أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - آفة الإقطاع














المزيد.....

آفة الإقطاع


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تأملت قليلا في محيطك ، في زنقتك ثم في بلدتك لتساءلت مثلي لماذا تملك بعض العائلات تقريبا كل شيء وعائلات أخرى تقريبا لا شيء؟ بعضهم يملك غابات وجزأ من البحر. آخرون يملكون قرى وأدغالا ومناجم وجبالا بينما أنت لا تملك إلا الوسخ والهم والذل.

لو سألت غنيا من عائلات الأعيان : من أين لكم كل هذه الأراضي والعقارات والأموال ؟ لقال منتفخ الصدر، عيناه تحدقان في السماء خيلاء و اعتزازا: أجدادي عملوا وثابروا وضحوا وسهروا الليالي وأحسنوا تدبير المال، نحن ندرك قيمة الفلس وندخر بدل الإسراف، نستثمر بدل الإستهلاك!

يصيبك الحنق على أجادكد، فهم كانوا كسالى ومتقاعسين ومبذرين ، لايهمهم إلا الترف والمجون والمتعة بينما الآخرون يقتصدون ويجمعون الثروة ويكدون لتعيش ذريتهم في رغد وطمأنينة !

تذهب كسير البال ، ذليلا ،تنفث غضبا وقهرا وتلعن حضك السيء أن تكون من نسل الفاشلين. تتقدم نحو أبيك وتسأله ببلاهة : أبتي لم عائلتنا فقيرة لا تملك شيئا بينما عائلات أخرى فاحشة الثراء؟ هل كنتم أثرياء مثلهم ثم تلاشى كل شيء بسب جد سكير ماجن أم ماذا؟ يجيب وكأنه لا ينتظر إلا سؤالك هذا : هذا نصيبنا ؛ هذا حضنا وقدرنا ! هذه مشيئة الله : لكل قوم أسياد وخدم : هم الأسياد ونحن العبيد! ادرس جيدا لعلك تستطيع الهرب من براثن القدر وتصبح سيدا بعلمك.من أين لهم هذا المال ؟ لا أدري!

هل أصبح الأثرياء أثرياء بجدهم وتفانيهم وعرق جبينهم؟ قلة والله !!

سوادهم من سلالة مصاصي الدماء. إما قدموا إلى البلاد غزاة. قطعوا الرقاب. انتهكوا الأعراض .سلبوا.نهبوا وجاروا وظلموا .وإما أبناء عم امتهنوا البلطجة والسطوة والقوة فاستعبدوا إخوانهم وسخروهم لخدمتهم بدعوى حمايتهم والسهر على أمنهم من قطاع الطرق والمجرمين، بيد أنهم هم أول من يروعهم ويسرقهم. هم لا يحمون بل يدافعون عن حق النهب والسلب!!!من لا يملك السيف يركع! من لا ينهب يشتغل ويكدح حتى الفناء . من يخاف ضميره ويحن على أخيه يمحي. من يصرخ في وجه الظلم ويدعو إلى تحطيم النير وإعدام الإقطاعي الجائر ينسف وتتلاحم ضده جحافل قطاع الطرق من كل حدب وصوب. يتناسون عداواتهم وضغائنهم ليمحقوا عصيان الفلاح والمعدم والكادح.

كل هذا منذ آلاف السنين ، في جميع أصقاع المعمورة. وكأنه قانون طبيعي مثل الجاذبية لا يتغير ولا يمحي. داء الإقطاع نشأ مع الإنسان فانتشر الإقطاعيون كالقراد يغرسون خراطيمهم العفنة في شرايين الكادحين والمنتجين المسالمين. هم زمن روم وزمن عرب وزمن وندال أو فرنجة أو أتراك أو انجليز أو خونة باعوا ذمتهم للغزاة المستعمرين أو زمرة من عشيرتك امتهنت القتل والسرقة والخساسة .

تراهم يشتمون اللصوص والمافيا والعصابات وينزلون بهم أشد أنواع العقاب. تتساءل لماذا كل هذا الكره؟ يشنقونهم ويقطعون أياديهم مدعين حرصهم على أمن الضعيف بينما خوفهم على رزقهم و مورد عيشهم. يتحاربون حول حق استعباد الكادحين المسالمين .يتنازعون حول حق السرقة ومص الدماء . دماء المنتج ، الكادح ، دم الفلاح والحرفي ، دم العامل.

متى عملتم وضحيتم واستنزفتم الغالي والنفيس؟متى تفانيتم في غير السفك والقتل والترويع والتنكيل؟ نحن نشقى ونحرث ونصنع ونستخرج خيرات الأرض والبحار لنطعم ونكسي. لنسد الرمق ونصنع الثروة. نحن نشقى ونجوع ونعاني الحر والبرد ، الفاقة والألم. ثم يأتي اللص والمحتال والسفيه طالبا نصيبه بدعوى أنه النبيل أو الدوق أو البارون أو الملاك أو الشريف أو الوالي أو الحاكم : ضرائب، عشر، خمس، تناصف... وعند التناطح والتنازع بينهم حول الممتلكات والغنائم يهوون عليك وينتزعون منك أبناءك، يجندون فلذات كبدتك . يلقون بهم في حروب لا تهمنا في شيء! يعميك بكلام عن الوطن و الشرف والأمة والقومية لتنقاد إلى ساحة الموت. لتموت من أجل حقه في استعبادك! حروبهم وحملاتهم ليست إلا حول حق استيلابك وسرقتك! هذا يريد نشر رسالة ، دين جديد، وآخر يبغي التوسع والغزو، وثالث يبغي الثأر لهزيمة ...

نحن المعوزون لا يحق لنا حمل السيف إلا في وجه النبيل والإقطاعي والملك و المستعمر. مالنا نتيه ونسكر متى سمعنا أناشيد حماية شرف الأمة والوطن. مالنا نختمر لدقات الطبول و نرقص على ألحان الدم والعرق والدين؟

توارثنا الفقر والجهل وتوارثوا الثراء والعلم. ابن العامل يصبح عاملا بينما يصبح ابن الإقطاعي طبيبا وقاضيا ووزيرا. يدرس أبنائنا في علب السردين بينما يدرس أبنائهم في القصور.

عدوهم اللدود اليساري والإشتراكي والشيوعي : يقولون يريدون اغتصاب خيراتنا ومالنا! يقولون كفرة وفجار ولصوص متقاعسون. يجيشون الفقهاء والأئمة لتخديرنا وتنويمنا : قضاء وقدر ، النعيم في السماء وليس على الأرض، ائتمروا بأمر أولي الأمر منكم، القناعة كنز لا يفنى...
أيها الفقير ! أيها الكادح ! عدوك ليس الشيوعي واليساري ! ليس الملحد والعلماني ! ليس الشيعي أو المسيحي أو الأمريكاني ! عدوك هو الثري والإقطاعي !!!!



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيارة المستقبل
- ،،فلسطين،، نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي
- كارثية الصنمية في ،، مسك وعنبر وفيض مقدس ،، لمحمود شاهين
- ألم الوعي في رواية ،،ثرثرة فوق النيل ،، لنجيب محفوظ
- يسار أم يمين؟
- تونس: خطوة عملاقة نحو الدولة المدنية
- الإرهاب الإسلامي في فرنسا : الأسباب والحلول
- فيما يتفوق المقاتل الداعشي ؟
- السيسي بطل و قدوة
- من المسؤول عن زحف الدواعش ؟؟
- أسباب عودة الأصولية الإسلامية
- عراب الثورات يغزو تونس الحبيبة
- عبثية الوجود في ،، الشيطان يعظ ،، لنجيب محفوظ
- تونس : الأحزاب الشمولية وحيل الذئب
- مشروع الدستور التونسي
- الحل لأم القضايا : القضية الفلسطينية
- مسودة دستور الجمهورية التونسية : البابان 1 و 2
- مسودة الدستور التونسي : التوطئة
- الزعيم الدكتور المنصف المرزوقي
- آليات حماية الديمقراطية من خلال المثال الألماني


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - آفة الإقطاع