أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العسكرة الفارسية الجديدة وحرب يمنية مماثلة بالعراق!!















المزيد.....

العسكرة الفارسية الجديدة وحرب يمنية مماثلة بالعراق!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمر يوماً واحداً دون صدور تصريحات وخطب نارية ومقالات مشحونة بالعداء للعرب من شخصيات إيرانية من الخط السياسي والديني الأول ومن كتاب سياسيين ودون أن تمتلئ الصحف الإيرانية ونشرات الأخبار العالمية بها، بأمل أن تنعش الوضع الداخلي المتأزم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحقوقياً من جهة، وبهدف إشاعة التشنج والتوتر السياسي والاجتماعي بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط من جهة ثانية وإلها العب الإيراني بها أيضاً لينسى أوضاعه المأساوية. ولا يبقى كل ذلك دون ردود أفعال مماثلة من بعض الدول العربية التي تسهم بدورها في زيادة التوتر والتصعيد السياسي. خلال السنوات العشر المنصرمة تشكلت محاور سياسية وتفلشت، ثم تشكلت أخرى وتفلشت أيضاً، وما تزال تتشكل على نحو مخل في غير مصلحة شعوب المنطقة لا يحمد عقباه، لأن كل ذلك ناشئ عن رغبة في الاستحواذ والهيمنة واستغلال الشعوب وإخضاعها لسياسات الدول التي تعتبر نفسها كبيرة أو عظمى بالمنطقة، ومن حقها أن تقود المنطقة دون غيرها. فنحن أمام النظام الدكتاتوري والعنصري التركي، الذي يعيد إلى ذاكرتنا العهد العثماني البغيض من جهة، وأمام النظام الثيوقراطي الاستبدادي الفارسي، الذي يعيد بدوره إلى ذاكرتنا العهد الصفوي البغيض من جهة أخرى، وكذلك أمام الدولة السعودية التي تشكل محوراً خليجياً لتفرض إرادتها على الدول العربية، بدعوى الصراع المذهبي، من جهة ثالثة!!! أما مصر، فرئيسها "الأوحد" والمستبد بأمره وبشعبه، تخلى حالياً عن الهيمنة على المنطقة، فهو مشغول بسبل إخضاع الشعب المصري لإرادته وإرادة حفنة من العسكر لا غير، وليشبع الشبع المصري من الفول والبصل ومن الحرمان والبؤس والفاقة والسكن في المقابر. الحرب الطاحنة بسوريا والحرب الأكثر طحناً باليمن "السعيد!!" ما تزال مستمرة ويراد إشعال حرب منشودة من جانب إيران وتركيا بالعراق أيضاً!!
القادة الإيرانيون، السياسيون وشيوخ الدين في حوزة قم وغيرها، ولليس الشعب الإيراني، يحملون البغض والكراهية والحقد ضد الشعب العراقي، وهم يتمنون في السيطرة الكاملة والمكشوفة والمعترف بها من العراقيات والعراقيين على العراق كله. وهم يرون بالعراق ولاية من ولايات الدولة الفارسية، كما حصل في فترة الساسانيين ، أو في فترة الصفويين (إسماعيل الصفوي). وليس عبثاً إن ألقى وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أخيراً في ذكرى معركة ديزفول خطبة نارية ذات أهداف استعمارية صارخة وعدوانية ضد الشعب العراقي والعرب ومن أجل احتلال العراق في آن، حين قال:
"..، ان العراق بعد 2003 أصبح جزءاً من الامبراطورية الفارسية، ولن يرجع الى المحيط العربي، ولن يعود دوله عربيه مرة أخرى، وعلى العرب الذين يعيشون فيه ان يغادروه الى صحرائهم القاحلة التي جاءوا منها.. من الموصل وحتى حدود البصرة.. هذه اراضينا وعليهم إخلائها.."!!! هل هناك يا ترى وقاحة أكثر من هذه الصلافة، هل هناك إنسان عراقي شريف يستطيع أن يتحمل مثل هذه الإساءة الوقحة لكل الناس العراقيين والعراقيات، ولا يشعر بالإساءة الشديدة لكرامته وعزة نفسه!! لم يكتف وزير الدفاع الإيراني بذلك بل أضاف ما كنا نعرفه قبل هذه الخطبة العدوانية" بقوله:
" لدينا في العراق قوة الحشد الشعبي الشيعي، ستُسكِتَ اي صوتٍ يميل الى جعل العراق يدور حول ما يسمى بمحيطه العربي.. إن العراق عاد الى محيطه الطبيعي الفارسي"!! لم نشك يوماً بأن الحشد الشعبي وقادته هم عراقيون بالاسم، ولكنهم إيرانيون بالفعل، عدا أولئك الذين التحقوا في القتال بناءً على نداء السيد علي السيستاني للتطوع في ضوء مفهوم الجهاد الكفائي، إذ إن الآخرين هم من تلك المليشيات الشيعية التي تشكلت إما بإيران، كما بالنسبة لمنظمة بدر ورئيسها هادي العامري، وإما تلك البقية التي شكلها الإيرانيون بالعراق دون استثناء. وولاء هذه التشكيلات المسلحة ليس للعراق ولا تحت أمرة رئيس الوزراء، رغم القانون الصادر بهذا الصدد، بل يتلقون أوامرهم من العميد قاسم سليماني ومن وزير الدفاع الإيراني ومن الخامنئي، وليقل رئيس الوزراء العراقي ما يشاء في هذا الصدد، فهو ليس القائد الفعلي لهذا "الحشد الشعبي!". والغريب بالأمر أن ليس هناك واحداً من العراقيين والعراقيات العرب الشيعة، ولا من الحوزة الدينية بالنجف أو شيوخ دين شيعة أخرين، قد خرج إلى الملأ وصرح بالضد من هذه الخطبة الوقحة لوزير الدفاع الإيراني، والمضامين الاستعمارية التي جاء فيها، إذ إن السكوت علامة القبول والخضوع، بل حتى الركوع للقادة الفرس بإيران.
لم يكتف حسن دهقان بذلك، بل أشار إلى تنامي القوة العسكرية الإيرانية وإلى قدرة إيران في التصدي لكل العرب وإسقاط نظمهم السياسية، وأضاف: وسيلقون نفس مصير صدام حسين الذي قتلناه، انتبه يا شعب العراق، ليس الشعب العراقي من أعدم صدام حسين ورهطه، بل هم بالإمبراطورية الفارسية الجديدة حيث قال: كما "قتلناه!!!
يقول دهقان: " إيران اليوم وصلت الى مرحلة تصمم وتنتج فيها حاجتها من الصواريخ البالستية وكروز بمدى 3000 كيلومتر، .. لقد عدنا دوله عظمى كما كنّا سابقا، وعلى الجميع ان يفهم هذا، نحن أسياد المنطقة، العراق وافغانستان واليمن وسوريا والبحرين، عما قريب كلها تعود الى أحضاننا وهو مجالها الحر الطبيعي" ثم يضيف: “اليوم كل المحاولات في المنطقة تهدف الى اضعاف إيران، لكن إيران تقف بعزم وصلابة.”
كلنا شهود على نمو الروح العسكرية الانتقامية، والاستعدادات العسكرية، ونمو ترسانة الأسلحة الهجومية الإيرانية، وعديد القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني من جهة، وصرف المليارات من الدولارات الأمريكية من خزينة الشعب الإيراني على الحرب التي يشارك فيها الحرس الثوري الإيراني في كل من اليمن وسوريا من جهة ثانية، والاستعداد لحرب جديدة ربما بالعراق أيضاً، كلها تأتي على حساب حياة ومصالح ومعيشة وجوع وحرمان الشعب الإيراني، وإن هذا الشعب الأبي الذي أطاح بشرطي المنطقة، بشاه إيران ونظامه السياسي، لن يسكت، كما سكت حتى الآن، عما عاني منه خلال العقود التي مرت عليه، منذ الإطاحة بنظام الشاه عام 1979.
إن على العراقيين أن يرفعوا رؤوسهم عالياً، أن يصونوا كرامتهم من عبث العابثين، ممن يريدون الهيمنة على العراق وشعبه، واستغلال خيراته، وسلب حقوقه وحرياته، سواء أكان الغزاة قادمين من إيران أو تركيا. لن يصبح العراق جزءاً من الإمبراطورية الفارسية الجديدة أو تابعاً، كما لن يكون جزءاً من الإمبراطورية العثمانية الجديدة أو تابعاً لها، فهي أضغاث أحلام، وعلى الشعب العراقي أن يبرهن لهم ذلك.
إن تصريحات القادة بإيران تدفع بالأمور إلى حافة الحرب مع بقية الدول العربية وتركيا بالعراق، إنها تريد أن تحول العراق إلى ساحة حرب جديدة، كما هو حال سوريا واليمن، ساحة نفوذ لها، وهو ما يجب مقاومته ورفض الوجود الأجنبي الإيراني والتركي وأي نفوذ أجنبي آخر بالعراق. سوف لن يغفر الشعب العراقي لأتباع إيران بالعراق حين يسعون لتكريس إرادة إيران ونفوذها ووجودها ومصالحها بالعراق، ولا يستنكرون تلك التصريحات غير اللائقة وغير الحكيمة بل الاستفزازية لمشاعر وكرامة الشعب العراقي بكل قومياته واتباع دياناته ومذاهبه. كما سوف لن يسكت عمن يسكت عن التدخل العسكري الهمجي لتركيا لسوريا أو بشمال العراق وكردستان، إنه الوهم الذي سيسقطهم إن واصلوا الارتهان لإيران أو تركيا أو لأي دولة أجنبية أخرى.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبح أردوغان شرطي المنطقة ومجرم حرب في آن؟
- هل الفساد خيانة والفاسدون خونة للشعب والوطن؟
- لا لجرائم الإبادة العنصرية والفاشية، لا للدكتاتور أردوغان في ...
- حوار بين كاتبين حول فكر وأبحاث علي الوردي وفالح عبد الجبار
- نظرات في كتاب -مسيحيو العراق.. أصالة.. انتماء.. مواطنة- للدك ...
- كيف يساهم الإعلام في خلق وتأليه المستبدين؟
- المرأة العراقية والذكورية الجاحدة! في الذكر السنوية ليوم الم ...
- تزايد قلق الديمقراطيين من اليمين واليمين المتطرف في أوروبا!
- احتفالية تكريمية في منتدى بغداد للثقافة والفنون ببرلين
- فالح عبد الجبار، الإنسان الطيب والمناضل الشجاع والعالم الرصي ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- هل ستكون الانتخابات القادمة نزيهة في ظل نظام طائفي فاسد؟
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- أينما تمتد الأصابع الإيرانية تشتعل نيران الكراهية ويرتفع دخا ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم! [العراق بين جحيمي الهيمنة ال ...
- عن أي وحدة يتحدث رئيس الوزراء العراقي؟
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العسكرة الفارسية الجديدة وحرب يمنية مماثلة بالعراق!!