أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!














المزيد.....

ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلاميّون وهم يكرّسون حكمهم الديني الذي دمّر البلاد والعباد، يعتبرون السياسة عبارة عن أسئلة وأجوبة من قبل مقلّد لمرجع ديني حول حكم معيّن. وعندما نتناول مبدأ التقليد، أرى لزاما علينا أن نكون واضحين ودقيقين في تسمية هذه الجهة الإسلامية كونها جهة شيعية وليس غيرها كون التقليد عند الشيعة الإمامية تعني السلطة حتى من الناحية الفقهية بإعتبارها إمتدادا لسلطة الأئمة "المعصومين" عند الشيعة الإمامية. ومنذ الاحتلال لليوم يخرج علينا العديد من رجال الدين بين الحين والآخر عبر مكتبه بسؤال لأحد مريديه وجواب منه يحدد من خلاله وجهة نظره لشأن سياسي معيّن. وهذا ما نلاحظه من خلال أخبار تتناقلها الصحف لرجال الدين هؤلاء والذين غالبا ما يكونوا مراجع دينية شيعية، ورجل الدين الوحيد والذي لا يمتلك حق الفتوى كونه ليس بمرجع من الذين تتناقل وسائل الاعلام أخبار الأسئلة الموجّهة إليه وأجوبته عليها، هو مقتدى الصدر.

إنّ مقتدى الصدر هو رجل سياسة أكثر ممّا هو رجل دين، وفي الحقيقة فأنّ الكثير من معممّي العراق عليهم خلع عمائمهم طالما شغلوا أنفسهم بالسياسة. فمهام رجل الدين في إستنباطه للتفسيرات الفقهية المختلفة لأبناء طائفته هي غير مهام رجل السياسة وهمومه التي تشمل جميع مواطني البلد بغضّ النظر عن إنتمائهم الديني والطائفي والإثني. لذا نرى مقتدى الصدر قد ركب ومريديه مركب محاربة الفساد مع قوى علمانية وليبرالية ومدنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي من خلال قائمة "سائرون" الإنتخابية، والتي هدفها الأوّل من بين أهداف عدّة هو محاربة الفاسدين والفساد كمنظومة وليس أحدهما فقط. وللآن يعتبر الأمر من الناحية السياسيّة وعلى الرغم من الإختلاف الآيديولوجي بين ركاب هذا المركب مقبولاً بل وضرورياً من الناحية الوطنية والنيّة ببناء عراق جديد. الّا أنّ هذا البناء لا يتم كما ذكرنا قبل قليل الّا بمحاربة الفساد "شلع قلع" وهي تسمية أطلقها الصدر نفسه وليس غيره، كشعار مركزي لمحاربة الفساد، إذن فـ "الشلع والقلع" لا تعني محاربة الفساد عن طريق النفس الطويل ببناء دولة مؤسسات تمأسس لهيئات رقابية قادرة بقوّة القانون من إعادة الهيبة لمؤسسات الدولة والحد من إفلاسها وضياع ثروات البلد فقط، بل وتعني تشخيص الفاسدين ومن يساندهم ومن يدافع عنهم بغضّ النظر عن مراكزهم بالدولة. كما وأنّ "الشلع والقلع" لا تعني إنتظار سياسي كي يفي بوعد فشل في تحقيقه شخصيا لأربع سنوات وحزبيا لأكثر من إثنتي عشر عاما!!!

إنّ محاربة الفساد ليست بالأمر الهيّن والسهل، كما ولا توجد عصا سحريّة للقضاء عليه. الّا إننا بحاجة الى مراكز قوّة في السلطة التنفيذية بالدرجة الأولى والتشريعية والقضائية بعدها، للبدأ بشكل سلس للضرب بيد من حديد على مراكز ورؤوس الفساد والتي باتت معروفة حتى للمواطن البسيط وبالأسماء، ومن هذه المراكز هو مركز رئاسة الوزراء. الا أننا نرى الصدر اليوم ومن خلال ردّه على سؤال لأحد مريده عن موقفه من ولاية ثانية للعبادي يقول : "سنعلمكم ذلك لاحقاً فإن المرجعية والشعب ونحن وإياكم بانتظار أن يفي بوعده بمحاربة الفساد"!!، ماذا تقول بحق السماء يا رجل!!؟؟

هل العبادي الذي فشل بمحاربة الفساد لثلاثة أعوام وتسعة أشهر على الرغم من وعوده المتتالية، سيكون قادر على الإيفاء بوعوده بالقضاء عليه خلال الثلاثة أشهر المتبقية من حكمه؟ وإن كنت تريد منحه فرصة ولاية ثانية دون حصول تغيير جذري في اللوحة السياسة للبرلمان القادم، فكيف ستتم محاربة الفساد بنظرك؟ وإن كنت تريد منح حزب الدعوة الحاكم والذي فشل خلال ثلاث دورات إنتخابية بالكمال والتمام في محاربة الفساد، وضياع ثروات بلدنا وترسيخ الفقر كحالة مستديمة، وصاحب الكثير من السياسات التي تصل الى مصاف الجريمة بل والخيانة العظمى بحق بلدنا وشعبنا، فلمَ دخلت الإنتخابات أصلاً.

لتحارب الفساد عليك أن تحدد موقفك بشكل واضح وصريح من رؤوس الفساد ورجالاته، ولا أظنّ من أنّ العبادي وحزبه والمجاهدين الذي معهم هم فوق الشبهات، بل هم فاسدون حد النخاع. محاربة الفساد أيها السيد الصدر لن تتم الا في ظل حكومة جديدة لا مجال للفاسدين المخضرمين فيها، لا أن تقول لي من أنكم بإنتظار أن يفي العبادي بوعوده. لقد خرجنا من حالة الفطام الى الحبو ونحن في طريقنا للمشي، فأحترموا عقولنا كي نحترم مواقفكم.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟
- إن إنتفضت طهران إرتعشت بغداد
- تحذيرات وأمنية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
- قوت الفقراء خط أحمر
- حزب الدعوة يدعو الى الإرهاب
- تاهت طرق تحرير القدس بين عبّادان وكربلاء
- شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي
- لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون
- لمَ الثقة بالصدر وتيّاره؟
- تصريح إيراني وقح وصمت عراقي ذليل


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!