلامية، ومن الشيشان وداغستان وغيرهما في روسيا ومن شتى البلدان الاسلامية السوفياتية السابقة ومن اميركا ومن جميع الدول الاوروبية بما فيها سويسرا والسويد والدول السكندنافية "المسالمة"، وتجمهروا في دول الخليج والاردن وتركيا، حيث تم تدريبهم وتسليحهم باشراف المخابرات الاميركية والاسرائيلية والتركية، ثم اطلقوا في هجوم كاسح لاسقاط ليبيا ومصر والعراق وسوريا ثم لبنان، وبدأت حملة تقطيع الرؤوس تحت صيحات "سلمية... سلمية!!!" لـ "المعارضة" السورية العميلة والغبية. وسقطت الموصل ومناطق واسعة من العراق، وسقطت حلب ودير الزور والرقة والغوطة الشرقية في سوريا. واصبح احتمال سقوط دمشق قاب قوسين او ادنى. ولو سقطت دمشق لسقطت بغداد وطرابلس وبيروت ذاتها. ولو نجحوا في ذلك ـ لا سمح الله ـ لتركزت جهودهم لاسقاط طهران (المركز الرئيسي للثورة في العالمين العربي والاسلامي في المرحلة التاريخية الراهنة) ولتحقق تماما مشروع السيطرة المطلقة على نفط وغاز شرقي المتوسط.
ولكن المنشار "التكفيري" الاميركي توقف عند عقدة دمشق بفضل الصمود البطولي لجبهة المقاومة التي تشكلت من ايران الثورية والمقاومة الشعبية العراقية والجيش العربي السوري والمقاومة الوطنية الاسلامية بقيادة حزب الله في لبنان. ولكن الخطر بقي قائما وكان يتفاقم يوما بعد يوم. وهذا ما دفع السلطة الشرعية السورية الى طلب المساعدة من روسيا. فكان التدخل الجوي الروسي العامل الحاسم الذي قصم ظهر المخطط الاميركي الدولي، وحوّل "الداعشية" من "قوة دولية" الى مجرد شراذم عصابات ميليشياوية محلية تجري عملية التخلص منها بالتدريج.
وهنا علينا ان نشير الى نقطة جوهرية وهي: ان القلاع الطائرة الروسية، التي طارت من داخل الارض الروسية ووصلت الى سوريا وألقت حممها على الدواعش واشباههم وعادت ادراجها الى روسيا، كانت تحمل رسالة واضحة وحاسمة الى اميركا والناتو والاتحاد الاوروبي، بأن هذه القاذفات بعيدة المدى هي مخصصة اصلا لحمل القنابل النووية، ومثلما جاءت الى سوريا وعادت يمكنها ان تذهب بأي اتجاه آخر وبـ"حمولة" من نوع آخر! كما ان الصواريخ المجنحة التي اطلقت من السفن الحربية في بحر قزوين ومن الغواصات الروسية في البحر الابيض المتوسط وجربت بالدواعش هي صواريخ تطير بسرعة تفوق اضعافا سرعة الصوت وتسير بخط متعرج مما يجعلها عصية على اي درع صاروخية. كما انها يمكن ان تحمل شحنات متفجرة كلاسيكية او نووية. وهي عالية الدقة في اصابة الاهداف، ويمكنها ان تدخل من نافذة غرفة نوم اي مسؤول سياسي او عسكري او مخابراتي اميركي او اوروبي او "عربي!". وهي موجودة في كل الغواصات الروسية بما في ذلك قرب المياه الاقليمية الاميركية.
وفيما لو نجحت ـ لا قدر الله! ـ هذه الخطة الاميركية "التكفيرية" الجهنمية، واستقرت الامور للدولة الداعشية بقيادة تركيا في منطقة الشرق الاوسط الكبير، فإن المرحلة الثانية من الخطة كانت تقضي بشن حرب "جهاد مقدس!!! اسلاموية" ضد روسيا، بدءا بتأليب الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة ضد الروس "الكفار!". ولكن روسيا كانت تعد العدة لمثل هذا الاحتمال بالاستعداد لسحق رأس الافعى بالذات، اي اميركا.
فمنذ اسابيع قليلة اعلن الرئيس بوتين عن وضع صاروخ "سارمات" النووي الجديد في الخدمة الفعلية. وهو مصنوع خصيصا لاميركا، ويزن 200 طن ويحمل بضع رؤوس نووية بقوة تفجيرية تبلغ قوة 20.000 قنبلة كقنبلة هيروشيما، ويمكن ان يطير بكل الاتجاهات شرقا او غربا او شمالا او جنوبا، وبشكل متعرج، وبسرعة تزيد عن عشرة اضعاف سرعة الصوت. فاذا "طارت!" اميركا ماذا يستطيع ان يفعل الناتو والدولة الداعشية التي تلفظ الان انفاسها الاخيرة قبل ان تولد.
وانه لمن الغباء ان يعتقد احد ان صاروخ "سارمات" قد صمم وصنع في الشهر الماضي. والمنطق يقول ان "سارمات" بدأت صناعته كرد على اطلاق شعار "الشرق الاوسط الكبير" الاميركي، منذ عهد جورج بوش الابن!
وبعد التخلص النهائي من شراذم الداعشية وبداية استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط تحت اشراف روسيا وايران والعراق وسوريا ولبنان، ستبدأ مرحلة جديدة في الجيوستراتيجية العالمية.
وكل النباح الحالي ضد روسيا بحجة قضية الجاسوس سكريبال سيذهب ادراج الرياح ولن يؤثر قيد انملة على مسيرة التاريخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بن سلمان في احضان العم سام
- بريطانيا دمية لاميركا
- المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا
- الاسلحة المتطورة الروسية تحدد المسار الاساسي للسياسة الدولية
- العلاقات الاميركية الروسية من سيئ الى أسوأ
- خطر عدوان اميركي اسرائيلي جديد ضد محور المقاومة
- الصين في باب المندب
- الاقتصاد الاميركي والاوروبي على عتبة ازمة مالية اقتصادية جد ...
- هل تحرك الكتلة الغربية ازمة مولدافيا؟
- اميركا تقع في فخ كوريا الشمالية
- المنافسة الوجودية بين الاوراسية الروسية والاتحاد الاوروبي ا ...
- الجذور التاريخية للجيوستراتيجيا الاوراسية لروسيا
- الشعب الكوري البطل كسر التفوق النووي لاميركا
- تصعيد العدوانية الامبريالية في الميزانية الاميركية الجديدة
- اميركا المهزومة في سوريا تصعّد الحرب الباردة ضد روسيا
- سياسة الصواريخ المضادة في تركيا والسعودية
- الفساد والنزاعات الداخلية سيقضيان على اوكرانيا كدولة
- سياسة العداء والعقوبات ضد روسيا تنقلب على اصحابها
- اميركا تعمل لتعطيل مشروع انبوب الغاز الروسي -السيل التركي-
- تفوق سلاح الغواصات الروسي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - سقوط -الداعشية- سيغيّر الجيوستراتيجية الدولية برمتها