أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - معتز نادر - 2011 مدخل لمفهوم الثورة النقيّة *البداية *:















المزيد.....



2011 مدخل لمفهوم الثورة النقيّة *البداية *:


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 - 02:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



- مقتبس من إطروحة لـ ثوريين سوريين * مشروع الثورة النقية 2011 *


- عندما تصبح خلف الأحداث -لن يؤمن أحد بقضيتك مهما كانت سامية ومُحقة ، وهذا ما جرى في الثورة السورية خاصة في السنة الأخيرة ، إذ ماذا تعني اليوم المعارضة لروسيا أو للولايات المتحدة أو لتركيا!!!!!!!!.... لا شيء.
- من جهة أخرى عندما تتخلى المعارضة عن موقعها كمعارضة جَامعة بكل معنى الكلمة ، فإن هذا يخالف نزعة مبدئية لا تقبل المقايضة متعلقة بقيم ثورة 2011.
- ولو تذكرنا سريعاً ما تخلل سلسلة مؤتمرات كـ"الجينفيات"، و أستانة ومؤخراً سوتشي وانسحاب وفد المعارضة، لباتت الرؤية واضحة لكون مؤتمرات السلام السورية لم تكُ يوماُ مشروع لصياغة عملية سلام تنهي الإقتتال ،وإنما هي فعلياً جزء من مشروع عسكري كبير تتخلله بعض الوقفات السياسية ، وليس العكس، لأنه بعد نهاية كل مؤتمر يتم التصعيد عسكريا في منطقة ما من البلاد .
بات واضحاً أن عالم المجتمع الدولي مزيف وخائف وفقير إنسانيا مثلما لم يكن من قبل .
بات واضحاً تراجع الرؤية المبدئية للمعارضة الرسمية ، وأعني هنا الائتلاف السوري المعارض بوصفه كان واجهة جامعة لكل السوريين، وبات يفتقر للمرجعية –وإنعدام المسؤولية -وللمبدئية بالطرح ،أحيانا يحدث هذا من دون قصد المعارضة لكنه يحدث بالمحصلة،
إذ لم نعد نسمع على الأقل عن بيانات تحذر من استهداف المدنيين فيما نجد كافة دول العالم تحذر منه حتى لو شكليّا ،
والفكرة الأتية سيكون هدفها إعادة ترسيخ ما تم إحباطه والإلتفاف عليه من قبل المجتمع الدولي تجاه مشروع 2011 ،
أي العودة للحظة الصادقة في الثورة التي تم التراجع عنها لاحقا وتدريجيّا للدرجة التي بات يُقبل من خلالها بالعسكرة بكافة إيدلوجياتها ومن ثم الإقتناع بفصيل كجبهة النصرة وفصائل اخرى تشبهها في المضمون وتختلف معها بالشكل ، ومن ثم القبول بتحالفات إقليمية غير بريئة ،
ومن ثم التنازل عن 2011 بشكل كامل عبر المساهمة بإصطفافات مناطقية ذاتوية لا تفيد إلا النظام وحلفائه ،
تعلمنا من 2011 الشجاعة الأخلاقية في نقد الذات وأخذ القرار بما يخدم فكرة رفضنا للظلم وسعينا للعدالة بحدها الأدنى لأن العدالة المطلقة غير موجودة ،
وعليه من اللازم تبني المسوؤلية التاريخية في رفض هذا الظلم بحق سوريا 2011والتخلي فكرياً ومن ناحية التأييد عن الشكل السياسي- العسكري المُعارض القائم حاليا ، وذلك يكون من قِبل كافة القنوات والمؤسسات والشخصيات الفكرية والسياسية المستقلة والجهر بذلك علناً ، وبالتالي السعي الحقيقي لتصدير أفكار وقِيم تمرّد 2011 للعالم اجمع دفاعاً عن مبدئية الثورة السورية وإنسانية قضيتها، بوصفها ثورة أخلاقية بالمقام الأول –وتمرد شُجاع هَدف ويهدف لمقارعة الظلم إستنادا لإعتبارٍ لا يقبل المقايضة مفاده:
- إن مُحيط الثورة السورية هو محيٌطٌ لكل إنسانٍ رافضٍ للظلم وعاشق للفكرة النقيّة في العالم أجمع .
وبالتالي ضرورة العودة لرحم الشعور الأول الذي هو مقدسٌ وصادقٌ وسنأتي على ذكر التفاصيل في الموضوع الكامل ،
ولرمزية الحراك ولنقائه السابق ولإثبات من جديد أن الحياة لم تزل تدب في عمق فكرة التمرد من جديد ،
- فيما سبق ، وفي هذه اللحظة نحن لا نقوم بجلدٍ ذاتيٍ ، نحن نُدرك ونؤمن أكثر من أي وقتٍ مضى بأن هذه هي اللحظة التي يجب ان تغيرنا كُلنا .

**


بيان في الثورة :
----------------------

2011-
رؤية في الثورة النقية *البداية*:

بدايةً لا يمكن اختزال الوضع السوري الراهن في نطاق مصطلحات مرحلية أو إجتماعية تقليدية سياسية تُعرِّف بشكلٍ واعٍ ومقروء تشابكات ذاك الوضع من الناحية السياسية الدولية من جهة ، ومن زاوية التعقيد المحلي الغاية في الخصوصية والتكتل من جهة أخرى ، لذلك من الوارد جداً كواقع فرضته البراغماتية السياسية وعُززته النزعة المناطقية الذاتيوية كإفراز إقليمي لذلك الصراع – أن يُنظر لفكرة إنهاء الثورة السورية من خلال زاوية التحالفات والتفاهمات الإقليمية والدولية ومن ثم المحلية وذلك بعد أن تسبّب النظام في دمشق بدايةً وعبر ألته العسكرية الثقيلة ورغبته المستحيلة في إنهاء الخصم إلى مستويات غير مسبوقة من الوحشية والدموية لم يشهد العصر الحديث الكثير منها .
ولكن الكلام عن وحشية النظام بات كلاسيكياً ينطق به كل من يدعّي التعاطف أو الولاء للثورة السورية بشكلٍ صادق أو بشكلٍ وسطي مائل دون تصميم لاحق لتحقيق ما تصبو إليه تلك الثورة ،
- وهنا مربط الفرس إذ ما هو معيار الولاء الحقيقي للثورة السورية اليوم
الغَاية من فكرة الإحتجاج:
ما هي الغاية من الإحتجاج من حيث الأساس في ظل التعبئة التي تقوم بها الدول الراعية للحرب السورية على المستوى الشعبي الإجتماعي ، فمثلاً تركيا الحليف *الظاهري* للثورة السورية على سبيل المثال تستضيف قرابة ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أرضها بشرط طبيعي وهو ألا يعارضوا أي خطوة تركية داخل الأراضي السورية كأن يساندوا نَظريا العمليات العسكرية في الشمال السوري .
- وهنا تساؤل أخر يكمن :ما هو الولاء لسوريا الدولة والفكرة كبقعة في كوكب الأرض يعيش أناس عليها، وأيضاً لسوريا الجيل الصغير والجيل القادم
في ظل تعدد الولاءات بين السوريين عموماً لروسيا وإيران وتركيا ،وللنقطة الأضعف حاليا والتي يجب تقويتها وهو– تيار الثورة النقية أو إن جاز التعبير جيل 2011 في الحراك السوري ،والذي لا يملك من حيث موقع فكرته بمعناها المؤسساتي الجامع –لا يملك تحالفات على الأقل تؤثر في إيقاف حالة العبث السوريالي في سوريا لمصلحته ،
نحن نتحدث عن ولاءات كولاء الإئتلاف المعارض وفصائل الجيش الحر لتركيا ،وولاء الأكراد لأمريكا ،وبطبيعة الحال ولاء النظام لروسيا وإيران
نُدرك أن هذه الولاءات بإستثناء علاقة النظام بروسيا وإيران- إنما تمثّل شراكات مصلحية مؤقتة محكومة بظروف المرحلة، لكنها بالمحصلة تعبّر عن نية واضحة لدى تلك الأطراف بما يتعلق بالمستقبل السوري المتشبع بالفكر التقسيمي نتيجة طول أمد الحرب ،
ماذا يعني الولاء -أصلاً -لفكرة الثورة بنقاءها وغايتها كمصلحة محلية جامعة وكرسالة أممية تغري الجيل -الحالي القادم –عبر تمجيد رمزيتها أو حذو حذوها في مجابهة ظلمٍ ما ، أو التمسك بفكرتها كقيمة تعبيرية تغيّرية تنضوي تحتها النزعة الوطنية وليس العكس- أي ألا تصبح الغاية الوطنية بطبيعتها الفطرية شرعية للحد الذي يجعلنا كمعارضين نقبل بأي تحالف أو سلوك ميلشيوي ينهي غايتنا الثورية وينسينا من حيث المبدأ ما هو هدفنا من حقيقة الثورة السورية التي بدأت في 2011 فيجعل الرغبة الثورية *وليس العقلية الثورية* -وهذا يشكّل فارق -تسعى للتمسّك الهش بالوطنية الشكلية بزيّها الذي تفرضه المصالح الإقليمية بغاياتها الجانحة نحو التوزيع المناطقي للقوى المحلية بعيداً عن النظرة المبدئية لأرباب الحراك السوري الذي كان في بداياته واضحٍ بينما غدا الأن خافتاً ومنطوياً على نفسه أكثر من أي وقت مضى
ليس جلداً ذاتيّاً ولكن ..فلتسقط المعارضة :
الحقيقة لا أريد أن يُفهم من هذه الدراسة بأننا نقوم بجلدٍ ذاتيٍ متأخرٍ وعديم الرحمة بغية الوصول لعزاءٍ مناسبٍ بسبب العنف المتفاقم في المناطق السورية المختلفة ولا سيما غوطة دمشق وما تلقاه من دمار هائل مع التقدم الميداني العسكري للنظام ،
إذ لا يجب ان يكون الدافع المرحلي المؤقت مهما كان موجعاً وقاسياً -مثلما يجري الأن في الغوطة وإدلب وعفرين – قاعدة لتبني أفكار مستقبلية غاية في الحساسية والحسم ، لا ينبغي طرح الأفكار بينما نعيش حالة انفعال وغضب ،
وإنما الحقيقة في طرح هذه الرؤية هو الإدراك بأن الوقت المناسب قد حان كي تقوم جميع الأطراف السياسية بمراجعات نقدية فاعلة وجذرية لا تقبل المساومة حتى لو تطلب الأمر أن تتخلى عن مناصبها القيادية على رأس المعارضة ، مع أن هذا الطلب يبدو صعباً أو طوباوياً من حيث غرابة الفكرة والتوقيت أيضاً -نقول غرابة لأن مثل هذا الطرح يكون عادياً ومقبولاً في ظل أجواء ثورة حقيقية ،بينما يكون غريباً وشاذاً في ظل الوضع الحالي المتردي الذي تعيشه المعارضة ،
ربما من الوهلة الأولى سيقول القارئ أو المحلل السياسي بأن ما سلف كلام نظري وغير واقعي ، وبالتالي لا تستطيع النظريات مجابهة واقع مرّ يدفع ثمنه على الأغلب الفئات البسيطة والمهمشة من كل ما جرى ،
ثم يضيف ذلك الرأي بأن كل السوريين يقولون ويتمنون في أعماقهم ما تم ذكره هنا ، هذا جيد حقاً ،ولكن لايكفي أن تصدق أفكارك من دون أن تسعى للحظة التي تحولها إلى حقيقة ، وتلك اللحظة تحتاج إلى صبرٍ و إنجاز وعدم تأثر بالإعلام التقليدي كناشرٍ لتلك الأفكار لأنه يعمل على تشويهها بينما يجعلك تظن بأنه يروج لها.
الواقع أن المُراد قوله في هذه الموضوع أن جُلّ الولاءات السالفة الذكر منفصلة إنفصال كلي عن مبادئ انتفاضة 2011
- نحن نتحدث هنا عن الجزء المتعلق بالتيار المعارض ، ولا نقول أن النظام لا يتحمل ما ألت إليه البلاد من دمار وخراب وهذه جزئية لا تحتاج لشرح -
وعلينا أن نقولها بصراحةٍ وصدقٍ ومثلما هتفت جماهير الثورة يوماً ما بأن الإئتلاف والجيش الحر يمثلني فعلى القنوات الثقافية القادرة والسياسية الغير مرتبطة بالمعنى التجاري الرخيص الذي يقول *طالما أمدك بالمال فستؤيد رأيي وتنفذ ما اطلبه منك بصرف النظر عن أي اعتبار اخر *
-القول والإعلان بأن الإئتلاف والجيش الحر لا يمثلاني ، وذلك بغرض البحث عن هوية ثورية جديدة أكثر مؤسساتيةً وكفاءةٍ ونقاءٍ ،
أهمية التنظير الثوري:
إذ نرى و هذا ليس كلاماً نظريٌ وحسب ،أن مجابهة التقدم العسكري للنظام يجب ألا يكون على الدوام بالذهاب لصدام مسلّحٍ سيوصلنا بنهاية المطاف لنقطة يكسب من خلالها هو أي النظام ذلك الصدام بدعم روسيا وإيران له وليس لسبب أخر ، ولا يجب أن يُفهم هذٍا الكلام على أنه تراجع وتخاذل لأننا لا نبدي هذا الرأي لأن النظام يتقدم عسكريا وإنما لأنه حلَ أوان قوله ،
وإذا كان فشل المعارضة ،والتقدم العسكري للنظام، هما السبب بتبني هذا الرأي هذه الأونة فإن ذلك لن يغيّر شيء من حقيقة الموضوع
إننا نحتاج الوصول لرؤية جديدة تجعلنا نتغلب على عقلية النظام الإستئصالية ولكن بطريقة أطول أمدا وأقل كلفةً وأكثر إقناعاً للجيل العالمي القادم داخل سوريا وخارجها ،
والفكرة هنا لا تعني أن نطلب من الشعب المنكوب المنهك داخل سوريا التظاهر من جديد كي يقوم النظام بإطلاق النار عليه بينما نتحدث ونقيّم نحن من خارج البلاد ، وإنما المعنى هنا أن تتحمل الجبهات الثقافية من كتاب ومفكرين وشعراء مستقلين بالمقام الأول وعبر قنواتهم الخاصة مهمة الترويج لقناعاتها وإيمانها بأن الجيل الذي شارك ببداية الثورة السورية لم يمت وإنما ما زال على قيد الحياة يتربص الفرصة المناسبة لأخذ دوره ،
*
أحد الأخطاء التي تم ارتكابها بداية الثورة السورية هو ترك دفة القيادة لمعارضين قديمين مخلصين وأوفياء لأفكارهم أمضوا سنوات طويلة في المعتقلات الأمر الذي لم يتسنى لهم بإختبار افكارهم من الناحية السياسية العملية ،ربما كانوا يفتقرون لذلك النزق الذي يحتاجه المنظّر الشعبي بمعناه الكلاسيكي الجذاب المنسجم فوراً مع تلقائية المزاج الشبابي الفائر ، أي لم يكونوا يمكلون دفق الشباب الديناميكي للتعامل مع تفاصيل إجراءات النظام على مستوى الأحياء والشارع وهذا ما كان يعلمه أصحاب الحراك الأول من الشباب .
الحراك السوري الجديد يحتاج لهم ويحتاج أيضاً إلى تنظير ثوري متعدد ومتنوع ينقل خطابه إلى فئة الشباب الصغار بالداخل السوري كي يتسنى لهم مراجعة التجربة الحالية حتى وإن لم تنتهي ، وعلى ذلك المُنّظر أن يمتلك الشجاعة الأخلاقية بنقد سلوكياته ،
أي يجب أن يعلموا يقيناً أقصد الناشئين من الشباب في الداخل السوري لماذا خرج الناس إلى الشوارع في الثورة السورية ، مامعنى ان يكون هناك إحتجاج يهدف من حيث المبدأ وبما لا يقبل المهادنة –للتخلص من الظلم وبالتالي ظهور حالة عدل لا أقول مثالية وإنما مكرّسة بمعنى ما ، وبالتالي نخبرهم عبر مرجعياتنا المكتوبة بحبرِ قناعاتنا بأننا نرفض الظلم عندما يقع علينا وعلى الأخرين .
تغيير جذري ورؤية جديدة :
يجب أن تعلم الأجيال من 13 حتى 20 سنة في الداخل معنى التمرد على الظلم ولن تعلم ذلك إذا لم نتعلم نحن ذلك ، لا أن نجعل من تجربتنا الثورية التي لن تتكرر ركيزة لتقبّل الظلم
لا نقول ذلك لأننا محبطون بل على العكس –صحيح إننا غير متفائلين حالياً لكننا مُصرون ومتمسكون بأن ما حدث 2011 كان إستثنائيا على المستوى الإنساني عموماً، ويستحق عبر صوت من هنا وأخر من هناك أن نظل نأمل بأن ثمة أمل للجديد القادم،
-إذ يجب في هذه المرحلة بالذات ألا تتكرس قناعة لدى أي مثقف أو شاعر أو مفكر أو سياسي كاتب هاوي أن لا قيمة لما يكتبه في هذا الشأن،
مامن شك بأن ثمة شعور باللاجدوى يغمر الأجواء ومع ذلك
فإن كتابة أي شيئ جديد يهدف لنسف الولاءات الحالية السياسية والعسكرية سيكون له أيما اثر حتى ولم يكن يلفت النظر بدايةً .
لا نريد صراحة معارضة كلاسيكية - نتطلع إلى لغة يفهما النشئ بالداخل السوري أوخارجه ،
كل ما نحتاجه أن نؤمن ونصدّق بأن 2011ستغير مستقبل سوريا وبلدان أخرى عبر مشروع طويل وهادف .
وإذا صدقنا أن النظام إنتصر يوماً ما فهو انتصر على فئات لم نعد نعتبر أنهم يمثلوننا عندما يبتعدون عنّا إلى هذا الحد ، النظام لم ينتصر على إرادتنا هو انتصر على محاكاة إرادتنا الذي تمثله تلك الفئات الغريبة عن جسم الثورة.
الصراع القادم- الإعلام الكاذب والحقيقة الثورية:
النظام في الداخل السوري يعمل على تعبئة الأجيال لصالحه ولصالح إعلامه ، يجعلهم يصدقون أن كل معارض متواجد في الخارج إنما هو إرهابي أوعميل مُندس خارج عن القانون ، بينما نحن المتمردون من يجب ان نصدّر لهم أي لليافعين حتى ولو من بعيد وعبر كتابات مؤرشفة أفكاراً تعلمهم الفارق بين الإعلام الكاذب والحقيقة الثورية ،
يجب أن يفهموا الفارق بين الثورة والإرهاب
سنستعيد ثورتنا وفكرتنا وتمردنا المسروق ، وكي نكون واقعيين أكثر نقول: عندما يرى اليافعون بالداخل السوري مثلا أداء معارضة سياسية هشّة ومريضة لا ثقل لها ولا تستطيع حتى أن تصدر بيان شجب يستهدف المدنيين في المناطق الحامية ، و عندما يسمع إولئك اليافعون ويرون فصائل الجيش الحر تقاتل لحساب دَول معينة لاتعنيهم *ببصلةٍ *ويرون تلك الفصائل المتشددة التي لا تمت لعقلية أي ثورة بالعالم بأي صلة تُذكر ، سوف لن يصدقوا أن ثمة أنقياء وأوفياء بين ذلك الحشد ، وهذا ما لا يجب أن يصدقوه ، علينا تصدير تأكيدات بأننا مازلنا على قيد الحياة حتى لو عشنا في أخر الدنيا وفي أي مكان، ويجب إخبارهم أن النظام لا يتقدم عسكريا بفضل جيشه الوطني أو لأنه انتصر على المعارضة ، بل لأنه وبتقدمه على هذه الشاكلة بدعم روسي إيراني خالص يهزم نفسه أكثر وأكثر ويهزم كذبة مشروعه السوري القومي ،
إذ منذ أن أخذت الثورة السورية شكل عسكري مفتوح قادنا إليه النظام بمكره- إلا وكانت النتيجة السياسية لصالح الأخير ، لأن المعارضة الرسمية ونقصد هنا الإئتلاف المعارض أو المعارضات الأخرى كهيئة التنسيق كانت عديمة الخبرة السياسية مقارنة بالخبث السياسي الممنهج المتمحور حول فكرة ثابتة لدى النظام ألا وهي القضاء على الإرهابيين ،
من ناحية منطقية ساهم غياب -الوقت السياسي، وغياب الحليف القوي ، وتكريس الضحالة اللوجستية للجبهة المعارضة وفرزها حسب الولاءات –ساهم بجعل صوتها يبدو خفيضاً أمام التداعيات الإقليمية الشرهة بخصوص الواقع السوري ، وفي هذه الجزئية لعب المال الخليجي السعودية وقطر والإمارات دور أكثر من سيئ في عملية وأد الروح الثورية إن جاز التعبير لدى الفكر الثوري المعارض الذي كان لافتاً ومثيرا في مراحله الأولى أي عند بدء الثورة السورية والثمانية أشهر الأولى التي تلتها بشكل خاص ،
في الواقع من السذاجة العميقة تصديق أن قطر والسعودية هم حليفتين منهجيتين للثورة السورية ، إذ دولة كقطر تسجن شاعر قطري مدة الحياة لأنه مجد الثورات العربية لا يمكن لها وبأي حال من الاحوال أن تقف بشكل صادق ونظيف مع مشروع الشعب السوري المتمدن والحضاري ،
وكذلك دولة كالسعودية تسجن مدوّن شاب لأنه فقط طالبي بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
الذي حدث أننا تمسكنا ببراءة الحراك النقي بكل من أيد ثورتنا
وكان الثمن غالي ،
ليأتي الدور التركي لاحقاً لينهي تدريجياً مشروع الدولة الجامعة عبر استثمار تركيا بشكلٍ مثالي لصراعها طويل الأمد مع الأتراك الأكراد بوجه خاص مستخدمة حدودها للتعامل مع الإيدلوجيات العسكرية السياسية المتشددة لتنفيذ ذلك المشروع من جهة ، وتحقيق مشروعها الخاص عبر توجيه ورعاية بعض الأطراف السورية المتواجدة في تركيا من جهة أخرى وتأليبها بالتالي على الخصم الكردي داخل الأراضي السورية
مستفيدة أيضا من حالة الإمتنان العالمي للحكومة التركية بسبب موقفها المتعاطف مع اللاجئين السوريين .

الفكرة النقية ليست وهماً :
يتسائل البعض بأن النقد اللاذع لتركيا أو للدول الخليجية الداعمة يتقاطع مع موقف العداء الأتوماتيكي للنظام مع هذه الدول في هذه النقطة :
- نقول إذا تشابهنا بالصدفة في نقطة يتحدث بها إعلام النظام بشكل مزري ومبتذل وهوائي فإن ذلك لا يعني أبدا بأننا بتنا قريبين من عقلية النظام وبأننا صرنا نتقبلها، بل يعني ذلك بأننا صرنا ننظر للأمور بطريقة أعمق وأكثر شمولية تساعدنا على فهم إجرامه كي نستطيع أن نهزمه لاحقاً ، وتجعلنا نعرف بالضبط لماذا هو نظام مجرم وعدواني ،
- بالصدفة أيضا سنجد أنفسنا كمعارضين نشترك مع النظام بأننا نتاج البيئة السورية وهذا لا يعني بأننا نجابه كل ما هو سوري بشخصية النظام ،وإنما نجابه ونكره كلما هو مجرم وعدواني ومدمر بشخصيته ،
لأن إذا كان هدفنا القضاءعلى كل ما هو سوري بالنظام فإن ذلك يعني أن علينا أن نتمنى إبادة كل المؤيدين له الذين هم سوريون بطبيعة الحال ويساهمون بقصد أو بدون قصد كذلك بتكريس شخصية النظام .
كمتردين بنزعةٍ مبدئيةٍ وكأصحاب مشروع تغييري حالم شديد الصعوبة ،وكي نحقق دولتنا المدنية الدستورية القانونية التي نطمح بها- لاحقا— علينا أن نختلف ونحن نختلف شكلياً بتلك النقطة عن زبائنة النظام الذين يتشوفون لإبادة المعارضين ،لأننا بداية لا نتطلع لإبادة المؤيدين وهنا بالذات بداية ما كان من المشروع الثوري المُعارض في مراحله الأولى وتم تغييره ،
والذي تغير تماماً هو أننا لم نعد نصدق ثورتنا وبأنها مستمرة رغم كل الصعوبات ،
لم نعد صادقين مع فكرة تقول أنه حدث شيئ ما في سوريا ، شيئ يختلف عما كانه نظام إستبدادي بقي جاثماً على صدور الناس مدة أربعين عاماً
إذا قلنا بأننا نتحدث عن البدايات فإن ذلك لا يعني بأن كلما جرى لا حقاً لا يعبر عن طبيعة ثورة أو رغبة أشخاص غاضبين محقّين ،ولكن لا يعبر عن حقيقة ثورتنا نَحنٌ ، وأقصد بالضبط منذ بدء هجوم القوات التركية على مدينة عفرين وبدء مرحلة كشف الولاءات علناً إن كان من قِبل الإئتلاف والجيش الحر وولائهم بالنسبة لتركيا ، أو الأكراد كمكون سوري بالنسبة لولائهم لأمريكا ، بالتأكيد نعلم أن ظروف الحرب والصراع أدت لهذا المأل ،
الإئتلاف كان يريد ما نريده قبل أن يدخل تماما بلعبة الألغام الدولية الكبرى ، لقد ضاع وتاه وفقد الفاعلية بشكل كبير منذ وقتٍ ليس بالقصير
تهريب الأفكار والحذر من لعبة الإعلام:
ليس خطأ أن نؤمن بأننا مازلنا أنقياء ونستطيع أن نغيّر أشياء حتى إن كنّا قابعين أخر الدنيا
ونحن يجب أن نصمم على فكرة تهريب الأفكار للداخل السوري ، وأن نُدرك جيدا أن البقاء في الخفاء وألا نكون مرئيين -لا يعني بأن أفكارنا لا قيمة لها أو أنها تذهب سدى ،أو لن يقرأها أحد ،
صحيح إن الإعلام قوي ويركز على أشياء بعينها ولا يجعل الذين يتحدثون بلغة مختلفة و الذين لا يملكون نفوذ أو علاقات مصلحية قوية -واضحين للعلن ولكن تلك هي لعبة الإعلام - فالإعلام حاليا يتبنى وبما لا يقبل الشك –حالة حرب وتجييش من كل الأطراف ، إذا كنّا نُدرك بأننا لسنا جزءاً من المنظومة الإعلامية بشكلها التقليدي فعلينا أن نصبر وألا نشعر باليأس فيما لو تأخر ظهور أفكارنا ، وان لا نقول على الدوام أن الواقع الحالي سيبقى إلى الأبد وأن البراغماتية السياسية ستنتصر على الدوام ، لأن ما يجري في بلدٍ كسوريا ليس سياسة كالتي نقرأها ،ما يجري في ذلك البلد هو حالة من العبثية السياسية كالذي يجري في اليمن والعراق وغيرها من الدول .
عقلية الحراك الثوري جربّت أن تكون براغماتية طيلة سنوات الثورة ذلك لأن متطلبات المنطق والتفاوض السياسي العالمي يفضّل عقلية المفاوض والتنازل المتوازن -على فكرة الإلتزام بمنهجية الحراك الثوري وهذا الإلتزام ما يجب تبنيه مجددا بهدوء ،وثبات ، وبطئ .
الفرد في منطقة الشرق الأوسط عموما يظن أن الحرب وإنتظار حدوثها هما قدر الحياة السياسية من أجل ذلك يظن أن أي حالة حرب إنما هي حالة أبدية لن تنتهي، لكن ذلك ليس صحيحاً بالضرورة .
*
مع أن أحد التجليّات الرائعة للثورة يكون في حالة التعبير بالصوت والحركة الجسدية ، لكن أيضا العمل الصامت البطيءالذي يفرضه الواقع السوري عنوة سيكون له دور في المرحلة المقبلة ،
الحياة السياسة تعيش وتزدهر عن طريق المخططات والأهداف ، ومع ذلك فان المخططات والأهداف الخالية من الفتنة والتلاعب –أتحدث هنا عن طريقة تفكيرنا- تحتاج أحياناً إلى صدفةٍ تجعلها تصعد وتتحكم ،والصدفة تحتاج قبل ذلك للتصالح مع الذات ولخليّةٍ تجعلها تتكاثر وتنشأ منها
اللاجئون السوريون والمأزق الوجودي:
إن أكبر تجمّع للاجئين السوريين هو في تركيا التي تحتضن قرابة الـ3 ملايين لاجئ وغالبية هؤلاء السوريون من بيئات تنتمي بالفطرة لأجواء الثورة لأن غالبيتهم إما من العمال وصغار الكسبة ممن إضطروا لترك أعمالهم بسبب الإقتتال ، أو ممن هَجروا بيتوهم بعد أن دمرتها طائرات وبراميل نظام دمشق وهؤلاء كُثر بطبيعة الحال ، وثمة طبقة حيادية تريد العيش بأمان وحسب ،وفئة متطلعة ومعارضة تتألف من طلاب الجامعات و المثقفين ،
الفكرة هنا أن السوريون المقيمين في تركيا ونتيجة طبيعة الحياة السياسية وتعاطي الحزب الحاكم في تركيا باتوا يعيشون صراعاً عمليّا بين هويتهم كمسلمين وعرب أحياناً وبين إنتماءهم الثوري من حيث المبدأ كأشخاص رافضين للظلم بكافة أشكاله وهذا المبدأ هو نفسه الذي فرضته شخصية الإنتفاضة السورية ، ومع بداية التوغل التركي في شمال البلاد في عفرين حُسم الصراع السوري لصالح الهوية الأولى على حساب الهوية الجامعة ، وفي هذه النقطة لا يُلام الشعب المعدوم الخيارات والأفق وإنما تُلام المعارضة السياسية إذ ارتكبت خطأ نوعي وإستثنائي بحق مبادئ 2011عندما نأت بنفسها عن أي تعليق أو أي ظهور رامية بنفسها بشكل كامل بالحضن التركي لتغدوا هي نفسها جزء من المشروع التركي القومي وليس مشروعاً قائماً بحد ذاته .
من هذه النقطة بالذات يجب أن ينهض مشروعنا الجديد ورؤيتنا الحديثة .
عالمية 2011:
نحن نطرح مثل هذه الرؤية المحسوسة عمليّا من دون أن تكون ممسوكة باليد -لأننا نريد أن نقول للمجتمع الدولي وللعالم أجمع أن السوريين في كافة المناطق لا يريدون أن يخرجوا ويَهجروا مناطقهم لأنهم سعيدون بالدعم وبكرم الضيافة التي ستقدمها لهم دولة ما، هم يخرجون من ديارهم لأنهم مُجبرون على ذلك،
نحن نطرح مثل هذه الرؤية لأننا نؤمن بأن2011 حدثت لأنها رفضت الظلم ورفضت المشاركة به والقيام بتحالفات غير بريئة من أجله ،
الثورة بمعناها الواقعي الذي لا يقبل اللبس :هي ليست الحدث السياسي ضد السلطة المستبدة وحسب ، هي الموقف الرافض القاطع ضد الظلم بكافة اشكاله .
- المستقبل السوري محكوم بالتداعيات والقفزات الفجائية ذات الطابع العدمي والغير متوقع ، فإذا كان السوريين بكتلتهم المتنوعة لم يتوقعوا من قريبٍ أو بعيدٍ أن يحصل في البلاد ما حصل منذ 2011 ، فلماذا على طريقة تقكيرنا سالفة الذكر ألا تتشوف لتحقيق غايتها يومٍ ما .
- نحن نَحتاج إلى ورقة تعبّر عن شخصية الثورة السورية بوصفها ركيزة تستند عليها القوى السياسية بعد نهاية مرحلة التّسلح وسقوط الدفعة الأولى من رموز النظام .
-سنضطر يوما ليس بالبعيد أن نكافح من أجل خروج القوات الروسية والإيرانية والتركية في وقتٍ واحد .
-سندخل في صراع أفكار عنيف مع توجهات أخرى ، ويجب أن نكون تعبير عن فكرة قوية تستطيع أن تستمر وتعيش .

- مقتبس من إطروحة لـ ثوريين سوريين * مشروع الثورة النقية 2011 *



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنكبوت الأرملة
- شِعر حُر- الحياة غريبة والجمال بسيط
- النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني
- المثليين بين الإضطهاد التاريخي وعُقم النظرة *الأخلاقية* :
- شِعر حر - * من ديواني عواطف الشرق -سمفونية الغزل *
- قصص قصيرة جداً
- ثورة ضد الحكومات * الفصل بين الميلشيوي والثوري
- شِعر حر -مذكرات عام 2008
- من الثورة السورية إلى الأزمة الأخلاقية الكبرى :
- في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!
- حقيقة الشعور الثوري ووهم الجاذبية السياسة :
- الإلحاد بوصفه قيمة -من كتاب *الحوارالعظيم*
- غرابة الفرد ومفهوم الحضارة العاكسة:


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - معتز نادر - 2011 مدخل لمفهوم الثورة النقيّة *البداية *: