أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علاء الدين عبد المولى - نثريات أخرى للحب














المزيد.....

نثريات أخرى للحب


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 08:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


1
أتمثّل الماءَ اللوزيَّ النّازفَ من القيثارةِ
فيصيبني ما كتب العراءُ لي من شرودٍ في قصةٍ لا تنتهي
أجدُ أن الجسد طراوةٌ تتدافعُ على مخملها فراشات النّعمةِ
أأقطف والثمرةُ مغلقةُ الشفتين
كلما كتمتِ الأشياءُ أعماقها حنّ فيَّ الطفل القديمُ إلى نهدِ العالم الأزرقِ حيث يتدفّقُ ربيعُ أمّهاتٍ يخلقن إله السنابلِ في نهار العملِ
تعيدينني أيتها القيثارة إلى مغاور الأحلامِ الغائمةِ
أجسّدُ حتى حليب المجونِ على حجرٍ عشتاريٍّ كريمٍ
وعبر التذكّرِ أكتشفُ طعم التفّاح المطلقِ
أتنسّمُ عبيرهُ من فتحات الغروبِ الأخيرِ
وأدّعي نسيجَ الزمنِ حيث أقف على هاويةٍ بين هاويتين
مرحبا بهبوبِ نار المطرِ على خيامِ قلبي
اغسلي أوتاد العمر الصلبة بتراتيلكِ واخلعي رداءَ الصقيعِ
فهذه انبثاقاتُ القيثارةِ دفءٌ يهجمُ
أنا الآنَ أواصلُ رحيلي في غمام الجسدِ حارساً جمهوريّةَ جمالكِ بموسيقى شهوتي
وأشطبُ من دفتركِ أنّ الجسد قبرٌ وأهشّمُ جناحَ الغضبِ الذي يقود عربةَ الشوقِ إلى سدرة النهايةِ
أستثني جناحَ الشهوةِ وحدهُ وأعجنه جواداً يصل الغيبَ بنظرةٍ واحدةٍ
اصعدي يا طيّبةَ الشفتينِ
امتصّي خمورَ الحسّ من صدري
واصلي افتتاح عريكِ أمام صنم الحقّ
سأكسرهُ وأعلّقُ شالكِ على بقاياهُ
وأتعلّقُ بساقيكِ الحافيتين إذ تندفعين كوكباً إلى مملكةِ الليل السفليّ
ظلامٌ في حلقي يفرّخ عصافير من ملحٍ خشنٍ
ورغيفُ الصبح يابسٌ
وقد لا يكون سوانا في ضجيج الرعب النوويِّ نطفةً إيقاعٍ أخضر يتكوّن في رحم الحبّ
قد لا يكون سوى أيدينا ترفع شارة الغدِ في وجه الرمادِ
ونحن لانهائيّانِ في كونٍ كلما ابتدأ انتهى
ضمّي إذن قيثارة الغروبِ
متلفّتٌ قلبي كنهرٍ إلى نهديكِ المعزوفين على مقام التلاشي
لا ترتّبي الأرديةَ ولا الستائرَ
عينايَ كوّتان لحمامات الشّبقِ
حيث هديلي يرتفع سريعاً كأنّما ربيعٌ تمزّق في كياني ربيعاً متأهبّاً لنزول الخزائنِ السّريّةِ على أفقٍ من ماءٍ دافقٍ يسكنُ ما بين جسدي وجسدكِ
ضاعفي جنون القيثارةِ
جسدي مسرحُ جنسٍ لا ستائر له
وليس لي إلاّ أن أسدل الفضاءَ على جسدي
فلا تتوقّفي
عن
الرقصِ

2
وقف القلبُ على سياجٍ يتهدّمُ ببطءٍ
كنتِ تطلّين قبل هذا الخرابِ من نافذة الحديقة
تنحني أباريقُ العطرِ أمام ثوبكِ القصير وساقيكِ الطويلتين
وتمدّ النباتاتُ الجديدة مراياها لتعكس عراءكِ
بينما أنا على سياجٍ يتهدّمُ
أين تراجع الآن خصركِ
أتقدّمُ كما يتقدّمُ كلامُ الفوضى
متدفّقاً من عيون الرغائبِ على كونٍ سرّيّ
أختارُ لكِ مجلساً داخل مدينةِ شبقي
وأرشّحُ جسدكِ أميراً على جسدكِ
وأتركُ لبلاغته أن تسبح في محيط الهواء العادلِ
لستُ أنا من يسمّيكِ
لم أتعلّم الأسماء كلها
إنما أتسمّى بكِ كتفّاحةٍ من ماءٍ يرسمها طفلٌ ويتركُ الكائنات تسبح فيها وتتآلف مع أصدقائها
متصدّعٌ شجر الحبّ الآدميّ منذ استباح الوحشُ غابة الضوء العارية
أحرقي معي حطبَ الحبّ الطّاغوتيّ وانخلعي من سلسلةِ الانتماء
هذه ظلماتٌ مركّبةٌ فوق عجلات الرعب الهادرةِ
لن نزعم قمراً يشرقُ من صدورنا
ما كذبنا على أطفال الخبز ولطّخنا لهم دفاترهم بقصور اللّؤلؤ
إننا نفتح غرف النهارِ تغمرها شمسُ الماء
هَبي أنكِ طفولاتٌ اختصرت بين أصابعي
هاتي إذن صدركِ المنتظِرَ بمئذنتيه الرّماديّتينِ أنشرُ بينهما فراغي شفاه تاريخٍ متشقّقٍ وأخبّىء في ضوئهما وجهي وأتدحرجُ من ذروتهما إلى وردةِ الجسدِ العذراء
إنني هنا على السياجِ الخارجيّ لسهرةِ أعضائكِ
قولي للستائرِ ترتفع للضوءِ يتكلّم
هل لكِ أن تتوقفي عن تقليدِ النهر الملوّثِ
وإلا من يعذر أسمال الكآبةِ التي تلفّني
بادىءٌ من معناكِ الممتلىء بقطع الغيومِ
ولا تنتهي كلماتي من تتويجِ اختلافكِ عن سربِ العاشقاتِ
هنّ يمضغن برتقال الهلاكِ من بستان متقاعسٍ عن عطره
كيف للقلب المنتظِر فوق السياج أن يمتلىء بجمرة الحنانِ وهي تتلظّى بين صدر الفتاة وحذائها وفستانها
أرى أن تتخلي أيتها الغامرةُ روحي بالصدى عن أمشاط الخشب المستعار وخذي لشعرك أصابعي
دعي النومَ قرب لهب اصطناعيّ وأوصيكِ وإيّايَ بلهيب الجسدِ المتعاظمِ شأنه كل ليلةٍ
كم لكِ من أقمار النضوجِ
لماذا تُظلمين وتَظلمين إذن
أقتبس عن عريكِ شبقي
فترجمي لغة الماء إلى ضفافك الضّيّقةِ تتّسعْ
أُشهِدُ كائنات الصمتِ كلّها على شغفِ أصابعي بالاحتراقِ في أوراقِ كلامكِ اللّوزيّ
حيث باللونِ تعيدين تأليفي
نختلف معاً حول ينبوع النار
ولكنا نجتمعُ حول فضاء الينبوعِ
نتحاور ونتّفقُ أن نغطّي كشوفنا بالكشفِ العالي لكلّ أزرار الوقتِ
أودّعُ عندما أزور نافذتكِ كلّ ما قالوه من سلاماتٍ
ولا أبتكرُ لك شيئاً أنا ابتكارُ العدمِ
أرجّحُ لكِ أن تلبسي يديّ وتتفتّحي خلف شفافيةِ الأعماقِ
أعماق مهملةٌ ولازوردُ الحبرِ القدّوسِ يغوصُ بعيداً عن شِباكِ أوهامنا
أقول لكِ: لكِ الحرية في تحرير جسدي الحريريّ من خيوط الصّدأ وتعبئة ثماري في سلالِ فرحكِ المنطفىء
أنا شيطانُ الضوءِ يا سيّدةَ الغرفةِ المقفلةِ بالأعشابِ والأغصانِ الشتائيّةِ وشهوتي
أريدُ أن أنتظر حتى تبرق سماء الانتظار فوق كواكبِ شِعرٍ مختلفٍ يتماهى مع اللامنتهي من جمالكِ
لا أحد قال لكِ أنني تأمّلتُ الزنابقَ الحمراء التي كنتِ ترتدينها ذلك الصّباحَ
لا أحد نقلَ إليكِ رسائل اللوعة المكتوبة على ضوء الظلال الشتائيةِ
كلّ أعراسي خيامٌ للتّشرّدِ
دقّي بساقيكِ على غمام القلبِ الواقف فوق السياج المحرّمِ
أنزع عنكِ أساوركِ ولحاءكِ
مشتَبَهٌ جسدي بالتورّطِ في طيوفِ عالمكِ
فلماذا لا أتشبّهُ بشبهتي
يا سادرة في عريها الكونيّ
عندما ترتفعُ الحجبُ ويتألّقُ العبقُ بين يديكِ
فلا أحدَ فوق الشبهاتِ حتى أنتِ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثريات للحب / مقاطع
- حرائق تحت لسان المغني
- الشاعر
- آدم ووقت للردة
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علاء الدين عبد المولى - نثريات أخرى للحب