أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله جاد الرب - حدثان














المزيد.....

حدثان


رفعت عوض الله جاد الرب
(Refaat Awadallah Gadelrab)


الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 04:06
المحور: المجتمع المدني
    


الحدث الاول : خرج رجل للشارع بزي مدني ليقضي حاجة ، وهويمشي او يعبر الطريق أتت سيارة مسرعة بها شاب وإلي جواره فتاة كانا يثرثران ويضحكان دون إنتباه للطريق مع سرعة عالية . صدمت السيارة الفخمة الرجل الماشي علي قدميه ،ولان السيارة كانت تسير بسرعة عالية جاءت الصدمة قاتلة ، فمات الرجل في الحال.
إزاء هذه المصيبة اتصل الشاب المستهتر بأبيه العميد .... رئيس وحدة او شعبة مكافحة المخدرات بمديرية امن الاسماعلية . ارسل الضابط الكبير والمسؤول الامني اللامع رجالا لموقع الحادث . قاموا بوضع جثة القتيل في مقعد سائق السيارة . وفي القسم تمت فبركة محضر بشهود علي ان السيارة رقم ........ سُرقت وأن سارقها حدث له حادث نتج عنه موته.
تنفس الشاب المستهتر الصعداء وارتاح وغمره شهور بالامان والطمأنينة والامتنان لوالده والفخر والزهو بانه مسنود وله ان يفعل ما يحلو له ، ويستهتر ويصدم ويقتل بلا خوف من المسؤولية والمساءلة القانونية فالباشا الوالد موجود وهو كفيل باخراجه من اي ورطة كما تخرج الشعرة من العجين.
وفى نفس الوقت تم الابلاغ عن غياب احد طياري القوات الجوية المصرية ، وبعد البحث والتحري عُرف ان من تم الابلاغ عن غيابه هو نفس الشخص الذى وُجد مقتولاً فى سيارة ابن الباشا والتى تم الابلاغ عن سرقتها .
امر قائد المنطقة العسكرية بالاسماعيلية اللواء ....... بأرسال قوة مسلحة من الشرطة العسكرية للقسم الذي لفق المحضر ضد الطيار المغدور ، والتى قبضت علي الباشا العميد والد الشاب القاتل المستهتر وعلي كل من ساهم في تلفيق المحضر من ضباط وامناء شرطة ذلك القسم.

الذي كشف هذه الجريمة النكراء ،وهذا الفساد المستشري ،وهذه الخسة ،وهذا التجاوز الفج للضمير والقانون والعبث بالمسؤولية هو مركز ووضعية الضحية الذي كان طيارا حربيا لسوء حظ القاتل والمتسترين علي الجريمة المنكرة.
وعلي هذا لو كان الضحية رجلا عاديا من عامة الشعب ،لما كُشفت هذه الجريمة ولكان السرور بالافلات من العقاب يعلو وجوه الجناة العكرة ،وعلي هذا في روحنا وعمق ثقافتنا لا قيمة للإنسان من حيث هو إنسان ولكن القيمة للنفوذ والمنصب ومن هو مسنود.
هذه الروح البغيضة اللاإنسانية والتي تعكس تخلفنا وسيادة قيم ماضوية مظلمة علي تفكيرنا وسلوكنا تلخصها المقولة التي تلوكها السنة من يعتمدون علي نفوذ ومناصب زويهم "انت مش عارف بتكلم مين ؟"

الحدث الثاني : تجند شاب صعيدي يُدعي ماثيو بالجيش الوطني المصري ،استقر بوحدة عسكرية بمنطقة الهرم ،ومن سوء حظه ان القائد المباشر له العقيد ......... كان لا يكن الود والاحترام للمصريين المسيحيين او أستثقل دم المجند ماثيو ولم يتقبله.
فكان يضايق المجند المسكين كل يوم ويكلفه فوق ما يطيق ،ويُظهر له الاحتقار والقرف منه .
كل هذا والمجند المسكين صابر وصامت ومتحمل ،ولكن تراكم وتوالي الاضطهاد الذي يلقاه المجند وسوء المعاملة مقارنة بغيره من الزملاء بددت صبره واحتماله وصمته فواجه القائد المتعنت وصاح فيه غاضبا ونسي انه جندي مجند لا يجوز له ان يرفع صوته او يوجه إتهاما لقائده . تملك الضابط شعور عارم بالغضب فامسك بسلاحه وضرب المجند المسكين برصاصتين . حُرر محضر كله تواطؤ وتلفيق بان الضحية قد انتحر . والسؤال هنا هل المنتحر يطلق علي نفسه رصاصتين ؟ المنتحر عادة يطلق علي نفسه رصاصة واحدة . ومن ناحيه اخرى، يمكن ان يكشف التحقيق هل تم اطلاق من مسافه ام عن قرب ؟

حادثة مقتل المجند ماثيو للأسف تكررت من قبل وجاءت الإفادة في كل حالة علي إنها إنتحار. وهل ينتحر شاب في مقتبل العمر والحياة الواعدة امامه ؟
في نظر القادة والضباط انه مجرد مجند وليس إنسانا له قيمته كإنسان ،ولانه مجرد مجند يتعاون الضباط ويساندون زميلهم القاتل لكي يفلت من جريمته في استهتار فج بالضمير والمسؤولية والقانون مما يشجع كل من هم علي شاكلة ذلك العقيد علي فعل نفس الفعل مع جنود اخرين .
تساؤل اخير لماذا فقط المجندون المسيحيون هم من يقدمون علي الانتحار ؟ لم نسمع ولم نقرأ ان مجندا مصريا مسلما قد انتحر !!!
ما يحدث يعمق الطائفية ويأجج مشاعر الظلم ويعصف بقيمة المواطنة التي هي قوام الجيش الوطني المصري ،ويعمل علي تجريد المصريين المسيحيين من الولاء والانتماء لمصر الوطن .



#رفعت_عوض_الله_جاد_الرب (هاشتاغ)       Refaat_Awadallah_Gadelrab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطيئة الاسلاميين الكبرى
- ماض وحاضر
- عصر التنوير والعصر المتنور
- اورشليم القدس والتاريخ
- لعنة التكفير


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رفعت عوض الله جاد الرب - حدثان