أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد














المزيد.....

العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد
جعفر المظفر
عراقيا.. لا تأتي الحاجة إلى العلمانية تقليدا سياقيا للمنهج الغربي, أوبدفع من النهضة التي حققتها هناك, وإنما, أيضا, لأن بقاء العراق كوطن واحد قد بات صعبا بوجود الإسلام السياسي الطائفي المتخاصم والمتقاتل مع بعضه. وأجزم أن حاجة العراق للعلمانية من أجل البقاء وطنا موحدا ومستقلا تتقدم على حاجته لها لأغراض تحقيق التقدم, فكيف ستكون عليه أهميتها إذا إجتمعت الحاجتان سوية في وقت واحد ..
والقول أن العلمانية لو لم تنشأ في الغرب لقدر لها أن تنشأ في العراق تؤكده الحاجة إليها للحفاظ على بقاء الوطن العراقي , فبدونها لن يبقى هناك عراق إلا كمجموعة دويلات يجمعها ربما علم واحد لكن تُفرِقها سواعد وأفكار قد تجعل من ذلك العلم ليس أكثر من قطعة قماش, وهي مستعدة لمقاتلة بعضها حتى بصواري ذلك العلم نفسه.
بعض من شيوخ الدين الإسلامي أكدوا على أن العلمانية نشأت في الغرب بسبب ظروف موضوعية خاصة به. ولأن الظروف لا تتطابق, وأن من المهم مراعاة الذاتي والموضوعي عند تأسيس المناهج, لذا فهم يؤكدون على العلمانية ستأتي إلينا من باب التقليد الأعمى ومن باب نقل المناهج بطريقة غير علمية.
وأجزم أنهم لم يخطئوا هنا بخصوص مبدئية وقواعد التشكلات الفكرية, فالموضوعي والذاتي وبعدهما الثالث, الإنساني, هم مثلث المعرفة والمناهج, ولا يمكن لهذا المثلث أن يقوم إلا إذا تكاملت أضلاعه الثلاثة. وينطبق هذا على العلمانية ذاتها من حيث التصور الأولي.
غير ان ما يجب ان نقدره تمام التقدير أن المناهج الإنسانية تتشارك بداية من حيث أهدافها العامة. والعلمانية (السياسية) تأتي هنا للتأكيد على ضرورة فصل الدين عن الدولة وليس لها علاقة بممارسة الدين لا في السلب ولا بالإيجاب, إذ أنها تترك ذلك للأفراد والمجموعات لكي يمارسوا ما يؤمنوا به دون أن يلزموا الدولة باي نشاط ديني لأنها ملك الجميع, ولهذا فإن هذا النوع من العلمانية, اي السياسي او كما يسميه البعض : الجزئي, يختلف عن النوع الثاني للعلمانية أي العلمانية العلمية والفلسفية أو ما يسموه : الكلي, ومع الجزئي منها إنما نتحدث عن علمانية الدولة ونترك لأفرادها حرية الإيمان بالأديان والمذاهب حيث تنظم هذه الممارسة بقوانين الدولة العلمانية لضمان الحريات ومنها حرية التدين الشخصية على تنوعها..
حين نتفحص الأهداف العامة للعلمانية نجد أن من ضمن أهم تلك الأهداف, أو لنقل الوظائف, هو تنظيم ممارسات المجتمع وعلاقاته بحيث لا تتصادم مع بعضها أو تخلق بيئة للفرقة. وهذه الحاجة , عراقيا, باتت تطلب بإلحاح منهجا من هذا النوع, فإذا اضفنا إليها أن ثقافة الإسلامويين السياسية هي ثقافة تجهيلية, وإنها على مستواها الأفضل عاجزة بنيوية عن اللحاق بالعالم المتقدم, فإن وضع المجتمع على طريق النهضة بات يتطلب إبتعاد هذا النوع من الثقافات عن الهيمنة على طبيعة ثقافة الدولة والمجتمع.
وإذا كان ذلك مهما من الناحية الإنسانية العامة فإن الأهم الذي وصل إليه المجتمع العراقي بنفسه بسبب الإسلام السياسي هو أن الدين مذهبي بطبيعته, وأن الإسلامويين السياسيين هم مذهبيون بالنتيجة. وقد بتنا على علم بمقدار ما يتسبب به زج الثقافة المذهبية في السياسة, ففي بلد كالعراق , حيث التنوع المذهبي والقومي, لا وجود لوحدة وطنية حقيقية بوجود مناهج تفريقية الأساس والمضمون.
ونحن هنا لا نتحدث عن المذاهب بإقترابات دينية فقهية بحتة وإنما لطبيعة ما يمكن أن تؤدي إليه حينما يزجها رجالاتها في السياسة. ولو كان البلد أحادي المذهب والقومية لتراجع عامل الصراع هذا لكي يحتل خانة أقل أهمية . أما في العراق فهو لن يؤدي إلى إقتتالات داخلية فحسب وإنما يؤدي إلى إلحاق شديد الضرر بالإستقلال الوطني, وهو العمود الأساسي الذي يجب ان تحافظ عليه اية دولة لكي تحافظ على حريتها أولا وتكون قادرة بعد ذلك على الحفاظ على حرية ناسها, ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسناء والوحش .. جارتي الجميلة روبن* ورئيس جامعة ليبرتي
- وبمقياس الجمال
- النظام العابر للطائفية والكتلة العابرة للطائفية.
- كيف نراجع وكيف نتراجع
- خيط بيط, يا محلى صوت التعفيط : بالوثيقة... مجلس الوزراء يواف ...
- مزرعة الخنازير
- ثنائية البدائل المجحفة
- ثلاثة قرود
- عرب فرس ترك دين سياسة
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد