أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - وهل أخطأ السورييون في فهم حقيقة - معارضتهم - ؟















المزيد.....

وهل أخطأ السورييون في فهم حقيقة - معارضتهم - ؟


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 17:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


وهل أخطأ السورييون في فهم حقيقة " معارضتهم " ؟
صلاح بدرالدين

نشر د برهان غليون مقالة تحت عنوان " هل أخطأ المثقفون فهم الشعوب الغارقة في الجهل والطائفية ؟" * - وذلك ردا ( كما أشار ) على رسالة تلقاها عبر موقعه الشخصي يتهم فيها المثقفين وبينهم شخصه بتحمل مسؤولية اخفاق الثورة وعدم فهمهم لطبيعة المجتمع ومستوى الوعي المتدني للشعب السوري وبما أننا في الذكرى السنوية الثامنة للثورة وجدت من المناسب التعقيب على ماجاء في مقالته كمساهمة نقدية في ما آل اليه الوضع الآن على الصعيد الوطني الذي يهم كل مواطني بلادنا ويؤثر في مصيرهم ومستقبل أجيالهم خاصة وأن الذين تصدروا " المعارضة " وأولهم السيد غليون الرئيس الأول ( للمجلس الوطني السوري ) لم يقدموا تفسيرا للاخفاقات ولم يمارسوا أي نقد ذاتي أو مراجعة بالعمق حول الهزيمة المذلة والزلزال السوري عموما ومكامن الخطأ والصواب ناهيك عن تقديم الاعتذار لما ألحقوا من أذى بالسوريين وقضيتهم .
بغض النظر عن صحة وجود الرسالة من عدمها فانها متناقضة في مضمونها من جهة تحميلها د غليون " مسؤولية اخفاق الثورة " وهو تهمة ( ان صحت ) يدان عليها المرء بالخيانة العظمى ومن الجهة الأخرى تشيد بشخصه الى درجة " ادخال شخصيته الراقية في قلوب الناس وعقولهم " والثقة العمياء بها فمن المرجح ان تكون الرسالة افتراضية خاصة وأن اتهامه بمسؤولية الاخفاق كأول رئيس للمجلس الوطني السوري الذي أسسه وسيطر عليه ( الاخوان المسلمون ) وكما هو شائع في أوساط المعارضين للنظام فقد بارك القطرييون تنصيبه بناء على صفقة باتت معروفه ومتداولة بشفاعة د عزمي بشارة وتدخل العائلة الحاكمة هناك بكل ثقلها واغراءاتها المالية وقد خرج الموضوع من دائرة الهمس ليصل الى مقالات منشورة وشهادات موثقة وذلك مما يدفعه كل ذلك الى تبرئة ساحته بشتى الطرق وقد يكون هو من وصل الى تلك القناعات ليتسنى له اخراجها بهذه الطريقة التي يضع فيها اللوم على الوعي الشعبي وتخلف المجتمع السوري !.
بداية من المضحك لعالم اجتماع ان يعيد سبب اندلاع الثورة لوجود نظام مستبد وكأنه اكتشاف نظري فريد في حين أن كل سوري في الريف والمدينة وحتى على هامش الحياة شعر قبله على أرض الواقع ومنذ عقود بالمعاناة من نظام لايمثله بل يضطهده ويستعبده أما مايتعلق بدور المثقفين فأقول : لاأبدا ليس " المثقفون السورييون مسؤولون عن نشر الأفكار التي ألهمت الثورة " كما يدعي الكاتب والميزة الأساسية لثورات الربيع عموما وفي المقدمة الثورة السورية عفويتها وعدم التخطيط لها لامن جانب المثقفين ولا من جانب السياسيين التقليديين والأحزاب الكلاسيكية القومية واليسارية والاسلامية بل تصدرها الشباب والحراك الوطني الثوري المستقل وهي ( أي الثورة ) فاجأت المثقفين وأربكت حساباتهم وخلخلت آفاقهم الضيقة الذين وقف معظمهم ضدها ومع النظام وحتى د غليون لم يكن حتى في وارد تصور ولوجزء بسيط مما حدث وكان يتردد على دمشق وعبر مطارها حتى قبل الانتفاضة بوقت ليس بقليل .
المثقفون السورييون الذين انضموا الى قافلة الاخوان بدءا من المجلس ود غليون بينهم يتحملون المسؤولية في مناح عديدة :
اولا - في عملية تضليل جمهور الثورة السورية وبينهم خلال البدايات تنسيقيات الشباب خصوصا في حمص ودرعا ودير الزور خاصة عندما تسلقوا الى مواقع القيادة بالمعارضة ( ولو الشكلية لأن القرار الحاسم كان بأيدي الاسلام السياسي ) وهم أي المثقفون من غير الاخوان – ليبراليين ويساريين وقوميين - كانوا أجراء عند – البيانوني - ومجرد ديكور للزينة والبداية كانت بالمجلس الوطني برئاسة الكاتب – عالم الاجتماع - حيث أخفوا الحقيقة بل ورطوا الكثيرين في مقولة : أن المعارضة بأيد أمينة .
ثانيا – عملية التضليل الأخرى للجمهور الوطني الواسع الادعاء بأنهم في ( المعارضة ) يقودون الثورة ويمثلونها ويعبرون عن أهدافها في حين كانوا ضمن أجندة النظام الرسمي العربي والاقليمي المانح الذي لم ولن يكون يوما مع ثورة الشعوب وتطلعاتها .
ثالثا – التضليل الأخطر عندما وقف هؤلاء اما مؤيدين او صامتين لامبالين ازاء مخطط – الاخوان المسلمين – بافراغ الجيش الحر من الطاقات الوطنية الخلاقة بل استبعادهم من مواقع الفعل والقرار وفرض الحصار المالي عليهم وتركهم في المخيمات الحدودية بالجانب التركي كأسرى بامرة جنود حراسة المخيمات وكذلك في البلدان الأخرى مثل الأردن وفوق كل ذلك تهربهم من تحقيق مطلب ( هيكلة تشكيلات الجيش الحر ) واشراكها في قرار الحرب والسلام .
رابعا – بلغ تضليلهم لجمهور الثورة أوجه في ازدواجيتهم وانتهازيتهم وذلك عندما رضخوا لارادة – الاخوان المسلمين – في تجاهل الآلاف من المناضلين من العرب والكرد وأتباع الديانة المسيحية والمذاهب العلوية والدرزية والاسماعيلية الذين كانوا معارضين أشداء لنظام الاستبداد وعدم افساح المجال أمامهم لتولي المراكز القيادية في المعارضة وكان المقياس السائد حينذاك ابعاد كل من يخالف سيطرة الاسلام السياسي على مقاليد المعارضة والثورة .
خامسا – في كل العملية التضليلية التي مارسوها لأعوام كانت قناة – الجزيرة – القطرية أداة فعالة ليس لنشر ومتابعة أضاليلهم بل بوضع الحظر على كل من يخالف مخطط أخونة ثورات الربيع وكان المتعارف عليه أن لهذه القناة – فلتر اخواني سوري – يمنع ظهور أي سوري على القناة الا اذا مرره الفلتر وكانت أبواب القناة مفتوحة لكل من يزكيهم الاخوان وبطبيعة الحال كان هؤلاء نجوم القناة ليلا نهارا .
سادسا – وصل الأمر بهؤلاء ( المقصود المثقفون من غير الاخوان في قيادة المجلس ومن ثم الائتلاف ) استخدام أموال المعارضة والثورة في شراء الذمم ليس من أجل توسيع قاعدة المعارضين ضد النظام بل في سبيل رفع صورة هذا المسؤول أوذاك في مظاهرات أيام ( الجمع ) وقد تردد أن العضو الكردي في قيادة المجلس الوطني دفع لأحدهم ( وهو حي يرزق ومستعد للشهادة ) ثلاثة آلاف دولار حتى يرفع لافتة أمام الكاميرا مكتوبة عليها عبارة ( فلان الفلاني يمثلني ) .
سابعا – كان من المفترض أن يكون هؤلاء ( وبينهم أكاديمييون وعلماء اجتماع ومثقفون ) مطلعون على خصوصية الوضع السوري وتركيبة شعبه القومية والدينية والمذهبية وتعددية تياراته السياسية وتنوع ثقافته وبالتالي كان المفترض وبناء عليه أن لايوافقوا على أن يسيطر الاخوان المسلمون كاحدى جماعات الاسلام السياسي على المعارضة ويصبحوا عنوانا لها مما دفع نظام الأسد الى استثمار ذلك أمام المجتمع الدولي وتصوير الأزمة على أنها صراع بين التخلف وجهالة القرون الوسطى وبين العلمانية التي يمثلها النظام وبالتالي ليس هناك من ثورة وطنية ديموقراطية تغييرية ولكن رضخ هؤلاء لارادة ( الاخوان ) بل برروا ذلك بالتضليل وعلى الأغلب ليس بسبب خطأ أو قصور فهم بل تعلقا بمصالحهم الشخصية حيث انتقل معظم هؤلاء من حالة الفقر والعوز الى مراتب الغنى الفاحش في سنوات معدودة .
ثامنا – كل تلك الأضاليل والاستهانة بوعي السوريين وعدم ادارة العلاقات بين المكونات الوطنية بافق عقلاني وعلماني وديموقراطي أدت الى اجهاض الثورة واثارة الانقسام بين المكونات حيث الصراعات القومية والدينية والمذهبية في أوجها ليس على نطاق البلاد فحسب بل خصوصا بين صفوف سوريي المعارضة والثورة فهل نقتصر بتوجيه التهمة للنظام والاسلام السياسي ونغض الطرف عن الذين ضللونا من المسؤولين الأساسيين عن الكارثة الذين ركضوا وراء مصالحهم وارتضوا بالمواقع الشكلية وغطوا على خطايا وانحرافات وجرائم الاخوان المسلمين بحق السوريين وثورتهم ؟ .
• - هل أخطأ المثقفون فهم الشعوب الغارقة في الجهل والطائفية؟ د برهان غليون - العربي الجديد – 12 مارس 2018 .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التي أجهضها - الداخل - قبل غدرالخارج
- ( جولة فيسبوكية اسبوعية )
- حتى لانفقد - التوازن -
- في تحديات العيش - الأقوامي - المشترك
- من أجل عفرين وأهلها
- ولكن لماذا - عفرين - ؟
- - حوار الثقافات وأسئلة الهوية - حوار الثقافات وتعايش اله ...
- مأساة - عفرين - : هل هي خاتمة الاستهتار الحزبي ؟
- الجميع يتلاعبون بمصير السوريين
- ( سوتشي – تظاهرات ايران – ارتداد الأحزاب الكردية )
- من جديد حول مؤتمر - سوتشي -
- في - المعارضة - ومستقبل سوريا
- عود الى بدء : سوريا الى أين ؟
- رسالة مفتوحة الى - المجلس الوطني الكردي -
- فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد
- جولة بين مواضيع الساعة
- الرياض 2 خطوة أخرى الى الوراء
- سوريا وكردها والمستقبل الغامض
- لعنة كركوك
- أزمة الكرد السوريين في - أحزابهم -


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - وهل أخطأ السورييون في فهم حقيقة - معارضتهم - ؟