أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟














المزيد.....

قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5826 - 2018 / 3 / 25 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمجرد الإعلان عن احتمال عقد لقاء قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» في شهر مايو المقبل، فرح الكثيرون وتنفسوا الصعداء وكأنما أزمة كوريا الشمالية مع نفسها ومع المجتمع الدولي قد حُلّت.

وبطبيعة الحال، ليس هناك عاقل لا يريد أن يخيم السلام على العالم بصفة عامة وعلى شبه الجزيرة الكورية وجوارها بصفة خاصة، غير أن العقدة أكبر من أن تجد حلا بمجرد الحديث عن لقاء قمة بين دولتين ترسخ العداء بينهما على مدى عقود من الزمن، دعك عما بينهما من خلافات أيديولوجية وتوجهات سياسية متناقضة حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

إن من شروط أي حوار لحلحلة أي مشكلة هو بناء الثقة بين الأطراف المنخرطة في ذلك الحوار وتهيئة المناخ الصحي لاستمراره والحيلولة دون انتكاسة، ناهيك عن وضع أجندة واضحة للمحادثات والمفاوضات، وكل هذه العوامل والاشتراطات غير متوافرة حتى اللحظة، كي لا نقول إنها من قبيل الأماني صعبة التحقيق.

فقادة بيونغيانغ من المُحال أن يرضخوا لما تطلبه منهم إدارة الرئيس ترامب حول تصفية ترسانتهم النووية والباليستية شرطا لرفع العقوبات عن كوريا الشمالية وتأهيلها عضوا صالحا في المجتمع الدولي، وإعطاء الضو الأخضر لسيئول كي تبادر لانتشالها من واقعها المرير؛ لأن من شأن رضوخهم تعريتهم وسحب الورقة التي لطالما لوحوا بها لابتزاز المجتمع الدولي. كما أنه من المحال أن يتخلوا عن روابطهم السرية مع أنظمة بعض الدول التي يصفها الأمريكيون بـ«الدول المارقة». أما واشنطن فلن تقبل بأقل من ذلك الشرط كي لا تبدو، وهي القوة العالمية العظمى الوحيدة، وكأنها تفاوضت مع نظام ديكتاتوري أرعن دون أن تقبض ثمنا يوازي قبولها بفكرة التفاوض.

من وجهة نظري الشخصية، فإن ما يتردد في وسائل الإعلام حول قبول «كيم جونغ أون» بالجلوس على طاولة واحدة مع الأمريكيين، وإيفاده شخصيات من نظامه إلى دول غربية محايدة مثل السويد وفنلندا تحت يافطة التشاور حول القمة المقترحة التي وصفت بـ«قمة القرن»، ليسا سوى خدعة أو محاولة لشراء الوقت، ويمكن أن ينطبق عليها أيضا وصف المسرحية والمغامرة.

وتخبرنا التجارب السابقة أنه من المحال تأهيل نظام مثل النظام القائم في بيونغيانغ الذي خـُلق ليُحدث القلاقل والأزمات ويقتات عليها، وإلا فإنه أتيحت له في الماضي أكثر من فرصة ذهبية ليعيش في سلام ويهتم بأموره الداخلية ويحقق لشعبه المظلوم حياة كريمة بعيدة عن المماحكات والتوترات. من تلك الفرص ما حدث في فترة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي تحمس لإطلاق مبادرة دبلوماسية فريدة تجاه كوريا الشمالية في حقبة زعيمها السابق «كيم جونغ إيل»، فأرسل وزيرة خارجيته مادلين أولبرايت إلى بيونغيانغ في شهر أكتوبر عام 2000 في سابقة كانت الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي، بل إذا ما استرجعنا شريط أحداث تلك الفترة لوجدنا أن إدارة كلينتون قدمت لبيونغيانغ ضمانات أمنية وتعهدت لها بشحنات طعام مجانية، علاوة على الموافقة على مساعدتها في بناء مفاعلات ذرية للاستخدام في الأغراض السلمية.

نعم، ذهبت أولبرايت إلى بيونغيانغ وهي متفائلة وحالمة بنجاح دبلوماسي يمهد الطريق لاخراج الدولة الستالينية من عزلتها المريرة وكف شرورها عن بلدها، وعن حلفاء الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية واليابان وبقية الدول الآسيوية، لكنها عادت خالية الوفاض، بل عادت وهي متشائمة ومحبطة مما سمعته من مضيفيها ومن الطريقة المهينة التي عوملت بها.

ولنفترض هنا أن القمة المرتقبة قد عـُقدت وانتشى العالم بها وبأضوائها الإعلامية، فمن يضمن ألا يحدث مع الرئيس ترامب ما حدث مع أولبرايت؟ علما بأن زعيم بيونغيانغ آنذاك كان أقل حماقة من ابنه الزعيم الحالي. وبكلام آخر، أليس من المحتمل في ضوء التجارب السابقة أن يتصرف كيم الصغير، المنتشي بقوته الصاروخية، مع نظيره الأمريكي المعتد بنفسه ومكانة بلاده، تصرفا لا يليق أو يقع خارج المتعارف عليه دبلوماسيا وبروتوكوليا، فتتكهرب الأجواء وينفض اللقاء سريعا، وتلقي كل جهة مسؤولية ما حدث على الجهة الأخرى، ليعود ترامب إلى عاصمته ويقرر معاقبة الزعيم الكوري الشمالي وبلده وشعبه معاقبة صارمة أقلها إعلان الحرب التي عـُقد اللقاء أصلا من أجل تجنبها؟

لقد اقترب الخبير في شؤون شرق آسيا الزميل الفرنسي «فرانسوا غودمان» كثيرا من هذه النقطة، حينما كتب في صحيفة لوفيغارو الفرنسية واصفا «قمة القرن» المحتملة بـ«المغامرة الكبرى» ولعبة الرهانات الخطيرة. وبعبارة أخرى، يجب على إدارة الرئيس ترامب أن تتعلم الدرس مما حدث مع إدارة الرئيس كلينتون الذي كان على وشك الاجتماع بنظيره الكوري الشمالي لولا ما سمعه من الوزيرة أولبرايت عن غطرسة وخيلاء وحماقة آل كيم.

كما يجب ألا تخدع واشنطن نفسها بفكرة أن ضغوطها هي التي أثمرت عن انعطاف مواقف بيونغيانغ 180 درجة، أو أن حمامة السلام الكورية الجنوبية ممثلة في رئيس الشطر الكوري الجنوبي «مون جاي إن» هي التي كانت وراء تحقيق الانفراج من خلال «دبلوماسية الأولمبياد». إن الموضوع برمته لا يزال قابلا لكل الاحتمالات بما في ذلك احتمال حدوث مفاجآت تعصف بفكرة القمة قبل انعقادها، أو وقوع تصرفات طائشة في أثناء انعقادها فتزداد المنطقة والعالم توترا.


أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد
- آل مشاري.. من بطون القصيم إلى سواحل فارس
- المستقبل والذكاء الاصطناعي محورا القمة العالمية للحكومات
- البلادي.. قلعة الحجاز التاريخية التي تهاوت
- ساعة وخاتم يشعلان الساحة التايلاندية
- أمير البيان.. وشيخ شعراء عمان
- لا جديد في علاقات بكين طوكيو المستعصية
- الحجار.. أول طبيب سعودي من الحجاز
- لا جدوى من الفتوى لإيقاف مسلسل الدم!
- النوري.. عطاء متواصل للكويت عبر الأجيال
- أيقونة جدة الجريئة.. والله واحشني زمانك
- كوريا الجنوبية تعاني من بطالة شبابها
- الخاجة.. رأى الفنون كما يرى الطائر المحلق الأرض
- رجل التعليم الأول في الكويت ومؤسس معارفها
- باكستان بين نار المتشددين وضغوط واشنطن


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟