أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف














المزيد.....

نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


منذ ان صحا الوسط الادبي والثقافي العراقي على فجيعة ذبح الشاعر البريكان في نهاية شباط من عام 2002 ونحن نستحضره مقترناً بجدل لاينقطع عن القيمة الحقيقية لابداعه الشعري وعن مبررات عكوفه وانزوائه وزهده عن النشر والاضواءواخيرا لغز موته المحير كرواية بوليسية غامضة الملامح والوقائع ولم يدر بخلد اي منا ان نصنفه طائفيا اوتلمس اثار ذلك في قصائده المبعثرة والمتباعدةهنا وهناك.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نستحضر هذا الجدل بغض النظر عن موقف الواحد منا من هذه الاسئلة وذلك الجدل ولكننا متيقنون ان البريكان يستحق اكثر من الوقوف عند بوابات هذه الاسئلة وتلك الاستفهامات بما يهئ لنا فهما ومدخلا لعوالمه الابداعية الغامضة والمكشوفة معا.
ولكن الجديد هذه المرة ان الذكرى الدموية لهذه الاضحية الشعرية تختلط وتذوب مع فجيعة جماعية من ضحايا الهوس الطائفي وحمى القتل على الهويات للدرجة التي يبدو فيها استذكار ذبيحتنا الشعرية في هذا الوقت استفزازا لتلك الاضحية الجماعية التي تستمر بنزيفها اليومي لتؤشر من جديد غربة الشاعر عن واقعه وغربته في موته الذي لن يعبأ به الآخرون كثيرا.
ومن هنا يكتسب استذكار البريكان هذا العام تلك النكهة الدموية الجماعية لتذكرنا بموسم جديد لنحر الشعراء افتتحه البريكان لشعراء ناجون من هلاك الفاشية وينتظرهم الان موت تنذر به حمى الارهاب وهوس الاحترابات الطائفية وغياب تقاليد الثقافة الوطنية التي اكتشفها المبدع العراقي متاخرا وهاله هذا الاكتشاف الذي جعل البعض منا ينقب في جنسيات الادباء الموتى الطائفية وحتى الاحياء منهم الذين سارعوا للبحث عن موطء طائفي لاشعارهم الجديدة وبراءة من ديوان الوطن القديم الذي لم يعد صالحا في حرب الطوائف هذه.
وجدت هذا المدخل تمهيدا معقولا لاستذكارالبريكان وسط هذا الخضم والهوس ويخفف لحد ما من غرائبية هذا الاستذكار ولربما شذوذه نوعا ما واكسابه منطقية ومشروعية.
غاب البريكان في متوالية من الغياب الشعري والجسدي ليثير وحده ودون سواه من الشعراء العراقيين غبارا من الاسئلة والشبهات لم تتوقف حتى هذ ه اللحظة.
عن النص المسستتر والغائب من اشعاره.... عن نثرياته وآرائه واهتماماته..عن مشهده اليومي الذي يرسم ملامحا لكائن شعري مفتون بالموسيقى ومستغرقا في الصمت البوذي.
ومزيد من الاسئلة التي لم تجب عنها حتى الدراسة المهمة التي قام بها الباحث والشاعرعبد الرحمن طهمازي والتي صدرت عام 89 عن دار الاداب .. ولا الملف الذي نشرته مجلة الاقلام لمرديدي الشاعر وحرره الراحل رياض ابراهيم.
كما لايجيب عن ذلك ديوانه(متاهة الفراشة) الذي اعده الشاعر باسم المرعبي والصادر عن دار(نيبور) للنشر في السويدعام 2003.
والاهم من هذا كله حسب وجهة نظري الاسباب الحقيقية لعزلته التي لم تكن قطعا اختيارية فهذا الكائن الشعري المفتون بالموسيقى والمأخوذ بشناشيل البصرة اثر العزلة في مرحلة استيلاء العصابات السياسية على الحكم ولم تبق للمبدعين حيزا لائقا الا الصمت االذي يشيرلاعتراف الشعراء الكبار بلا جدواهم في معارك السلطة.تقاطع البريكان مع سلطة الحرس القومي ونأى قبلها عن المعركة الايديولوجية للاحزاب فاتخذ الصمت تكتيكا حاذقا لعبور الواقع الى مدينة الشعراء التي يحلم بها. يعتقد بعض المقربين من التجربة البريكانية واسرارها الابداعية بان هذه العزلة كانت وراء اسطرة الشاعر الذي جعلت من هذه التجربة تبتعد شيئا عن الدراسة النقدية العلمية التي تضعها في الموضع الذي تستحقه دون زيادة او نقصان.
واخيراهل كان عبثا ان (14) قصيدة من قصائده ((اغاني العزلة) هي عبارة عن رؤى متنوعة للمصير المجهول والموت حسب استنتاج ذكي لزعيم نصارومن هذا الاستنتاج الدرامي هل سيكف موسم الاضحيات الشعرية والانسانية.
وهل ان جماعات ومؤسسات الابداع الجديدة قادرة للدفاع عن هذه الاضحيات؟
التي غادرت حياتها وهي لاتعرف من اي طائفة اتت وان رصيد خلودها يكمن في نكهة الوطن المغروس فيما انجزته وابدعته



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الرسوم الدنماركية
- الارهابيون يلاحقون((اطوار)) لمشارف قبرها
- موفق محمد سفير للوجع العراقي
- ثقافة القرصنة والانقلابات
- احمد خلف يعبر حده الفاصل ليتنبا بموت ابيه
- مكتبة عراقية في نادي الاخاء التركماني
- المشترك في نكباتنا المقدسة
- ملتقى السياب التاسيسي/المعلم محمد خضير وتسيد القصيدة العمودي ...
- ناظم السعود يتامل البنايات العالية
- العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده
- حوار مع الفنان العراقي هادي السيد
- الدرس العراقي في خروج عبد الحليم خدام
- لا تحولوا حناء البنفسج الى نافورات دماء
- مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشع ...
- اليبراليون العرب والصمت القهري
- اللعنة على قراصنة البر والبحر
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف