أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - عدالة القضية الكوردية وظلم العقلية الشوفينية















المزيد.....



عدالة القضية الكوردية وظلم العقلية الشوفينية


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:26
المحور: القضية الكردية
    


عدالة القضية الكوردية وظلم العقلية الشوفينية
رؤية عربية منصفة من المشروع الاستراتيجي الكوردي في كوردستان العراق

تعني عدالة القضية الكوردية , المساواة بين حقوق الكورد مع باقي حقوق الشعوب اذ ان لجميع البشر حقوقا متساوية دون تمييز بسبب القومية او الدين او المذهب او اللون او الموقع الجغرافي او الثروة او العدد او غيرها . ومن هنا جاء قوله تعالى ( واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) اي ان تفصلوا بين الناس او المتنازعين بالمساواة دون تمييز بينهما لاي سبب كان فالعدل هو المساواة بين طرفي الميزان ولذلك قيل بمعادلة الشئ اي موازنته بتصحيح الاعوجاج اذا اختل الامر بين الشيئين .ومن هنا فالاختلال في الحقوق بين القوميات ايا كان سببه غير جائز من النواحي الشرعية والقانونية والاخلاقية والانسانية.
والاعتدال تعني الاستقامة اي التوسط بين حالين , والعدل نقيض الظلم والجور لان العدل هو الامر المتوسط والاستقامة وبها يبتعد الوضع عن الظلم لان الظلم اذا ساد دمر واذا انتشر بين الناس خرب البلاد والعباد , وحين نقول عدالة القضية الكوردية نعني بذلك ان للكورد حقوقا يجب ردها لهم مثلما لغيرهم دون اي تفرقة او تمييز بسبب قوميتهم كونهم كوردا ولا يجوز الانتقاص منها بسبب ذلك او بسبب ديانتهم او ملبسهم او لونهم او ثقافتهم او معتقاداتهم حيث انهم تعرضوا الى الظلم والعدوان والتمييز واصابهم الجور بسبب ذلك في مناطقهم عبر مختلف مراحل التاريخ ولم تتحقق المساواة بينهم وبين غيرهم من الامم والشعوب في الحقوق المشروعة مما يوجب تحقيق العدل والانصاف ( العدالة ).
وسبب التمييز هذا ضد الكورد يعود الى الظلم من العقلية الشوفينية , اي الى من يضع الشئ في غير موضعه والانتقاص من حقوق الاخر بلا مبرر مشروع ومن هنا لا يجوز للقوي ان ياخذ حقا بسبب قوته لان هذا يعني التظالم بين الاقوام اي انها تتصارع فيما بينها فيظلم بعضهم بعضا ويكون الشئ في غير محله وتنتقص الحقوق بسبب الجور من قوم على قوم , وقد تعرض الكورد الى هذا الظلم التاريخي من اقوام وشعوب متعدده بسبب شيوع الفكر العنصري الذي يميز بين الشعوب على اساس الحسب او الاصل وهو ما تذهب اليه العديد من الاراء والافكار السياسية التي تمجد الاصل كما تجعله بعض الاقوام اساسا في التعامل غير المتوازن مع الاقوام الاخرى وقد مارسه وما يزال يمارسه كثير من العرب والترك والفرس كما روج له عدد من المفكرين والسياسيين والقاده مثل ميشيل عفلق وشبلي شميل العيسمي وصلاح الدين البيطار والياس فرح ورشيد عالي الكيلاني وحكام نظام حزب البعث في العراق وبخاصة صدام واركان نظامه وحزب البعث في سوريا وكمال اتاتورك في تركيا وغيرهم كثير.

والشعوب هي القبائل او الاجيال من الناس التي خلقت متساوية في الحقوق والواجبات دون تمييز بين هذا وذاك ولاي سبب كان وهذه الشعوب قد تشكل امما اذا توحدت في اللغة والثقافة والاصل المشترك ولمقومات اخرى ومن هنا يقال عن الامة العربية التي تتكون من شعوب عربية موزعه هنا وهناك وعن الامه الكوردية التي تتكون من شعوب تفرقت بين كوردستان العراق وكوردستان تركيا وكوردستان سوريا وكوردستان ايران حيث تجمع بين شعوب كوردستان عامل اللغة والثقافة المشتركة ووحدة العادات والتقاليد والاصل والتاريخ المشترك رغم اختلاف المعتقدات او الديانات لان الكورد من اقدم الاقوام في المنطقة وان اصل ديانتهم هي الزرادشتية وهي من الديانات القديمة وهناك من الكورد ممن تبع الديانة اليهودية وعاشوا في كوردستان العراق واخرون تبعوا المسيحية وبعضهم تبع الديانة الايزيدية وأكثرهم تبع الاسلام الى جانب فرق دينية اخرى .

أولا :أصل الكورد ووجودهم في كوردستان العراق :

تشير التنقيبات الاثرية المكتشفة في ارض الكورد الى ان الكورد هم قبائل نزحت في الاصل من جبال زاغروس رغم تعدد اللهجات الكوردية واختلاف المناطق التي استوطنوا فيها منذ اكثر من 5 الاف عام اذ هناك من استوطن الجبال ومنهم من سكن السهول للزراعه واخرين استقروا على ضفاف الانهر كما هو حال الكورد الفيلية الذين سكنوا مناطق عيلام التي تمتد من خانقين شرق العراق حتى جنوب العراق تقريبا حيث المناطق السهلية الزراعية ووفرة المياه وسهولة التنقل .والكورد ليسوا عشيرة واحدة بل هم مجموعة من العشائر المعروفه مثل الكثير من الاقوام كالعرب والفرس وهذه العشائر بعضها كان يمارس الرعي وبعضها كان وما يزال يمارس العمل الزراعي بسبب خصوبه الارض فضلا عن الاعمال التجارية والمهن او الحرف الاخرى غير ان هذه العشائر جميعها سميت بالشعب الكوردي لانها سكنت منذ ما قبل الميلاد على مناطق سميت بارض الكورد او كوردستان .

اذا فالشعب الكردي جزء من الآمة الكوردية العريقة المجزأه بين دول متعددة بعد تاسيسها في العصر الحديث حيث وجدوا على أرضهم التي تسمى ب ( أرض الكورد أو كردستان ) التي هي وطن الكورد .وقد ورد اسم الكورد القديم ( الميديون ) في الكتب القديمة ومنها التوراه او الوصايا القديمة Old testament ( العهد القديم ) , ولهذا فان وجود الكورد على ارضهم في غرب ايران وجنوب تركيا حتى سنجار وجبال حمرين وبعض مناطق جنوب العراق هو ثابت تاريخيا مما يعد وجود الكورد في أرض الجبال او اقليم الجبال ( ميديا ) هو اسبق من الشعوب الاخرى , وقد انقسمت هذه المنطقة فيما بعد و لاسيما بعد الحرب العالمية الاولى وتجزأت الامة الكردية الى شعوب تسكن في كردستان العراق , ( كردستان الجنوبية ) وفي غرب ايران وفي كردستان الشمالية في تركيا وكذلك في سوريا , هذا بالاضافة الى وجود اعداد غفيره هاجرت بحثا عن الامان الى الاردن ولبنان وغيرها .

ونشير هنا الى الكورد الفيلية , وهم جزء من هذه الامة الكوردية , حيث يذكر العديد من المؤرخين الى انهم من بقايا العيلاميين او الكوتيين في وسط وجنوب العراق ( مندلي , بدره , جصان , خانقين , زرباطية, كركوك , بعقوبة , بغداد وغيرها من المدن العراقية الى جانب المدن الايرانية الاخرى ) . والكورد الفيليون ينحدرون من عشائر كوردية معروفة عاشت في منطقة خوزستان وشرق العراق وبخاصة في شرق دجلة وهي من اقدم المناطق التاريخية في العراق والتي نشأت عليها اقدم الشرائع .

والحقيقة ان اصل اطلاق تسمية ( الكورد الفيليون ) جاءت من اطلاق تسمية المؤرخين العرب على الكورد الذين جاءوا من كردستان ايران والذين نجحوا في الاندماج منذ مئات السنين بالمجتمع العراقي ونجحوا في امتهان العمل التجاري والزراعي والصناعي وبرزوا اكثر في ميدان الحركة الوطنية العراقية عموما وبوجه خاص في نشاطهم الوطني العراقي ضمن صفوف الحركة التحررية الكردية وضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي والحركات السياسية الاخرى مثل حزب الدعوة , بل ظهرت اسماء لامعة من بين الاكراد الفيلية في الحركة الوطنية العراقية وتاريخ العراق السياسي .ولهذا تعرض الكورد الفيلية الى ابشع صنوف الاضطهاد والظلم في ظل انظمة الحكم المتعاقبة في العراق وبخاصة منذ حكم البعث الاسود عام 1968 وبلغ اشد ه عقب اتفاقية اذار عام 1970 واثناء الحرب ضد ايران التي شنها نظام صدام عام 1980 .

والكورد الفيلية , مواطنون عراقيون , ينتمي اغلبيهم الى مذهب اهل البيت وهو المذهب الشيعي وهناك عدد اخر قليل منهم من غير الشيعة , وهم شعب مسالم تميز بوفاء العهود واحترام المواثيق والصدق والامانة في نشاطاتهم التجارية والاقتصادية عموما ولم تتلوث سمعتهم بأي عمل ارهابي او باعمال العنف السياسي .وهنا يذكر البروفيسور خليل اسماعيل محمد ( كولان العربي 10-2002 ) : الكورد الفيليون الاصل الحقيقي للشعب اللوري والاخير هم قسم من الامة الكردية وفقا لما جاء في موسوعة شمس الدين سامي وغيره من المعاجم والمؤلفات .كما يشير ( مينورسكي ) ان اللور هم قبائل رحالة يعود اصلها الى شعوب الهندو- اوربي .

واذا كان الكورد من الشعوب القديمة المسالمة فهم يسعون مثل باقي الشعوب الى العيش بحرية وممارسة حقوقهم الانسانية التي تقرها الديانات والاعراف والقوانين الوطنية والقانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الملحقة به , وهي حقوق ثابتهة سلبت منهم دون مبرر وحجبت عنهم دون سبب مما اضطروا الى الدفاع عن وجودهم وعن حقوقهم بالقوة وهو طريق مشروع للاحرار فالشعوب لا تموت .

ثانيا :الواقع القومي والديني في كوردستان العراق

قبل الدخول في هذا الموضوع نشير الى ان حقوق الاقليات والقوميات غير العربية في البلدان العربية تعاني من اشكاليات عديدة ويتضح هذا الامر في مناطق متعددة , في جنوب السودان وفي سوريا ومصر والجزائر والعراق وموريتانيا وغيرها , ولابد من حل هذه الاشكاليه باحترام حقوق الانسان والمعايير الدولية كما ان المنظمات الدولية تؤشر انتهاكات حقوق الانسان في البلدان العربية بصورة كبيرة بفعل ازمة الديمقراطية وانعدام اوضعف ثقافة حقوق الانسان . اما في كوردستان ولظروف عديدة تعايشت قوميات مختلفة رغم تباين وتعدد الديانات والمذاهب بفعل سياسة التسامح الموجودة منذ القدم في كوردستان .
ففي كوردستان يعيش الاشوريون والكلدان والسريان الى جانب الكورد والتركمان كما تعايشت الديانات والمذاهب المختلفة , فالكورد مثلا , بعضهم من اتباع الديانة اليهودية ممن عاش واستوطن في زاخو وعقره واربيل ومناطق اخرى وقد هاجروا بعد الحرب العالمية الثانية من كوردستان لاسباب مختلفة , واكثر الكورد من اتباع الديانة الاسلامية وقله منهم من اتباع الديانة الايزيدية وهي ديانة قديمة اقدم من الديانة المسيحية ومن الكورد ممن هم من اتباع الديانة المسيحيه الى جانب مذاهب مختلفة مثل (الكاكه ئية , والشبك والعلوية ) ورغم ذلك فان حرية العبادة وممارسة الطقوس والشعائر الدينية مكفولة للجميع ولم تشهد كوردستان مشاهد العنف بين القوميات او اتباع الديانات او اتباع المذاهب .


ثالثا :الحركة التحررية الكوردية بقيادة مصطفى البارزاني

اقترن اسم الكورد مع شهر نوروز او شهر اذار من كل عام حيث تضمن هذا الشهر العديد من المناسبات المفرحة والمؤلمة للشعب الكوردي , فهو شهر تعرض خلاله الكورد الى ابشع صنوف الجرائم والابادة وهو شهر تضمن مناسبات مفرحة واعياد مايزال يتذكرها ويحيها الكورد متجاوزين جروحهم منادين بالسلام و ينشدون بالتسامح من موقع القوة . ففي نوروز ( اذار ) حصلت جريمة حلبجة التي راح ضحيتها اكثر من 5000 مدني قتلوا بالسلاح الكيماوي والغازات السامة في 16 اذار من عام 1986 وفي 14 نوروز 1903 ولد القائد العظيم البارزاني في قرية بارزان وفي 1 اذار 1979 توقف قلب البارزاني في المنفى وفي 11 اذار من عام 1970 ولدت اتفاقية اذار ثم تخلى عنها نظام نظام البعث وصدام وتنصل من بنودها ناكثا العهود وفي 6 اذار عام 1975 وقع صدام وشاه ايران اتفاقية الجزائر التي فرط بموجبها صدام بنصف شط العرب لقاء تخلي شاه ايران عن دعم الثورة الكوردية وفي 1 اذار عام 1991 انطلقت شرارة الانتفاضة الباسلة في كردستان ضد حكم الطاغية وتحررت كردستان من الحكم العنصري الصدامي.

والبارزاني مصطفى كان أكثر زعيم قوميّ كورديّ بارز في تاريخ الحركة التحررية الكوردية وهو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ( KDP ) وعندما مات في 1 مارس 1979 في مستشفى جورج تاون في واشنطن رثاه الملايين من الأكراد و الآخرون من اصدقاء الكورد والمحبين للشعب الكوردي . ولهذا ستبقى ذكراه حيّةً في قلوب كلّ الكورد الذين يساندون الأهداف التي ناضل من اجلها وقدم التضحيات الكثيرة للوصول اليها و جاهد من أجلها كلّ حياته . ولذلك سيبقى مصطفى البارزاني شخصيّةً كردية – عراقية فذّةً في تاريخ الشّعب الكورديّ و سيبقى مصدر الإلهام و المثل للشبابّ الكورد وهو الذي يلقب بالاسطورة الجبلية و الذي لم يتردّد في التزامه بالصّراع الكورديّ من اجل الوصول للسّلام و الحرّيّة و الدّيمقراطيّة .
ولابد من بيان موجز عن حياة البارزاني الشخصية للوقوف على تكوين شخصيته ودوره في الحركة التحررية الكردية كقائد كردي وعراقي يستحق الاحترام في نضاله الطويل من أجل الحرية والديمقراطية وشعب كوردستان وفي مقاومته للدكتاتورية وظلم العقيلة الشوفينية :

• في عام 1906اعتقل مع أمّه في سجن الموصل, بسبب مقاومة عشيرته المقيمة في بارزان في كوردستان للحكم العثماني وهو في عمر 3 سنوات .

• في عام 1919 شارك بدور فاعل في ثورة الشيخ محمود الحفيد وكان تحت قيادته 300 رجل مسلح .
• عام 1932 قاومت قوات البارزاني الحملة الحكوميّة العراقيّة ضد كوردستان ثم اضطر الذهاب الى تركيا مع قوات البشمركة بينما اعتقل شيخ احمد البارزاني وسلم الى الحكومة العراقية وحين عاد البارزاني الى الموصل اعتقل ايضا.

• 1932-1943 تعرض الى النفي لبلدان مختلفة .
• عام 1945 عين قائدا للجيش في جمهورية مهاباد التي شكلها القاضي محمد و الذي اعدم فيما بعد .
• 1946 اسس الحزب الديمقراطي الكردستاني وبقي رئيسا للحزب حتى تاريخ وفاته في 1 اذارعام 1979
• قاد الثورة الكردية من ايلول 1961 حتى عام 1975 حيث ذهب الى ايران ثم الولايات المتحدة الامريكية للعلاج من سرطان الرئة حتى توقف قلبه في عام 1979 واعيد دفنه في بارزان القرية التي ولد فيها في كردستان العراق .ثم تسلم الراية من بعده اولاده أدريس والذي توقف قلبه عام 1987( وهو والد الاستاذ نيجرفان رئيس وزراء حكومة أقليم كردستان ) ومن ثم الاخ الرئيس مسعود ( أبو مسرور ) مع نخبة من خيرة الاحرار الكورد .
وقد تعرض البارزاني واسرته وعشيرته وكوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني الى العديد من محاولات الغدر والاغتيال والتصفية كان من ابرزها محاولة تفجير مقر البارزاني حين زاره وفد ديني في 29 ايلول 1971 بعد مرور فترة قصيرة من توقيع اتفاقية اذار للسلام وكانت محاولة غادرة بتخطيط من صدام حين كان يشغل منصب نائب الرئيس , كما اغتيل بعض اولاده في بغداد وجرت محاولة اغتيال نجله الاخ الرئيس مسعود البارزاني عام 1979 في فينا عاصمة النمسا وكان من ضمن الفاعلين لهذه الجريمة ( سامي حنا عطا الله ) واغتيل العديد من رموز الحركة الكوردية من الخط الاول كما جرى تسميم العديد منهم بمادة الثاليوم ومنهم مثلا الدكتور محمود عثمان وعدنان المفتي واختفى السيد دارا توفيق و اغتيل السيد صالح يوسفي بطرد ملغوم في بغداد ...هذا عد ممارسات العسف والاضطهاد التي كانت تمارس بوحشية ضد الشخصيات الكوردية المستقلة المناصرة للحقوق الكوردية ولموقف البارزاني ومنهم مثلا المهندس نوري محمد أمين ( أحد مؤسسي حزب شورش عام 1945 وعضو اللجنة المركزية للبارتي في المؤتمر التاسيسي الاول المنعقد عام 1946 ) والاديب الكردي محرم محمد أمين الذي اغتيل عام 1981 في مدينة السليمانية والعشرات غيرهم .

لقد وصف البارزاني العديد من الشخصيات التي قابلته او سمعت عنه بأوصاف الشخصيات العظيمة فهو عزيز النفس , شديد التواضع , متسامح, يتصف بالهدوء , يتمتع بشخصية جذابة يحترمها الجميع ويحب الضيوف ويكرمهم انسجاما مع التقاليد العشائرية للكورد وهو يفكر دائما بقضية شعبه من منطلق الحكمة والصبر والثقة بالنفس وكان يرفض الالقاب مثل الزعيم الاوحد او الاستاذ او القائد الضرورة غيرها من الاوصاف وقد انعكست هذه الشخصية وصفاتها على اولاده واحفاده , واذكر حين التقيت سيادة الاخ الرئيس مسعود البارزاني لآول مرة للسلام عليه في لندن يوم 15 ديسمبر 2002 على هامش مؤتمر المعارضة العراقية ومن ثم في مناسبات متعددة بعد تحرير العراق انه كان في غاية الادب والحكمة والتواضع والاخلاق الرفيعة وذكرت لوسائل الاعلام المختلفة منذ عام 2002 ان يقود العراق شخصية تتحلى بمثل شجاعة مسعود البارزاني ورفعة اخلاقه وحكمته وقدرته السياسية .
والبارزاني مصطفى – رحمة الله – كان يرفض سياسة العنف والتطرف واي عمل ارهابي ولا يقبل اي تصرف يدل على الغدر مثل الاغتيالات السياسية التي لم ترتكب طيلة فترة النضال للحركة التحررية الكوردية ولهذا فقد قال عنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كلمات مثيرة تليق بمقامه حين قابله في القاهرة كما كان يتمتع باحترام الزعيم عبد الكريم قاسم وقال عنه الرئيس حسني مبارك انه رجل عظيم يستحق القراءه عنه .


رابعا :الثورة الكوردية والعلاقات مع اسرائيل والانظمة العربية

1. الاخوة العربية – الكوردية والمصير المشترك
لم يكن الكورد وحدهم من ضحايا النظام الدكتاتوري وحكم صدام و إنما تعرض العرب الشيعة والتركمان والآشوريين لجرائم بشعة مثل تدمير وتسميم الاهوار في جنوب العراق وتقييد الحريات العامة وهدم المنازل ومصادرة الأموال والمنع من السفر والتصفيات الجسدية التي أصابت الآلاف منهم وكذلك تصفية العديد من التركمان والاشورين .
و مع ذلك فقد تميزت العلاقات العربية – الكوردية بخصوصية كبيرة قائمة على التلاحم الأخوي والشراكة في الوطن إلى جانب روابط المصاهرة الحميمة بين العشائر العربية والكوردية .ولم يمنع اختلاف القومية أو الدين أو الفكر السياسي أو المذهبي من وجود روابط أخوية متينة بين العرب والكورد .ولم يشعر في أي يوم من الأيام أن العرب هم غرباء عن الكورد أو أن الكورد هم غرباء عن العرب .
ولعل العامل الأول في ترسيخ هذه الروابط هي وحدة الوطن والمصير المشترك والرغبة الصادقة في نبذ الاستبداد ومقاومة الطغيان والتطلع إلى الحرية منذ الاحتلال العثماني وحتى أثناء عهد الاستبداد الأخير من جرائم النظام حيث لحق الكورد أضرار بالغة في أرواحهم وثرواتهم وأولادهم و أملاكهم وكيانهم ومشاعرهم الإنسانية وقد تمثلت في سياسة التعريب والتطهير العرقي والتبعيث بفرض العقيدة السياسية وغيرها من الجرائم الدولية التي لم تنل من الاخوة العربية – الكوردية لأنها جرائم مرتكبة من مجموعة من المجرمين الدوليين يحاسبون اليوم امام العدالة الدولية . ..
ولعل من المفيد أن نذكر بالفتوى الدينية التي أرادتها حكومة نظام عارف و من ثم حكومة البكر من سماحة أية الله العظمى السيد محسن الحكيم لضرب الكورد وقمع الثورة الكوردية عام 1963 إلا أن سماحة السيد الحكيم رفض ذلك رفضا قاطعا داعما الثورة الكوردية قائلا لوفد النظام – آنذاك – قوله المعروف ( كيف نعطي فتوى لمحاربة الكرد وهم اخوتنا في الوطن والدين ؟ ) .بل ان القائد المرحوم مصطفى البارزاني كان يرتبط بعلاقات وثيقة مع قادة العشائر العربية ورجال الدين في النجف وكربلاء والفرات الاوسط وكان يفكر بالسياسين العرب المناضلين القابعين في سجون النظام قبل ان يبدأ وفده المفاوض بطرح قضية الشعب الكوردي ويدخل في الوفد المفاوض اولا برجاء من الوفد الحكومي باطلاق سراح السجناء العرب كما قام الخالد البارزاني بحماية مئات الشخصيات والعوائل العربية من بطش نظام البعث وهو الذي وفر الحماية للشهيد مهدي الحكيم في فتره من الفترات العصيبة التي مرت على حركته السياسية قبل اغتياله في السودان .
والبارزاني كان يؤمن بالتسامح والعفو عند المقدرة ففي بداية السبعينات واثناء المفاوضات مع الحكم المركزي في بغداد قصده والد عبد العزيز العقيلي ( وزير الدفاع السابق الذي اشتهر بضرب الكورد ومدنهم وقصباتهم ) طالبا منه التدخل لدى حكومة البكر بالغاء عقوبة الاعدام عن ولده وفعلا اتصل البارزاني مع البكر – رغم السجل السئ للعقيلي - وموقفه غير المشرف من الاكراد وقضيتهم العادلة وتم تخفيف العقوبة الى السجن المؤبد الا ان نظام البكر – صدام اعدم العقيلي فيما بعد اثر انهيار اتفاقية اذار وتجدد القتال عام 1975 .
وفي أثناء عهود الطغيان والاستبداد السياسي التي مرت على العراق شكلت جبال كردستان ملاذا أمنا للعرب ولأبناء العشائر من الجنوب والوسط ولكل المضطهدين , كما قام الكثير من العرب بدعم الثورة الكوردية التي قادها الكرد لنيل حقوقهم المشروعة حين قاتل العرب مع اخوتهم الكورد وقام العديد من العرب بتهريب السلاح من وسط وجنوب إلى كردستان وبخاصة بعد هزيمة حزيران عام 1967 دعما للثورة الكوردية وحبا بالشعب الكوردي في نيل حقوقه القومية المشروعة وفي تقرير مصيره . وكانت عمليلت تهريب السلاح للبيشمركة من مدينة النجف الاشرف من خلال المرحوم ( قادر منتك من مدينة أربيل ) وكذلك ( العقيد فضل ابن المرحوم كامل شبيب الشخصية العسكرية المعروفة ) وقد كان لوالدي دورا في تزويد قوات البشمركة بهذا السلاح عام 1967 بحكم علاقات المودة والصداقة التي جمعته مع شخصيات عشائرية من الكورد في كوردستان .
ولهذا لم تكن من الصدفة أن تنهض الانتفاضة في كردستان في الوسط وفي الجنوب في وقت واحد ضد الظلم والطغيان الصدامي عام 1991 . وحين اختار الشعب الكوردي الفيدرالية كنظام للحكم وكنمط للعلاقة مع النظام المركزي في بغداد في انتخابات حرة وديمقراطية عام 1992 , وجب على العرب وعلى جميع الاقليات احترام هذا الخيار ودعمه وتعزيزه لأنه خيار الشعب في كردستان وهو خيار مشروع ناضل من اجله الكورد وقدم مئات الآلاف من الشهداء والتضحيات عبر نضالهم الطويل ضد الأنظمة الشوفينية و الذي استمر عشرات السنين وهو خيار لبناء الديمقراطية لمستقبل العراق .

ولا ننكر هنا دور القيادة الكوردية الحكيمة وحرصها على صيانة وتعزيز الاخوة العربية – الكوردية ونشر ثقافة التسامح في العراق - ومن الطبيعي ان لا يكون هناك تسامح مع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم دولية - حيث ان للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاحزاب الكردستانية الاخرى دورا مهما وفاعلا في تعزيز الروابط بين ابناء العراق وفي زرع القيم الخيرة وبخاصة ما يقوم به كل من الاخ الرئيس مسعود البارزاني والاستاذ مام جلال طالباني وكذلك كوادر حزبيهما من دور حيوي لتعزيز الاخوة بين العرب والاكراد وبناء دولة القانون في العراق الفيدرالي التعددي الديمقراطي القائم على احترام حقوق الانسان تنعم به جميع القوميات واتباع الديانات بحقوق متساوية وفقا لدستور دائم ومبدأ سيادة القانون .وهو ما ظهر واضحا في مناسبات متعددة ولا سيما في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي انعقد في ديسمبر 2002 ومؤتمر المعارضة العراقية الذي انعقد في كردستان في اواخر شباط 2003 حيث بذلت جهود قيمة من كل من الاخوين الفاضلين - وكذلك الاطراف الاخرى - لرص الصفوف وانقاذ العراق من الغرق في بحر الدكتاتورية .
2. العلاقات مع اسرائيل والدول العربية :ترتبط العديد من الدول العربية والاسلامية بعلاقات دبلوماسية علنية مع دولة اسرائيل و ترتبط دولا اخرى بعلاقات غير علينة ومصالح وعلاقات تجارية عادية .ورغم وجود اعداد كبيرة من الكورد العراقيين من اتباع الديانة اليهودية هاجروا جبرا او طوعا الى اسرائيل وبقيت مصالحهم واموالهم ومزارعهم ومساكنهم في كوردستان العراق التي عاشوا فيها مئات السنين ومع ذلك لم يرتبط الكورد باي علاقات تجارية او مصالح متبادلة مع دولة اسرائيل لان القيادة الكوردية تعتقد ان هذه العلاقات تبنى حين تكون هناك ظروف ناضجة تسمح بذلك وبان كوردستان لا تبني هذه العلاقات منفرده عن قرار الدولة الفيدرالية العراقية الجديدة فضلا عن ان القيادة الكوردية تؤمن بالشرعية الدولية ومنها حق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي وتؤمن بالسلام بين الشعوب .وعلى هذا الاساس فان كل مايقال عن وجود مثل هذه العلاقات او المشاريع الاقتصادية الاسرائيلية في كوردستان كذب تدحضه الوقائع والغاية منها تخريب العلاقات العربية – الكوردية ومن ثم الاساءه لقضية الشعب الكوردي.

خامسا :اتفاقية اذار عام 1970 مع نظام البعث

في 17 تموز من عام 1968 جاء حزب البعث الى السلطة في العراق بانقلاب عسكري بقيادة احمد حسن البكر ومجموعة من الضباط وحزب البعث وادعو بانها ثورة بيضاء ثم مالبثت ان صارت حمراء من الدماء التي سالت في الحروب الداخلية والخارجية ,عراقيا واقليميا ودوليا حتى سقوط النظام يوم 9 نيسان من عام 2003 .
وكانت من الاهداف الاولى المعلنة للحكام الجدد حل القضية الكوردية حلا سلميا بناء على التفاوض بين الحكومة الجديدة أنذاك والقيادة الكوردية وفعلا جرت مفاوضات وسلسلة اجتماعات بين الجانبين في كوردستان وفي بغداد وقام صدام الذي شغل انذاك منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بزيارة الزعيم الكوردي الملا مصطفى البارزاني في كوردستان . وشكلت القيادة الكوردية وفدا تفاوضيا كان من بينهم شخصيات كوردية مرموقه مثل الزعيم مسعود البارزاني والزعيم المرحوم ادريس البارزاني والمرحوم سامي عبد الرحمن والدكتور محمود عثمان وغيرهم وكان من الجانب الحكومي صدام حسين وعبد الستار الجواري واخرين .
صدر بيان اتفاقية اذار عام 1970 وقام رئيس الجمهورية احمد حسن البكر بقراءه الاتفاق في ساحة التحرير ببغداد واستبشر العراقيون خيرا بهذا الاتفاق الذي وضع اساسا لاباس بها لحل القضية الكوردية , غير ان نظام البعث لم يحترم الاتفاق ونكث كل العهود التي قطعها للكورد وجرت اشرس حملة للتصفيات الجسدية ضد الشخصيات الكوردية وضد الشعب الكوردي عموما وحاول صدام اغتيال السيد ادريس البارزاني في بغداد وجرت محاولة اغتيال الزعيم الكبير المرحوم مصطفى البارزاني في كوردستان من خلال ارسال مجموعة من رجال الدين الذين يحملون متفجرات واحزمة ناسفة لم تصب البارزاني باي ضرر وكانت هذه العملية الغادرة يوم 29 ايلول 1971 .
مضت المدة المقررة للاتفاقية وهي 4 سنوات ولم يتحقق للكورد ما وعدت به الحكومة البعثية فاعلنت قانون الحكم الذاتي لكوردستان من طرف واحد وشكلت مؤسسات في كوردستان كارتونية تابعة للحكومة والتحقت القوات الكوردية ( البشمركة ) في جبال كوردستان وهاجر العديد من الكورد الى ايران ودول العالم ومن ثم اتفق صدام مع شاه ايران في 6 اذار 1975 في الجزائر وبحضور الرئيس هواري بومدين على وقف شاه ايران للدعم اللوجستي الى الكورد مقابل التنازل الى ايران عن نصف شط العرب وهذه الفكرة تعود الى عراب السياسة الامريكية انذاك هنري كيسنجر .وجرت ضد الكورد للفترة من 1970 وخلال الحرب على ايران للاعوام من 1980- 1988 حملات شرسة لا بل كانت فترة الحرب العراقية _ الايرانية من اسوء الفترات التي مرت على الشعب الكوردي حيث ضربت حلبجة بالسلاح الكيماوي واختفى اكثر من 188 الف كوردي بينهم 8 الاف من عشيرة بارزان وارتكبت جرائم الحرب والجرائم الدولية بكل صنوفها ضد الشعب الكوردي من نظام البعث وبتوجيه من صدام شخصيا غير ان هذه الحملات لم تتمكن من ابادة الشعب الكوردي لان الشعوب لا تموت .

سادسا :الجرائم الدولية ضد الشعب الكوردي
• جريمة ابادة الجنس البشري ضد الكورد الفيلية :
عانى الكرد الفيلية من اثار الصراع الكبير بين الدولة العثمانية والفرس لانهم يسكنون في المناطق التي اشرنا اليها , وبسبب من طبيعة الشعب الكوردي المسالمة ورفضها للحروب , اختار الكورد الفيلية والعديد من العرب ايضا , الجنسية الايرانية للتخلص من تادية الخدمة العسكرية ضمن الجيش التركي الذي كان قد فرض الخدمة العسكرية الالزامية اثناء الحرب العالمية الاولى والتي صارت فيما بعد وبالا عليهم من انظمة الحكم العربية المشبعة بالفكري العنصري الشوفيني الضيق , بينما اختار القسم الاخر من الكورد الفيلية ومن العرب وغيرهم التبعية العثمانية وقام كثيرا منهم باداء الخدمة العسكرية اثناء الحرب العالمية الاولى وصارت ميزه لهم في اثبات الهوية العراقية والانتماء للوطن ! وكأن التبعية للدولة العثمانية شرفا كبيرا وميزة لا يعلى عليها وانها هي المقياس الوحيد في اثبات هوية المواطنة للعراق . وقد روى لي احد اجدادي عام 1966 قصصا كثيرة عن وسائل التخلص من الخدمة العسكرية ضمن صفوف الجيش التركي اثناء الحرب العالمية الاولى ومنها طرق اخفاء الاولاد الذكور من الشباب لكي لا يذهبوا للحرب في سيبريا واسطنبول وحين سألته عن اسباب قطع احدى ساقيه اجاب انها بسبب الحرب ضمن قطعات الجيش التركي في شتاء روسيا واوربا القارص وبسبب تجمد الحذاء العسكري الذي لم يتمكن من خلعه لفترة طويلة مما ادى الى تسمم الساق ومن ثم قطعها , كما ذكر لي اسماء العديد من اصدقائه الذين ظلت جثثهم في سوح المعارك انذاك .
اما عن دور الكورد الفيلية في الحركة التحررية الكوردية , فقد كانوا بمثابة خط الدفاع الاول في نضالهم من اجل حرية الشعب الكوردي ونيل حقوقه المشروعة ومنها حقه في تقرير المصير , وفي هذا يذكر السيد مسعود البارزاني في كتابه ( البارزاني والحركة التحررية الكردية – ج 3 ): لقد كان اقبال الكرد الفيليين شديدا على الانضواء في عضوية البارتي بدوافع وطنية خالصة وكان بينهم من ارتقى الى مناصب قيادية في الحزب .
تعرض الكورد الفيلية الى جرائم الابادة ايضا وبخاصة جريمة التطهير العرقي التي تعد احدى اشكال الجريمة الدولية , و يراد بالجريمة الدولية هي العمل غير المشروع المنصوص عليه في قانون العقوبات او الاتفاقيات الدولية او قواعد القانون الدولي والذي تمتد اثاره الخطيرة الى كل المجتمع الدولي , وهذه الجريمة تعد من الجرائم العمدية التي ترتكب عن قصد وتمس الامن وسلامة المجتمع الدولي وان الفاعل لها لا يعفى من المسؤولية ولا يمنح حق اللجوء وانه لا يتمتع بحصانة دستورية او قانونية كما لا تسقط الجريمة المذكورة بمرور الزمان .وتعد من جرائم الحرب اذا ارتكبت اثناء الحرب ومن الجرائم ضد الانسانية اذا ارتكبت اثناء السلم .وهذه الجريمة هي من اصناف جريمة ابادة الجنس البشري وتعني التدمير المتعمد للجماعات القومية او العرقية او الدينية او الاثنية حيث انها من الجرائم القديمة في التاريخ وارتبطت بالحكم النازي وبنظام صدام حسين والحروب في يوغسلافيا السابقة وبعض مناطق افريقيا ( رواندا ).
وهذه الجرائم لسيت من صنف الجرائم السياسية و انما هي من الجرائم العمدية العادية الخطيرة ,وهي تكون كذلك حتى ولو كان القانون الداخلي يجيزها , ولدى الرجوع الى المادة الثانية من اتفاقية منع ابادة الاجناس البشرية لعام 1948 تبين ان التدمير الكلي او الجزئي للجماعات القومية او الاثنية او العنصرية او الدينية من قتل او تعويق جسدي او روحي او اخضاع الجماعات عمدا لظروف قاسية او التعقيم والحيلولة دون الانجاب او نقل اطفال من الجماعة عنوة وفصلها عن ذويها يعد جريمة ابادة جنس بشري وهو ما تعرض له الشعب الكردي من نظام صدام وبخاصة الكرد الفيلية .
لقد جرت حملات التهجير الاولى ضد الكورد الفيلية من طلائع النازية العربية الاولى بقيادة رشيد عالي الكيلاني حيث تم تسفير عشرات الالاف منهم بحجة انهم من التبعية الايرانية رغم انهم عراقيون ومن سكان العراق من مئات السنين كما بينا , كما تصاعدت موجات التهجير والتسفير بعد ثورة تموز 1958 بسبب التوتر بين نظام الحكم في بغداد وطهران فكان الضحية هم المدنيون .
وفي عام 1963 استلم النازيون العرب السلطة في بغداد وارتكبت من الحرس القومي جرائم بشعة ضد الكورد الفيلية وبخاصة ما عرف بجرائم حي الاكراد في بغداد والسبب في ذلك ان حي الاكراد كان معقلا للحركة الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي والمكان الذي يسكن فيه العديد من التجار الاكراد الكورد وهو ما شكل مصدر الخطر على نظام حكم الحرس القومي – النازي في بغداد .
الا ان الفترة السوداء في تاريخ الكورد الفيلية هي منذ توقيع اتفاقية اذار عام 1970 وحتى عام 1988 حيث قام نظام البعث والنازية العربية بقيادة صدام ورئيس المخابرات برزان بممارسة ابشع صنوف الاضطهاد والجرائم الدولية ضد شعب امن مسالم يحب الحياة والحرية حيث قامت السلطات بتهجير واخفاء مئات الالاف من البشر بلغ عددهم مايقارب مليون انسان دون ذنب سوى انهم من خيرة ابناء العراق لا يسجدون لصنم ولانهم من الكورد واغلبهم من اتباع المذهب الشيعي وهم يمسكون عصب الحياة التجارية في العراق ولهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية . وما يزال اكثر من 10 الاف انسان مختفى ولا يعرف مصيرهم حتى الان كما صار العديد منهم حقولا للتجارب للاسلحة البايولوجية والكيماوية وفقا للوثائق التي تم العثور عليها ومنها ما قامت به الوحدة العسكرية رقم 5013 من الصنف الكيماوي من الحرس الجمهوري.
ويقول الدكتور كمال قيتولي في رسالته عن محنة الكورد الفيلية ما يلي: بدأت عمليات تهجير هؤلاء المواطنين بتاريخ 4/4/1980 حيث تم تهجير العوائل بعد مصادرة كل ممتلكاتهم ووثائقهم الشخصية (الجنسية العراقية ، هوية الاحوال المدنية ، شهادة الجنسية العراقية ، دفتر الخدمة العسكرية ، رخصة القيادة ، هوية غرفة التجارة بالنسبة للتجار ، هوية اتحاد الصناعات العراقي بالنسبة لاصحاب المشاريع الصناعية ، وثائق الممتلكات ، الشهادات المدرسية والجامعية ، والخ).
ثم يقول : ان القيادة العراقية العليا وبأمر من صدام حسين اتخذت هذا القرار السري واعتبرت شرائح معينة من المجتمع العراقي (الاكراد الفيليين والفرس وبعض العرب) تبعية ايرانية او ذوي اصول ايرانية وذلك بالرغم من ان هؤلاء مولودين هم واباؤهم واجدادهم في ارض العراق والبعض منهم تمتد اصولهم الى فترة ماقبل ظهور الاسلام. وكان الغرض من هذه السياسة هو التحضير للحرب العراقية – الايرانية التي بدأت ايلول من عام 1980.لقد بلغ مجموع العراقيين المهجرين الى ايران خلال الفترة من 4/4/1980 لغاية 19/5/1990 حوالي مليون فرد حسب احصائيات الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر بعد اتهامهم بالتبعية لايران.
ومن الجدير بالذكر ان السيد مسعود البارزاني تنبهة لجريمة النظام ضد الكرد الفيلية حيث يقول ( ما ان غربت الشمس عام 1971 حتى بدأت السلطات بابعاد جماعات منهم الى خارج الحدود , كان اجراء ظاهرة قانوني وباطنة طعنة في خاصرة الثورة الكردية ).ثم يشير البارزاني الى انه : ( كانت الغاية السوداء مزدوجة ترمي الى :اضعاف الثورة والاستيلاء على اموال هذه الشريحة وخلق مشاكل للحكومة الايرانية ). ولذلك فان مشروع القيادة الكوردية لدستور الدولة الفيدرالية العراقية تضمن دخول مناطق يسكنها الكورد الفيلية مثل بدرة وجصان ومندلي وخانقين وغيرها لكي تكون ضمن اقليم كردستان ونحن من المؤيدين لموقف القيادة الكردية هذا ونتفهم اسبابه .

• جرائم الانفال ( قتل 188 الف كوردي ودفنهم احياء في غرب وجنوب العراق ): تهدف جريمة ابادة الجنس البشري Genocide الى قتل الجماعات او المجموعة البشرية بوسائل مختلفة وتعتبر من الاعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع لأنها تؤدي الى ابادة أواضطهاد كائنات انسانية كليا او جزئيا بسبب طبيعتهم الوطنية او العرقية او السلالية او الدينية , وهي ترتكب بصورة عمدية ولا تنحصر اثارها على الوضع الداخلي للدولة التي تقع في نطاق حدودها الاقليمية و انما تمتد حتى الى الأسرة الدولية بسبب أثارها الشاملة . وهي ليست من الجرائم السياسية و انما تعد من الجرائم العمدية العادية حتى وان ارتكبت بباعث سياسي . وقد نصت اتفاقية منع ابادة الاجناس البشرية والمعاقبة عليها لعام 1946 على احكام الجريمة المذكورة فالابادة يقصد بها التدمير المتعمد للجماعات القومية او العرقية او الدينية او الاثنية ويراد بكلمة او مصطلح genocide في اللغة اللاتينية ( قتل الجماعة ) فقد اقترن اسم وشيوع مصطلح جريمة الابادة مع النازية اولا حيث جرى قتل ملايين البشر بسبب دينهم او اصلهم العرقي وأعتبرت الجريمة من نمط الجرائم ضد الانسانية حتى ولو لم تكن الجريمة اخلالا بالقانون الداخلي للانظمة المنفذة لها .
ولاشك ان ارتكاب الافعال بقصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعات قومية او اثتية او عنصرية او دينية تقع من خلال صور متعددة وسواء أكانت الجريمة بصورة مباشرة ام التحريض عليها ام بالتامر على ارتكابها وسواء اثناء السلم ام الحرب فقد جاء في المادة الثانية من الاتفاقية مايلي :
(( في هذه الاتفاقية تعني الابادة الجماعية ايا من الافعال التالية : المرتكبة عن قصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعة قومية او اثنية او عنصرية او دينية , بصفتها هذه :
1- قتل اعضاء من الجماعة
2- الحاق اذى جسدي او روحي خطير باعضاء من الجماعة
3- اخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا او جزئيا
4- فرض تدابير تستهدف الحؤول دون انجاب الاطفال داخل الجماعة
5- نقل اطفال من الجماعة عنوة الى جماعة اخرى ))
وهذه الافعال الاجرامية يعاقب عليها القانون سواء من خلال الابادة فعليا او بالتامر على ارتكاب الابادة الجماعية او التحريض المباشر والعلني على ارتكابها او في محاولة ارتكابها او الاشتراك فيها ويتعرض للمسؤولية القانونية اي شخص كان حتى ولو كان مسؤولا دستوريا او موظفين عامين او افرادا كما ان هذه الجريمة لا تسقط بمرور الزمان .

يتضح من ذلك ان قتل الجماعات تحصل بطرق او وسائل مختلفة منها :

النوع الاول :الابادة الجسدية
وهو يتمثل في قتل الجماعات بالغازات السامة او الاعدام او الدفن وهم احياء او القصف بالطائرات او الصواريخ او باي وسيلة اخرى تزهق الروح وهو ما حصل مع مئات الالاف من الشيعة في جنوب العراق اثناء الانتفاضة وخلالها في اذار ونيسان وما بعدها عام 1991 ووفقا لاعترافات الكثير من ضباط الاجهزة الامنية الذين فروا من بغداد فان مسؤول الاجهزة الخاصة ( قصي صدام حسين ) ارتكب في يوم واحد جريمة قتل حوالي 2000 مواطن عراقي من جنوب العراق ممن اتهموا بالمشاركة في الانتفاضة وبدون محاكمة في سجن ابو غريب ببغداد وهو مما ينطبق علية وصف الجريمة الدولية في ابادة الجنس البشري .وقد جاءت هذه الجريمة ضمن حملة ما يسمى ب ( تنظيف السجون ).

النوع الثاني :الابادة البايولوجية
وتتمثل بطرق تعقيم الرجال او اجهاض النساء وبوسائل مختلفة بهدف القضاء على العنصر البشري . ( الفقرة د- من المادة الثانية ) من اتفاقية منع ابادة الاجناس والمعاقبة عليها .

النوع الثالث:الابادة الثقافية
وتتمثل في تحريم التحدث باللغة الوطنية والاعتداء على الثقافة القومية وهو ما حصل في كوردستان العراق وما يحصل في سوريا وتركيا ضد الشعب الكوردي وما يحصل في العراق في المدن الكوردية التي خضعت لسيطرة نظام صدام مثل كركوك وخانقين وغيرها .( الفقرة ج من المادة الثانية من الاتفاقية ).
غير ان الاسرة الدولية لم تتجه بعد الى اعتبار هذا النوع من الابادة جديا وخطيرا ويؤدي الى الفناء على الرغم من هذا النوع من الابادة هو ابادة معنوية تدمر البشر وهي تؤدي الى الصهر والاذابة والتدمير وهو عمل غير مشروع .

أما بالنسبة الى البواعث على هذه الجريمة فيمكن حصرها على الشكل التالي :

1- الاسباب الدينية :و لعل اوضح صورة في العصر الحديث هي جرائم نظام صدام ضد الشيعة في وسط وجنوب العراق حيث قام بضرب مدن الجنوب بالصوارخ وبالاسلحة الثقيلة خلال الانتفاضة وما بعدها عام 1991 انتقاما منهم فضلا عن تسميم مياة الاهوار وتجفيفها بهدف القضاء على الحياة في المنطقة .ووصل الحد الى ضرب العتبات المقدسة بالصوارخ وبالدبابات والمدافع الثقيلة وتصفية المئات من علماء الدين الشيعة بصورة خطيرة سواء ممن اختفوا ام ممن قتل علنا لموقفهم الرافض لنظام صدام .
2- الاسباب السياسية والاجتماعية :وهو ما نصت عليه المادة الثانية وهي تتعلق بالكورد عموما والكورد الفيلية بهدف القضاء على لغتهم وتذويبهم وصهرهم وتعريبهم ومن خلال سلسلة من القرارات غير الانسانية .
ومن المعروف ان مناطق الجنوب في العراق تعرضت الى سياسة متعمدة من الاهمال وتدمير الحياة البشرية والنباتية والحيوانية بقطع المياة عن الاهوار و تحويلها الى مصدر اخر من خلال عملية بناء السدود الاصطناعية المتعمدة للتجفيف وقتل الكائنات الحية وتدمير البيئة مما دفع السكان الى الهجرة داخل العراق او الى المناطق المجاورة . وقد تاكدت هذه الجريمة من خلال الاقمار الصناعية التي كشفت هذه الجريمة ضد البيئة وهو ما قامت بتوثيقة المنظمة العالمية للبيئة عام 2001 و أدانة قرار البرلمان الاوربي عام 2002 و لجنة حقوق الانسان في جنيف فضلا عن تصريحات السفير ديفيد شيفر بان هذه الجريمة هي جريمة دولية ضد الانسانية ( جريمة التطهير العرقي ). لا بد من توضيح أقسام الجرائم الدولية التي توزع إلى ثلاثة أنواع وهي
1. جرائم مرتبطة بالحرب War Crimes
2. جرائم ضد السلم War against peace
3. جرائم ضد الإنسانية Crimes against Humanity

والجريمة الدولية تنفذ بصورة عمدية وهي جريمة كبرى high crime, أي ترتكب مع وجود القصد الجنائي للفاعل criminal intent , ولهذا لا ترتكب الجريمة الدولية في شكل جنحة أو مخالفة أو بطريقة غير عمدية أي خالية من القصد الجنائي . لذلك تعد الجريمة الدولية جناية خطيرة Infamous Crime تهز الأمن والسلم الدوليين ولا تنحصر أثارها على إقليم الدولة فقط و إنما تمتد أثارها إلى المجتمع الدولي أيضا وتطبق عقوبتها باسم الجماعة الدولية ويمكن تعريفها على إنها (( واقعة إجرامية تخالف قواعد القانون الدولي سواء أكان الفعل الذي يشكل جريمة في صورة فعل, جريمة بفعل إيجابي , أم امتناع عن فعل وهي الجريمة سلبية )).
وفي ما يخص جريمة الانفال التي حصلت ضد شعب امن ومسالم في كوردستان فانه يمكن القول ان النظام البعثي – الصدامي الفاشي كان قد مهد الارضية لذلك واعد مسرح الجريمة في ارتكاب هذه المذابح التى سيحاكم عنها صدام ورموز نظامه امام المحكمة المشكلة لهذا الغرض . لقد عمل النظام الفاشي المقبور باعداد جيش من من جماعات من الاتباع بلا ضمير ولا احساس انساني ضمن تدريب خاص لبث الرعب في النفوس واحكام السيطرة من النظام على العراقيين غير المواليين لحكم البعث – صدام . ولقد قام النظام المقبور بافراغ وتطهير السكان الكورد من مناطقهم بعد فشل الاتفاق مع القيادة الكوردية واعلان اتفاقية الجزائر عام 1975 واسكن الكورد في مجمعات قسرية وفي خلال الحرب العراقية الايرانية وبحجة حماية الحدود الشرقية من التسلل جرت اكبر واشرس حملة في التطهير العرقي ضد الشعب الكوردي بامر من رئيس النظام وتنفيذ من الجهاز الحزبي والامنى والعسكري وتحت اشراف رئيس المخابرات انذاك برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام وابن عمه على حسن المجيد الملقب على كيمياوي وفي الفترة ما بين عامي 1987 وعام 1988 بدأ النظام المقبور بالتنفيذ الفعلي للجريمة في الابادة الجماعية وفي تدمير البنية التحتية للريف في كوردستان وتم نقل مئات الالاف من الكورد لتصفيتهم بينهم 8 الاف بارزاني الى جنوب وغرب العراق وتم دفنهم احياء بعد ان ضاقت بهم اقفاص الاسر التى شيدها نظام صدام وقد تم التعرف الى بعضهم من خلال العديد من القبور الجماعية التى تم اكتشافها وكان من بينها قبور البارزانيين الذين وجدت بقايا من جثثهم في مناطق قريبه من السماوة قرب الحدود السعودية ونقلت حوالى 500 رفات الى كوردستان في اواخر عام 2005 لغرض اعادة دفنها غير انه ما تزال عشرات الالاف من الجثث لم يتم العثور عليها حتى الان وما يزال مصير هذة العوائل مجهولا وبلغ عدد القرى التي دمرها النظام حوالي 4500 قرية وكانت هذه جريمة (الانفال الثانية) بينما شكلت الجرائم ضد الكورد الفيلية ( الانفال الاولى ).

• جريمة حلبجة ( ضرب الكورد في مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي يوم 16 اذار 1988 )

اثناء الحرب العراقية – الايرانية التي استمرت 8 سنوات وقد شنها نظام صدام في 4 ايلول عام 1980 , وردت انباء الى صدام حسين باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الدولة بان هناك تغلغل من القوات الايرانية الى مدينة حلبجة الواقعة قرب الحدود الايرانية في مدينة السليمانية وحيث ان المعارك كانت شرسة فس وقتها , امر صدام شخصيا بضرب المدينة بالسلاح الكيماوي وقتل ما لايقل عن 5 الاف مدني من الكورد وجرح حوالي 100 الف انسان وقد زرت المدينة بعد تحرير العراق وشاهدت مسرح الجريمة الى جانب اسماء القتلى وصور الجرحى الذين تمت معالجتهم في ايران لاحقا .وتعتبر هذهة الجريمة واحدة من ابشع الجرائم الدولية التي ارتكبت من النظام المقبور منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 .والى جانب مسؤولية صدام عن هذه الجريمة فان هناك اعداد اخرى من اركان النظام ممن ساهم في التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة يتحملون المسؤولية ايضا.
وقد كشف رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية السيد عبد العزيز الحكيم انه كان شاهدا على مجزرة حلبجة. وقال في زيارته لنصب مدينة حلبجة والمقبرة الجماعية فيها بالسليمانية في شهر ديسمبر 2005: (("لقد كنا شهودا على ماحدث في المدينة وكانت قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية قريبة من المكان وعملت كفرق اغاثة لمساعدة المصابين")).
واضاف:"كنت اول من قدم شكوى مع السيد علي عبد العزيز مسؤول الحركة الاسلامية في كردستان الى الامم المتحدة ضد صدام حسين". وبين الحكيم:"ان مدينة حلبجة التي هي مدينة العلم والعلماء وشاهد كبير على جرائم النظام السابق الذي استعمل الاسلحة الكيماوية ضد أبنائها. وقد حكمت محكمة هولندية مختصة يوم 23 ديسمبر 2005 على التاجر الهولندي فرانس فان انراد حكما بالسجن 15 عاما وهو تاجر الاسلحة الكيمياوية الذي زود النظام الصدامي بالاسلحة الكيمياوية. وستجري محاكمة المسؤولين عن جريمة حلبجة من المسؤولين العراقيين خلال عام 2006 .


سابعا:تشكيل مؤسسات كوردستان بعد تحرير الكويت 1991

عقب اندحار قوات نظام صدام في حرب الكويت التي شنها صدام يوم 2 اب عام 1990 بعد انذار من دول العالم له بسحي القوات الغازية شنت دول التحالف حربا تحت تسمية عاصفة الصحراء يوم 17 كانون الثاني 1991 وتمكنت من طرد القوات العازية لدولة الكويت يوم 28 شباط عام 1991 ثم انلعت انتفاضة جماهيرية في 14 محافظة عراقية في كوردستان ووسط وجنوب العراق ضد النظام الدكتاتوري الذي ادخل العراق في حروب لا مبرر لها اطلاقا .
وفي كوردستان تمكنت قوات البيشمركة من تحرير كوردستان من الحكم البعثي بقوة السلاح واستسلمت قوات صدام لها ومن ثم جرى تسليمها الى الحكومة المركزية في بغداد وكانت مبادرة من القيادة الكوردية وتحديدا من الرئيس البارزاني لحل القضية الكوردية حلا عادلا سلميا . وعلى اثر ذلك جرت مفاوضات بين القيادة الكوردية وحكومة صدام لم يتم توصل الى اتفاق بين الطرفين مما دفع بحكومة صدام الى سحب جميع الادارات الحكومية وجميع ارصدة البنوك في المصارف من كوردستان في خطوة لاحراج الكورد وافشالهم في بناء منطقتهم التي تحررت من قوات صدام .
الا ان القيادة الكوردية تمكنت من اعادة بناء مؤسساتها وتم تشكيل برلمان في اربيل وشكلت حكومة كوردستانية من الاحزاب الكوردستانية وبدأت انذاك عمليات بناء مؤسسات كوردستان في خطوة نحو ادارة كوردستان من الكورد وبعيدا عن الاضطهاد والظلم التي مارستها قوات صدام على الكورد في كوردستان . وفعلا نجح الكورد في تطوير هذه المؤسسات واصبحت بعد مرور 15 عشر سنة من الادارة الذاتية نموذجا لبقية المناطق في باقي العراق التي تريد انشاء اقاليم طبقا للدستور العراقي الصادر في 2005 الذي اعدته الجمعية الوطنية العراقية ونال موافقة العراقيين باستفتاء جرى يوم 15 اكتوبر 2005 .


ثامنا : دور الكورد في تحرير العراق عام 2003 وبناء دولة القانون

منذ تشكيل الكورد في كوردستان العراق مؤسساتهم الدستورية من برلمان وحكومة ما بعد عام 1991 , ساهم الكورد في بدور ايجابي في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية لتغيير نظام صدام مع بقية الاحزاب والشخصيات المستقلة والحركات السياسية العراقية ولعبوا دورا وطنيا لبناء الديمقراطية في العراق وتاسيس دولة مؤسسات دستورية سواء من خلال تقديم الدعم اللوجستي لجميع الشخصيات العراقية المضطهدة من النظام السابق وللاحزاب والحركات السياسية العراقية اومن خلال اللقاءات الاقليمية والدولية وحين بدأت عمليات تحرير العراق ساهمت قوات البيشمركة الكوردية بدور فاعل في عملية التحرير وكذلك كان للقيادة الكوردية دورا فاعلا ومؤثرا في نجاح العملية السياسية والانتخابات وفي تشكيل الحكومة المؤقته والانتقالية والدائمة التي بدأت اعمالها في ربيع 2006 .

تاسعا:الكورد ودورهم في صناعة الدستور الدائم ورسم مستقبل العراق

لم يقتصر دور القيادة الكوردية على ان يكونوا صمام الامان في منع الصراع داخل العراق بين الاحزاب والحركات وكل الاطراف العراقية بحكم علاقاتهم القوية مع جميع الاطراف وللثقة الكبيرة التي يحضون بها من كل العراقيين , بل استطيع القول ان دورهم كان وما يزال مهما كلاعبين اساسيين في منع الفوضى ووقوع الحرب الاهلية في كل العراق اذ لولاهم لما نجحت العملية السياسية ولما نجحت الانتخابات الاولى ولما صار الدستور والاستفتاء عليه ولما نجحت الانتخابات الثانية التي جرت في 15 كانون الاول 2005 . ولقد صار مصيف صلاح الدين في كوردستان ( مقر سيادة الرئيس البارزاني ) ومصيف دوكان ( مقر فخامة الرئيس الطالباني ) مزارا من اغلب الاحزاب والحركات السياسية العراقية قبيل اعلان نتائج الانتخابات وقبيل تشكيل الحكومة .وهذا يدل على ان القيادة الكوردية بما تتمتع به من حكمة ودراية سياسية لعبت دورا في صنع مستقبل العراق السياسي الجديد. وفي رأينا ان اهم انجاز تحقق في ظل اعمال الجمعية الوطنية العراقية التي باشرت اعمالها منذ يوم اداء القسم في 16 اذار 2005 وحتى نهاية اعمالها مع انعقاد الجمعية الوطنية الجديدة في 2006 .

ففي النصف الاول من شهر أيار 2005 , تم تشكيل اللجنة الدستورية في الجمعية الوطنية لغرض الشروع بكتابة الدستور الدائم للعراق الاتحادي الديمقراطي التعددي حيث يقع هذا الواجب على كاهل الجمعية الوطنية وفقا لنص المادة 60 من قانون ادراة الدولة للمرحلة الانتقالية التي جاء فيها : ( على الجمعية الوطنية كتابة مسودة للدستور الدائم للعراق ....) واوجبت الفقرة الاولى من المادة 61 مايلي (1- على الجمعية الوطنية كتابة المسودة للدستور الدائم في موعد اقصاه 15 اب 2005 ). وقد اعتبرت الجمعية الوطنية اللجنة الدستورية لجنة خاصة ولهذا لم يعلن عنها ضمن النظام الداخلي للجمعية الذي ذكر بتشكيل 27 لجنة متعددة , وقد وجدت انذاك ثلاث اتجاهات داخل الجمعية بخصوص كتابة الدستور , الاتجاه الاول وذهب اليه قائمة الائتلاف الموحدة التي تريد ان يكون عدد اعضاء اللجنة 20 % من اعضاء الجمعية وكانوا يسعون الى تولي رئاسة اللجنة الدستورية والاتجاه الثاني وذهب اليه قائمة التحالف الكوردستاني التي ترى بان العدد يجب ان لا يتجاوز 10 % من العدد الاجمالي لاعضاء الجمعية اي بحوالي 27 شخصا, بينما اقترحنا عددا لا يتجاوز 7 او 9 فقط من الخبراء العراقيين المتخصصين لكتابة مسودة الدستور انطلاقا من تجارب الشعوب الاخرى في هذا الميدان ويعاونهم مجموعة من الاستشاريين الدوليين من نقابة المحامين الامريكيين ومن الامم المتحدة والاتحاد الاوربي , وبعد اجراء التصويت داخل الجمعية الوطنية على المقترحات فاز الاقتراح الاول وتم تشكيل اللجنة الدستورية من 55 شخصا الذين تم توزيعهم على مجاميع مختلفة اي الى لجان فرعية متعددة حسب ابواب الدستور الذي يراد كتابته كما جرى توسيع العدد بعد اضافة مجاميع اخرى من العرب السنة بحدود 25 شخصا وقد اعترضنا في حينها على اسماء بعضهم لانهم ممن كان من البعثيين المتهمين بجرائم دولية وبعضهم من التكفيرين والمتطرفين وبعضهم ليس مؤهلا اصلا لمثل هذا العمل .

وقد ظهرت الاختلاف في وجهات النظر حال دون الاسراع في اختيار رئيس للجنة الدستورية فبينما رشحت قائمة التحالف الكوردستاني الدكتور فؤاد معصوم أصرت قائمة الائتلاف الموحد على ان يتولى الشيخ همام حمودي رئاسة اللجنة بحجة ان القائمة تمثل الاغلبية في الاصوات داخل الجمعية الوطنية , في حين ترى قائمة التحالف الكوردستاني ان رئاسة اللجنة يجب ان تقوم على اساس التوافق لا الاغلبية . كما ترى قائمة الائتلاف الموحد ضرورة عرض مشروع الدستور على المرجعية الدينية وبالذات السيد السيستاني ... بينما كانت قائمة التحالف الكوردستاني وانصارها يفضلون بان المرجعية الوحيدة لابد ان تكون الجمعية الوطنية لا غير ولا دخل لرجال الدين في عميلة بناء المؤسسات الدستورية .كما تفضل قائمة التحالف الكوردستاني ايضا بان بناء العراق الفيدرالى التعددي الديمقراطي يجب ان يكون على اساس علماني وليس ديني او مذهبي .وقد حسم الامر لاحقا باختيار الدكتور همام همودي (قائمة الائتلاف الموحد )رئيسا للجنة الدستورية والدكتور فؤاد معصوم ( من قائمة التحالف الكوردستاني ) نائبا للرئيس وعدنان الجنابي نائبا ثانيا وهو من السنة العرب.

وحين باشرنا كتابة الدستور ظهرت صعوبات كثيرة وتم ترحيل العديد من المشكلات الى القيادة السياسية وقد تمكنت القيادة الكوردية ( سيادة الرئيس البارزاني وطاقم الخبراء معه ) و(سيادة الرئيس الطالباني والخبراء معه ) من النجاح في تقريب المسافات بين الاحزاب والكتل السياسية وجميع الاطياف في اقرار الدستور بصيغته النهائية وجرى الاستفتاء عليه بنجاح وبلغت نسبة الاستفتاء عليه حوالي 70 % وبسبب معرفتنا لكثير مما دار من مناقشات وحوارات في اعداد الدستور وانجاحة نستطيع القول انه لولا دور القيادة الكوردية ما تحقق هذا الانجاز المهم الذي بدونه يتعذر نجاح العملية السياسية لان الدستور الجديد رسم مستقبل بناء دولة القانون في العراق الفيدرالي الجديد الاقائم على حكم المؤسسات الدستورية .

عشرا :اعلان توحيد الادارتين في كوردستان

اعلن الرئيس مسعود البارزاني يوم 7 كانون الثاني 2006 توحيد الادارتين في ادارة واحدة مقرها اربيل عاصمة اقليم كوردستان وذلك على اثر مفاوضات مطوله جرت بين قيادتي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وتم توزيع المهام والحقائب الوزارية بين الاحزاب الكوردستانية .وقد كلف السيد نيجرفان البارزاني بمهام رئيس مجلس الوزراء لحكومة اقليم كوردستان .وقد انعقد برلمان كوردستان يوم السبت الموافق 21 من شهر كانون الثاني 2006 لتصديق الاتفاق على وحدة الادارتين بحضور اعضاء البرلمان وسيادة الرئيس البارزاني وسيادة الرئيس الطالباني والسيد خليل زاد سفير الولايات المتحدة الامريكية وسفير بريطانيا والسفير الفرنسي واعضاء اخرين من السلك الدبلوماسي وعدد من الشخصيات العراقية السياسية .

احد عشر: ماذا يريد الكورد من العرب في هذه المرحلة وما هو مشروعهم الاستراتيجي في كوردستان العراق ؟

• لعل اول ما يريده الكورد من العرب هو الاعتراف بوجود قومية كوردية الى جانب القومية العربية وبان هناك شعبا كورديا له لغته و تاريخه الطويل ونضاله وطموحاته المشروعه وبان له حقوقا متساوية مع بقية القوميات ولا يجوز معاملة القوميات على اساس الاخ الكبير والاخ الصغير او على اساس ان القومية العربية هي الاقوى او الافضل من غيرها من القوميات لان كل الشعوب متساوية في الحقوق والواجبات لاسيما وان العلاقات التاريخية بين العرب والكورد هي علاقات طويلة ومصيرية وذات نضال مشترك خصوصا في العراق ومن هنا يجب احترام تطلعات الكورد ومنها حقهم في تقرير المصير سواء في اختيارهم للفيدرالية ام في اقامة دولتهم المستقله على ارضهم ( كوردستان ).فالامه الكوردية التي يبلغ تعدادها حوالي 40 مليون نسمه هي الوحيده بلا دولة وهي تتكون من شعوب مجزأه وموزعه بين دول متعدده وطبقا لحق تقرير المصير فان الكورد من حقهم ان يختاروا ما هو مناسب لهم لاسيما وان هناك حركة تحررية للكورد في العراق واخرى في ايران وفي تركيا وفي سوريا تناضل جميعها من اجل حقوقها .
• ان الدولة الكوردية في كوردستان العراق حق مشروع للشعب الكوردي لانها جزء من حقهم في تقرير المصير واستحقاق مشروع يتناسب مع تضحيات شعب كوردستان وحركته التحررية وهو جزء من المشروع الاستراتيجي الكوردي في العراق يجد سنده القانوني في القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي في حقوق الشعوب بتقرير مصيرها .
• ان مما يريده الكورد وجود ممثل لهم في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وفي المحافل الدولية بصيغة مراقب تاكيدا لحقوقهم ودورهم لاسيما وان اغلبهم من اتباع الديانه الاسلامية وانهم من اللاعبين الاساسيين في الوضع الاقليمي ومستقبل العراق .
• ما يزال هناك مئات الالاف من الشعب الكوردي في سوريا بدون هوية بحجة انهم من النازحين الغرباء ومن هنا فان الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي في سوريا ومنحهم الجنسية السورية وحق العمل وحق السفر وكل الحقوق الانسانية الاخرى واجب قانوني واخلاقي وانساني اذ لا يجوز قانونا حجب الحقوق الانسانية عن اي انسان بسبب قوميته او معتقده او فكره او دينه او لونه ما لم يكن مجرما مرتكبا لجريمة ويحاسب عنها حسب المعايير الدولية .
• ان وضع الكورد في تركيا ليس باحسن حالا من وضع الشعب الكوردي في سوريا فالكورد في تركيا يطلق عليهم ( اتراك الجبل ) وهم محرمون من كثير من الحقوق الانسانية ايضا ولعل احدى شروط قبول تركيا في الاتحاد الاوربي هي تحسين سجل تركيا في احترامها لحقوق الانسان ومنها احترام حقوق الانسان للشعب الكوردي في تركيا حيث يقدر عدد الكورد في تركيا بين 20 _ 25 مليون انسان .
• ان وضع الكورد في المملكة الاردنية الهاشمية وضعا جيدا فقد ضمن الدستور الاوردني والقوانين الاردنية حقوقا متساوية للكورد والشركس وغيرهم وبصورة متساوية مع العرب واحتل الكورد في الاردن مواقع وظيفية مهمة في الدولة رغم قله عدد الكورد في الاردن حيث لا يتجاوز عددهم سوى بضعه الاف .
• ان وضع الكورد في ايران ليس افضل حالا من اوضاعهم في سوريا وتركيا ويقيم اكثر من ‮٦ ‬ملايين كردي‮ ‬من اصل شعب ايراني‮ ‬يعد ‮٥‬،‮٨٦ ‬مليون نسمة في‮ ٤ ‬محافظات بشمال‮ ‬غرب البلاد تعتبر الاقل تطورا في‮ ‬البلاد‮ حيث تعاني الاهمال لاسباب قومية ومذهبية وقد تشكلت جبهه للدفاع عن حقوق الكورد في ايران في بداية عام 2006 برئاسة النائب الكوردي الايراني بهاء الدين اداب وهي عبارة عن جبهة موحدة كردية للدفاع عن حقوق هذه الاقلية الاتنية الكبرى‮ ‬المهملة‮ ‬ من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد تم انشاء هذه اثر الاضطرابات عام 2005 بين السلطات وسكان محافظتين تعدان‮ ‬غالبية كردية في‮ ‬كردستان واذربيجان الغربية‮.‬‮.‬ومن الجدير بالذكر ان هناك عددا من الاحزاب الكوردية الرئيسة في ايران منها ( حزب كومله برئاسة عبد الله مهتدي ) وموقعه على الانترنيت هو http://http://www.komalah.org والحزب الديمقراطي الكوردستاني وموقعه على الانترنيت هو http://http://www.pdk-iran.org وسكرتير الحزب هو السيد مصطفى هجري Mustafa Hijri واحزاب اخرى .



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطهير العراق من فكر البعث
- التحولات الديمقراطية والاصلاح في الشرق الاوسط
- الفيدرالية والدستور الجديد _ محاضرة في واشنطن حول اعادة صنع ...
- لقاء حول زيارة الرئيس البارزاني الى واشنطن وزيارة عمرو موسى ...
- اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
- العمى السياسي في حكم البعث
- تطورات كتابة الدستور وعلاقة الدين بالسياسة
- تطورات عملية كتابة الدستور ضمن اللجنة الدستورية
- رؤية قانونية سياسية حول المبادئ الاساسية للدستور في العراق ا ...
- مقابلة مع الدكتور منذر الفضل عضو الجمعية الوطنية وعضو لجنة ك ...
- رد وتعقيب على مقال مشكلة كركوك بين الحل الوطني والمداخلات ال ...
- تضحيات شعب يصنع التاريخ
- حول البرنامج الانتخابي لقائمة التحالف الكوردستاني
- الحقوق الكوردية ومستقبل العراق
- رؤية عربية من حركة الاستفتاء الكوردستانية
- مدينة كركوك - المشكلات الاساسية والحلول القانونية
- المبادىء الاساسية للدستور الدائم في العراق الجديد
- الدولة الكوردية وثقافة الاختلاف
- تعقيب على مقال للاستاذ الدكتور عدنان الطعمة
- الوضع القانوني لمدينة كركوك في ظل العراق الفيدرالي


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - عدالة القضية الكوردية وظلم العقلية الشوفينية