أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم الجبين - لا بد أن يعرف الجميع الآن وعلى وجه السرعة ..ما المسموح والممنوع على المثقفين السوريين ؟















المزيد.....


لا بد أن يعرف الجميع الآن وعلى وجه السرعة ..ما المسموح والممنوع على المثقفين السوريين ؟


إبراهيم الجبين

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


سؤال لا يمكن الإجابة عليه, حقيقة‎, ‎دون اللجوء إلى الكثير من الحيل المعقّدة ربما أكثر من تعقيد ‏السؤال ذاته, ولأن‎ ‎طريقة صوفية ما قالت إن السؤال أهم من الجواب ..فإننا نطرح هذا السؤال ونلقيه ‏في‎ ‎فضاء التفكير‎. ‎
ولكن لماذا نطرح‎ ‎هذا السؤال الآن وفي (الثورة) السورية ? وهل نحن حقاً بحاجة لطرحه على ‏صفحات الجرائد كي نعرف إن كان ثمة‎ ‎ممنوع أو مسموح نعمل وفقه أو خلاله أو من حواليه ?!‏‎ ‎
سادت ثقافة‎ ‎المنع والتحريم الساحة العربية عقوداً طويلة وربما عدة مئات من السنين , مع أن‎ ‎البداية ‏كانت طيبة حين كان النبي يقول (إقرأ يا معاذ فكل حسنٌ ) ولم يكن يستوقف‎ ‎أحداً حتى على خطأ ‏لفظي ! بعد ذلك تفرد ورثة التاريخ بالرأي وكان عليهم أن يحسموا‎ ‎تماماً جواباً على سؤال أخطر هو ‏‏: من مع ومن ضد ? وكأنها معركة ...مع أن البدء هو‎ ‎كلام في الثقافة وحوارالذهنيات وطيران ‏الأفكار هنا وهناك, ولكن في هذا الوقت يكثر‎ ‎إلحاح المثقفين على سؤال الممنوع والمسموح وربما ‏تعلو أصوات بعضهم بالاحتجاج على‎ ‎منعهم من فعل أي شيء قبل حتى أن يفكروا بفكرة ما, وهي ‏حجة مريحة بكل حال, وتجلب‎ ‎المزيد من البريق حين ينأى المثقف في زاويته متذرعاً بالمنع!!‏‎ ‎
أحد الكتاب اتصل‎ ‎محتجاً ذات يوم على جهة ما وكان يستفسر عن سبب (عدم منع كتابه) !!! بالمقابل ‏هناك‎ ‎من يمنعك من فعل أي شيء لأسباب لا تنتهي آخرها (المصلحة العامة) ..أحياناً لا يعجبه‎ ‎شكلك ‏‏..أو لكنتك ...أو يثيره أن تبادر لفعل أي شيء بينما لا يجرؤ هو على اختراع‎ ‎فكرة ما ...‏‎ ‎
أحياناً يستيقظ‎ ‎في داخل أحدهم شيطان الوصاية ويعتبرك خارج السياق وخارج البلد!! وأحياناً تتهم ‏بأنك‎ ‎عميل ..أو متجاسر....أو ..أو إلخ .‏‎ ‎
مشكلة ...ولا حل‎ ‎سوى بالحوار ...لأن الحالة الثقافية هي ضرورة وليست ترفاً كما ظننا وظن ‏الآخرون‎ . ‎وهي الحامل الوحيد الذي يجدر به أن يقيل البلاد في عثراتها , وهو يليق بأن يصبح‎ ‎رسالتنا التي تصل إلى العالم.‏‎ ‎
ولكن كيف نحل‎ ‎المشكلة ...? وليست لدينا أية جسور تربط الرأيين ...رأي من يمسك بقرني الأدوات‎ ‎الثقافية ..ورأي من يعتقد أنه (مثقف) ومن يرى في نفسه محرّكاً ثقافياً للبلاد.‏‎ ‎
وحين اصطدمت‎ ‎الثقافات في العالم يوماً ما , كان عليها ان تعيد النظر في المنجز المشترك لها‎, ‎بدلاً ‏من التناحر على (مقعد الحكمة) الذي دأبت البشرية على تمجيده , الآن لم يعد‎ ‎هذا متاحاً فالخيار ‏الأوحد هو خيار الحوارلا خيار الانطواء ولا التفرد بالتفكير.‏‎ ‎
بعض المثقفين‎ ‎السوريين فضّل الحديث عن هذا السؤال على طرق عدة, منهم من قال كلاماً يوحي ‏بأننا في‎ ‎أوج تحاورنا...!! ومنهم من شكك بذلك, ومنهم من تحدث عن تحريم طرح أسئلة من هذا‎ ‎النوع ...ومنهم أيضاً من رفض الفكرة من أساسها ورفض السؤال وجوابه ...بعضهم خائف من‎ ‎طرحه وبعضهم خائف من أن يذكر اسمه على هذه الصفحة..مع أننا رغبنا فقط في أن نتحاور‎ ‎عن ‏المسموح و..الممنوع !!‏‎ ‎
د.حسين جمعة‎ :‎‏ ـ رئيس اتحاد‎ ‎الكتاب العرب‏‎ ‎‏:‏‎ ‎اختلاف الرأي سعة في الرأي ..‏‎ ‎

‏‎ ‎
لا شي لدينا‎ ‎ممنوع ومسموح ...ما دام المثقف ملتزماً بقضايا أمته وهموم مجتمعه, ويحاول أن يرتقي‎ ‎بحياة أبناء هذا المجتمع تحت سقف الالتزام الأصيل الصحيح ,والانفتاح على الآخر في‎ ‎إطار مبدأ ‏المساواة واحترام عقائده وثقافاته , لكن شريطة ألا تكون هذه الرؤية قائمة‎ ‎على الإلغاء ‏والاستئصال...لذلك عندما احترم عقيدتك ينبغي أن تحترم عقيدتي ..عندما‎ ‎أحترم طريقتك في التفكير ‏‏..ينبغي أن تحترم أيضاً طريقتي في التفكير ...‏‎ ‎
وما هدم المروءة‎ ‎والأوطان ومزّقها إلا الاقتتال خلف آراء متعصبة ولا ترى الآخر ...‏‎ ‎
مادمت تحب هذا‎ ‎الوطن ...فأهلاً وسهلاً ..هذا الوطن يستطيع أن يستوعب الجميع .‏‎ ‎
لدي إيمانات‎ ‎وأنت لك إيمانات وآراء أخرى وهذا وارد في مذكرات حقوق الإنسان وفي مبادئ الثورة‎ ‎الفرنسية وفي عقيدتنا ...( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) كما في القرآن الكريم‎ .‎ولا داعي إذا ‏اختلفت معك بالرأي أن أجرّدك من كل شيء وأصفّيك فكرياً وجسدياً ..لأن‎ ‎اختلاف الرأي سعة في ‏الرأي ..‏‎ ‎
د.محمد عضيمة ـ شاعر أستاذ‎ ‎الآداب العربية في جامعة طوكيو‎ :‎ما هو الحرام وماهو الحلال?‏‎ ‎
من هو المثقف‎ ? ‎الشاعر ? الروائي ? الصحفي ? المسرحي? الممثل ? المخرج ? رجل الدين ? ‏بالاجابة على‎ ‎هذا نستطيع الإجابة على السؤال . لكل واحد من هؤلاء مسموحات وممنوعات, ‏المسموح بها‎ ‎للفنان التشكيلي يختلف عن المسموح به للروائي أو للشاعر, المسموح به, مثلاً للمثقف‎ ‎الديني غير مسموح به إطلاقاً للأصناف الأخرى من المثقفين.‏‎ ‎
الساحة الثقافية‎ ‎مفتوحة كالسماء أمام المثقفين الدينيين, ولاأحد يستطيع الاعتراض على ما يقولون وما‎ ‎ينشرون مهما بلغت درجة خطورته على الصعيد التربوي المحض, ممنوع على المثقفين‎ ‎العاديين, ‏الذين يقصدهم السؤال, الخوض في كل ما يتعلق بالوعي الديني الذي يروّج له‎ ‎من على جميع المنابر, ‏يسمح لك كمثقف , أن تكون ديماغوجياً, ببغاءً , ويمنع عليك‎ ‎التفكير بشكل منطقي, لذلك تزداد ‏حالات الهلوسة بين المثقفين السوريين, في سورية لا‎ ‎توجد ثقافة, بالمعنى المتداول للكلمة, بل هناك ‏ثقافة دينية لا غير, لذلك سأعيد‎ ‎صياغة السؤال على الشكل التالي : ما هو الحلال والحرام في نظر ‏المثقفين السوريين‎? ‎أو ما هو المحرّم والمحلّل على هؤلاء? الثقافة الدينية تجرف الجميع , وكتب الفقه‎ ‎المعروفة والمتداولة تحدد جيداً ما هو المسموح والممنوع على المثقفين السوريين .‏‎ ‎
‏‎ ‎
طه خليل ـ شاعر: أعتقد‎ ‎أنه ممنوع مثلاً أن أجيب على هذا السؤال ...!!‏‎ ‎

‏‎ ‎
لكن إذا افترضت‎ ‎أنني يمكن أن أجيب على سؤالك الممنوع ..فسأقول : الحالة الجماعية التي عشناها‎ ‎ونعيشها في البلد على مدى سنوات , أظن أنها رسّخت لدى الجميع (مثقفين وغير مثقفين‎) ‎أن مفهوم ‏الوطن والمواطنة هو الرضى بما يأتي إلينا من قرارات وتعليمات, وإذا كنا‎ ‎نعتقد خلاف ذلك في ‏بعض الأحيان فإننا لا نمارس حرية التعبير والجهر بآرائنا‎ ‎والإجابة على مثل هذا السؤال إلا في ‏سهرة صغيرة ومع مجموعة صغيرة من‎ ‎الأصدقاءالمقربين جداً .‏‎ ‎
هذا يعني أن‎ ‎هناك حالة من عدم الاطمئنان ..التي رسّخت في أذهاننا على مرّ الزمن أن لا طائل من‎ ‎الكلام.‏‎ ‎
ـ وماذا عن‎ ‎غيرالكلام ?! الفعل الثقافي الحقيقي ..خارج السهرات !‏‎ ‎
الفعل الثقافي‎ ‎يحتاج إلى فسحة من الحرية ...وكي لا أحلم كثيراً أقول ..إلى زاوية صغيرة من‎ ‎الديموقراطية ..وهذا ما نفتقده في الفعل الثقافي ..‏‎ ‎
ماذا يعني لو‎ ‎كانت لدي كل إمكانات الفعل والحراك الثقافي ولا أستطيع إيصالها إلى الآخر المعني‎ ‎بالمسألة عبر وسائل طبيعية !!‏‎ ‎
لذلك أرى أننا‎ ‎عندما نكتب شيئاً حقيقياً وصادقاً ومؤثراً فإننا نتجه إلى الصحافة الخارجية .‏‎ ‎
ـ من الذي‎ ‎يسمح ويمنع برأيك ?!‏‎ ‎
المضحك بالأمر‎ ‎ربما الآن ..أنه اصبح هناك من يسمح لنا بهامش صغير لكن الغول الذي تربى في ‏داخلنا‎ ‎وطالت أنيابه موجود ولذلك فنحن نمنع أنفسنا بأنفسنا .‏ ‏
ـ ‏‎ ‎لو سمح لكم‎ ‎بأن تفعلوا أي شيء مما تريدون ...ماذا ستفعلون ?‏‎ ‎
أولاً أنا أعترض‎ ‎على تعبير ( أي شيء) لأنه لا يمكن لمخلوق على وجه الأرض في أي بلد كان أن ‏يتمكن من‎ ‎فعل أي شيء ...لا في النظم الملكية ولا في الديموقراطيات ولا في غيرها ...لكن أظن‎ ‎أنه ‏لدينا كم هائل من الفعاليات الثقافية النظيفة التي لديها الكثير لتفعله وتقوله‎ ‎لمصلحتنا كشعوب ‏وكأوطان ..لماذا لا يختار أو ينتخب (المثقفون) وزيراً للثقافة مثلاً‎ ?! ‎ولماذا على الكتب التي ننوي ‏إصدارها أن تمر بوزارة الإعلام ?!‏‎ ‎
وأعود للسؤال‎ : ‎في كل بلدة من بلداننا هناك مركز يسمى (المركز الثقافي العربي) هل استطاعت هذه‎ ‎المراكز على مدى نصف قرن أن تقدّم حالة ثقافية واحدة ?!‏‎ ‎
‏‎ ‎
متعب أنزوـ فنان تشكيلي‏‎ ‎‏ : نحن‎ ‎مثقفون مشردون‏‎ ‎

‏‎ ‎
هل كان ذلك مجرد‎ ‎خدعة من الطراز الرفيع?.. المفزع حقاً أن هذا التساؤل لا يطال العناوين فقط, بل ‏إنه‎ ‎يزعزع أركان حياتنا برمتها. كان هذا منطق الثقافة العربية في وعيها ولا وعيها, وفي‎ ‎ممارستها ‏السياسية وتشكيلاتها المجتمعية عَبَر سلسلة جعلت من سلوك الرقابة واحداً‎ ‎من أضخم النشاطات التي ‏تزاولها مزاولة شرسة لاتهدأ ولا تتهاون ولا تهادن. ومن وظائف‎ ‎الرقابة الأهم هي نشر وعي واحد, ‏وعقل واحد, ومبادئ واحدة, وتاريخ واحد موحد, وفن‎ ‎واحد, وذاكرة أزلية واحدة, لا شك فيها. ‏وكانت الرقابة (ومازالت) تحرس قيماً واحدة‎ ‎للجميع, يلتزمون بها في شتى ميادين الأخلاق والسياسة ‏والعمل والعائلة.. الخ, وهذا‎ ‎ما نتج عنه قمع مسرف تجاه كل جنوح نحو الخصوصية.. في هذا المناخ ‏تصبح سيرة الزمان‎ ‎والمكان في معناها الحقيقي عبارة عن(فضيحة) لا يمكن التسليم بها, فالذي تعود ‏على‎ ‎آلية الأسرار ترعبه العلانية.‏‎ ‎
ودفع الجميع ثمن‎ ‎ذلك الكثير من التنازلات التي سميناها(التفافاً) مرحلية وتقتضيها الظروف.. حتى‎ ‎أصبحنا لا نعلم ماهي حرية المثقف وما هي ملامحها , وتعوّدنا امتثالاً مشينا‎ ‎للمحرمات والممنوعات ‏ولأخلاق فنية لا ندري مصدرها, وكذلك جملة شروط مكتوبة ومكتومة‎ ‎بالشمع الأحمر. ولم تسعفنا ‏الرقابة والجموع والجماهير, والغرب والشرق والدين‎ ‎والأيديولوجيا.. وإذا بنا بلا ذاكرة وبلا حقائق ‏نهائية, ليس كأشخاص فحسب, وإنما‎ ‎كفكرة بلاد , ومجتمعات حديثة, ومدنية. مثقفون مشردون ‏منفيون, مروضون, بلا مدنهم‎ ‎ومقاهيهم, بلا صحافتهم, بلا معنى بامتياز. في هذا السياق يشعر ‏المثقف باغترابه عن‎ ‎الجموع وعن فكرة الوطن وعن إعادة التشكيل الجارية على قدم وساق في ‏ترتيب المجتمع‎ ‎على أسس فئات جديدة لا ندرك ماهيتها (طفيليون, مستثمرون, عاطلون, مضاربون, ‏أثرياء‎ ‎التجارة المشبوهة, المقاولون والمستشارون).‏‎ ‎
كل هذا يذهب به‎ ‎إلى مرارة الفقدان, وخسارة دوره التاريخي كمثقف (عضوي) حسب تعبير ‏‏(غرامشي).‏‎ ‎
رشا عمران ـ شاعرة مديرة‎ ‎مهرجان الملاجة الثقافي: ‏‎ ‎مازلنا متخلفين..!!‏‎ ‎


‏‎ ‎
الممنوع الذي‎ ‎تكرّس عبر نشاط سياسي واجتماعي طويل أدى بشكل ما إلى حالة معاكسة دون انتباه ‏الرقيب‎ / ‎الممنوع السياسي الديني الأخلاقي الاجتماعي / بدأ يظهر كثيراً في كتابات العشر‎ ‎سنوات ‏الماضية وفي الكتب التي صدرت في سورية خلال تلك السنوات ..‏‎ ‎
ـ إذا كان كل‎ ‎شيء مسموحاً ...ماذا ستفعلون ?!‏‎ ‎
لا شيء‎ ...‎بالنسبة لي شخصياً ..لا مشكلة في المسموح والممنوع ....المشكلة ليست في القوانين‎ ‎ولكنها في الكاتب ذاته , هذه الرقابة التي شكّلت طيلة سنوات صنعت رد الفعل الغريب‎ ..‎لأن هناك ‏ممنوعات كثيرة أصبحنا نكتب في الممنوعات !!!‏‎ ‎
البحث عن‎ ‎الممنوع بقصد ودراية ..لأن كل ممنوع مرغوب .‏‎ ‎
ـ ألا يوجد‎ ‎أية مشاريع أوبرامج ..لو كان كل شيء مسموحاً ?!‏‎ ‎
على مستوى‎ ‎الكتابة الشخصية لا شيء سيتغير ...ولكن على مستوى النشاط الأهلي والمدني‎ ‎سيتغيّرالكثير ...مثل إقامة نشاطات من خلال المؤسسات الخاصة ..لأن المؤسسات الرسمية‎ ‎لن تنتج ‏أي حراك ثقافي .‏‎ ‎

‏ ـ قليلاً !!‏‎ ‎
لن نخدع أنفسنا‎ ...‎ماذا نفعل نحن ? لا نفعل شيئاً ولا نتنج أي مشروع ثقافي حقيقي ..لدينا كتاب‎ ‎ومثقفون وليست لدينا حالات ثقافية ..حالة ثقافية سورية ...مثل المصرية والمغربية‎ ‎وغيرها ...‏‎ ‎
السبب بالتأكيد‎ ‎هو (أحد أو كل الممنوعات) !!‏‎ ‎
ـ ألم يواجهك‎ ‎الممنوع والمسموح في إقامة مهرجان الملاجة الذي تديرينه ?!‏‎ ‎
كان هناك القليل‎ ‎من الشروط ...ولكننا تجاوزناها ..هي تفاصيل بسيطة لم تؤثر على سير المهرجان ‏‏..في‎ ‎البداية كنا نعرف ما هو المسموح والممنوع وخرجنا من هذه الحالة تدريجياً .‏‎ ‎
ـ برأيك في‎ ‎مناخ ثقافي كهذا يمكن أن نفعل شيئاً ?‏‎ ‎
أعتقد أننا يمكن‎ ‎أن نفعل شيئاً في أي مناخ .‏‎ ‎
‏‎ ‎
خضر الآغا ـ شاعر وناقد‏‎ ‎‏: في‎ ‎هذه المرحلة السورية..كل شيء مسموح ..وكل شي ممنوع بآن معا‏‎ ‎
لست متأكداً من‎ ‎معرفتي بالمسموح والممنوع على المثقفين السوريين في هذه المرحلة , ففي مراحل ‏الشدة‎ ‎أو التوازن الديموقراطي في المجتمعات تتشكّل بوضوح اعمدة المسموح وأعمدة الممنوع‎ , ‎أما ‏في مراحل أخرى ...أي التي لا تشكّل محدّداً لها, فإن الأعمدة تتداخل, ويتحول‎ ‎المسموح في مدة ‏زمنية قصيرة إلى ممنوع, وبالعكس, في هذه المراحل أيضاً, ثمة ترقّب‎ ‎وتوجّس لدى الجميع: مثقفين ‏وسواهم, إذ لا أحد يعرف متى تشتد تلك الرخاوة ...لكن من‎ ‎المؤكد أنها لا تنتج توازناً ...‏‎ ‎
في هذه المرحلة‎ ‎السورية..كل شيء مسموح ..وكل شي ممنوع بآن معاً ..وإن معرفتهما بوضوح ‏ليست بدهية‎ ‎كما يخيّل للوهلة الأولى !‏‎ ‎
غادة الأحمد‎ :‎ـ محررة في‎ ‎الأسبوع الأدبي‏‎ ‎‏:‏‎ ‎ممنوع الاقتراب‏‎ ‎

‏‎ ‎
قائمة الممنوعات‎ ‎تطول من التابويات السياسيةوالجنسية والدينية, إلى العادات والتقاليد الاجتماعية‎, ‎ممنوع عليك الاقتراب أو مجرد التفكير فيها وإذا حاول أحد أن يتجرأ على هذه‎ ‎التابويات فهناك ألف ‏وسيلة منع ابتداء من الرقابة الاعلامية , وأريد أن أتكلم هنا‎ ‎عن الرقابة الذاتية , وصل المثقف ‏السوري إلى درجة أنه وضع لنفسه خطوطاً حمراء ذاتية‎ ‎الصنع, وراح يقلب أفكاره في دائرة مغلقة ‏يجترها اجتراراً .‏‎ ‎
ما العمل ...لو‎ ‎سمح كل شيء ?‏‎ ‎
عادة حرية‎ ‎التعبير تعطي مجالاً لاختلاف الأفكار , فإذا طرح كل واحد كل ما يريد طرحه يكون‎ ‎لدينا ‏إنتاج ثقافي وفكري ..وبتقبل الآخر والتصادم مع تفكيره بحرية سنصل إلى حالة‎ ‎صحية في سورية , ‏ويمكن أن نعيد إنتاج مشهد جديد للثقافة السورية افتقدناه زمناً‎ ‎طويلاً .‏‎ ‎
ما الذي يمنع‎) ‎إعادة تشكيل المشهد الثقافي السوري) ?!‏‎ ‎
القائمون على‎ ‎الشأن الثقافي ..والجو الصحفي والتلفزيون ..أولئك الذين يعطون نفس النتائج كل مرة‎ ‎مهما تبدلت الوجوه ..هم نتاج مرحلة من التفكير هي التي شكّلت منظومتهم الثقافية‎ ‎المؤدلجة .‏‎ ‎
ماذا سيفعل‎ ‎المثقفون السوريون لو كان كل شيئ مسموحاً?‏‎ ‎
ندى القادري ـ قسم المخطوطات‎ ‎في اتحاد الكتاب : الحصار خفّ‏‎ ‎
لست قارئة‎ ..‎ولكن أعرف أن هناك ثالوثاً محرّماً ....السياسة الدين الجنس ...وكان هذا الثالوث‎ ‎ممنوعاً الدخول إليه سابقاً ولكن الآن ..خفّ الحصار على هذه المناطق المحرّمة ما‎ ‎عدا التحريض ‏الطائفي , وما هو سياسي فهو مسموح مالم يتطاول على كرامات‎ ‎كبارالمسؤولين أو يمس بالقيادة , ‏أما ما عدا ذلك فهو مسموح بالحدود المعقولة , أما‎ ‎لمحور الجنسي فيسمح به ما لم يسء إلى المشاعر ‏العامة في الشارع ..ولا يسمح لأحد‎ ‎بذكر تفاصيل فاضحة .‏‎ ‎
‏‎ ‎
نهلة السوسو ـ قاصة وإعلامية‏‎ ‎‏:‏‎ ‎معاناتي‏‎ ‎مع الحلقات‎ ‎الغبية‏‎ ‎
المشكلة كما‎ ‎أراها أنه (ممنوع أن تبدع)!! لأن يوجد بينكم وبين الناس حلقات غبية.. هي المفاصل‎ ‎التي تجعل من نفسها وصياً على الابداع وتفكر بعقلية كبيرة فتمنع كل جديد, أريد أن‎ ‎أذكر برواية ‏لجنكيز ايتماتوف عنوانها (يطول اليوم أكثر من قرن..), لم ينشر ايتماتوف‎ ‎روايته كاملة أيام الاتحاد ‏السوفياتي فقام باقتطاع جزء منها نشره فيما بعد كرواية‎ ‎مستقلة بعنوان (غيمة جنكيز خان البيضاء).. ‏وذلك ليقينه بأنهم سيقومون بمنع الرواية‎ ‎من النشر, وهو مارس دور الرقيب على ذاته تلقائياً!‏‎ ‎
حدث في أميركا‎ ‎مرة أن مُنع كتاب لشاتو بريان. واعتبر تافهاً لأنه يتحدث عن طبخة كما اعتقدوا!!‏‎ ‎
شخصياً لم أعانِ‎ ‎سوى من تسلط(الحلقة الوسيطة) بيني وبين المتلقي..‏‎ ‎
الآن أرى أن‎ ‎القيود خفت قليلاً.. عموماً يقدر الكاتب على دخول الممنوع -كما يسمونه- بأساليب‏‎ ‎متعددة.. ولكن بعض الناس تهوى المنع!‏‎ ‎
ممدوح عزام‎ ‎ـ روائي : ‏‎ ‎العواقب تهدد أي مثقف‏‎ ‎


‏‎ ‎
تمكنت السلطات‎ ‎في سنوات الستينات من تهميش الثقافة والمثقفين وإبعادهم بوسائل متعددة عن دائرة‎ ‎الفعل , وخاصة المثقف بوصفه لاعباً اجتماعياً وفكرياً .واصبح تأثيره يقتصر فقط على‎ ‎نتاجه ‏الإبداعي الذي ايضاً تهمش بالطريقة ذاتها وأصبح الإعلام مكرساً للكتاب‎ ‎الرسميين الذين أخذوا ‏يوسعون من دائرة تأثيرهم.‏‎ ‎
السياسي أعطى‎ ‎للمثقف موانع هامة في دائرة الفعل الثقافي وحاول أو يؤبد سيطرة السياسة.‏‎ ‎
التعبير‎ ‎الإبداعي هو تعبير فردي وحريته في أن يسقط من أمامه الممنوع والمحرم او ما أصبح‎ ‎يعرف اليوم ب (المسكوت عنه) , أما مجال عمل هذا التعبير فقد كان محدوداً بسبب‎ ‎القيود والعواقب ‏العديدة التي يمكن أن تهدد أي روائي أو كاتب أو شاعر يفكر في‎ ‎الدخول في نسيج الحياة الوالعلاقة ‏بين الناس والسلطات (بكل أشكالها ), خاصة وأن‎ ‎الكيان الاجتماعي في بلادنا فيه تعالق بينه وبين ‏أجهزة السلطة, وكانت السياسة داخلة‎ ‎في النسيج اليومي لحياة المواطن شاباً كان أم شيخاً وهذا ساهم ‏في أن يزيد بشكل غير‎ ‎اعتيادي حجم الممنوع السياسي...وعندما سعت السلطات إلى أن تكسب ‏التنظيمات‎ ‎الاجتماعية إلى جانبها ازداد أيضاً حجم المحرّم والممنوع ..ووقفت عندها, إلى جانب‎ ‎السلطات السياسية, سلطات المجتمع .‏‎ ‎
والكتابة كفعل‎ ‎ثقافي مهمته استهداف الممنوعات ولذلك كانت تقابل بالتحريم والمنع وبأشكال اخرى ‏من‎ ‎الإلغاء.‏‎ ‎
كيف تكتب وفوقك‎ ‎كل تلك الممنوعات ?!‏‎ ‎
المواطن الخائف‎ ‎هو مادة للرواية ..وما لم يختمر في أذهان الروائيين هو أن هذا الإنسان هو مرشح‎ ‎ليكون بطلاً لأعمال ستؤرخ لهذه المراحل الزمنية..أريد أن اقول شيئاً ...سأل أحدهم‎ ‎جيمس جويس : ‏ماذا كنت تفعل أثناء الحرب العالمية ?‏‎ ‎
قال جويس : كنت‎ ‎أكتب يوليسيس ...ولكن أنت ماذا كنت تفعل ?!‏‎ ‎
ـ طبعاً لم يكن‎ ‎ذلك السائل يفعل شيئاً, كما يعتقد ممدوح عزام الذي أعطانا هذا الكلام لنشره في ملف‎ ‎عن الرواية السورية ..‏‎ ‎
وما الذي يمكن‎ ‎أن يفعله شخص يطرح سؤالاً كهذا ?! سوى البحث عن عذابات المثقفين والمبدعين ‏للإيقاع‎ ‎بهم في فخ السؤال ..هل كنتم تحاربون مع الجنود في الحرب العالمية الأولى ?! أبداً‎ ‎كانوا ‏يخلقون فنونهم وعبقرياتهم.في أسوأ الظروف ...وليس فقط تحت سقف المسموح‎ ‎والممنوع!!!‏‎ ‎



#إبراهيم_الجبين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أن تربّعت على عرش الثقافة عقوداً ... سورية : الأسماء الك ...
- الصفحات الثقافية في الصحافة الرسمية ...المزيد من الاستخفاف ب ...
- هل سيتعلم النظام في سوريا فن الإملاء؟
- دم فلسطيني أبيض في شعر رائد وحش: محاولة جريئة لتصحيح الغلط
- خمس وسبعون على ولادة الآنسة مار?ل
- ماذا لو كان تيسير علوني إسرائيلياً ؟
- لماذا لا يوجد (جدل) في دمشق؟
- زكريا تامر لم يشتر بيتاً في دمشق لأنه لم يعثر عليها
- البحث عن بني أمية في سوريا الأسد
- أن تكون من أقليات سوريا 2005
- أخلاق العبيد في سوريا الحديثة
- من السوري إبراهيم الجبين إلى السوري بشار الأسد
- لن يكون هناك هيئة لاجتثاث البعث في سوريا ..فاطمئنوا


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم الجبين - لا بد أن يعرف الجميع الآن وعلى وجه السرعة ..ما المسموح والممنوع على المثقفين السوريين ؟