أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الحادي عشر من آذار














المزيد.....

الحادي عشر من آذار


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكرد أمّة متميزة في منطقة الشرق الأوسط ، لها تاريخها الحافل في عمق التأريخ . وفي القرون العديدة السابقة كانت تحت السيطرة الفارسية أو العثمانية في أوضاع لم تنل منها أو تمحو وجودها محاولات تلك الأنظمة لتذويبها أو طمر وجودها وحضارتها . لقد كانت القضية الكردية مطروحة في كافة المجالات التي حاولت فيها القوى الإستعمارية إعادة تقسيم العالم فيما بينها طبقا لتوازنات القوى الدولية في كل مرّة . ومن أبرز هذه المحطات هو مؤتمر سيفر الذي إضطرت فيه القوى الإستعمارية إلى الإعتراف بحقوق الأمة الكردية . ولكن الإتفاقات الدولية التي تحصل في ظل توازنات القوى الدولية في فترة معيّنة عادة ما تخرق من قبل ذات القوى عندما تتغيّر موازين القوى فيما بينها . ولذلك نرى أن الإتحاد السوفيتي بعد إحتلال قواته لإيران في الحرب العالمية الثانية سمح بتأسيس جمهورية مهاباد الكردية ، إلاّ أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين لم تكن تتواءم مع قيام مثل هذه الجمهورية ، وبذلك تم وأد تلك الجمهورية بموجب مساومات دولية حكمتها توازنات القوى الدولية حينئذ .

برز نضال الشعب الكردي المسلّح و بشكل فعال ومنظم في العراق بقيادة المرحوم الملاّ مصطفى البرزاني في الأربعينيات من القرن الماضي ، ولكن الحكومة العراقية وبدعم من قوى الإستعمار تمكنت من تطويق فصائل المقاومة الوطنية الكردية ووضعها أمام الخيار بين الإستسلام أو النزوح عبر حدود إيران وتركية إلى الإتحاد السوفييتي ، وكان أن إختارت قيادة الحركة الخيار الثاني .

وفي عام 1958 كان لقرار حكومة العراق ، بعد ثورة الرابع عشر من تموز إعادة الإعتبار إلى المرحوم الملا مصطفى البرزاني خطوة وطنية بارزة في سياستها في فترتها الأولى ، قبيل إنحراف عبد الكريم قاسم عن التوجه الديمقراطي وممارسته ديكتاتوريته من جهة وإتباعه الموازنة بين قوى اليسار واليمين ، مما دفعه تحت الضغوط الإقليمية إلى تصريحه المشهور الذي أنكر فيه وجود الأمة الكردية : ( ليس الكرد قومية متميّزة ، لأنّ كلمة الكرد أصلها الكوردو وهي تعني عرب الجبال ) . ولكن حركة القومية الكردية لم تكن قد إستعادت قيادتها المتمثلة بالملا مصطفى البرزاني بعد ثورة الرابع من تموز فحسب بل أن الوعي القومي وإدراك الحقوق القومية بالنسبة للشعب كله قد تعمّق في الأشهر الأولى من الثورة ، ولذلك فقد حاولت كافة القوى السياسية الفاعلة في الساحة السياسية تطويق تداعيات سياسة عبد الكريم قاسم الدكتاتورية في بدايات عقد الستينيات من القرن الماضي ، إلاّ أن سياسته الرعناء قد إستفحلت مما دفعت فصائل المقاومة الوطنية الكردية بقيادة الملا مصطفى البرزاني إلى اللجوء إلى الكفاح المسلح للحفاظ على الأمة الكردية من التذويب والإفناء .

لقد مارست قيادة القوى القومية المناوئة لحكم عبد الكريم قاسم أسلوبا خداعا في التعامل مع قيادة الحركة الكردية بتقديمها عروضا سخية لها فيما إذا أفلحت في إسقاط نظام عبد الكريم قاسم وإستلام مقاليد الحكم ، إلاّ أنها ما أن نجحت حتى حنثت بوعودها وباشرت عملياتها العسكرية الشرسة على الحركة الكردية . ولكن الحركة الكردية تمكنت من إمتصاص كافة الهجمات العسكرية للحكومة بجدارة وأثبتت على المستوى المحلي والإقليمي والدولي أنها أقوى من أن تقهر ، فبذلك تمكنت من أن تجعل حكم البعث يرضخ عام 1970 ويعترف بالحركة الكردية بقيادة الملا مصطفي البرزاني ، وبالقومية الكردية ، وبكردستان العراق بإعتبارها منطقة للحكم الذاتي . لقد صدر ذلك بعد مفاوضات طويلة بين الطرفين على شكل بيان من رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر في يوم 11 آذار 1970 والذي ظلت الحكومة تسميه بيانا وتسميه الحركة الكردية إتفاقا .

إنّ أسلوب تطبيق النظام البعثي لبيان 11 آذار والإلتفاف على جوهر ما ورد في نص البيان و محاضر إجتماعات المفاوضات ، وقيام النظام بتشكيل هيئة تنفيذية وهيئة تشريعية لمنطقة الحكم الذاتي من بيادق موالية له وإقصائه القيادة الحقيقية للحركة الكردية ، كان له الأثر الكبير في فشل التجربة وعدم تأمينها لحاجات الشعب الكردي في حريته كشعب متميز له حقوقه كباقي الأمم .

إننا في ظل النظام الجديد ، بعد زوال النظام البعثي ، نرى أن قوى سياسة تعتبر نفسها ذات نفوذ في الساحة السياسية العراقية عادت من جديد لمناقشة ما إذا كانت الأمة الكرية أهلا للتمتع بحكم ذاتي لخصوصيتها المتميزة عن باقي القوميات في العراق ، وتتحجج هذه القوى بدعوى أن الحكم الذاتي ( أي الفدرالية ) لكردستان يؤدي إلى تقسيم العراق . ولكننا نرى ومع الأسف الشديد أن القوى السياسية التي تقف ضد فدرالية كردستان الآن هي نفسها التي كانت صاحبة السطوة في السلطة أيام صدور بيان 11 آذار ، فما الغرض من هذا التناقض في المواقف إذن ؟ ثم هل من المعقول أن الشعب الكردي الذي تمتع بحقوقه ومارسها كاملة منذ 1991 في إطار إقليم كردستان مستعد أن يتنازل عن هذا الحق الآن ؟ لقد قلنا سابقا أن الدعوة ضد فدرالية كردستان العراق إنما هي دعوة للحرب الأهلية فهل يفقه ذلك العقلاء ؟ أم هم من دعاة الحرب الأهلية ؟

لتعش ذكرى ( 11 آذار ) رغم سوء تطبيقه ، لأنه سيبقى محطة بارزة في تاريخ الأمة الكردية .

ييلماز جاويد
11/3/2006



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة
- السراب
- العودة إلى بغداد
- طبقية الديمقراطية
- المصالحة الوطنية
- الدين والدنيا
- رسالة إلى القاضي رزكار
- الإنسان أولاً
- الطابور
- إعادة كتابة القاموس
- توبة إبن آوى
- الصراع والحياة الأفضل
- حيّيت شعب العراق
- بيت الزجاج
- تكتيك لكل خطوة
- نمور من ورق
- وجهان للديمقراطية
- رصانة الجمعيات في المهجر
- المبادئ الخّيرة .. لا الأفكار السلفية
- درس من التجربة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الحادي عشر من آذار