أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - مركزية .. تبعية .. تقزيم ..














المزيد.....

مركزية .. تبعية .. تقزيم ..


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 16:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الشخصية العسكرية التي تقود السياسة كالحرب هي شخصية عاجزة علي المدي القريب فكريا وعلي المدي البعيد سياسيا وإقتصاديا والكارثة التغاضي وإضافة سياستها لمجدها العسكري بل وإعتبارها السياسة المثلي لتغذية عنجهية الإنتصار وحماية الأمن الوهمي المؤقت
وهذا النوع من التفكير والإعلام والتعليم يغرقنا بمحلية للفخر والعظمة قديم وحديث مدمر للعقل ومزيف للوعي

فالعقل العسكري الرافض للسياسة بالأساس يرفض ان الجميع متساوي في الحقوق وامام القانون ويطوع القانون والعُرف لذلك
لأنه يري الافراد قائد وجندي ويحكم بالأمر الفوقي فينتج في السياسة المركزية وإزاحة المسئولية علي المحكوم
ونراها في عُرف المجتمع تحكم قيم الكبار في دوائرها المتعددة المال والدين والمهن والأسرة لا يعترف بالتطور الحقيقي وينعته بالخطر وينغلق العقل الجمعي ليستقطب ويتبع ويصبح أحادي هش وغير قابل للمشاركة ولا للتنافسية
ونلقن طوال الوقت أن النظم الحديثة مؤامرة لمسار الفوضي والدمار في خلط بين النظم كعلوم وعمل وبين موقفها من تخلفنا وكأنها من تحكمنا وتتحكم وتجبرنا علي مسار التخلف ولا مفر لنا غير مبرر الخداع لخلق وتعزيز مناخ الحرب النفسية الدائم وتنكر النخب بأن مركزيتنا التي إختارت عداوة العلم والقانون وان نكون بضعفنا محل نهب كل طامع وذلك الخلط المستمر هو مفارقة ما يردده العامة من خلاصة عقل النخب العاجزة والجبانة والمتنعمة بالأنانية والإستفادة فتقوم الأنظمة المركزية بالترويج للعلم والقانون كشعار وترسل النخب تعلمنا وتقنعنا ان العلم والقانون كأساس للنظام خطر علينا جميعا ويجب أن نتحايل علي ذلك بالجمع بين المظهر العصري والجوهر المحافظ والإصلاحي المحدود بسقف أهواء المركزية حتي لا نقع في شباك المؤامرة
وأصبحنا نؤمن أننا لدينا ما هو أعلي وأهم من القانون والعلم و أكثر من يجيد معرفة الخطر وأكثر من يبذل الجهد والعرق في الأعمال
وبمرور الوقت ترسخت أفكار سهلة نفعية إجتماعية وذهنية
كنتيجة لمنهج تبرير الخداع لغرض الأمن والإنتصار علي المؤامرات فكل شئ شكلي سطحي متضخم ومظهر وهش وأقرب للزيف وقليل القيمة ومدعاة للمزايدة بداية من الوطنية والدين والمال والمهن والإنجازات والشهادات والمناصب
لتعلق الواقع بعيدا عن السببية وبالتالي العلاج والأساس لدائرة فرعية من الرد والدفاع والتبرير والتجميل :
-الشخصنة علي حساب الموضوع
-الشكل علي حساب الجوهر
-الأسئلة النموذجية والإجابات المعلبة

واتضح ان ما يعزل النخب هو إتباعها الأعمي للسلطة والذي يجمد النخب هو إتباع العامة الأعمي لها
وبذلك تنتفي وتسقط مهمة النخب الحقيقية وهي إستمرارية تمدد العقل الجمعي ورقي حريته بنقد وانتقاض مركزية السلطة وإنحرافها وليس التعالي لها وإتهام المخالف والعامة بالفقر والجهل
وفشل النخب تفكيك وفهم ذلك الخلل وإنسداد وإنعدام طرق إصلاحه يعني أننا أنظمة سياسية بلا نخبة حقيقية قوية تعمل لتحديث النظام
لأن حداثة النظام تطيح بالمركزية بالتدريج وتجعله جزء من العالم الحديث مشارك ومنافس وليس تابع او عدو
عندما يغذي العقل العسكري العقل المدني برفض المسار الحداثي من المنهج العلمي للتفكير وحقوق الإنسان ويستحسن الرفض يصبح أمر واقع أن لا تجد دولة قانون فيشكك البعض ويردد ان القانون لا يناسبنا فنحن إستثناء ونتأكد وقتها أن النخب محافظة وإصلاحية وليست تنويرية شجاعة
.. القانون ليس للانتصار علي الاعداء ولكن لإقامة العدل ولو عجز عن إقامة العدل ليس الحل هو الحرب للإنتصار لطرف ولكن تطوير القانون لضمان الحقوق للجميع
.. القانون الحديث لا يرحم الكبار واهل الثقة علي عكس القانون القديم والمرقع
القانون الحديث عاقل يحاسب ويعلو علي السياسة والعرف وليس العكس لأنه محدد أساسي في مسار التطور الإنساني

لا يري الإنسان في العالم الحديث تلك المفردات تردد حوله ولكنه يري نتاجها وهو نظام الحياة المتجذر فيه تراكم البناء علي نظام حديث
فعندما يتحدث العالم المتخلف والمتجمد عن تأجيل العلم والقانون أو تتنوع طرق التزوير والإفساد نتوقع أن ذلك بفعل التمسك بمكاسب المركزية وسقف النخب الخاضعة والهرمة والتقليدية المحافظة والإصلاحية المحدودة
حيث الأساس هو المشكلة ولا يمكن للنظام الذي يعيد تدوير القديم محلي وعالمي ويكتفي بالعصرية أن ينتج واقع منافس أو حديث

فحداثة العلم والقانون هما بداية الأساس الحديث الكامل الذي يبني عليه ولكن الواقع المتخلف والمتجمد يختار بين عدة حلول للتطور الإجباري بعد كثرة وطول الفشل وإستمرار عدم الإعتراف بقيمة الحداثة الجوهرية :
- يخترع العجلة حيث ينشأ نفس النظم العالمية القديمة علي أنها نظم جديدة
- يعيد إنتاجه القديم الفاشل بنظام تدارك الخطأ القديم لإنتظار نتائج مختلفة
- يشتري النظم الأحدث كل يوم لغرض رداء الإستهلاك العصري الشكلي ويرفض أن يدرس ويتعلم قيمة وجوهر الأنظمة الحديثة
- يستورد بفطرة التخلف البدائية كل الألاعيب من النظم الناجحة في إخضاع وإلهاء وإستغلال شعوبها وتمرير فساد كبارها وهروبهم من المسئولية ليغزل وينسج ويفصل ويحيك منها رداءه الجديد من نظام يخدم مركزية وإستهلاك وتربح فئة الكبار فقط ونصدم أن الانتعاش مؤقت ولا علاقة له بجوهر النظم الحديثة غير بنسبة محدودة
فالتطور الحقيقي هي أن نستوطن الحداثة من العلم والقانون كمعايير لكل شئ لتنتج إنسان ومجتمع ودولة حديثة لتصبح بالممارسة ككل العالم الحديث راسخة الحداثة طامحة دائمة لمزيد من النمو والرقي
وليس أن نبقي الأنظمة محافظة وإصلاحية لتنتج كل يوم مزيد من مراكز القوي وشللية مجموعات مصالح منغلقة وعصابات
..
مركزية سلطة تؤدي إلي نفاق تبعية النخب يؤدي إلي ترهل وتقزيم العقل الجمعي



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبل الفساد التراكمي
- شعوب خام وشعوب ناضجة
- دائرة الإصلاح الديني الجهنمية
- التعليم المصري عقبة بن نافع وتاريخ الخلافة
- من أكثر كذب وقذارة الدول المتقدمة أم المتخلفة؟
- جمهوريتنا إمتداد من الخلافة العربية الإسلامية
- التشوه الإنساني في العالم الثالث
- فخ السلطة الدينية وتجديد الإرهاب الديني
- القتل الديني
- جربت أن ...
- بين التعليم المرفوض المفروض والمرجو
- الموت الديني الإكلينكي
- أفلام علقت بالواقع
- الأديان الإبراهيمية والتاريخ والقتل
- برقيات للعام الإقتصادي من هنا وهناك
- لا خوف من الفشل
- لإيجاد عسكري أقرب للعلمانية !؟
- فصل الدين عن المال والسياسة
- المرأة والديانة المسيحية بين التدمير والتنوير
- التجربة الإسرائيلية أم التجربة السعودية ؟!..


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - مركزية .. تبعية .. تقزيم ..