أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسحق قومي - عشتار الفصول:10953 الربيع العربي، والمبدع الشرق أوسطي الغائب بدون مشروع . ..















المزيد.....

عشتار الفصول:10953 الربيع العربي، والمبدع الشرق أوسطي الغائب بدون مشروع . ..


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 22:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عشتار الفصول:10953
الربيع العربي، والمبدع الشرق أوسطي الغائب بدون مشروع . ..
منذ ثمانية أعوام، خرجت من تونس، شرارة التحرر كما قالوا لنا،ورحل زين العابدين بن علي ، وتونس تشتعل، ودخلت الحركة أرض الكنانة مصر القبطية العربية ، الرئيس محمد حسني مبارك هو الآخر يرحل ويأتي من يأتي ، وهنا حذرنا من فتنة مابعدها فتنة ستقف في سوريا.
وقلنا يومها سوريا ليست تونس، ولا مصر. سوريا تتعدد فيها الأعراق والقوميات ، والديانات والمذاهب ولها خصوصية مع إسرائيل.
وهذا أيضا ليس كل مانريده..
الذي يعنيني كان قبل هذا الخريف العربي ترتسم ملامح للمثقف العربي، وكان له من المشاريع النهضوية عديدة الملامح ، على الرغم من تزايد نمو الحركات الراديكالية العربية ،وخاصة في مصر حركة الإخوان المسلمين ،وإفرازاتها القاعدة مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والجولاني وغيرهم ،والوهابية السعودية التي ترى في سوريا، مشروعاً وهابيا بامتياز حمله أغلب المعلمين ،الذين علّموا في السعودية مؤخرا وجاؤونا بلباس الشرع والشريعة ، ساندته حركة افتتاح بنوك سعودية، نرها تنغرس في كل بلدة سورية ، هذا قبل الحراك،يُقابلها حركة للتشيع في كل أنحاء سوريا ،من قبل نشاط إيراني .اللحظات تتسارع والمصلحة الوحيدة ، مواطن وغنى، بلهنية العيش، سهرات ،وأبنية تُقام، بنوك تمنح قروضا، الكلّ يبحث لنفسه وعن نفسه،تتغير القيم الوجدانية ، شيئاً فشيئا.. شخصيات معينة تحكمت في الاقتصاد السوري ، وهي التي تحكم بالأساس.هناك فعل ،وطني غير واضح المعالم،وقضية التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل يُشكل بعبعاً ورمزا للوطنية الصامتة. نوايا الكل ضد بعضهم موجودة.فقط يلزمها شرارة خارجية مع بيئة حاضنة ،لسان حال المعارضات كلها كفى .
في الجزيرة السورية، الأكراد وحدهم ينظمون أنفسهم في احزاب ويأملون أمرا ما يغير لهم واقعهم، وبترول العرب للعرب والدخان للأكراد أصبحت مقولة للتندر والسخرية .، الخطوط مابين تركيا وسوريا يتم شراؤها من قبل الأكراد لمدة ستة ساعات بملايين الليرات من رؤوساء الفروع الأمنية ، لا أحد يعرف ماذا يدخل سوريا ،وماذا يخرج منها ، لستُ أدري. أسلحة تتكدس في القرى والبلدات ، تحت الأرض ،وفوق الأرض، والأجهزة الأمنية جميعها غارق في الربح .فريق عبثي هو الذي يلعب ولازال يركض هنا ،وهناك ونعني به ، المكوّن المسيحي لايهمه غير الأكل والشرب، وبناء البيوت الفارهة، والسهرات والنساء وووووربما أغلبه تحول إلى عفوا، ق....
المكوّن العربي منقسم مابين من هو مع النظام ، ومن هو ضده .وحتى الذي مع فلا تعرف له قرار لأنه يتعرض لضغوط، تفوق قدرة تفكيره، تُغلق النوافذ على أحلامه مع التيارات السياسية التي تُطبخ خارج سوريا...فرار جماعي لأغلب الطبقة الفقيرة، حيث أوروبا تستقطبهم في دول معينة ، كالدول الاسكندنافية وألمانيا والنمسا وهولندا وبلجيكا وفرنسا، والأغنياء وجهتهم إلى كندا وأمريكا وأستراليا تختلط في مشروعها عناصر مضطهدة قوميا وعرقيا هم الآشوريون والكلدان.وأقباط مصر مع ملامح لتدخل المأساة إلى الموارنة مع تعاظم حركة حزب الله في سيطرته على القرار اللبناني.وهنا مع رحيل شعراء وكتّاب كبار شكلوا أيقونة الفعل الثقافي العربي نرى غياباً تراماتيكياً للمثقف العربي ، فلم يعد إلا القليل ،القليل ممن يحملون فكرا يسارياً، وأما الفكر القومجي العربي وما دار في فلكه فهؤلاء.لايمثلون حقيقة المواقف بل المواقف بعد أوسلو وعربة تتغير في إيديولوجيتها الفكرية والإبداعية.
هذا مع وجود ،بعض الأقلام المبدعة ،ولكنها لا تُكرم كما يجب لأنها تُخالف هذا الحاكم حينا وذاك حينا أخر.
ثمة انكفاء من قبل المفكر على الساحة الوطنية ،من الشرق وحتى المغرب مع ماجرى من حصار العراق وتقسيمه ،إلى ثلاثة أقسام ،في تسعينات القرن العشرين الماضي ، ثم ما حل به عام 2003م.وسقوط البطل الثوري، ومفهومه بشكل عام ،هزات وجودية يتعرض لها المثقف العربي لكن أشدها كان في سوريا.
المبدعون السوريون. الكتبة، الشعراء، الفنانون التشكيليون والفنانون المسرحيون والممثلون جميعهم ينقسمون، ويتقاسمون طريقين مع النظام وضد النظام.
فلم يعد من مشهدٍ واضح المعالم.
هروب جماعي إلى فضاءات التمثيل الجماعي ، رغبة منهم في توحيد الكلمة، لكن تتصاعد في وجه المشهد العديد من التيارات،التكفيرية وغير التكفيرية.
ويأتي الفكر الداعشي ليمثل أقسى وأشرس مرحلة تدميرية للوجدان السوري خاصة والمشرقي والعربي عامة.
الفكر الداعشي وسلوكيته المتمثلة في القتل وقطع الرؤوس وتدمير أوابد الحضارة الآشورية والسورية ونهب للعديد من الآثار ، شكل سابقة خطيرة في الوجدان للمثقف المشرقي بشكل عام.
والسوري بشكل خاص ،هجرة وتهجير والكلّ يدفع الثمن ،لكن هناك مكونا وحده من سيدفع الثمن مضاعفا ألا وهو المكوّن القومي (المسيحية العراقية، والمسيحية السورية).نجد هروبا وترك كل شيء لمن سيبقون .
إنها مرحلة مفصلية، وقاتلة في حياة شعوب الشرق ووجدانها ومكوّناته .
نعود إلى دور المثقف السوري حصرا . فهل نرى فعلاً تنويريا وحضاريا تجاه مايجري في سوريا؟
إننا لانرى سوى غياب كامل، لمن كانوا يتنطحون لأيّ كلمة ،يكتبها بعضنا تجاه السلوكية الدينية، أو القومية ، خاصة للمكوّن العربي الذي أصابته سكتة قلبية وتحول إلى مهزوم في أعماقه.لم نعد نرى مقالة واضحة من كاتب عربي سوري بشكل عام يتجرأ على أن يتناول المشكلة في جذورها وبشكل شفيف ويُسمي الأمور بمسمياتها.
يُسمي الأمور ليستفاد منها الحاكم والمحكوم.
لابل بالعكس لم نعد نسمع عن شاعر كتب قصيدة ضد النظام خوفا من النظام. كما جرى للشاعر العراقي الذي دفع حياته ثمنا لرأيه.ونقصد هنا الشاعر العراقي أحمد النعيمي في قصيدته (نحن شعب لايستحي).وبالمقابل لم نعد نرى من كتب مقالة يُعري فيها فعل المعارضات التي حصلت على ما حصلت، إنه مشهد ينوء تحت ثقل عدم الثقة بالنفس أولا ،وبالواقع ثانيا وبالمستقبل المظلم ثالثا.
إن الثورات لاتقوم وهي تحمل عصبية قومية،÷ أو دينية، أو مذهبية.فإذا حملت هذه التسميات ومؤثراتها تحولت إلى فعل لقطاع الطرق، والدول غير القادرة على إدارة الأزمة تتحول إلى يأس ثوري ،،وتموت القيم الوطنية، وتتحول الأرواح إلى خرائب للردة والخوف .
إنه زمن ترتسم فيه معالم جديدة، ولكنها مطعمة بالعديد من التيارات التي لانعرفها في جوهرها وفعلها، وعلى مايبدو تتهيأ الروح السورية ،والعراقية لتشكيل مفاهيم جديدة في جميع المناحي.
المنحى الوطني اللامركزي .في القيم الأدبية والوجدانية.وفي تغيرات على النفسية للمواطن.الكلّ أصبح يعرف عن الكل ،فلم يعد هناك من حاجة إلى الدهشة ، كلّ الدروب تؤدي إلى الفلتان الأمني والوجداني ،فلا على الساحة السينمائية ولا على مستوى الفن التشكيلي والفن المسرحي ولا الفن الكتابي والروائي ولا الشعري، جفاف وتصحر يجتاح المشهد الثقافي برمته، إنها المأساة ،والكلّ ينتظر ،عندما ستضع الحرب أوزارها ،بعد حين سيكون كلّ شيء قد تغير ، حتى المدن ستتغير، ولن يعد من سوريا التي نعرفها ،غير بقايا ذكريات في الوجدان حملها معه مهاجر عنيد يقول لها ستولدين من الرماد وربما لن يكون.
اسحق قومي
25/3/2018م
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل ، مقيم في ألمانيا.



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود في مدينة القامشلي .كما جاء في كتابنا الموسوم قبائل وع ...
- عشتار الفصول:10938 نحنُ محكومون، بأمرين إثنين وذلك تبعاً للت ...
- عشتار الفصول:10927 . الحرب السورية، فرمان وإبادة تاريخية ممن ...
- عشتار الفصول:10913 حتمية التطور الصناعي، والتكنولوجي ،والرقم ...
- عشتار الفصول:10911 المعارضات السورية ،بين الوطنية الشريفة، و ...
- عشتار الفصول:10887 الثقافة السّورية ، بوصفها شجرة وارفة الجذ ...
- عشتار الفصول:10885 المسؤولية الوطنية، والتاريخية تقضي. المحا ...
- عشتار الفصول:10884 .الباحث والمؤرخ الرصين، بين الإقتباس، وال ...
- عشتار الفصول:10885.المسؤولية الوطنية، والتاريخية تقضي المحاف ...
- عشتار الفصول:10871 المكوّن المسيحي الأصيل قومياً ،وتاريخياً ...
- عشيرة الجبور كما وردت في كتابنا الموسوم : قبائل وعشائر الجزي ...
- عشتار الفصول:10861 سوريا تُنادينا ، لنعد إلى رشدنا جميعاً ست ...
- عشتار الفصول:10858سوريا إلى أين بعد عفرين والاجتياح التركي ل ...
- عشتار الفصول:10821.الثورة الإسلامية الإيرانية على صفيح ساخن ...
- عشتار الفصول:10814 المنافقون، والنفاق، وتجلياته
- الأخطاء الكبرى للسّريان في الجزيرة وبلاد الشام منذ مئة عام.ا ...
- عشتار الفصول:10780 الباحث فاضل العزاوي القدس ليست أوشليم. ، ...
- عشتار الفصول:10772 إيلياء ،يروشاليم ، القدس بين العرب وإسرائ ...
- عشتار الفصول:10769 الفكر الديني أمام امتحان تاريخي كبير . ..
- عشتار الفصول:10733 .قصيدة بعنوان قبري في زجاجة


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسحق قومي - عشتار الفصول:10953 الربيع العربي، والمبدع الشرق أوسطي الغائب بدون مشروع . ..