أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - اربع قصائد ليلية















المزيد.....

اربع قصائد ليلية


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


القصيدة الاولى

رثاء وجه جميل

حزني بذبول جمالك
لا أحد غيري يشعره
كل جمال امرأة يذوي
فأنا من يخسره
ما ينفعني الباطن إن كان جميلا وقبيحا مظهره
اتصفح وجهك في أيام صباه
وأثمل اذ انظره
والان تغطيه مساحيق التجميل
وألوان الزيف تزوره
كانت قسماتك سحرا تعبيريا
سحرت مني اللب ومن مثلي تسحره
من حسنات زمانك أن ادركت الالات جمالك
فكانت بالعدسات تصوره
حفظت لي صورا منه ولكن
تهوى الروح مزامنة الحسن وتؤثره
نبرة صوتك لم تتغير لكن
أخشى ان الايام تغيره
وحديثك عذب وكلامك شفاف صفوٌ
اخشى ان الكبر يكدره
من يهجره حسن الصورة فعيون الناس ستهجره
ما أوجع ان يتحول وجه اعشق أن أتملى فيه
إلى عرجون تزدحم تجاعيد العمر فتنخره
وأنا أملك عيني رسام
تخلبه الصور الحسناء وتسكره
أتصيد وقتا للمرأة تبلغ فيه مفاتنها القمة
ويضوع لها عطر تتهادى الريح فتنثره
هذا الوقت الساحر من عمر المرأة لا يتكرر
يا ليت الله يكرره



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثانية
في عيد الام.. أحبك

علقت على حبل الصدفة أملي بلقائك سيدتي
لكن لا تنتظري مني شيئا
ما عدت اجيد الغزل وتنميق الالفاظ الشعرية والاوزان
صرت بليد خيال وركيك لسان
امضغ تبغي بشرود
وأوزع كلماتي للناس ببخل
فهنا اهلا
وهنا شكرا
ثم أعود إلى صمتي
أشبه في هذا الحال الجدران
لا تنتظري مني شيئا
نصف حضوري مشغول بالاسئلة المجترة من أيام سابقة
والنصف الاخر تملأه اسئلة تولد في الموقف
هل أسرفت على نفسي فيك ؟
أم قصرت بإثبات جدارة قلبي بهواك ؟
لا أدري
فالامران وحقك سيان
من نفسي ارسل هذا المكتوب الغيبي إلى نفسك
وستلقين كتاباتي بحقيبتك السوداء كمنشور سري
يكتبه آخر عشاق الدونجوان
من شد وثاقي بهواك سوى عينيك
والخطوات المشبوبة بالغنج ودل بنات العشرين
لم أشرب كأسا من خمر لأفر من اسمك
الا والتمع اسمك في عمقي
وتطايرت الابيات الغزلية في اذني
عينك سيدتي
تتحمل مسؤولية ولهي
عينك سيدتي
قالت لي: اجمع ازهار القداح واشجار اللوز وصغ منها بيتا
عش فيه وانت تراقبني
عينك قالت لي: دحرج نفسك فوق مروج البرية وتنفس أبخرة الصيف
وانتظر المزنة تسقيك لتروى
عينك قالت لي: أوقد شمعك في الليل على شرف حضور خيالي
واكتب شعرك من وحي الصحو ومن وحي الحلم
ليس مهما كيف ستكتب
لكن اكتب كل قصيدة حب تتخيل ان تكتبها
عينك قالت: ان بت وحيدا فسأرسل منديلي يذهب عنك الوحشة
وترقب ان آتيك بمشطي وبقلم الكحل ومرآتي
أقصى ما تتمنى أن تملك ما تعشقه مني
من اشيائي
صدّقت عيونك سيدتي
وتركت الاخضر واليابس والناس ورائي
ولهثت اسابق ريح العمر لئلا يخبو ليلي
وتحول معاقرتي الوجد طقوسا جامدة من دون حضورك
وطفقتُ أثبت بمسامير مواعيدك منتشيا
وتساقطن جميعا بخريف الاعذار
لم يكتب أحد قدري بفراقك
لكنك شئت وما شئت يكون
***********
أوصيت نجوم الليل تقبل عينيك بكل مساء
اوصيت الشمس تقيك حرارتها
وطلبت من المطر الرأفة بثيابك
وابتهل القلب الى كل طريق
أحتمل مسيرك يوما فيه
ان يحفظ للخطوات كرامتها
هل من أم في الدنيا تحمل ما احمل لك من حبٍ
في عيد الأم أحبك
وأسجل في صفحاتي تاريخ معايدتي لك في ظهر الغيب
وأسجل تقبيلي خدك في ظهر الغيب
وأسجل كل تواريخي معك وأقرأوها لعصافير الحي
"في هذا اليوم تلاقينا ..."
"في هذا اليوم تفرقنا ..."
"في هذا اليوم بدأت بمحو ملامحها من ذاكرتي ..."
"في هذا اليوم انكشفت اكذوبة نسياني"
"في هذا اليوم مررت على منزلها"
"في هذا اليوم تعطرت بعطر يشبه عطر ملابسها"
"في هذا اليوم سمعت اسما يشبه ... "
"في هذا اليوم سألت صديقي عنها"
"في هذا اليوم رأيت ثيابا في السوق تليق بها"
"في هذا اليوم حلمت بأني ... "
تاريخ يتبع تاريخا
سيدتي لن أسام إدمان التسجيل لأجلك
سأكون جحودا إن لم أخبرك بكم أحببتك
وبكم يفضحني خفقان القلب اذا قرئ اسمك في سمعي
وبكم أجلت البهجة وشعوري بالفرح ليوم لقائك
وادخرت روحي زينتها لعيونك ان نحن تلاقينا
************
جلست لا خوف بعينيها
فالفنجان المقلوب تكسر وتلاشى المكتوب
وتبعثرت القطع على الارض
وتأسفت القارئة لحظي المنكوب
لكن قرأت لي في عيني نبوءتها
قالت ستحب ولن تنسى
لا أحد ينسى المحبوب
ستفرقكم في العمر دروبٌ
وستجمعكم في الحب دروب
لن تستعذب غير ملامحها
لن تملك ناصية مشاعرك امرأة
غير حبيبتك الاولى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الثالثة
حبيبة ذاكرتي


في غربتي الليلية
يظهر لي وجهك من عينيّ
وأقارن بين محاولتي نسيانكِ ومحاولة استرجاع ملامح وجهك
باءت بالفشل محاولتي بالنسيان
فليتأكد قلبكِ سيدتي
أنك ما زلت بقلبي
ما زلت أحبك
وأحب تميزك الواضح بطريقة مشيك بين الماشين
لا أتغزل حاليا
بعد السنوات العشر وعامين تكسر غزلي بفؤوس الصدمات
لكني اخبرك بأني اذهل بطريقة مشيك سيدتي
امشي أمام مخيلتي
امشي في ذاكرتي
سأظل أراقب كالعادة
طريقة مشيك ساحرة
تجعلني اتفاخر بين الاصحاب
كل صديق منهم يتغزل بجمال حبيبته في عينيها
في كفيها
في ضحكتها
الا عاشقك المتميز عنهم بتغزله بجمالك هذا
تقع الخطوة بعد الخطوة بحساب
ودقات القلب بحساب
كنت ضبطت على وقع الخطوات القلب
مذ فارقتك سيدتي والنبض بفوضى
عودتك إلى ايامي امر جدُ ضروري
لا لحسابات العاطفة فحسب
لكن القلب يعيش بأزمة أخطاء بالنبض
سنتان وعشرة أعوام وأنا اتمنى
أن تجتمع اللحظة باللحظة
لحظة تفكيري فيك
بلحظة تفكيرك فيّ
آه لو يجتمع التفكيران
آه لو أعرف ان التفكيرين اجتمعا
لانتظم النبض وزال دخان الحزن وظلمته عن عينيّ
لكن يا سيدتي
سيدة جمال المشي على الارض
ما يدريني
في أي اللحظات استذكرني قلبك واسترجع صورة وجهي
في أي الاوقات امر على ذاكرة امرأة
تبعد عني سنتين وعشرة اعوام في الماضي
ما عدت أميز من شدة وجدي
هل انت حبيبة قلبي
ام انت حبيبة ذاكرتي
**********
خنتك سيدتي
أعترف الان أمام ملامح وجهك في ذاكرتي
أجثو وندامة أطفال الدنيا تقطر من روحي
خنت جمالك وذهولي السابق فيه
عشت سنين طوالا في نسيانك عمدا
بمئات الايام الخالية من التفكير بك
ما كنت أظن بأني سأعيش وأفعلها
هو ذنبي الاكبر وانا معترف
كيف اسطعت اعيش بلا تفكير فيك نهارا ومساء
اليوم الواحد من دون حضورك في وجداني ذنب
اليوم الواحد من دون تخيل وجهك ذنب
فكيف إذن بمئات الايام
كيف بسنتين وعشرة أعوام
لا يغفر ذنبي هذا الا استذكار جميع جمالاتك سيدي
جمال الصوت الطفلي
وجمال تجاهلك اياي أمام عيون الناس
وجمال عنادي في أخذك منهم خمس دقائق
لحوار ومراوغة بين محب مشغوف
وامرأة تتعذر بمراقبة فضوليين لنا
هل تدرين ؟
كبر الشوق بروحي هذي الليلة
وتمنيت لو ان طريق الصدفة يجمعنا في صبح غد
لن أقرأ لك شعري هذا
لن أعترف بذنبي في نسيانك طيلة هذي الاعوام
لكني سأقص عليكِ حكاية كأس من ماء
فمنذ اثني عشر جحيما من سنوات فراقك
شربتِ بكأس الغرفة ماء
نوديتِ وغادرت الغرفة
فقمت إلى تلك الفضلة من كأسك وشربة بقيته
سيدتي
أما الان
وبعد جميع كؤوس العلقم والحزن اللاتي صبت في قلبي
أحتاج الى كأسكِ ثانيةً
****************
سنتان وعشرة اعوام مرت
لا وجهك غادر ذاكرتي ونسيتُ ولا حل بقلبي حب ثاني
عاما يعقب عاما
كثرت طرقي ومتاهات العمر
في آخر كل طريق تتراءى عيناك امامي
في آخر كل كلام اسمعه من انثى
اتحسس نبرة صوتك
كأنك أنت جميع نساء الارض
كأنك انت الواقفة وراء جميع ثياب نساء الارض
كأنك في كل امرأة
قبل قليل
وأنا اتفكر فيك
خطرت في نفسي خاطرة
ملأت قلبي ذعرا
ماذا لو كنا في هذي السنوات العشر تلاقينا بالصدفة
فتنكرتِ وزغتِ بعيدا
أو أني لم أعرفك لكبر العمر وطول سنين تفرقنا
ملعون كل طريق امشي فيه اذا لم تمشي فيه
مغبون عمري إن كنا نتلاقى في الطرقات ولا نعرفنا
ولكي نتخلص من هذا المأزق
فليحمل كل منا ورقا محروقا اصفر
يشبه ورقا محروق الاطراف كتبت عليه قصيدة حب عنك
في تلك الايام
أحرقت الاطراف كزخرفة
أما الان فروحي والاطراف سواء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة
وجه بلا ذكرى
لو كان لوجهك ذكرى لتذكرت
لو كان لولهي بك خاتمة
لختمت وأرحت خيالي من طيفك
لكنك من دون ملامح في ذاكرتي
محض حزوز في مرآة
محض كتابات في اوراق في درج منسيٍّ
والدرج كمصباح زيتي
يوشك ان يوقد ببريق من خديك
وألاحق وجهك في ذاكرتي
أتشبث ببقايا قدميك المطبوعة في الارض
ببقايا عطرك وهو يدل شرايين القلب على درب كنت مشيت فيه
من لي بك في هذا الوقت الحرج من الايام
اجريت غسيلا في ذاكرتي سنتين وعشرة اعوام
لكنك من تحت جميع عقاقير النسيان المتراكمة على ذاكرتي
أطللت بشعرك ذي الخصل المتدلية على الجنبين
اطللت بما لك من عينين بلا سهر ناعستين
اطللت بمشيتك المتميزة كأنك وحدك من تطأ الارض على قدمين
هل تدرين متى آخر عهدي بالسهر مع الموسيقى
ومتى آخر ما اوقدت شموعا
ومتى آخر ما كنت اهيم واشردُ
في أيام مراقبة وجهك وهو ينادي عيني
من بين مئات الخطوات
كنت اميز خطواتك
حتى لو غادرت العالم
سأظل اكابر مفترضا أنك ما زلت على قيد العمر
لا يمكن ان يبقى في القمر جمال
لا يبقى في الورد اريجٌ
لا يبقى في الليل سواد
ان أنت تركت الدنيا
لستُ ابالغ
لكن من عاش بحبك يومين
سيعرف كم مرتبط هذا العالم ومدى ما فيه من الحسن بحسنك
وسيعرف كم هي موحشة ايام العمر اذا لم تكني حاضرة
كوني حاضرة في الخاطر دوما
لا تدعي أيام النصف الثاني من عمري
تسخر من ايام النصف الاول
فو حقك لو غبت دقائق عن روحي
يشمت بي بعضي



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلستي السرية.. في المقاومة
- جلستي السرية في بيت جلادي
- جلستي السرية في العَمَّالة
- مؤامرة ضريبة الدخل الاميركية
- المليون اليتيم
- آدم سميث: نعم، الإنسان آلة
- آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - اربع قصائد ليلية