أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - رِفقًا بذوي الاحتياجات الخاصّة














المزيد.....

رِفقًا بذوي الاحتياجات الخاصّة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 13:41
المحور: المجتمع المدني
    


تذمّر أحد الشّباب وهو يجلس على مقعد في حديقة جميلة عامّة قائلًا :
" لماذا أنا بالذات وُلدتُ في عائلة فقيرة ؟ لماذا أنا بالذات أسير حافيًا أو أكاد ، فحذائي أكل الدّهر عليه وشرب وهو يكاد يظهر من قدميَّ أكثر ممّا يستر ، في حين غيري يسير متبخترًا بأجمل وأغلى الاحذية ومن أروع الماركات العالميّة ؟.... لماذا قل أكاد أنفلق !!.
وما كادأن يتمّ جملته حتى رأى أمامه شابًا بمثل عمره يركب ظهر كرسيّ آليٍّ متحرك وهو بلا رجلين والبسمة تلوّن مُحيّاه ، وعيناه تجولان بفرح في الطبيعة الفائرة بالحياة.
فاستدرك صاحبنا بعد هذا المشهد المؤثّر قائلًا : أعذرني يا ربّ .. أعذرني أرجوك فقد تسرّعت بالحكم والشّكوى.
كثيرون هم في مجتمعنا من ذوي الاحتياجات الخاصّة ، الذين يُحبّون الحياة ويرونها زاهيّة ترفل بالحياة، وأن لا دخل لهم بهذا النقص فقد وُلدوا هكذا ..
نعم يرون الحياة زاهية ، وكان ألأجدر بنا أن نراها نحن كذلك وأكثر، فنرسمها قصيدة جميلة نُردّدها على نوافذ الفجر .
والاجمل والاحلى أن نلتفت من خلال هذا الامل الى هؤلاء البشر الذين حرمهم القدر الكثير من نعمه دون إثم ارتكبوه.
"وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ( يسوع ) رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ،
فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».
أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ.".

فهناك من فقد البصر او وُلِدَ أعمى وهناك من لا يسمع ، وهناك من جاء الى الحياة متوّحدًّا وضعيف العقل، وهناك من جاء مُقعدًا ، محدودبًا ، عاثرًا والقائمة تطول.
مثل هؤلاء حريّ بنا أن نمدّ لهم يد العون ، ونلتفت بين حين وآخَر الى جمعياتهم وعوائلهم فلا نبخل بمدّ يد العون الماديّ ، فهذة الجمعيّات والقائمون عليها من قُماش آخَر مختلف ، مُضحٍّ ؛ يُضحّون من أوقاتهم في سبيل رسم البسمة على افواه المحرومين ، فيُعوّضون النقص بالحنان والمعاملة الحسنة والفعاليات الجميلة واللّمة الأجمل والرحلات البديعة.
لا انكر ان مجتمعنا ما زال جميلًا يعيش الدفء الأسريّ والشعور مع الغير ، ورغم ذلك أجد حاجة أن أحثّ أصحاب الاموال والمصالح والسلطات المحليّة أن تلتفت بل أن تشارك وتبادر الى تكريم هنا ،ومساعدات هناك، واحتفالات هنالك ،حتى ندخل البهجة والسرور الى هذه القلوب الكسيرة والعيون الدامعة.
فالتبرّع لبيوت الله أمر جميل وواجب ولكنه ليس بأفضل من التبرّع لمثل هذه الجمعيّات وهؤلاء البشر فهم هم " المساكين بالرّوح" الذين نحبّهم وتحبّهم السّماء.
ويبقى الامر المعنويّ ضروريًا ، فالدعم الماديّ جيّد ومثمر ، أمّا النَّظر الى هؤلاء " بمستوى العينيْن" ، فيبقى له الأثر الجميل الذي يطبع نفس هذا الانسان بالامل والرّجاء والتفاؤل وحُبّ الحياة، بعكس النظرة الاستعلائيّة التي قد تُحطم النفس شرّ تحطيم.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورغم ذلك فالدُنيا بألف خير
- نُخالفُ ثمَّ نتباكى
- أبواب الجحيم لن تقوى عليها
- بين ميسي وزارع القلوب
- غَنَجٌ بريء
- يا عَدْرا
- ساندرا.............
- لَكي في عيدكي
- الحصرم يرنو الى الشّمس
- الفَرْخُ الصّغيرُ الذي أضاعَ أمَّهُ
- آه على أيام زمان
- العُنصر النسائيّ والانتخابات
- وسيبقى الزّغلول يترغل
- مجتمعنا العربيّ ومسح الجوخ
- وسمعَتِ السّماء
- الأبوّة الجميلة
- مظلومٌ أنا !
- غدّا سيزعون بحرنا مقاثي
- هيّا نُعيد حساباتنا في معركتنا مع البطركيّة
- ورحَلَ شوقي عبلّين


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - رِفقًا بذوي الاحتياجات الخاصّة