أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مياه الأمطار















المزيد.....

قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مياه الأمطار


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 - 20:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المعروف في تاريخ الامبراطوريات البائدة في الشرق أو في الغرب، أنه حال انتهاء المعارك والحروب بينها ، واعلان انتصار امبراطور أو جيوشه على امبراطورية أخرى، كان يعلن الامبراطور المنتصر ملكًا عليها، كما كان يعلن انتصار إله أو آلهة الامبراطور المنتصر على آلهة الجيوش والامبراطورية المنهزمة، انهزام وخسارة جيوش يعني انهزام آلهتها وخسارتها لصالح آلهة الجيوش المنتصرة فتحلّ محلها. هكذا كان الحال والاعتقاد غالبًا عبر تاريخ أغلب الملكيات والامبراطوريات الغابرة

هكذا كان سقوط بغداد والاستيلاء على الخلافة والخليفة علامة تحوّل في كلّ من تاريخ المسلمين وتاريخ المنغول في اختبار ـ إن صحّ التعبير ـ أيّ إله من الآلهة المتوفرة حينها هو الأقوى

فالمنغول (المغول) كان لديهم بعض من الحماس تجاه المسيحية من الأخبار التي كانوا قد سمعوها عن الروم والبيزنطيين وامبراطورياتهم وانتصاراتهم والحضارة التي تمكنوا من اقامتها، اضافة لوجود أقلية مسيحية بين المغول. لكن الأمر سوف لن يدوم طويلا. فبعد فترة وجيزة من الحماس (المغولي) الذي أظهروه تجاه المسيحية التي قبلوها في باديء الأمربدأ يخفت وينهار، وحدث هذا التغيير لأن المنغول رأوا خصومهم المسلمين ينتصرون ضد أعداء غير مسلمين، الأمر الذي دفعهم إلى افتراض أن إله المسلمين كان أقوى من إله المسيحيين.

في 1260، هُزم جيش المغول من قبل المسلمين في معركة عين جالوت، وهذا أدى بالمغول الى التشكيك في سلطة وقوة إله المسيحيين. ووقعت ضربة كبرى أخرى ضد المسيحية في نفس الوقت تقريبًا عندما حاول زعيم التتار المسيحي واسمه "نايان" لقيادة تمردٍ ضد المغول. فشلت الانتفاضة والتمرد. وحقيقة أن زعيم هذا التمرد، وجميع جيشه، كانوا مسيحيين، ترك المغول في شكوك عميقة، وبدا لهم أن المسيحيين الآخرين قد يصبحوا أعداءا في نهاية المطاف.

عندما هزمت قوات المسلمين القوى الصليبية المسيحية في عكا في عام 1291، اعتبر المغول هذا انتصارًا حاسمًا آخر للإسلام على الدين المسيحي.

بعد ذلك بفترة وجيزة، في عام 1295، كان الخان المختار (التالي) اسمه "غازان"، هذا قام باتخاذ اسمٍ من أسماء اسلامية، وهو "محمود" (1295-1304). بعد صعود محمود، تحولت قاعدة المغول إلى كابوسٍ بلا حدود للكنيسة المسيحية في بلاد فارس. بدأ محمود اضطهادا شرسًا لا يكلّ ضد المسيحيين وأمر بتدمير جميع الكنائس في بلاد فارس. مرة أخرى، تم الضغط على المسيحيين إلى حد الخضوع وأصبح الوضع الاجتماعي رديئا جدًا. أدرك المغول أنه من الأفضل أن يتكيفوا مع سكان الأغلبية المسلمين بدلا من أن ينفروا عنهم، وهكذا تمّ تحولهم بشكل جماعي في مخيم الصيفي في وادي لار شمال طهران في يونيو 1295. وبذلك أصبح وضع الكنائس المسيحية في بلاد فارس أكثر تعاسة بين عشية وضحاها.

تغيرٌ آخر طرأ للأقليات الدينية في بلاد فارس في عام 1383 بوصول تیمور الأسطوري، أو تيمورلنك، الذي سيسبّب وصوله خرابًا هائلا في بلاد فارس ومجازر دموية رهيبة بحق السكان، فتمّ نهب ونقل كلّ المواد الثمينة الى عاصمة تيمور في سمرقند إضافة الى نقل عدد كبير من الماشية والحيوانات وكذلك من السكان كعبيدٍ الى عاصمته وبعد تصفيته لمدنٍ عديدة كان يأمر بتصفية سكانها وأن يُصنع من جماجم القتلى جبالا لتكون عبرة يراها الجميع اذا حاولوا أو فكروا بعدها في التمرد
يذكر بأنه تم جمع 70 ألف رأس لبشر خارج أصفهان وتم تكديسها بدقة هندسية في 120 ركيزة (عمود) وبنفس الوقت في بغداد تم جمع 90 الف رأس مقطوع تم تكديسها في أحد أطراف بغداد
في حين كان مركز سلطة تيمورلنك في سمرقند، فقام بتعيين شبكة من الأمراء والأرستقراطيين في بلاد فارس ليحكموا ويجمعوا الضرائب من الأهالي وارسالها الى مقره في سمرقند
التيموريون، نسبة الى فترة الجكم التيموري، كانوا غزاة في بداية الأمر فتحولوا الى حكام، فالتيموريون الذين حكموا شرق فارس حافظوا على الثقافة الفارسية فيها وبالخصوص شاه روخ (1405 ـ 1447) فنمت في عهده الموسيقى والفنون ومدارس الرسم وبالخصوص فنون المنارات في شيراز وهيرات

تيمور رأى في نفسه ليس فقط المصلح لآسيا الوسطى التركية، لكن أيضًا حارس وخادم لحقيقة الاسلام السني
ولم يظهر تيمور احترامًا لغير المسلمين لذلك فان اليهود وغير المسلمين الآخرين تعرضوا في عهده الى تصفية عرقية وجسدية
Halib Levi فيقدّرحالب
حوالي 350 ألف يهودي من بين الذين تم قتلهم أو إجبارهم على التحول الى الاسلام أو تمكنوا من الهروب من بلاد فارس خلال فترة حكم تيمور. ومافعله تيمور باليهود حاول فعله بالجماعات المسيحية أيضًا وكان قد عزم تيمور ـ حيثما يحلّ ويحكم ـ على القضاء على كلّ آثار وأماكن هاتين الديانتين النجستين (هكذا كان يعتبرهما)، وتم محو كلّ أثرٍ تركه المسيحيون الفارّين، وما زاد البؤس بؤسًا هو تعاسة حظّ من حاولوا الهروب أن اعداءهم كانوا أسرع منهم فتمّ قتل الكثير ممن كانوا في طريق الفرار وتم تقطيعهم اربًا اربًا. وبعد موت تيمور السفاح في 1405 بينما كان في حملة لغزو الصين
المسيحيون الذين بقوا في فارس (بعد حقبة تيمور) تركّز تواجدهم في منطقة بحيرة اورميا شمال غرب فارس


في عهد الصفويين

وسوف لن يكون حال غير المسلمين في بلاد فارس أفضل كثيرًا في حقبة الصفويين
مؤسسها ذي الأصول الاذرية شاه اسماعيل الصفوي مواليد 1487 وحكم من 1501 لغاية 1524 الذي قطع كل علاقة مع الاسلام العربي السني وقام بإدخال اسماء الائمة الـ 12 في خطبة الجمعة في كلّ مسجد في البلاد وتدريجيًا تبنى الصفويون الاسلام الاثني عشري
في القرن السادس عشر غيروا اللقب الرسمي الشيخ والشيوخ الى لقب السلطان. تم عقوبة كلّ من رفض الاسلام الصفوي الاثني عشري في بلاد فارس بقسوة الى حد عقوبة الموت
وباحتضان المذهب الشيعي هدف الصفويون ضمان ولاء المواطنين الفرس للنظام الصفوي ضد الامبراطورية العثمانية السنية وقاموا في فترات معينة بجلب علماء من شيعة لبنان وسوريا كما كانوا يحاولون أن يكون لهم نفوذا على النجف وكربلاء، واصبح التشيع هو دين ومذهب الدولة الفارسية
وازدادت بعد احتلال اله الشيعة الصفوية وانتصاره في العهد الصفوي الاضطهادات ضد السنة واليهود والمسيحيين وآلهتهم المندحرة
يُذكر بأن أحد الرحالة البريطانيين في ايران الصفوية كان يتبعه بأمر من الشاه مَن يحملُ كيسًا من التراب لرميه على آثار خطوات الاجنبي الذي كان يقوم بجولة في مرافق قصر الشاه وحدائقه باعتباره شخصًا كافرًا نجسًا غير طاهر، ليطهّر فورًا كل أثرٍ لأقدام النجس البريطاني الكافر تركت فوق ارضية حدائقه الشيعية الصفوية الطاهرة

الصفويون كانوا يتميزون بعدم تسامحهم الديني والمذهبي
حيث أصدر الصفويون نظامًا أو قانونًا سمي بجام عباسي لينظم أمور الحياة العامة والممارسات الدينية لغير الشيعة في بلاد فارس وليضيّق عليهم حرياتهم، فمنع على اليهود مثلا حريات الحياة العامة ووضع لها حدودًا قاسية، وسبب ذلك في فرار الكثير منهم الى دول الدولة العثمانية القريبة أو الى الهند. ومما يثير الدهشة في غرابة وقساوة بعض من هذه المضايقات التي لا تعبّر الا على اضطهاد وكراهية عميقة لكل ماهو غير شيعي صفوي، ومما ورد من الأمور الممنوعة على اليهودي، ومثالا على ذلك : تم منع أي يهودي من الخروج من منزله بسبب نجاسة اليهود التي من الممكن ان تنتقل عبر مياه الأمطار التي ستلامس اليهودي فتنجس المياه وبالتالي تنجس المسلمين الشيعة الصفويين

الشيعة الصفويون اعتبروا اليهود جماعة نجسة، فبات أمامهم خياران، تركُ بلاد فارس أو التحول الى الاسلام الشيعي الصفوي، وبالرغم من ذلك فان الأقلية التي اضطرت للبقاء فكان عليها الخضوع للظلم وتحمل الاضطهاد والمضايقات المتطرفة التي لم ينوجد مثلها في أي بلد آخر في العالم الاسلامي ضد غير المسلمين حيث كان عليهم ان يضعوا علامة (باج) مشينة تبيّن بوضوح أنهم يهودًا، ففي عام 1642 صدر قانون يجبر اليهود على عدم ارتداء أحذية بفردنتين متشابهتين، ومنعهم من ارتداء ملابس جديدة أو ثمينة ومنعهم من استعمال زنانير الخصر لثيابهم، ومنعهم من السيرِ في وسط الطرقات وعليهم فسح الطريق للمسلمين حرّة حين يسيرون في الطرقات ولا يمكن لهم أن يتجاوزا مسلمًا وهم يسيرون في الطرقات ومنعهم من الدخول الى محلات بيع المواد الغذائية العامة وعدم دخولهم الى المقاهي الشعبية العامة، ومنعهم من لمسِ أي نوعٍ من أنواع البضاعة المعروضة للبيع لكي لا يتم تنجيسها، وإن زواجاتهم يجب أن تتمّ في السرّ من دون إصدار أي صوتٍ أو صخبٍ أو ضجة أو إقامة احتفالات، وعليهم أن يصمتوا ويطبقوا شفاههم إن تم الاعتداء عليهم من قبل أي مسلمٍ ولا يمكنهم الردّ على أي شتيمة أو مسبّة يتعرضون اليها من قبل أي مسلم
وبخصوص اليهود الذين يتحولون الى الاسلام الشيعي الصفوي، فعددٌ منهم بقي يمارس اعتقاده وايمانه اليهودي سرًا. كما أن الذين يتحولون الى الاسلام يتم تحويل ملكية كافة أفراد عائلتهم غير المتحولة لتكون مُلكًا حصريًا للشخص المتحول منهم الى الاسلام كهدية له لتحولّه الى الاسلام وعقوبة لأفراد عائلته الرافضين للتحول الى الاسلام

الى قصاصة سيلوسية لاحقة ، تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات سيلوسية 12 : ظاهرة المسيّا
- كيف تحوّل بوذا الزاهد الى بدينٍ بكرشٍ ضخم
- هتلر يخترع الامرأة الدمية لممارسة الجنس
- مصير قضيب الامبراطور نابليون
- المرأة : نقطة ضعف غاليلو
- قصاصات سيلوسية 11: المرأة علمت غاندي اللاعنف
- قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء
- قصاصات سيلوسية 9 من روسيا : ب من المخاوف الى مناطق اقامة قس ...
- اسبانيا تحرق كتب اليهود
- قصاصات سيلوسية8 من روسيا : آ مخاوف الارثوذوكس الروس من اليه ...
- قصاصات سيلوسية 7 : من مشاكل البحث في الكتب المقدسة
- من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟
- قصاصات سيلوسية 6 : الحياة على الأرض أم في السماء؟
- قصاصات سيلوسية 5 : انشتاين والمجتمع الاخلاقي
- قصاصات سيلوسية 4: مالذي حيّر مارك توين ؟
- المكوس العبرية في العربية
- قصاصات سيلوسية 3 : يسوع كان ناصري أم نزير ؟
- قصاصات سيلوسية 2: يسوع اليهودي، لماذا يزعج المسيحيين؟
- قصاصات سيلوسية : هل تعتقد بأنك لست ابلهًا؟
- المساعدات والمشاريع السوفيتية للعراق في عام 1960 ح5


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مياه الأمطار