أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير















المزيد.....

وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    


صرخت، أم بسام مولولة: يا ويلي يا سواد ليلي، ولي ولي الله يسترنا. وعند الاستفسار منها عن سبب ولولتها قالت: ألا تطالعون الصحف الوطنية، لقد عينوا وزير إعلام جديد وصرح: أنه يجب على الإعلام أن ينقل الصورة الحقيقية عن سوريا.

. فعلا مشكلة كبيرة، كيف سينقل الصورة الحقيقية عن سوريا، الأكيد أنه يمزح، فمن غير المعقول أو الممكن نقل الصورة الحقيقية عن سوريا. صحيح أنه لم يبق لنا إلا السودان حتى نقيم معه معاهدة إعلامية نتبادل فيها البرامج والإعلانات والمسلسلات وغيرها من الأمور الإعلامية، ولكن هذا لا يبرر أن نحيد عن الخط الوطني!!!

إذا كان السيد الوزير، أستاذنا، يستطيع أن يذكر نصف الحقيقة لا بل ربع لا بل عشر الحقيقة، فسنعمل على صنع تمثال له، وإذا لم يستطع فسنضيف اسمه إلى سلسلة وزراء الإعلام الذين سبقوه.

ذكر الحقيقة عن سوريا أمر صعب جدا، إن لم يكن مستحيلا.

هل يستطيع مثلا أن يذكر حقيقة الشهادات العلمية التي يحملها ثلاثة أرباع المسئولين البعثيين؟ أم هل يستطيع أن يذكر كيف لا تستطيع دولة فيها من حملة شهادات الدك توراة في الاقتصاد والتجارة والنجارة والجعارة ما تنوء بحمله قافلة من جمال بني عبس.. كيف لا تستطيع تسعير سيارة، أو تخفيض سعرها. مرة السعر حسب المجلة الألمانية ومرة حسب الانترنت ومرة حسب بورصة المرجة، والله العظيم يا وزير الأعلام صرنا فرجة!!!!

ٍٍٍٍٍٍٍٍٍهل يستطيع السيد الوزير أن يتكلم عن حقيقة غلاء الأسعار الفاحش، أم هل يستطيع أن يتكلم عن كيفية التحول الجيني العجيب، والذي تختص به سوريا فقط، حيث يتحول الشخص من رجل أمن ليلا إلى طالب جامعي صباحا؟!!

هل يستطيع السيد الوزير أن يقول أن هناك شارع واحد في سوريا غير محفور، ومز فت بالمعنى الحقيقي، وليس المجازي لأن كل الحالة أصبحت مز فتة بالمعنى المجازي.

هل يستطيع السيد الوزير أن يقول أنه نتيجة الوضع المأساوي والبطالة والفقر الذي يعيش به الشباب السوري، قد انحدرت كل القيم الأخلاقية. فالشاب الذي كان يدافع عن عرضه ضد الغرباء تحول إلى قواد أولا ثم إلى حشاش، فمجرم!!!!

الحقيقة يا سيدي الوزير أفظع من أن نذكرها، لذلك دعوها مخبأة، والأفضل لك ولنا أن نقول دائما: أن سوريا الله حاميها ، والشعب مسرور، والخير يعم على الجميع، ولا بطالة هناك، ولا ممنوعين من السفر، وليس هناك مبعدين ولا ممنوعين من العمل ولا مطرودين من العمل. وأن زميلك الدكتور عارف دليلة ليس في السجن، بل هو في منتجع ما ربيا يقضي فترة نقاهة.



الحياة التي نعيشها اليوم -حقيقة- وصلت إلى الحضيض، بمعنى أن الشعب السوري اليوم يشعر بالإحباط، و التعاسة، و التبرم من القيود. فنحن، من جهة، نحبس أنفسنا في حيز عقلي ضيق لكي نشعر بالحماية، ومن جهة أخرى، يخالجنا شعور بأن ظلما خانقا يغزونا منذ أكثر من ثلاثة وأربعين سنة.ويبدو لغالبية الشعب السوري اليوم أن أفضل نمط للحياة هو النمط التحشيشي ألتسطيحي والذي يسمح بالسطحية، والعبث، والابتذال، وان كانوا يعملون بعناية على إخفاء هذه العيوب بلمسات من التفكير العميق الذي تعلموه غيبا من كتب القومية ودروس الشبيبة ودستور البعث.

أصبح الحصول على هوية سورية عقلانية حقيقية يا سيدي وزير الأعلام عملا جبارا، لأن المواطن السوري أصبح لقمة سائغة، تمتصه السلطة، وتقمعه، وتعالجه، وتهضمه، وتبصقه، (إذا كنا نريد أن نبقى مؤدبين، ولا نريد أن نذكر له طريقا آخر للخروج ؟؟؟) وأصبح المواطن السوري حاوية سلبية لآلاف الرسائل الإعلامية المفبركة والكاذبة والموجهة والتي تمطره باستمرار بهدف إلغاء عقلانيته، واستمرار توهانه وتشرده، وكل ذلك بهدف إقناعه بالانضمام إلى الإيديولوجية العظيمة.

وتعمل السلطة الحكومية، من جهتها، دون كلل للضغط على المواطن السوري لكي يصبح تدريجيا مقموعا مدجنا أكثر بواسطة قوانين وأحكام عرفية، وطارئة لا تنطبق إلا عليه فقط.

ويتقلص يا سيدي الوزير الجديد أكثر فأكثر الحيز الداخلي عند المواطن السوري، حيث يخنقه التأثير غير المنظم لوسائل الأعلام المؤدلجة، والتلقين الإيديولوجي، والأوامر والمحظورات المتدرجة الساحقة التي تفرضها الدولة على المواطنين.



لم يحدث في تاريخ سوريا أبدا أن كان المواطن السوري أقل سيطرة على عقله مما هو عليه الآن في العهدة البعثية، أدامها الله علينا. وبالتالي أكثر انسلابا وقمعا وعبودية للتأثيرات المفبركة والمؤدلجة، من برامج تمجد ما هو باطل، إلى مسيرات تُنادي بما هو غير صادق، إلى كتب تُلقن كل ما هو غير حقيقي، إلى شعارات ---------

أصبحت اللهجة السورية تمثل عبئا كبيرا على المواطن أينما ارتحل، أصبحنا من المنبوذين، بفضل الأعلام السوري الحكيم، الذي لم يعد يصدقه أحد، حتى النشرة الجوية السورية، لم يعد أحد يثق بها، فإذا قالوا غدا نهار مشمس، لبس الجميع الثياب الصوفية، وحملوا الشمسيات، وإذا قالوا غدا أمطار وعواصف، لبس الناس الثياب الصيفية. وأساسا لا يتابع أحد البرامج، وأذكر منذ أكثر من عشر سنوات جرت مقابلة على التلفزيون السوري، وكان فيها الكثير من الأخطاء، وعندما عاتب المحاور المخرج، أجابه المخرج، بأن لا أحد سيحضرها وبالتالي لن يفطن أحد للخطأ .

والنتيجة الطبيعية لكل هذا يا سيدي الوزير هي مسخ تدريجي للمواطن السوري، الذي يبتعد شيئا فشيئا عن جذور أناه الحقيقية، مجبرا على أن يعيش وجودا زائفا يسبب، في ظل هذا الوضع الذي نعيش فيه، إلغاء دافعه الحياتي والإنساني والوطني.



أصبح من الصعب جدا إقناع الشعب بأنه من الممكن أن يحصلوا على شيء من الحقيقة، لأن من يديرون الأمور، لا يملكون ولا ربع الحقيقة، وبالتالي كيف سيقدمونها للشعب، الذي خبرهم طوال ثلاثة وأربعين سنة ولم يحصل إلى على الأكاذيب والوعود الخلبية.

تقول أم بسام: يا ابني يبدو انك ابن عيلة، ووجهك لا يستحمل البهدلة، لذلك أنصحك بأن تستقيل من أولها، شو بدك تحكي حقيقة سوريا، عشنا وشفنا.


غاندي يقول «إنك تحصل على السلطة من خلال الآخرين لتستخدم في مصلحة هؤلاء الذين أصبحوا تحت رعايتك وسلموك قيادهم ووثقوا فيك


يغدو الوصول إلى السلطة (الوزارة) هدفا مركزيا في ذاته، كما يمسي التشبث بالمركز الأعلى، والاستمرار في التمتع بأمجاده ومنافعه، ثم في الدفاع عنه ضد منافسيه أو معارضيه، هو البديل الفعلي عن كل الادعاءات حول الإصلاحات الكبرى، وبالتالي تمضي الأيام والسنين والقرون ، والوزراء في مكانهم ( راوح).

فأمست، الزعامة، هدفا في حد ذاتها، وكل ما عداها من أعباء الحكم والتغيير البنيوي للدولة والمجتمع، أضحى مجرد تسميات فارغة ومرصودة لخدمة الوزير الجديد وحده، هكذا غرقت سوريا في عصر السلاطين والمماليك الجدد.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟
- هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟
- يوم نبحت الحساسين - جمع حسون وهو حيوان طائر
- داحس والغبراء-------والفدرالية المطلوبة
- من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا
- الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
- يا كافر اقتل مسلم-----
- وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين ...
- من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
- سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
- من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و ...
- غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
- كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
- ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
- آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير