أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - مخاوف مشروعة بعودة العنف وإستهداف المكونات الصغيرة والسلم المجتمعي!!















المزيد.....

مخاوف مشروعة بعودة العنف وإستهداف المكونات الصغيرة والسلم المجتمعي!!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسود الآن في العراق أجواء مشحونة بالكراهية والتحفز، بعد إن بدأ العد التنازلي لخوض الإنتخابات النيابية القادمة في الثاني عشر من مايس (مايو ) 2018، وحسب المتوقع بأن تكون هذه الإنتخابات، عنيفة وشرسة بسبب المتغيرات التي حصلت في الكتل السياسية المتنفذة الحاكمة تبعتها إصطفافات جديدة، و نتيجة ظهور كيانات سياسية جديدة وتحالفات غير متوقعة وتغيير الخطاب السياسي الإنتخابي لغرض إستمالة الناخبين بتسميات باتت تتسيد المشهد السياسي العراقي ومنها، المدنية، والديمقراطية ، والإصلاحات، ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات وغيرها من الوعود التي خبرها المواطن العراقي. كما أصبح من المعروف بأن الناخب العراقي يريد تبديل أو تغيير الوجوه التي أثبتت فسادها وفشلها والتي لم تحقق شيئ من مطالب الشعب .
لقد وُضِعَت العديد من الخطط الإقليمية والدولية لغرض زعزعة الإستقرار والأمن في العراق وإشاعة أجواء مخيفة من أجل إستبعاد المواطنين العراقيين من ممارسة الإنتخاب بحرية وحرمانهم من الإدلاء بإصواتهم وعرقلة العملية الإنتخابية بشتى الطرق والأساليب. فهذه الخطط إعتمدت الخلافات بين الكتل السياسية، والتشبث بالمنهج غيرالوطني الطائفي الإثني القومي، والأزمات السياسية والإقتصادية والفساد. كما إن ذلك سوف يجري عبر صراع شديد بين مُنفذي تلك الخطط، الممثلين للتدخل الخارجي في شؤون العراق وضخ الأموال الهائلة من خلال ذلك التدخل المتنوع. هذه الأمول سوف تخصص لإفساد الناخب، وتخريب النفوس، والدعاية الإنتخابية، والتزوير، ودعم للعصابات التي ترتكب الجرائم البشعة لغرض خلق فوضى في الوسط العراقي كما إنها سوف تستفيد من الخلايا النائمة لداعش، والقاعدة في شن هجمات سريعة وخاطفة. إن الأجهزة المخابراتية الأجنبية التي تسرح وتمرح في البلاد، سوف تشحذ سلاح الإنتقام وتدمر أي مشروع للمصالحة الوطنية وزعزعة الأمن الوطني والقومي، وتبث الأشاعات السلبية من أجل زعزعة الثقة وتأليب مكونات الشعب بعضه على البعض الآخر هذه صفحة، إما الصفحات الأخرى هو التسقيط السياسي للأحزاب والتحالفات التي ستدخل الإنتخابات، تحت غطاء الدين محاولة شحن المجتمع بالكراهية، ودفع نحو القتل والإبادة بتشغيل أسطوانة قديمة مشروخة حول المدنية والعلمانية والشيوعية وتكفير الجميع . وصفحة أخرى إطلاق مسلسل الإغتيالات السابقة وإستهداف أبناء المكونات الأصيلة في المجتمع العراقي و قتل أبناءهم أو تفجير بيوتهم لغرض تفريغ العراق منهم فضلاً عن إستهداف الكفائات والمثقفين والمفكرين والصحافيين والفنانين. كما يتم إستهداف الأطفال والنساء وعرقلة حل مشاكل النازحين وإعادتهم إلى مناطق سكناهم. وهناك صفحة دموية أخرى هو خلق مشاكل بين العشائر ليفضي إلى نزاع مسلح بينهم . إن الصراع الحاصل بين الدول الإقليمية بعضها مع بعض وبين بعض دول العالم لغرض أن يبقى العراق تحت السيطرة الأجنبية والتدخل في شؤونه أو يكون ساحة لتصفية الحسابات على حساب إستقلاله وسيادته.
ففي الوقت الذي كان الشعب العراقي يحتفل بإنتصاراته على داعش، والتهيئة لخوض الإنتخابات وتحضير مستلزماتها وتأمين حماية العملية الإنتخابية وحماية المواطنين وملاحقة فلول داعش، إلا إن التدخل الخارجي المحموم الذي حصل بشكل سافرمن قبل إيران والدول الإقليمية والمجاورة، ودليل على ذلك ماحصل مؤخراً بوصول مسؤول إيراني كبير ومستشار للمرشد خامنئي للعراق وهو علي أكبر ولايتي، يصرّح بأنه لايسمح بعودة الليبراليين والشيوعيين إلى سُدة الحكم، دون معرفة بتأريخ العراق السياسي، فهي إشارة صريحة لغرض دق أسفين وخلق مشاكل في المجتمع العراقي لصالح من يعمل وفق سياسة إيران. لقد جرّب الشعب العراقي ما طرحه السيد علي أكبر ولايتي، من دس أفكار فاقدة المصداقية. ولكن المؤسف إن يتبنى هذه الأشارة أحد رجال الدين وهو عامر الكفيشي، فيشن هجوم غير مسبق على القوى المدنية والديمقراطية، ويدعو إلى قتل الشيوعيين والمدنيين وكأنه يريد حرب أهلية بدوافع الحقد والكراهية والأفكار المسمومة، بهدف الكسب الإنتخابي الرخيص، لقد كان يصرخ ويعلو صوته وبدون تفكير بل أنه وقع في التناقض، لقد حاولت فضائية آفاق، بعد الإدانة والرفض الواسعين لمنطق وخطاب الكراهية، أن تقول ان المتحدث لم يقل بقتل العلمانيين والشيوعيين والمدنيين بل التصدي لهم بالفكر والدعاية والكتابة ولكن المقطع الذي نشرته الفضائية وقالت أنه (الموثق والمؤتمن) لم يخرج في الجوهر عن المقطع الذي عد مقتطعاً حيث يكيل الشيخ الإتهامات جزافاً ويطلق التقولات بعيداً عن الواقع وعن حقيقة ما جرى ويجري في العراق ويقول (انهم يحتلوا العقول والنفوس ويعيشوا بين الناس ) فكيف يتم ذلك وهو يلصق بهم التهم وهي (إفساد العقول وجلب الخراب للمجتمع وللشباب وللنساء ) المصدر مقال محمدعبد الرحمن/طريق الشعب .لم يدرك ولايتي ولا الشيخ الكفيشي عمق جذور القوى الوطنية والديمقراطية والشيوعيين عند الشعب العراقي وفي تربة الوطن. لجنة الثقافة والإعلام النيابية طالبت المرجعية الدينية الشيعية بالرد على تصريحات الداعية (عامر الكفيشي) ودعوته لإستباحة دماء المدنيين والليبراليين لمنعهم من الإنتخابات. كما رفع سياسيون وناشطون وحقوقيون شكوى للقضاء العراقي للتحرك إزاء تصريحات الكفيشي المقرب من حزب الدعوة الذي دعا الجمهور إلى مواجهة خطر العلمانيين وهو ما أعتبره البعض تحريضاً للقتل. ماهو المغزى من هذا التصعيد والتركيز على القوى المدنية والديمقراطية والعلمانية؟ الهدف هو إبعاد الجماهير المدنية عن الإلتفاف حول القوائم والتحالفات الإنتخابية المدنية التي تحمل مشروع الأصلاح والتغيير وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، بعيداً عن المحاصصة السياسية والطائفية والإثنية والقومية التي تفضل الهوية الفرعية على الهوية الوطنية فخوف القوائم الدينية من ظهور تحالف قد يدخل بقوة البرلمان ويغير ميزان القوى داخله وبالتالي يصبح ذا تأثيركبير ليلبي مطالب الحراك الجماهيري.
ولكن السؤال المطروح، لماذا تستخدم أساليب غير شرعية من قبل قوائم لاتؤمن بالديمقراطية والمنافسة الشريفة لمنع المواطنين من الممارسة الديمقراطية؟ ومن هذه الأساليب دعوة المواطنين لمقاطعة الإنتخابات مستندين على أساس أن لم تحصل نسبة عالية في أعداد الناخبين فسوف تلغى الإنتخابات. بالطبع لاتوجد في الدستور وقانون الإنتخابات أي فقرة أومادة تشير إلى ذلك ولكن لماذا ؟ لكي يتم إستبعاد المواطنين، فتكون الفرصة مفتوحة لعودة نفس الوجوه السابقة الفاشلة والفاسدة. لايوجد مجال للتغيير سوى صناديق الإقتراع والضغط الجماهيري وهو طريق تبادلالسلطة سلمياً وديمقراطياً.
الوعي الإنتخابي ضروري ومهم حيث إن مقاطعة الإنتخابات لايفيد شيئ ولايحل الأزمات التي تمر بها البلاد. فالأصوات مرتبطة بالمقاعد وهي ترجمة للنظام الإنتخابي المحدد بقانون الإنتخابات.
وسوف نشهد في قادم الأيام وعند البدأ بالدعايات الإنتخابية والإعلانات، والجولات الإنتخابية للمرشحين العديد من الأساليب والتصرفات المُدانة ومنها الضغط والتهديد للمواطنين الناخبين، التهديد والضغط على المرشحين وعمليات إسقاط سياسي، وإستخدام وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ومواقع التواصل الإجتماعي والإنترنيت لغرض التشويه وبث الأخبار الكاذبة وغيرها من الأساليب. وربما يتم إستخدام العنف المسلح وغيرها من الأساليب غير الشرعية. آولئك الذين أصبح لهم تأريخ برلماني لثلاث دورات تشريعية منهم من تغير ولائه ومنهم من إنقلب على قائمته وأنشطر أو أنشق بدوافع الأمتيازات والصفقات الفاسدة ومحاولة إستخدام لغة جديدة يريدها الجمهور العراقي لدوافع إنتهازية. مسؤولية المفوضية العليا للإنتخابات ووزارة الدخلية ووزارة الدفاع ومجلس الوزراء، حماية الإنتخابات وحماية المواطنين. والمنطق يؤكد على الجميع المنافسة بالبرنامج الذي تحمله هذه القائمة أو تلك، بدلاً من الإغراءات المالية للناخب لغرض ضمان صوته، فالمناظرات وعرض البرامج بين التحالفات أو بين الأحزاب وإثارة المناقشات في الفضائيات أو صفحات الصحف هو الطريق السليم وليس إستخدام الرِشا وإفساد الناخبين .
وفي أجواء التصعيد المعادية للعملية الإنتخابية، وسط الخطابات والمواعظ النشاز التي نبذها الشعب، تظهر صورة العنف الدموي الجبان ضد أبناء الأقليات أو المكونات الصغيرة من المندائيين والمسحيين والأزيديين، والعودة إلى مسلسل الإغتيالات والقتل العمد والتفجيرات، مستهدفين الحلقات الضعيفة في المجتمع تحت غطاء السرقة فهناك إيادي خفية تلعب دور في هذا الإتجاه ومن الحوادث الأخيرة التي حصلت، حادثة خطف مواطن مندائي محمود شاكر درباية من أمام محله في بغداد الجديدة في أوائل شهر آذار /2018 حيث وجد بعد ذلك مقتولاً بعد تعذيبه كما جرى سرقة بضاعته المصوغات الموجودة في محله، والحادثة الثانية قتل عائلة مسيحية، مكونة من الطبيب هشام شفيق مسكوني وزوجته الطبيبة شذى مالك دنو ووالدتها السيدة خيرية داود في منزلهم في منطقة المشتل في مساء يوم الخميس 08/03/2018 يوم المرأة العالمي حيث قتلوا طعناً بالسكاكين بعد إقتحام المنزل وسرقة ممتلكاتهم الموجودة في المنزل. أبناء الأقليات سيكونون عرضة للقتل والتهجير حيث سيكون ذلك حافز للهجرة خارج الوطن، وسنرى إزدياد هذه الظواهر من قتل وخطف وسرقات لغرض زعزعة الإستقرار والأمن كلما إقترب موعد إجراء الإنتخابات وخلق فوضى وفقدان الثقة بالأجهزة الأمنية .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُقرت الموازنة العامة للعام 2018 ولكن !!
- قانون الإنتخابات المعدل بين النص والتطبيق
- مواضيع ساخنة
- العملية الإنتخابية القادمة وضمانات إنجازها !
- مابعد وثبة الشعب العراقي كانون الثاني 1948
- المجد للذكرى السبعين لوثبة الشعب- كانون الثاني 1948!
- المحكمة الإتحادية العليا تحسم الجدل حول موعد إجراء الإنتخابا ...
- إستعصاء وفوضى تكوين التحالفات ضيّع المواقف والثوابت السياسية ...
- 2018 ..عام جديد ..أمنيات وتحديات !
- تخمة الأحزاب والعملية الإنتخابية القادمة !
- سوق الأحزاب السياسية وتوازن القوى !
- هل آن الآوان حقاً للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ؟!
- لكي لانكون آخر من يعلم !
- تحالف تقدم وآفاق المستقبل !
- محطات ساخنة في المشهد السياسي العراقي !
- مشروع قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية، إنغماس في الرجعية و ...
- لا تراجع عن النظام الإتحادي (الفدرالي ) الديمقراطي البرلماني ...
- مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح2
- مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح1
- بعيداً عن التعصب القومي والإثني !


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - مخاوف مشروعة بعودة العنف وإستهداف المكونات الصغيرة والسلم المجتمعي!!