أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح المسروق في قصة -شموع ليلية الميلاد فاضل الفتلاوي














المزيد.....

الفرح المسروق في قصة -شموع ليلية الميلاد فاضل الفتلاوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


الفرح المسروق في قصة
"شموع ليلية الميلاد
فاضل الفتلاوي
جميل ان يكون الأدب يؤرخ/يوثق ما يحدث في بلداننا، فالأدب أبقى وأكثر ديمومة من الخبر أو البيان الحكومي/السياسي، وفي حالة العراق وبعد الحروب الطاحنة التي خاضها من بداية القرن الماضي وحتى الآن، نجد أهمية خاصة للأدب الذي يتناول احداث الحرب.
في هذه القصة نجد الحديث يتمحور حول الإنسان أكثر منه حول الحرب، فغاية الأدب هو الكائن البشري وليس افعال الخراب والقتل، من هنا نجد الكاتب يحاول أن يتجنب الخوض في الأعمال الحربية، فهو في العقل الباطن يرفضها، لهذا نجده يقفز عنها قدر الامكان، وكأنه بهذا "التجنب" يريدنا نحن القراء أن لا نتأثر بسلبياتها، لهذا فضل عدم الخوض بتفاصيلها قدر ما يستطيع.
دائما للعنوان هدف وغاية، وهو المدخل الذي من خلاله يمكننا أن ندخل إلى النص الأدبي، "شموع ليلة الميلاد" يعطي مدلولا بالفرح والأمل، فهناك شموع في ليلة ميلاد "ماهر"، وعام جديد ينتظره. يبدأ القاص في الحديث عن الأجواء الاحتفالية التي تواكب هذه الليلة، "رغم إن هناك متسع من الوقت إلا إن الاستحضارات على أشدها لاحتفالية عيد ميلاده" مما يجعل المتلقي يدخل إلى تلك الأجواء الاحتفالية، وإذا ما توقفنا عند ما سبق، سنجد أن الأمر متعلق بإنسان، له أب، وله أم، وأصدقاء، وأحباء، وهذا ما فصله لنا القاص: "المرأة الاربعينية في أوج نشاطها والرجل منهمك في اعداد بطاقات المدعوين والمحتفى به على وشك الوصول، تناثرت الورود والهدايا في غرف البيت" إذن العلاقة الاجتماعية الإنسانية حاضرة في القصة، وهي الحدث الأهم في القصة، لهذا يركز عليها "فاضل الفتلاوي" أكثر من غيرها، فعندما سلط الأضواء على الأب والأم أرادنا أن نعرف بأن "ماهر" ليس مجرد فرد، بل له ارتباطات عاطفية،عائلية/اجتماعية/إنسانية.
من المفترض أن يكمل لنا القاص الاحتفالية التي بدأت، لكن هناك اتصال يأتي ل"ماهر" ويدعوه للالتحاق بالجبهة، "مكالمة وردت الى ماهر بالالتحاق فورا وقطع اجازته" وهنا تأخذ القصة منحى جديد، منحى آخر، ينتزع "ماهر" من أمه وأبوه وأصدقائه ليخوض حربا في: "وها هي الموصل التي تغيرت ملامحها كثيرا، أزيز الطائرات لا يهدا للحظة، أعمدة الدخان تتصاعد ،سوداء داكنة" هذه اجواء الحرب، التي يحاول القاص قدر الامكان أن يبعدنا عنها، فهو لا يريدنا أن نتأذى منها كما تأذى بطله "ماهر" فيعمل جاهدا على تقليل من مشاهدها قدر ما يستطيع، لهذا عندما تحدث عن استشهاد "ماهر" قال: "تحصنوا في دار نصف مدمرة، أكتشف موقعهم، فجر البيت، وسط الظلمة والدخان الكثيف استشهد ماهر" وتأكيدا على ميل القاص للأمل وللفرح جعل نهاية القصة بهذا الشكل : "وصياح وزعيق الاعداء يسمع بوضوح، حبسوا انفاسهم بانتظار الدعم الذي وصل اخيرا، تلمس عباس جثمان زميله الشهيد والليل في هزيعه الاخير، يا للهول هذه شموع في جيب ماهر...
اوقدوا الشموع حول جثمانه وراحوا يغنون اغنية الميلاد"


اعتقد أن النهاية السريعة جاءت لتؤكد أن القاص يريد أن يخرج ويخرجنا من الأجواء الحرب، ولهذا اختزل الأحداث المؤلمة وتقدم من جديد نحو الفرح عندما قال "اوقدوا الشموع حول جثمانه وراحوا يغنون اغنية الميلاد" من هنا يمكننا أن نقول أن مثل هذه القصة تحمل بين ثناياها دعوة لرفض الحرب، فهي مؤلمه لأبطالها ولراويها ولمتلقيها، وهذه الدعوة هي الأهم وأجمل فيما جاء في القصة.
القصة منشورة على صفحة القاص على الفيس بوك.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة البيضاء -غنج الحمام- منصور الريكان
- مناقشة رواية -كلام على شفا شفتين- في دار الفاروق
- التسرع ﻓﻲ روايﺔ -كﻼم ﻋ ...
- التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة
- غبش البياض -نفن مردم-
- المختصر المفيد في كتاب -كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية- ...
- العناصر الروائية في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح المسروق في قصة -شموع ليلية الميلاد فاضل الفتلاوي