منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 01:08
المحور:
الادب والفن
قد ينظر البعض الى الشكل والمضمون بمنظار مختلف في تفكيكهما عن بعض وهذه النظرة صحيحة اذا اعتمدنا المنطق الارسطي من ناحية المفاهيم فان لمفهومي الشكل والمضمون جوانب مختلفة ولا تشتركان في خط واحد من حيث المعنى المفهومي فالشكل هو ذلك الظهور الذي يراه المقابل بالادوات المعرفية والمضمون هو المعنى الذهني الذي يتكأ بدوره على ادواته الخاصة ولحد هذا فان تلك النظرة صحيحة
ولكن في موضوع النقد الادبي يختلف الامر اكيدا لان الشكل في النص الادبي ما هو الا الالفاظ التي دونها الكاتب باستخدام الاسلوب اللغوي الذي من خلاله يحاول ان يوظف ذلك الشكل لمضمونه (( معناه )) الذي يريده فهما قالب واحد في النص يمتاز بابداعه كلما كان الكاتب يمتلك من الاسلوب الشيء الفريد الذي يميزه به ومن الاستحالة بمكان عزلهما لان المضمون فرع وجود الشكل وبخلاف الشكل يصبح المعنى عدما .
وبهذا يتضح اختلاف المناهج النقدية في هذه الناحية فالذي يرى فصلهما انما حدث له ذلك نتيجة تعميم القاعدة العقلية على النص الادبي ومن المعلوم ان ادوات العقل الصرفة لا تنسجم في كثير من قواعدها مع النصوص لان وظيفته تختلف بشكل كبير لاختلافه عن ماهية الادب ولعل رؤيتهم تقترب من المفهوم الفلسفي الشيء للشيء وبمعنى اوضح ان النص الادبي يكون متجردا عن كل شيء سوى مفهوم النص نفسه وبما ان النص ينقسم الى شكل ومضمون فهما اذن ينفصلان ويجب في تلك الحالة تحليلهما ورؤية النص من خلال ذلك التحليل ومع قوة القاعدة هذه من حيث منطلقها المنطقي الا انها وقعت في مشكل ظهور النص فالنص بعد ظهوره ما هو الا الشكل ومضمونه وهي ايضا قريبة من مبتنيات القاعدة الفلسفية في الوجود وعدمه وبين القاعدتان تضاد
وعلى هذا تخلص اصحاب القول الثاني من هذا المشكل ونظروا الى النص بشكله ومضمونه حال ظهوره موحدا لا تحليل فيه وانما وقع تحليلهم على ما في النص من ادوات شكلية ومعنوية وراوا ان النص للغير وليس للنص نفسه وما دام لغيره فهو بالاحرى سيكون واحدا ولعلنا نستعرض في قادم الايام تلك المناهج بشيء من التوسع وما هذا الا خلاصة القول .
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟