أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رحيم العراقي - القصة العائلية لسيغموند فرويد














المزيد.....

القصة العائلية لسيغموند فرويد


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتناول كتاب : القصة العائلية لسيغموند فرويدحياة احدى الشخصيات التي كان لها تأثيرها الكبير على الفكر الغربي خلال القرن الماضي.. مؤلفة الكتاب وهي عضوة في جمعية التحليل النفسي الباريسية تعود الى الظروف الاسرية التي عاشها اكثر المحللين النفسانيين شهرة في جميع العصور.
ان القصة العائلية لفرويد تبدأ منذ تاريخ 29 يوليو 1855 عندما تزوجت الفتاة الشابة اماليا التي لم تكن قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها بالمدعو جاكوب ابن الاربعين عاما في مدينة فيينا. لم تكن اماليا قد عرفت جاكوب الا منذ فترة قصيرة من العمر والذي كان يكبرها بعشرين سنة. لقد كان زواجا مدبرا بعيدا عن العواطف، لكنه اثمر ثمانية اطفال خلال عشر سنوات كان الابن الاكبر لهذه الاسرة كبيرة العدد يدعى سيغموند المولود رسميا بتاريخ 6 مايو من عام 1856.
وتتساءل المؤلفة عن الاسباب الحقيقية التي جعلت اهل أماليا يؤيدون بحزم زواجها من جاكوب رغم فارق السن الكبير بينها وبينه. تقول لقد وجدوا من الطبيعي ان تتزوج فتاة من مدينة كبيرة مثل فيينا وهي فتاة ذكية وجميلة لكنها مع هذا كله قبلت ان تدفن نفسها في مدينة فريبورغ كزوجة لرجل مخضرم كان قد اصبح جدا بعد ان كان قد غدا ارمل لمرتين.
ان مؤلفة هذا الكتاب تجد في القصة العائلية لفرويد الخلفية الحقيقية التي تؤسس للأفكار التي طرحها في ميدان التحليل النفسي وتجد مرجعياتها في كتابات فرويد نفسه الابن. ان سيغموند فرويد وكما يقول بدأ منذ ان كان مراهقا يبلغ السادسة عشرة من العمر يتساءل عن حقيقة ابوة والده جاكوب له ان مثل هذه الشكوك تعيدها المؤلفة الى واقع أماليا قد تزوجت من ابيه قبل عرسها حيث انها انجبت ابنها البكر سيغموند بعد سبعة اشهر فقط من اعلان الزواج وهذا يطرح العديد من الاسئلة التي لم يتجرأ احد على طرحها كما تشير المؤلفة وخاصة فيما يتعلق بمعرفة هوية أب ذلك الطفل الذي اصبح فيما بعد مؤسس التحليل النفساني».
على قاعدة مثل هذه التساؤلات تذهب مؤلفة الكتاب في تحقيقاتها وكأن الامر يتعلق برواية بوليسية حقيقية انها تثير الشكوك حول الاسباب الحقيقية لزواج جاكوب والد سيغموند وأماليا امه وعما اذا لم يكن ذلك الزواج نفسه بمثابة حل لـ «مشكلة» كانت أماليا واهلها يواجهونها ولذلك قبلوا بل اندفعوا بصفقة زواج غير متكافيء بكل الحالات وأمام التساؤلات المطروحة تجد المؤلفة تفسيرين أساسيين.. فإما ان تكون اماليا قد عاشت مغامرة مع رجل آخر كان اهلها لا يريدون ان تتزوج منه بأي شكل من الاشكال ولذلك جاء الزواج من اجل فصلها عنه نهائيا وإما وهذا هو التفسير الثاني انها كانت قد حملت سفاحا من رجل لا تستطيع ان تتزوجه فلربما انه كان متزوجا أو كان من عقيدة دينية اخرى.. وذلك في الوقت الذي كان فيه حمل المرأة قبل الزواج بمثابة اسوأ ما يمكن ان يقع لفتاة كما تشير المؤلفة.
وتجد غابرييلا روبان مادة لتحقيقها حول القصة العائلية لفرويد في عالم الاحلام الذي كان قد اثار اهتماما كبيرا لدى المحلل النفساني الكبير نفسه والذي كان قد لجأ كثيرا الى تفسير الاحلام وما تمثله في عالم اللاوعي لدى البشر كي يبني على اساسها تفسير سلوكياتهم. وكان جاكوب والد سيغموند رسميا قد توفي في اواخر شهر اكتوبر من عام 1896 وبعد دفنه بفترة بسيطة رأى الابن سيغموند حلما اطلق عليه تسمية الرجاء ان تغلقوا عيونكم، وقد اصبح هذا الحلم مشهورا في عالم التحليل النفسي اذ رواه صاحبه برسالة كتبها بتاريخ 2 نوفمبر 1896 الى احد اصدقائه وقال فيها بأن تفسير هذا الحلم وربطه بوفاة الأب قد حرره كثيرا ليعرف بعده ولأشهر طويلة حالة من الفرح والتوازن النفسي والصحة البدنية الممتازة وخاصة النشاط الفكري المزدهر. وقد اعتبر فرويد ابان تحليله لمشاعره حيال ابيه الذي اغمض عينيه قد كان له اثر تحرري بالنسبة له.
لكن مؤلفة هذا الكتاب تقدم تفسيرا آخر لـ «الحلم الشهير» اذ ترى بأن حالة الحبور والتفتح التي عاشها سيغموند فرويد لأشهر طويلة بعد هذا الحلم انما تعود في الواقع الى قرار واع كان قد اتخذه وكان له في الواقع اثر تحرري بالنسبة له اذ انه قد قرر ان يغمض عينيه هو شخصيا على الشكوك التي كانت تحوم باستمرار في رأسه وتسمم ايامه وحياته كلها والمتعلقة بمسألة ابوة والده الحقيقية له. وترى المؤلفة وهي محللة نفسانية ايضا بأن شكوك فرويد حيال قصته العائلية «وجدت صداها ايضا في كتاباته وخاصة عندما تحدث عن القصة العائلية للمأزوم نفسيا وربط مثل هذه الازمة بواقع ان هدية الاب تقبل دائما التشكك حيالها بينما ان هدية الام ثابتة يقينا ومجرد ان يتم طرح مثل هذه المقولة في رأس اي طفل او بالغ يبدأ الشك في حقيقة ابوة الاب وضمن هذا الاطار ايضا اكد سيغموند فرويد في ابحاثه على ما اسماه بـ «عقدة اوديب» الموجودة لدى الاطفال وانما التي يتم كبتها بقوة في الاسر الكلاسيكية وتشير المؤلفة هنا الى ان اسرة سيغموند فرويد كانت وبحكم طبيعة تركيبها بعيدة كل البعد عن الصيغة الكلاسيكية.
وتؤكد المؤلفة في تحليلاتها بأن القصة العائلية ليسغموند فرويد كانت احد الاسباب الرئيسية في توجيه حياته المهنية نفسها اذ هي التي حولته عن السعي لتحقيق حلمه بأن يصبح قائدا سياسيا كما ان تلك القصة العائلية قد ادت الى تشوش علاقاته مع ابيه نفسه ومع امه. لقد كان سيغموند يبدي باستمرار احترامه الشديد لابيه جاكوب رغم ان هذا الاب لم يكن ذلك البطل الذي يتمناه رمزا لـ «المجد» كما كان الامر في العصور القديمة لكنه كان يحس دائما بالتعاطف معه في مسألة زواجه من امه اماليا رغم انه ربما كان يدرك ما هو مقدم عليه لكن سيغموند كان بالمقابل قاسيا باستمرار مع والدته التي كان يشك بانها غير مستقيمة كان الشك قائما اما عدم الاستقامة فربما انها كانت قائمة في الواقع او انها مجرد شطحات خيال.. ووصلت قسوة سيغموند فرويد حيال امه انه لم يذهب لحضور دفنها الامر الذي كان يمثل فضيحة في فيينا عام 1930.
كتاب عن القصة العائلية لـ «أب التحليل النفساني» بـ «ابيه»، و«امه» وفي قالب بوليسي قد يثير اهتمام «المفتش كولومبو» نفسه.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الفكر الفرنسي في القرن العشرين
- بوشكين
- أمرأة حكمت الهند..
- في بيتنا خادمة
- الروحانيون
- خاتمة السو ء...
- الفن والمجتمع
- يهود الجزيرة العربية
- من التعايش الى تحالف الحضارات
- فيلم لم يفهمه الجمهور
- لن يُصلب المسيح من جديد
- عنزة في حديقة إدوارد ألبي
- إدغار ألن بو..قصائده وتنظيره للشعر
- القصة العائلية لفرويد
- منعطفات ارثر ميللرالزمنية
- ماركسية ماركس
- قراءات في الفلسفة المثالية الألمانية
- كيف ظهرت الحداثة في غرب اوربا وأميركا.. ؟
- خمس سكان العالم تحت مستوى خط الفقر...لماذا..؟.
- فوكو..ما يزال يثير الجدل..


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رحيم العراقي - القصة العائلية لسيغموند فرويد