أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !















المزيد.....

تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( يكادُ المريبُ يقول خذوني .. مثل عربي قديم )
انقلاب أبيض فاشل : يكاد الوضوح ، بل السطوع الذي أحاط بمقدمات جريمة تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري " ع" في سامراء يشي بجميع تفاصيل ما تلا من أحداث . فقبل أيام قليلة من وقوع هذه الجريمة المروعة ، أطلق "زلماي خليل زاده" السفير الأمريكي في بغداد و خليفة الحاكم الأمريكي مطلق الصلاحيات "بول بريمر" مجموعة من التصريحات شديدة اللهجة ،وجديدة المضمون ، إلى درجة دفعت البعض للكلام عن انقلاب أبيض ضد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة . من ذلك مثلا ، تدخله في صميم عملية تشكيل الحكومة المقبلة وتحديد مواصفات خاصة لمن ينبغي أن يتولى وزارتي الدفاع والداخلية إضافة إلى مهاجمة أحد الوزراء الحاليين واتهامه بالطائفية .ولسنا هنا في وارد تأكيد أو نفي اتهامات خليل زاده لذلك الوزير ، بل في صدد قراءة السياق السياسي لجريمة التفجير التي هزت العراق من أقصاه إلى أدناه هزا عنيفا ، وكادت تغرقه في نموذج فتاك من الحروب الأهلية .
المأزق الكردستاني : إلى ذلك ، وفي السياق السياسي ذاته ، أعربت قيادات كردية " قائمة التحالف الكردستاني " عن امتعاضها الذي بلغ درجة استعداء الآخرين ضد مرشح قائمة "الائتلاف " الإسلامية الشيعية وصاحبة الأغلبية لرئاسة الوزارة إبراهيم الجعفري ، والمطالبة بتوسيع صلاحيات رئيس الدولة وهو بموجب العرف الدستوري الوليد يجب أن يكون كرديا ، وحسم قضية كركوك باتجاه إلحاقها بالإقليم الشمالي ذي الأغلبية السكانية الكردية . معلوم أن قائمة التحالف الكردستاني كانت أكبر الخاسرين في الانتخابات الأخيرة ،حيث خسرت ربع ما حصلت عليه في الانتخابات الأولى التي قاطعتها جماهير المنطقة الغربية ومنها عاصمة الشمال العراقي الموصول تقريبا ، أما في الانتخابات الأخيرة ، وبفعل مشاركة جماهير هذه المنطقة ، فقد عاد التحالف الكردستاني إلى حجمه ووزنه الحقيقيين أو القريبين من الحقيقيين ، فبعد أن كان يشيع ويؤكد ان الأكراد يشكلون نصف سكان الموصل ويشكك بالتالي بكونها مدينة عراقية عربية ، جاءت نتائج الانتخابات الأخيرة لتنفي والى الأبد تلك المزاعم ، فأعطت للتحالف الكردستاني أربعة مقاعد لا غير ، مقابل أربعة عشر مقعدا للقوائم العراقية العربية .
لقد كان التحالف الكردستاني في حالة انحشار وانحسار استراتيجيين شديدي الخطورة ، وكان – التحالف - يسعى إلى الخروج من تلك الحالة التي جعلت أغلب منجزاته التي حققها بفعل تحالفه السخي مع الاحتلال تتآكل بسرعة ، حتى لقد سمعنا من بدأ يشكك بموضوع النظام الاتحادي " الفيدرالي " ذاته على اعتبار أنه ليس موضع إجماع وطني كما يعلن التحالف الكردستاني بمناسبة أو بدونها .
للعلمانيين حصتهم : من جهتها كانت قائمة أياد علاوي " العراقية " تعيش مأزقها الخاص والمشابه كقائمة علمانية ترفض المحاصصات الطائفية والعرقية من جهة وتسعى إلى الوصول مع الاحتلال إلى حلول معينة تجعل منها القوة الحاسمة في السلطة التشريعية والتنفيذية من جهة مقابلة . جوهر المأزق الذي تعاني منه قائمة " العراقية " ليس في توجهاتها العلمانية والرافضة للاجتثاث والمدافعة عن حقوق المرأة والداعية للمصالحة الوطنية وللدولة الديموقراطية القوية بل في أمرين مختلفين :
الأول : سياساتها الغامضة، إن لم نقل المداهنة للاحتلال ، والساكتة عن موضوع جلاء المحتل .
والثاني : في نوعية الزعامات السياسية التي تصدرت القائمة والأمر يتعلق هنا تحديدا في وجود مسؤولين سابقين في الحكومة التي أدارت عمليات قمع الانتفاضات في النجف والفلوجة كالسيد أياد علاوي رئيس الوزراء السابق ذاته ، ورئيس الجمهورية السابق غازي الياور ، إضافة إلى وجود زعامات حزبية وشخصيات عرفت بمواقفها المهادنة للاحتلال والتي شاركت في الهيئات الحكومية التي شكلها .
فضيحة فرق الموت :إذا ما أضفنا إلى ما سبق من التفاصيل التمهيدية في السياق السياسي واقعة افتضاح قضية " فرق الموت " ، والتي فجرها لأول مرة الكاتب الأمريكي "ماكس فولر" ، ثم أعاد أحد المواقع العراقية على الانترنيت " البديل العراقي* " ترجمتها ونشرها على أجزاء مازالت متواصلة ، فتفاقمت القضية وصارت مادة للإعلام الداخلي والخارجي واضطرت وزارة الداخلية لتشكيل لجان للتحقيق يرأسها - ويا للطرافة -بعض الضباط الذين وردت أسماؤهم كمتهمين بالتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية لتشكيل وقيادة فرق الموت تلك ، إذا ما أضفنا هذا التفصيل إلى ما سبق ستتضح لنا الصورة العامة والتي خلاصتها أن العملية السياسية التي يرعاها الاحتلال في العراق قد بدأت تلفظ أنفاسها في الواقع ، وأن حلفاء الاحتلال يعيشون آخر أيامهم سياسيا ، وكان لا بد من فعل حاسم يخلط الأوراق جميعا أو يحرقها مع الأخضر واليابس لضمان بقاء قوات الاحتلال وتغيير موازين القوى ، لصالح وجود حكم متعاون وعميل للاحتلال بالكامل ، وليس لصالح وجود وترسخ حكم ذو تشوفات وتطلعات استقلالية ، يكون مدعوما بقوى سياسية و عسكرية شعبية ترفض الاحتلال رفضا قاطعا وتطالب برحيله ، وخصوصا أن بعض أهم هذه القوى قد عبر عتبة البرلمان بقوة انتخابية معتبرة كالتيار الصدري و "جبهة التوافق" العراقية .
حاولنا عدم ولوج المحور الأمني الخاص بجريمة التفجير في سامراء التي استهدفت المرقدين على اعتبار أن التحليل السياسي شيء ، والتحقيق الجنائي شيء آخر ومختلف .. لقد كان من أخطر الوسائل الخبيثة التي أشاعتها الجهات المتهمة شعبيا بارتكاب ،أو تسهيل ارتكاب تلك الجريمة ، ألا وهي الاحتلال ، هي التركيز عل الاتهامات والاتهامات المضادة بهدف التضبيب على الفاعل الحقيقي .فصدرت تصريحات متسرعة لا تمتاز بالحصافة تتهم " بعض الشيعة من حلفاء إيران " بارتكاب هذه الجريمة وخرج أحد السياسيين على شاشة إحدى الفضائيات العربية ليتهم "بعض الشيعة " بإحراق المصحف الشريف ، كما ركز بعض السياسيين من الإسلاميين الشيعة على اتهام " التكفيريين والصداميين " بارتكابها والتغاضي عن الاحتلال ، لا بل سمعنا هتافات ذات نزوع طائفي شديد الخطورة وارتكبت أعمال متهورة ومدانة من الجانبين . نقول هذا ليس تبرئة مسبقة للتكفيريين أو دفاعا عنهم وإنما لاستكمال صورة المشهد العام وتركيز الضوء على الاحتمال الأقرب منطقا وعقلا ألا وهو المحتل .
نحو لجنة تحقيق دولية : لعل من المفيد ،والكاشف ، والمعين على وأد الفتنة وأداً تاما ونهائيا مبادرة القوى المناهضة للاحتلال وللمحاصصة الطائفية والعرقية إلى مطالبة و الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تميط اللثام عن المجرم الحقيقي لتقي العراق شر مذبحة أهلية قادمة . أما الركون إلى لجنة تحقيق تشكلها وزارة الداخلية ، وتشرف عليها قوات الاحتلال فهو أمر لا طائل تحته ، بل وينذر بحدوث جريمة أخرى مستقبلا ستكون أشد هولا من جريمة تفجير المرقد المقدس في سامراء .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة
- مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
- محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من ...
- قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول ...
- زوروا موقع -البديل العراقي - ......!
- ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات
- طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان
- الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !
- إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !