عشتار الفصول:10958 الطريق إلى الحق والحياة ،واحدة، لكننا مختلفون

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 14:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

الطريق إلى الحق والحياة ،واحدة، لكننا مختلفون، وهذا هو الإشكال الذي يُقلقنا جميعاً ،مختلفون في الوراثة وما تحمله معها من مورثات تمتد للجيل السابع وتؤثر في الواقع ،مختلفون في القدرات العقلية والجسمية ، مختلفون في التربية البيتية، والدينية ،والمذهبية،مختلفون في الأشكال والألوان والحجوم ، مختلفون في الأمزجة ،والرغبات والأهواء. كيف تريدنا أن نتفق وكلّ منا يعتقد بأنه هو وحده من يملك الحقيقة؟ وأنّ دينه هو الأصح؟ وأنّ طريقته هي الأسلم ؟!!
أعتقد من السذاجة لو دعونا إلى توحيد الجهود للتقارب من خلال دعوة وجدانية،فلن نتوصل إلى ما يُساعدنا على الاندماج ،لكن أستطيع أن أجزم مع وجود دولة مدنية تحكمها القوانين وليس الاشخاص ، تحكمها التشريعات الحضارية ،المواكبة للتطور والتقدم ،عندها نكون قد وصلنا إلى نصف المسافة من الفروقات بيننا ، والنصف الآخر يغيب حين تكون إرادة جماعية تنبع من ضرورة العيش المشترك ، عندها سنتوحد مع الاحتفاظ بخصائص كلّ منا.لضرورة الحياة وأحكامها ،لكن على أساس ألا تكون منبعا للفرقة، سنتوحد من أجل أن بني الأرض كإخوة، علينا أن نقتنع قبل الإيمان، أن نؤمن قبل العصبية الوجدانية، علينا أن نُزيل من أذهاننا وعقولنا وواقعنا ، أنه ليس هناك دينا يجب أن يُفرض على الآخر ، أوهناك عقيدة أفضل من الأخرى.الأنانية، والفكر المتعصب والمنغلق ، أول القلاع التي يجب أن تتهدم وبعدها يأتي البناء.
حين نرتقي إلى مرحلة من الوعي ،الذي يرى في الإنسان ،وحدة الوجود ،والكون وهو المحور المقدس لحركة الحياة. عندها سنرتقي لمرتبة البشر، وستتغير الحياة، أما الآن كلّ ما يتم من خلال تفسيرات للنصوص الدينية ــ التي ستدمر نفسها بنفسها وهذا إيمان لدي وليس كلاما ــ فهو مرحلة حيوانية مفترسة لاتمت بصلة للبشر ، وكلّ دينٍ ومذهب يملك من هذه الجينات المفترسة ،فهو دين حيوانيّ النزعة ، وليس دين بشر أسوياء ، وإن ملك الدنيا برمتها لايعني بأنه الأصح والأصوب .
فالزرقة في البحر ليست زرقة، هكذا تبدو أوهام المتعصبين . والسؤال متى نلتقي على تقديس الإنسان ؟!! ألا يكفي قتلا وذبحاً وتشريدا؟!!

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات