أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي الدين محروس - الحوارات حول الأديان














المزيد.....

الحوارات حول الأديان


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الحوارات بين رجال الدين من مختلف الأديان والمذاهب قديمة، قِدم هذه الأديان. وكلنا يذكر الحروب تحت الشعارات الدينية مثل: الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية، وصولاً إلى إقامة الدولة الموعودة - إسرائيل على أرض فلسطن. وكل هذه الحروب الدامية، كانت لأهداف سياسية للسيطرة السياسية، ولامتلاك ثروات الشعوب تحت غطاء ديني: لنشر هذا الدين " الحق" و إقامة "، هذا العدل " ….إلخ.

لكن مع تطور البشرية والإنسانية وفي النصف الثاني من القرن العشرين، توصل العقلاء من رجال الديانات المختلفة من ذوي التوجه الإنساني إلى عقد المؤتمرات الدينية المشتركة بينهم، للبحث عن ما هو مشترك من قيم إنسانية مثل: السلم العالمي، ومحبة الإنسان، وقيم أخلافية من الصدق والعدل...إلخ. ويلخص هذا المنحى على مستوى الدولة تبني شعار: „ الدين لله والوطن للجميع".

يقف على نقيض هذه القفزة النوعية في العلاقات الإنسانية بين أصحاب مختلف الديانات المتشددون من أصحاب الديانات مثل: الجهاديون والسلفيون من المسلمين السنة، وبعض رجال الدين من الشيعة – خاصةً في إيران ولبنان، وبعض رجال الدين من الكنائس المسيحية، وصولاً إلى التنظيمات المسيحية الإرهابية في القارة الأمريكية والإفريقية، وكذلك بعض رجال الدين من اليهودية، خاصةً في إسرائيل. هؤلاء لا يكتفون في العداء لأصحاب الديانات الأخرى، بل يحرضون و " يحللون" حمل السلاح والقتال لأصحاب الديانات الأخرى: تحت شعارات: „نشر الدين الحق"!
هؤلاء يعتقدون بأنهم يملكون " الحقيقة المطلقة" ودينهم هو " الدين الحق" ! بينما في العلوم دائماً يكمن عنصر الشك والنسبية، وهو جوهر التطور العلمي. في الديانات لا يوجد شك في الاعتقاد والدين، فهي حقائق مطلقة ( لأصحابها)، حتى مجرد الشك يُعتبر شكل من أشكال الكفر.

ونلاحظ اليوم وبشكلٍ جلي هذا الصراع بين الاتجاهين السلفي – الوهابي، وبين التوجه للقاء أصحاب الديانات في القيم الإنسانية، وذلك في العديد من البلدان العربية، وخاصةً في "البلدان التي بدأت فيها ثورات الربيع العربي. ونرى كيف تم سن القوانين مؤخراً في تونس التي جاءت نتيجة صراعات طويلة، باتجاه توسيع الحريات والحقوق للمواطنين.

هنا من المفيد التأكيد على أن العلاقة بين الإنسان وربه، هي علاقة عمودية، وهو ما تؤكده الكثير من النصوص الدينية. بينما العلاقة بين الإنسان والإنسان، هي علاقة أفقية، هي علاقات أسرية واجتماعية. لذا من الأفضل هو عدم الخلط بين هاتين العلاقتين، إلا بما يفيد الإنسانية بصورة مشتركة.

من هنا، تأتي أهمية التصدي للتيارات الدينية المتطرفة في مختلف أشكالها وألوانها، من خلال نشر ثقافة المواطنة المتساوية لجميع المواطنين، ثقافة المحبة والإخوة الإنسانية، مع ضمان حقوق أصحاب العقائد المختلفة، وكذلك حقوق اللامتدينين.

لقد توصلت البشرية من خلال تطورها الطويل وبعد الحروب وسيل الدماء، إلى الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، وبناء دولة المواطنة، وهي الدولة التي لا تميز بين مواطنيها على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر.



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين وصلت الثورة المضادة في سوريا؟
- أهداف الثورة المضادة ونتائجها في سوريا
- الذكرى السابعة لانطلاقة الثورة السورية والمهمات التي أمامها
- الحل السياسي لتحقيق أهداف الثورة السورية
- الثورة والثورة المضادة
- مقولة: - الحزب القائد - !
- تحرير المرأة والمساواة والجندر
- ظاهرة الفاشية الجديدة والتمييز العنصري
- أهمية المظاهرات من الناحية النفسية والاجتماعية والسياسية
- الثورة على الذات
- الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
- الثورة المضادة في سوريا
- التربية الأخلاقية
- الذكرى السادسة لانطلاقة الثورة السورية
- التعصب القومي - الاقتصادي - الشعبوي
- من أهم عوامل النجاح: التعلم من الأخطاء
- الحوار الفكري و تحرير العقل
- ثورات الربيع العربي و بداية عصر النهضة الثاني
- سر النجاح في المفاوضات السياسية
- أهمية تحديد العدو الرئيسي!


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي الدين محروس - الحوارات حول الأديان